فايننشال تايمز: إسرائيل بحاجة لقيادة مسؤولة ونتنياهو ليس الحل
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
سرايا - تقول صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحية لها إن إسرائيل -التي تتعرض لضغط متزايد من قبل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية– تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى لقيادة مسؤولة ورصينة لا يرغب رئيس الوزراء الحالي في توفيرها ولا يستطيع ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل وجدت حاليا أن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أصبح عبئا عليها، وأن هجومه على غزة يبدو متعثرا بأهداف رئيسية لم تتحقق، وأن وعده بـ"النصر الكامل" أصبح بعيد المنال.
وأضافت أنه رغم أن إسرائيل ليست من الدول الموقعة على المحكمة الجنائية الدولية التي قد يرفض قضاتها طلب المدعي العام كريم خان إصدار مذكرة اعتقال لنتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورغم أن أوامر محكمة العدل الدولية من المرجح ألا يتم تنفيذها فإن تل أبيب تجد نفسها أمام عزلة دولية متزايدة.
وأشارت الصحيفة إلى تعهد عدد من الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، واصفة ذلك بالضربة "الرمزية" لنتنياهو الذي يرفض أي حديث عن حل الدولتين.
وقالت إن هذه الاعترافات المتوقعة والضغوط القانونية يجب أن تكون دعوة للاستيقاظ، ولحظة لكي يدرك الإسرائيليون المعتدلون أنه على الرغم من التعاطف العالمي مع إسرائيل بسبب الهجوم "المروع" لحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي فإن تصرفات حكومتهم اليمينية المتطرفة تدفع البلاد إلى عزلة أكبر.
ووصفت الافتتاحية رد فعل إسرائيل على قرارات الجنائية الدولية -التي قالت فيها إن المدعي العام لها ينكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس- بأنها معيبة، إذ إن كريم خان يعترف في طلبه بهذا الحق، لكنه يقول إنه كان ينبغي ممارسته بطريقة تتوافق مع قواعد الحرب.
وأوضحت أن طلبات الاعتقال تسعى إلى إثبات أن قوانين النزاع تنطبق على القادة المنتخبين وقواتهم المسلحة، وكذلك على المستبدين والجهات الفاعلة غير الحكومية أو "الإرهابية"، وقد تساعد في تعزيز مصداقية محكمة أدى تركيزها الأولي على أفريقيا إلى اتهامات بأنها تستهدف البلدان النامية فقط.
وختمت "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بأن شركاء إسرائيل يشعرون بالإحباط بسبب مقاومة نتنياهو السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة المدمرة، والتصميم على المضي قدما في الهجوم في رفح، كما أنهم غاضبون أيضا من رفضه وضع خطة قابلة للتطبيق للقطاع بعد الصراع، وفشله في كبح جماح المستوطنين اليهود الهائجين في الضفة الغربية المحتلة، ورفض إسرائيل خطط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لاتخاذ خطوات نحو حل الدولتين "وهذا هو السبيل الوحيد لتوفير الأمن الطويل الأجل الذي تتطلبه إسرائيل".
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: تعليقات ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إسرائيل تلقت، خلال أكثر من 18 شهرا من الحرب بقطاع غزة، انتقادات شديدة من القادة الأجانب ومنظمات الإغاثة، لكنها نادرا ما واجهت إدانة علنية مستمرة، ناهيك عن عواقب ملموسة، من حلفائها المقربين.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم رئيس مكتبها في القدس باتريك كينغسلي- إلى أن شركاء لإسرائيل، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أصبحوا في الأسابيع الأخيرة أكثر استعدادا لممارسة ضغوط علنية عليها، حتى إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا يوم الأحد إلى تهدئة الحرب.
وقال ترامب للصحفيين قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة "إسرائيل. تحدثنا معهم، ونريد أن نرى هل بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن". وهذا التعليق يتناقض مع الموقف العلني الذي اتخذه عند توليه منصبه عندما ألقى باللوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدلا من إسرائيل في استمرار الحرب، وإظهار وحدته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
عواقب وخيمة
وجاء تعليق ترامب الأخير -حسب الصحيفة- قبل ساعات من تعبير الحكومة الألمانية، الداعمة لإسرائيل عادة، عن انتقادها الشديد للهجمات الإسرائيلية الموسعة على غزة، وقال المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس "ما الذي يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الآن؟ بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين".
إعلانويأتي التحول الألماني بعد أيام من تدخل مماثل من قبل الحكومة الإيطالية اليمينية، وهي حليف آخر لإسرائيل تجنّب سابقا مثل هذه الإدانة الشديدة لها، وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني "يجب على نتنياهو وقف الغارات على غزة. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين".
وكان جهد منسق بين بريطانيا وكندا وفرنسا قد سبق هذه التدخلات حين انتقدت هذه الدول قرار إسرائيل توسيع عملياتها في غزة، وأوضحت في بيان مشترك أن هذا التوسع "غير متناسب على الإطلاق"، وحذرت من عواقب وخيمة إذا لم تغير إسرائيل مسارها.
وبالفعل علقت بريطانيا مفاوضاتها التجارية مع إسرائيل، كما فرضت عقوبات على المتطرفين الإسرائيليين الذين يقودون جهودا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة، كما تسعى فرنسا لتنظيم مؤتمر في يونيو/حزيران المقبل بالشراكة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة إقامة دولة فلسطينية.
دولة منبوذة
ومع ذلك، تواصل هذه الدول دعم إسرائيل بطرق عملية عديدة، حسب الصحيفة، وذلك من خلال الشراكات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية، إذ تزود الولايات المتحدة إسرائيل بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، مما يسهم في استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، كما ساعدت بريطانيا وفرنسا في حمايتها من الصواريخ الباليستية الإيرانية، ومن المرجح أن تفعلا ذلك مرة أخرى.
غير أن التحول في نبرة هذه الدول ورسائلها، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يشيران إلى أن أقوى شركاء إسرائيل بدؤوا يفقدون صبرهم تجاه نتنياهو، ولكن إسرائيل حتى الآن لم تبد أي تغيير، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن بلاده ستتخذ "إجراءات أحادية الجانب" إذا اتخذت خطوات أخرى ضدها.
مع أن نتنياهو بقي مصرا على موقفه واتهم بريطانيا وكندا وفرنسا بتشجيع حماس، فإن جهات داخل إسرائيل اعتبرت هذه الخطوات تتجه بها نحو العزلة الدبلوماسية، وكتب إيتامار آيخنر المراسل الدبلوماسي في صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل وصلت إلى أدنى مستوياتها الدبلوماسية بعد 593 يوما من الحرب، وتحولت إلى دولةٍ منبوذة.
إعلان