سودانايل:
2024-06-16@14:58:41 GMT

السودان: تاريخ من الانكسارات المتكررة

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

زهير عثمان حمد
كلنا يحاول أن يتجاوز هذا وذاك إلى التأسي على المآل السوداني المفتّت والمنقسم على نفسه بعدما كانت الوحدة والإخاء هي شعاره، وروح التّسامح بعيدًا عن التعصُّب هي مثار فخر وهوية أفراده، فهارون مولود لأب أفريقي أو من أضوال مغمورة ، نحن مع واقع بقدر ما تنجذب للحاضر ووقائعه فإنّها – في الوقت ذاته – عالِقُة بالماضي وأحداثه، وتستحضر حكاياته ومآسيه وانكساراته؛ لذا يمكن وصفها بأنها قائمة على بنيّة دائريّة/تكراريّة سواء على مستوى البناء؛ حيث يبدو الماضي مرآة للحاضر والعكس، فأحداث الماضي مُتكرِّرة وكأننا إزاء لعبة مرايا تتبادل فيها الشخصيات الأدوار والوظائف؛ فالحفيد مرآة للجد، وهكذا.

وإذا كان الماضي أشدُّ ألمًا وانكسارًا، فإن الحاضر لا يقل عنه إيلامًا وحسرة ووجعًا، فتتواصل النكبات والانكسارات، ومن ثمّ لم تَعُدْ مأساتنا/انكساراتنا مقتصرة على أعوام تبدأ بحملة الغزو الثنائي (البريطاني – المصري) على السودان عام 1898م، والتي تصدت لها قوات المهدية في معركة كرري الشهيرة وأسفرت عن نهاية الدولة المهدية ومقتل 22.000 شهيدٍ من السودانيين و 22.000 جريحٍ و 5.000 أسيرٍ. وقام بقصف قبة المهدي بأم درمان. , ومنها حسب التسلسل التاريخي هذه الاحداث 1881: الثورة المهدية على الحكم العثماني المصري. 1899-1955: السودان تحت الحكم البريطاني-المصري المشترك. 1958 الجنرال إبراهيم عبود يقود انقلابا عسكريا ضد الحكومة المدنية المنتخبة حديثا في بداية العام. 1962: اندلاع الحرب الأهلية في الجنوب بقيادة حركة التمرد "أنيانيا". 1964: ثورة أكتوبر/تشرين الأول التي أطاحت بعبود وقيام حكومة وطنية برئاسة الصادق المهدي. 1969: الرائد جعفر محمد النميري يتزعم الانقلاب العسكري المعروف باسم "ثورة مايو". 1971: إعدام قادة الحزب الشيوعي السوداني بعد قيامهم بانقلاب ضد النميري. 1972: أصبح الجنوب منطقة حكم ذاتي، بموجب اتفاق أديس أبابا للسلام بين الحكومة وحركة "أنيانيا". 1983: الرئيس جعفر محمد النميري يعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد. وفي نفس العام نشبت الحرب الأهلية في الجنوب بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة العقيد جون قرنق بعد أن قسم النميري الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم مخالفا لقانون الحكم الذاتي للجنوب المعمول به بموجب اتفاق أديس أبابا عام 1972. 1985: اندلاع ثورة شعبية ضد حكم النميري عرفت بانتفاضة أبريل وانحاز فيها الجيش إلى جانب الشعب وتأسس مجلس عسكري مؤقت لحكم البلاد برئاسة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب. 1989: العميد عمر حسن البشير يقود انقلابا عسكريا ويستولى على الحكم، وفي العام نفسه يتم في مصر تشكيل تجمع وطني سوداني معارض يضم 13 حزبا. 1995: الرئيس المصري حسني مبارك يتهم السودان بتورطه في محاولة اغتياله في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. والضربة أميركية 1998: الولايات المتحدة تشن هجوما على مصنع للأدوية في الخرطوم بزعم أنه يصنع موادا للأسلحة الكيميائية. الثورة السودانية (2018-2019): واندلعت ثورة في السودان في ديسمبر 2018 ضد نظام الرئيس عمر البشير. واستمرت الاحتجاجات حتى أبريل 2019، عندما أطيح بالبشير من الحكم. وتم تشكيل مجلس السيادة والحكومة المدنية للانتقال إلى الديمقراطية. مجزرة القيادة (2019): في يونيو 2019، قامت قوات الأمن السودانية بفض اعتصام المعتصمين في الخرطوم بالقوة. أسفرت هذه الأحداث عن مقتل العديد من المتظاهرين وتصاعد التوترات و الحرب الحالية، السودان يشهد توترات داخلية وصراعات مستمرة في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
تتعامل الحكومة مع تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية. و اشتعلت الحروب في الأجزاء الآمنة من أرض الوطن. بين الجيش والدعم السريع ونقلت الحركة الشعبية لتحرير السودان معاركها العسكرية الى مناطق جديدة خارج حدودها التقليدية، حيث شملت مناطق كجنوب النيل الأزرق، و جبال النوبة. كما إمتدت الحركات المسلحة لتشمل العديد من مناطق شرق السودان. لكن أخطر الحركات المسلحة برزت فى غرب السودان التي الان يتم تصفيتها بهذه الحرب ، و بالتحديد فى إقليم دارفور المنكوب بقادته يبدو أن الشواهد العينيّة على حالة الموات والانكسار التي تمر بها الأمة السودانية ، لا تقف عند تواريخ /أحداث الماضي فحسب، بل هي مستمرة وتتكرّر بين الفينة والأخرى، فمدونة التاريخ تحتفظ لنا ، منذ القدم بتاريخ – مع الأسف – حافل بالانكسارات والخيبات والهزائم؛ و من حوادث يُمثِّل تذكُّرها – لنا – فجيعة كبرى. .
هذه الأمة لديها كم هائل من التحديات , من التعددية الثقافية واللغوية: يمكنك التطرق إلى التنوع الثقافي واللغوي في السودان، حيث يعيش به مجموعة متنوعة من الأعراق والقوميات واللغات. التحديات الاقتصادية والاجتماعية: يمكنك التحدث عن التحديات التي يواجهها السودان في مجالات مثل الفقر والبطالة والتعليم والصحة. التطورات السياسية الحديثة: يمكنك ذكر الأحداث السياسية الأخيرة، مثل الثورة السودانية في 2018-2019 والتغييرات الحكومية التي أعقبتها. التحديات الأمنية: يمكنك الإشارة إلى التوترات الداخلية والصراعات في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. التطلعات المستقبلية: يمكنك أن تتحدث عن آمال وتطلعات الشعب السوداني للمستقبل، وكيف يمكن تحقيق التقدم والاستقرار. العوامل الرئيسية التي ساهمت في المآسي المتكررة في السودان: النزاعات الداخلية: النزاعات المستمرة بين الجيش والمليشيات والمتمردين أدت إلى تدهور الأمن والاستقرار. التمييز والاستبعاد: التمييز العرقي والاجتماعي والاقتصادي أثر على العدالة الاجتماعية وزاد من التوترات. التغيرات المناخية والجفاف: الجفاف المتكرر وتدهور البيئة أثرت على الزراعة والموارد المائية. التحولات السياسية والاقتصادية: الانقلابات والتغييرات الحكومية أثرت على الاستقرار السياسي والاقتصادي. التحديات الرئيسية التي تواجه السودان اليوم: الأزمة الإنسانية: نقص الغذاء والمياه والدواء والوقود يؤثر على حياة المدنيين. الأمن والعنف: النزاعات المستمرة والعنف يعرقلان الاستقرار ويؤديان إلى خسائر بشرية ومادية. التحديات الاقتصادية: تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار يؤثران على معيشة الناس. الآفاق المستقبلية للسودان: يجب تعزيز الحوار السياسي والتسوية السلمية للأزمة الحالية. يجب تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد وتوفير الخدمات الأساسية. يجب تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح والعدالة الاجتماعي
فلقد صارنا الضحايا على اختلاف جلادينا، سواء كان هذا الجلاد من بنى جلدتنا، أو غريب محتل بغيض، تارة يفرض نفوذه بالقوة، وفي الوقت ذاته يُحدث تغريب مفجع لنا وللأجداد فيمًا عُرِفَ بأسقاط دولة 1956، وها هو ما يتكرّر مرة ثانية، بعد أحداث هذا الاقتتال والفوضى، لكنها هذه المرة للنجاة من قصاص الثوار والهروب من جرائم الفساد (إنْ تَمّتْ) وهذا بطش المستبد الوطني. قد تدين الحاضر والماضي معًا، نعرِّي خيباتنا وانكساراتنا، ونشير وموطن الضعف ونشخص الداء دون مواربة، لا تكتفي بالتلميح والإشارة، فلا تقف عند شخصيات بعينها، وإنما عينها على سبب الأزمة الحقيقي، وهم وآفاتنا ونكبة البلاد والعباد .

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عيد الأضحى لـ 2024.. سابقة في تاريخ المغرب

 أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

على بعد 4 أيام فقط من عيد الأضحى، استفزني كثيرا وأنا أطالع صفحات الفيسبوك، مشهد الحزن العميق الذي يخيم حاليا على الأجواء العامة ببلادنا، ما اجبرني على طرح أسئلة عريضة، للأسف الشديد، لم أجد لها أجوبة شافية.

ما الذي تغير بين الأمس القريب واليوم؟ سؤال مؤرق يختزل حجم البؤس الذي يسكن شوارعنا بعد أن غاب عنها صوت "بعبعة" الخراف وهي في طريقها إلى البيوت، وخلفها أطفال تملأ السعادة وجوههم الصغيرة، فرحا بقدوم ضيف عزيز.

وحتى وقت قريب، كانت كل مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، تتجسد على أرض الواقع أياما طويلة قبل حلوله، ففي الأسواق كما الأزقة والشوارع، تبرز أنشطة تجارية عديدة موازية، من قبيل تجارة العلف، الفحم، السكاكين، والنقل.. "المهم كانت الحركة دايرة والرواج وكلشي فرحان..". 

هذا المشهد تحديدا، كنا حتى زمن قريب، نعاينه كل يوم مئات المرات، بل وكان مصدر سعادة لدى الجميع، قبل أن يتحول لأسباب غير مفهومة تماما، إلى مناسبة حزينة بطعم العلقم، تخلف ورائها مآس اجتماعية، غالبا ما تتسبب في مشاكل نفسية ومادية حادة.

الشاهد على ما قيل، الخطاب "السوداوي" الرائج بين غالبية النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أخرج هذا الطقس الديني عن مقاصده الشرعية، بسبب كلفته المادية التي أضحت عبئا ثقيلا على كاهل غالبية المغاربة بفعل الزيادات الصاروخية التي طرأت على أسعاره خلال السنوات الأخيرة. 

الحنين إلى الماضي الجميل، أصبح مجرد ذكرى تتقاذفها الأيام، والخوف كل الخوف أن يتراجع المغاربة (خاصة الأجيال القادمة) عن إحياء مناسبات عدة، شكلت على مر التاريخ جزء لا يتجزأ من عاداتنا و طقسا من طقوسنا الدينية الثابتة، بسبب هذه الإكراهات الصعبة المرتبطة أساسا بغلاء المعيشة.

المثير في الموضوع أيضا، هو التحول غير المسبوق في نمط تفكير فئات عريضة من المغاربة، بعد أن باتت تجهر دون حرج بعدم رغبتها في شراء أضحية العيد، كنوع من الاحتجاج على غلاء الأسعار التي فاقت بشكل مفرط القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، وهو ما يثير مخاوف العديد من أفراد المجتمع من أن يصبح هذا التمرد الفجائي، عادة راسخة لدى البعض خلال قادم السنوات.

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي : انتهاكات المليشيات ضد الناشطين تؤكد صحة دعواتنا المتكررة لنقل مقرات المنظمات إلى عدن
  • بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. قافلة أضاحي من أبناء الحديدة بأكثر من 700 ماشية للمرابطين في الجبهات
  • ليس الخرطوم وحدها التي تتمادى في نقض العهود: جوزيف لاقو قال الدينكا بهم جوع للحكم
  • السنغال تجدد بالأمم المتحدة دعمها الثابت للوحدة الترابية المغربية ولمبادرة الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء
  • عيد الأضحى لـ 2024.. سابقة في تاريخ المغرب
  • وقف الحرب واستعادة الحكم المدني.. أنور قرقاش يبين حقيقة موقف الإمارات من الأحداث في السودان وسط تفاعل
  • في إحاطة لـ "مجلس الأمن".. غروندبرغ يحذر من مغبة التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن "نص الإحاطة"
  • “التوظيف مقابل المال”.. تخفيض الحكم الصادر في حق مستشار وزير العدل الأسبق
  • الإصلاحات الإقتصادية
  • قبل العيد.. طريقة عمل كباب الحلة بألذ طعم وريحة بصوص البصل المكرمل