قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الرئيس التونسي قيس سعيّد يشن حملة قمع جديدة على المعارضة، استهدفت المحامين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني قبل الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذا العام.

جاء ذلك بعد إصدار حكم السجن لمدة عام على صحفييْن بسبب تعليقات سياسية أدلوا بها على وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميدل إيست آي: نهج بايدن تجاه رفح وغزة تذكار بالضعف الأميركيميدل إيست آي: نهج بايدن تجاه ...list 2 of 2نيويورك تايمز: العدل الدولية تعمق عزلة إسرائيل المتزايدةنيويورك تايمز: العدل الدولية ...end of list

ونقلت الصحيفة عن رئيس نقابة الصحفيين التونسيين زياد دبار قوله لإذاعة موزاييك إف إم المحلية، قوله: "لقد دخلنا الآن في منطق تجريم الرأي".

وذكر التقرير أن ما لا يقل عن 10 أشخاص اعتقلوا هذا الشهر فيما وصفته منظمة العفو الدولية بـ "حملة قمعية غير مسبوقة" ضد شخصيات المجتمع المدني.

ومن بين المعتقلين مسؤولون في منظمات غير حكومية تترافع دعما لقضايا المهاجرين غير النظاميين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.

سراب الديمقراطية

وذكّرت الصحيفة بأن سعيّد انتخب عام 2019 رئيسا لتونس التي كان ينظر إليها على أنها الديمقراطية الوحيدة التي خرجت من انتفاضات الربيع العربي عام 2011، لكنه سرعان ما استولى على السلطة بشكل كامل عام 2021، ومنذ ذلك الحين قام بتفكيك منهجي للديمقراطية الناشئة في البلاد، وسجن المعارضين وغيّر الدستور لتركيز السلطة في يديه، تؤكد فايننشال تايمز.

وذكرت الصحيفة أن المفوضية الأوروبية أكدت هذا الشهر أنها تشعر بالقلق إزاء موجة الاعتقالات، وقالت إنه رغم "الاستبداد المتزايد"، من المقرر أن تتلقى تونس ما يصل إلى 278 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي حتى عام 2027 لتدبير ملف الهجرة غير النظامية التي تؤرق أوروبا.

وأضافت أنه من بين المعتقلين في حملة القمع الحالية سونيا الدهماني، وهي محامية كانت قد أدلت بتصريحات ساخرة تلقي بظلال من الشك على تأكيدات الرئيس سعيّد أن المهاجرين من جنوب الصحراء يريدون الاستقرار في تونس.

وصرح سعيّد العام الماضي بأن بلاده كانت هدفا لمؤامرة لتغيير تركيبتها الديمغرافية من خلال جلب أشخاص من دول جنوب الصحراء، وأثارت تصريحاته موجة من الهجمات العنيفة ضد المهاجرين غير النظاميين.

تهديد دائم

ونقلت فايننشال تايمز عن المحامية دليلة بن مبارك -التي كان شقيقها من بين السياسيين المعارضين الذين سجنهم سعيّد العام الماضي- قولها إن الصحفيين والمحامين وغيرهم من منتقدي الرئيس شعروا بالتهديد.

وتابعت موضحة: "نحن جميعا نعتبر أنفسنا أحرارا مؤقتا"، مضيفة أن هناك "جهدا ممنهجا لتشويه" الأشخاص الذين يتخذون موقفا مستقلا أو يدعمون حقوق الإنسان، فهم متهمون بالخيانة والعملاء لدول أجنبية.

ونقلت الصحيفة عن موظف في منظمة غير حكومية مقرها تونس العاصمة تعمل مع المهاجرين غير النظاميين، طلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام، قوله: "إذا نظرت إلى جميع الأشخاص الذين تم استدعاؤهم، فستجد أن كل ذلك لأسباب مالية. ولكن إذا نظرت عن كثب، ستجدهم قد ساعدوا المهاجرين جميعا".

وأضاف الموظف: "نحن نستعد، حيث سيتعين على الجميع مواجهة هذا، نحن خائفون، إن مساعدة الناس سوف تصبح جريمة، لقد تم بالفعل استدعاء غالبية شركائنا، إنهم في السجن".

ووفق الصحيفة، فقد غادر بعض النشطاء تونس الشهر الماضي بعد تلقيهم تهديدات، وبعد أن استجوبتهم السلطات مرارا وتكرارا بشأن تمويلهم وفتشت مكاتبهم.

وذكرت فايننشال تايمز أن السلطات التونسية نفذت اعتقالات واسعة النطاق للمهاجرين غير النظاميين واللاجئين في الأشهر الأخيرة وطردتهم إلى الجزائر أو ليبيا، وفقا لدبلوماسيين ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية.

وسبق أن نفت وزارة الخارجية التونسية انتهاك حقوق المهاجرين غير النظاميين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات المهاجرین غیر النظامیین فایننشال تایمز

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: الحرب الروسية الأوكرانية في تصعيد غير مسبوق

قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تعد مجرد صراع تقليدي، بل وصلت إلى مستويات تصعيد غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الجميع كان يتوقع أن تكون حربًا سريعة، إلا أن الواقع فرض معادلة معقدة وطويلة الأمد.

الحرب الروسية الأوكرانية.. وفود البلدين في إسطنبول لحضور محادثات السلامإنشاء منطقة عازلة.. هل تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية أم يزيد التصعيد؟

وأضاف خلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، أن الحرب التي بدأت في 2022، فاجأت العالم بامتدادها واستمرارها رغم الجهود الدولية والمبادرات الدبلوماسية.

قصف مكثف داخل روسيا

وتابع عيسى أن الحدث الأخير داخل الأراضي الروسية لم يكن طبيعيًا، حيث كشفت التقارير عن قصف 137 طائرة مسيّرة أوكرانية لمواقع وقواعد جوية داخل روسيا، بالإضافة إلى إطلاق 41 صاروخًا عابرًا، وهو ما يكشف عن تطور نوعي في القدرات الهجومية لأوكرانيا.

لا انتصار قريب.. ولا نهاية في الأفق

وأكد إبراهيم عيسى أن الرهانات على نهاية قريبة للحرب فشلت تمامًا، مشيرًا إلى أن روسيا، رغم قوتها، لم تحقق انتصارًا حاسمًا، كما أن أوكرانيا باتت أكثر شراسة في الدفاع والهجوم.

وأوضح أن الحرب تجاوزت الحسابات العسكرية البسيطة، وأصبحت صراعًا استراتيجيًا معقّد الأبعاد، لافتًا إلى أن روسيا سترد بقوة على الهجمات الأخيرة، ما يُنذر بمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة.

 وأكد عيسى حديثه بتأكيد أن "الكثيرين لا يتعلمون من التاريخ، الذي لم يُغلق كتابه بعد"، مضيفًا أن العالم لا يزال يكرر أخطاء الماضي في التعامل مع الصراعات الكبرى، مشيرًا إلى أن بقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الأيام الأولى كان أمنية عالمية بسبب هشاشة الوضع حينها.

طباعة شارك الإعلامي إبراهيم عيسى الحرب الروسية الأوكرانية الأراضي الروسية روسيا أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • السلطات الروسية تعلق حركة المرور مؤقتا على جسر القرم
  • بنك «D360» يدخل مفاوضات لجولة تمويل كبرى واستهداف توسع غير مسبوق
  • ابتداء من اليوم.. توقف رحلات القطار الدولي الجزائر-تونس مؤقتا
  • نيويورك تايمز: واشنطن تتوقع رد انتقامي كبير من روسيا على أوكرانيا
  • مطار صبيحة جوكتشن في إسطنبول يحقق إنجازًا غير مسبوق
  • إبراهيم عيسى: الحرب الروسية الأوكرانية في تصعيد غير مسبوق
  • باليستي يمني يدخل إسرائيل الإنذار ويغلق الأجواء مؤقتاً (فيديو)
  • رغم ارتفاع سعرها... طلب غير مسبوق على دمية في لبنان (صورة)
  • تقرير: ارتباك داخل الإدارة الأمريكية يوقف مؤقتاً العقوبات على إيران
  • تقرير بفايننشال تايمز: داخل المعركة لإنقاذ المرضى بآخر مستشفيات غزة