جرائم الحكومة أكبر.. غضب مصري بعد وصف وزير المالية دعم الوقود بـ الجريمة
تاريخ النشر: 21st, May 2024 GMT
أثار وصف وزير المالية المصري، الدكتور محمد معيط، لدعم المواد البترولية بـ "الجريمة" موجة من الجدل الواسع، حيث عبّر العديد من النشطاء وخبراء الاقتصاد عن استيائهم من هذه التصريحات، مُشيرين إلى وجود "جرائم" أخرى أكثر خطورة تُقترف بحقّ المواطنين.
وفي الوقت الذي يرى فيه معيط أن دعم الوقود يُشكل عبئا على خزينة الدولة، ويُمكن استثمار هذه الأموال في مشاريع تحسين معيشة المواطنين، يرى آخرون أن الأجور الزهيدة التي لا تتجاوز 125 دولارًا في الشهر، و تريليون و800 مليار جنيه مصري فوائد الديون المُستحقة على الدولة، وارتفاع الأسعار، وتردي خدمات الصحة والتعليم، تمثل "جرائم" أكبر بكثير، (الدولار يعادل نحو 46.
وتساءل البعض عن فائدة رفع الدعم عن الكهرباء والمياه ورفع أسعار الخدمات وتحرير الجنيه المصري، طالما لم تُثمر هذه الخطوات في تحسين معيشة المواطنين.
ويُشكل بند مدفوعات الفوائد وحده 47% إجمالي الموازنة العامة للدولة 2024-2025، أي حوالي 1.834 تريليون جنيه (38 مليار دولار)، مقارنة بـ37 بالمئة في تقديرات الموازنة الحالية التي تنتهي بنهاية تموز/ يونيو المقبل.
???? كشف البيان المالي التمهيدي لموازنة العام المالي 2025/2024، الذي أصدرته #وزارة_المالية أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024، عن التهام فوائد #الديون وحدها 47.4% من إجمالي المصروفات المتوقعة في العام الجديد، مقارنة بـ 37.4% في #موازنة العام المالي الجاري 2023/ 2024.@MofEgypt @CabinetEgy… pic.twitter.com/lQBbG28KrP — متصدقش (@matsda2sh) April 17, 2024
وتوالت ردود الفعل على تصريحات الوزير، واعتبرها البعض مُغلوطة، ومنهم من ربطها بسياق سياسي محدد، وفيما يلي بعض ردود الفعل على تصريحات الوزير:
"الدعم جريمة؟ ماذا عن الأجور الزهيدة؟"
"أكثر من تريليون و800 مليار جنيه فوائد الديون.. الجريمة الأكبر!"
"رفعتم الدعم عن كل شيء.. أين تحسّن معيشة المواطن؟"
"الحكومة تُحاول تبرير قصورها بتصريحات مُضلّلة."
وجود حكومة لا تتمتع بأي حس سياسي بينها هكذا مسئول جباية أحمق #محمد_معيط هو في حد ذاته #جريمة_في_حق_الوطن_والمواطن الذي يدفع لهم رواتبهم/مخصصاتهم التي لا نعلمها و مرتبات مستشاريهم الحمقى الأغبياء!
نعيش في حقبة كلها ظلمات بعضها فوق بعض#حفظ_الله_الوطن #اسلمي_يا_مصر pic.twitter.com/v15b1MgqP7 — Prof. Dr. MOHSEN M. ELSAYED® Schrödinger® (@OfficialMohsen0) May 21, 2024 و انهيار قيمة العملة وتآكل مدخرات المصريين وارتفاع تكاليف المعيشة بسكل جنوني جريمة برضو يا دكتور معيط لازم تشوف الصورة كاملة مش من زاوية وزارة المالية بس https://t.co/tohgVQ7WaH — Tarkovic®️ (@TarekEbaid) May 20, 2024 حينما أصبح الدعم جريمه على يد معيط..؟ https://t.co/fztEepPr4f — mohamed fawzy (@mfabass) May 21, 2024
ما حقيقة قيمة دعم الوقود في الموازنة؟
وقال وزير المالية في كلمته خلال فعاليات المؤتمر العلمي السنوي "صنع السياسات الاقتصادية في أوقات تزايد المخاطر وعدم اليقين"، الذي انعقد بجامعة القاهرة، إنه من الأفضل تخصيص هذا الدعم، الذي قدره عند 220 مليار جنيه، لتحسين معيشة المواطنين لصحة والتعليم.
عمرو أديب: تصريح وزير المالية بأن الدعم على الطاقة «جريمة» معناه إيه؟ (فيديو)https://t.co/rEHptitz3A pic.twitter.com/UZAikmMVdE — المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) May 20, 2024
وفند البعض تصريحات الوزير المغلوطة، وأشاروا إلى أن قيمة دعم المواد البترولية المتوقع في موازنة العام المالي الحالي 2023/ 2024، والذي ينتهي في 30 حزيران/ يونيو القادم، نحو 125 مليار و419 مليون جنيه فقط، بحسب البيان المالي للموازنة العامة للدولة 2024/ 2025.
كما بلغت قيمة دعم المواد البترولية في مشروع موازنة العام المالي القادم 2024/ 2025، والذي يبدأ في الأول من تموز/ يوليو القادم، نحو 154 مليار و499 مليون جنيه فقط، بحسب البيان المالي للموازنة العامة للدولة 2024/ 2025، ولم يصل إلى 220 مليار جنيه كما ادعى معيط.
✅ الحقائق:
✅ تصريحات محمد معيط غير دقيقة، إذ وقع في خطأين:
1️⃣ الخطأ الأول: "ارتفع دعم المواد البترولية في الموازنة إلى 220 مليار جنيه".
✅ تصريح غير دقيق، إذ لم تصل قيمة دعم المواد البترولية خلال الثلاث سنوات الماضية إلى 220 مليار جنيه.
???? بلغت قيمة دعم المواد البترولية في… pic.twitter.com/QEuemy0rO6 — صحيح مصر (@SaheehMasr) May 21, 2024
بدوره، استنكر الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه "الحكاية" المذاع عبر إحدى الفضائيات، بأن الدعم على الطاقة "جريمة"
وأضاف: "أنا فهمت تصريح وزير المالية بشكل واضح.. ولا أنا محتاج مترجم، ولا أروح للذكاء الصناعي أقوله عندما يقول وزير المالية أن الدعم على الطاقة جريمة ده معناه إيه؟".
ماذا عن جرائم الحكومة بحق المواطن؟
استهجن رئيس منتدى التنمية والقيمة المضافة، الدكتور أحمد خزيم، تصريحات وزير المالية ووصفها "بالمغلوطة ومردود عليها"، قائلا: "خفض الجنيه من 7 جنيهات للدولار إلى 47 جنيها أليس جريمة، التهام بند كدفوعات الفوائد حوالي 50% من إجمالي الموازنة العامة للدولة أليس جريمة، من يرتكب مثل هذه الجرائم وغيرها بحق المواطن إلى جانب طباعة الجنيه على المكشوف وانهيار قيمته هي الحكومة".
وأعرب عن اعتقاده في تصريحات لـ"عربي21": "أنه يجب محاسبة وزير المالية ووزراء المجموعة الاقتصادية على ما اقترفوه بحق المواطنين، ولولا انخفاض الجنيه إلى هذا المستوى لما كان دعم الوقود وصل إلى هذا الرقم، سعر لتر الوقود اليوم هو أعلى بكثير من سعره عالميا قبل ست سنوات عندما كان الدولار بنحو 7 جنيهات، إذن الدولة هي من تتحمل أزمة استمرار دعم الوقود الذي كان من المفترض أن ينتهي منذ سنوات".
وحمل خزيم الحكومة مسؤولية الغلاء وارتفاع الأسعار، مضيفا: "أن حديث الحكومة عن توجيه أموال الدعم إلى تحسين معيشة المواطن هو للاستهلاك المحلي، ولا قيمة له، وكل الإجراءات التي اتخذها تحت هذا المسمى لما تحقق أي شيء غير تحميل المواطن أعباء أكثر، هذا الوزير يقابل كل عجز لديه بالاقتراض، بدلا من أن يحرص على توسعة قواعد مصر الإنتاجية ولم يقدم روشتة للإصلاح المالي سوى الجباية وفرض المزيد من الرسوم والضرائب".
الدعم.. "شماعة الأنظمة لتبرير فشلها"
حول دلالة تصريحات الوزير المثيرة للجدل، قال الباحث في الاقتصاد السياسي ودراسات الجدوى والدراسات التنموية، مصطفى يوسف، "يُشير هذا الجدل إلى عمق الأزمة الاقتصادية التي تُواجهها مصر، وإلى حالة الاستياء الشعبي من السياسات الحكومية التي يُنظر إليها على أنها تُثقل كاهل المواطنين دون تقديم حلول حقيقية لتحسين معيشتهم".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "عن يجب التركيز على تحسين الأجور وخفض الأسعار ورفع مستوى الخدمات قبل الحديث عن رفع الدعم وتستغله الحكومة في تبرير فشلها المستمر وهو شماعة كل حكومة وكل وزير بل وكل رئيس"، مشيرا إلى أن "ما تنفقه الدولة على بند الفوائد وسداد الديون كان من الممكن أن يحسن جميع الخدمات المقدمة للمواطنين مثل الصحة والتعليم وتحسين ظروف الإنتاج والتصنيع".
وفند يوسف مزاعم وزير المالية المتعلقة بالتهام الدعم لبنود الموازنة أو أنه كان من الممكن توجيهها لتحسين حياة المواطنين، قائلا: "هذا كلام باطل، لقد رفعت الدولة معظم أنواع الدعم ولم يطرأ أي تحسن على حياة المواطنين بسبب سوء الإدارة وفشلها، وبررت لجوئها إلى إجراءات اقتصادية قاسية مثل تعويم الجنيه في عام 2017 وعام 2022 و2024 لإجراء إصلاحات اقتصادية وتحسين حياة المواطنين وكانت النتيجة أن حياتهم زادت سوءا وصعوبة وألما وغير قادرين على التكيف مع الغلاء وتقلبات الأسعار".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري الوقود القاهرة مصر القاهرة الوقود المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تحسین معیشة المواطن تصریحات الوزیر العامة للدولة وزیر المالیة العام المالی ملیار جنیه دعم الوقود pic twitter com
إقرأ أيضاً:
لاهاي تشهد أكبر تظاهرة في هولندا منذ 20 عاما تطالب بتغيير موقف الحكومة من إسرائيل
خرج عشرات الآلاف إلى شوارع لاهاي في هولندا، اليوم الأحد، للاحتجاج على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والمطالبة بتغيير جذري في موقف حكومتهم تجاه إسرائيل.
وارتدى معظم المتظاهرين ملابس باللون الأحمر للتعبير عن "الخط الأحمر" الذي تجاوزته القوات الإسرائيلية، بارتكابها ما وصفه المحتجون بأنها "إبادة جماعية" في غزة.
وقال المنظمون إن نحو 150 ألف شخص شاركوا في المسيرة، مما يجعلها أكبر تظاهرة تشهدها هولندا منذ 20 عاما.
وقدّر صحفيون عدد المشاركين بأكثر من 100 ألف شخص. وطالب المتظاهرون الحكومة الهولندية بوقف جميع أشكال الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، التي تواصل حصار غزة ومنع دخول المساعدات والصحفيين الدوليين، في إطار ما تصفه بأنه معركة ضد مقاتلين من حركة "حماس".
وقتل حتى اليوم أكثر من 55 ألف شخص و128،741 إصابة حسب أرقام فلسطينية جراء الهجمات الإسرائيلية وتحولت أجزاء واسعة من القطاع إلى أنقاض إضافة إلى النقص الشديد في المواد الغذائية والأدوية.
وقال منظمون: "لن نقبل بعد اليوم غض الطرف، أو المراوغات الدبلوماسية، أو التواطؤ في أبشع جرائم الحرب".
وكان عدد من منظمات الإغاثة والمنظمات الداعية للسلام قد دعت إلى تنظيم هذه التظاهرة، التي انطلقت من منطقة قرب محطة القطار الرئيسية وتوجهت نحو "قصر السلام"، مقر محكمة العدل الدولية، أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة.