سكان المحافظات المحتلة يحترقون بحر الصيف ولهيب الأسعار
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
يمانيون – متابعات
للعام التاسع تواليا تواصل حكومات المرتزقة المتعاقبة رحلة البحث عن حلول لإشكاليات انعدام الخدمات، وانهيار العملة غير القانونية، وانعكاسات ذلك على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين في المحافظات المحتلة.
لا يمر أسبوع أو شهر أحيانا دون أن تجتمع حكومة التناقضات هذه ولو عبر دائرة تلفزيونية تجمع أعضائها الموزعين على دول المنطقة لمناقشة ما تسميه الإجراءات العاجلة لوقف تراجع العملة، والسيطرة على أسعار الصرف ووقف انعكاساته الخطيرة على معيشة وحياة المواطنين، لكن هذه الاجتماعات لا تؤتي أي ثمار أو يكون لها أي تأثير إيجابي يلمسه المواطن المغلوب على أمره في المحافظات المحتلة، بقدر ما أصبحت مكرسة للاستهلاك الإعلامي وتسجيل الحضور أمام الرأي العام.
وفيما يواجه سكان تلك المحافظات حرارة الصيف المرتفعة بدون كهرباء، لازلت هذه المسماة “حكومة” تتحدث عن الإجراءات الواجب تنفيذها بما يؤدي إلى تخفيف المعاناة القائمة حد زعمها، وخصوصا خدمة الكهرباء.
وإلى جانب موجة الحر الشديدة يواجه أبناء المحافظات الجنوبية حرب أسعار، وغلاء معيشي ومعاناة مريرة لا آخر لها في الجوانب الاقتصادية والمعيشية والخدمية نتيجة تراجع أسعار صرف العملة المتداولة في تلك المحافظات، وما يترتب على ذلك من ارتفاعات مستمرة في أسعار المواد الغذائية الأساسية ومنها رغيف الخبز الذي باتت الكثير من الأسر عاجزة عن توفيره بالشكل الكافي الذي يسد رمقها.
تواصل هذه الحكومة الفاسدة والعاجزة إطلاق الوعود الكاذبة وإلهاء المواطنين بترهاتها المعهودة بشأن عزمها على اتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات حاسمة على المدى القصير، لمعالجة الإشكاليات الماثلة والتي تتفاقم يوما بعد يوم نتيجة انهيار العملة التي قامت بطباعة كميات كبيرة منها دون أن تضع حسابا لما ستحدثه من كارثة اقتصادية، لا يمكن معالجتها سوى بسحبها من السوق المصرفية.
ويأتي في سياق ذلك أكذوبة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، التي أصبحت العنوان الأبرز لهذه الحكومة منذ سنوات، مما أفقدها الثقة والمصداقية لدى المواطن الذي انتظر طويلا دون أن يرى أي نتائج لما يسمى تنفيذ مسار الإصلاحات المزعوم، والذي لم يُحدث حتى الآن أي انعكاس إيجابي على الحياة المعيشية.
أصبحت معاناة المواطنين وحرب الخدمات التي يواجهونها في المحافظات المحتلة وسيلة للمتاجرة بيد كبار المرتزقة والنافذين للحصول على المزيد من أموال المانحين التي لا يصل منها شيء، ولا تحدث أي تحسن في الخدمات والوضع المعيشي، والمعاناة الإنسانية الكارثية.
لا تفلح هذه الحكومة سوى في الترويج لما تسميه خططها الاستراتيجية وأولوياتها في إيجاد حلول مستدامة على المستويين الخدمي والتنموي تتجاوز الحلول الترقيعية حد قولها، لكنها تشترط من أجل تحقيق ذلك وجود شراكات إقليمية ودولية تضطلع بتحويل هذه الخطط إلى إجراءات تنفيذية وتتكفل بتوفير كافة التمويلات اللازمة لذلك.
أما المانحون فقد أوصلتهم هذه الحكومة وسابقاتها إلى مرحلة اليأس بما فيها دول تحالف العدوان نفسها التي أرهقها حكومات الأتباع ماليا تحت يافطة دعم الاقتصاد اليمني، وتقديم الخدمات الأساسية، ومواجهة الضغوط التمويلية الكبيرة التي فرضتها المرحلة، دون أن يتحقق من ذلك شيء، وكأن هذه الحكومة المزعومة تحولت إلى ثقب أسود يلتهم كل ما يصل إلى اليمن من دعم وتمويلات ومساعدات.
تتعهد هذه الحكومة على الدوام بمضاعفة الجهود والعمل بوتيرة عالية على تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات، لكن النتيجة تكون مغايرة تماما، وتتكشف المزيد من الحقائق والوقائع عما تقوم به من فساد ونهب وتلاعب بأموال الشعب اليمني، ومتاجرة بثرواته، واستغلال فاضح لما بيدها من صلاحيات في ممارسة الفساد المالي والاداري وارتكاب المزيد من المخالفات القانونية، والخيانات العظمى للبلد والشعب التي من ضمنها إباحة السيادة الوطنية.
في مقابل ذلك طفح الكيل لدى المواطنين بانتظار أي تعاط فاعل لهذه الحكومة مع التحديات الراهنة، كما سئموا أكاذيبها المتعلقة بترجمة خططها إلى برامج تنفيذية على صعيد مكافحة الفساد، وترشيد الانفاق، والتوظيف الأمثل للمساعدات والمنح الخارجية، وتنمية الموارد، وغيرها من الترهات.
بات الجميع يعتبرون الحديث عن هذه الخطط والبرامج الوهمية لهذه الحكومة اعترافا ضمنيا لأعضائها بممارسة الفساد ونهب المواد والاستئثار بالمساعدات والمنح الخارجية لمصالحهم الشخصية، مستدلين بما بات يمتلكه هؤلاء الهوامير من عقارات وشركات وثروات في كثير من البلدان على مستوى المنطقة والعالم.
وإلى جانب حرب الخدمات وغلاء الأسعار يبرز شبح الانفلات الأمني ليزيد الطين بلة، ويحيل حياة ملايين المواطنين في المحافظات المحتلة إلى جحيم على إثر ما يتعرضون له من نهب وسلب واعتداءات وانتهاكات متعددة دون أن يحظوا بأي إنصاف من قبل الأجهزة الأمنية والضبطية القائمة هناك، والتي تحولت هي الأخرى إلى أداة لظلم المواطنين وقمعهم.
ويتهم أبناء المحافظات الجنوبية تحالف العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقته بتدمير المقدرات الوطنية في تلك المحافظات، والوقوف وراء الأزمات المتعددة التي تعانيها، والتي يفرض العدوان من خلالها عقابا جماعيا على أبنائها.
يستخدم الاحتلال ومرتزقته منذ سنوات حرب الخدمات ضد الملايين من سكان المحافظات المحتلة، فعلى سبيل المثال تصاعدت أزمة الكهرباء إلى مستويات غير مسبوقة في مدينة عدن مؤخراً، نتيجة تعطيل مصافي عدن وتدميرها وتحويلها إلى خزانات نفطية لتجار السوق السوداء.
وعليه فقد أصبحت هذه الأزمات المفتعلة من قبل الاحتلال وأدواته وفي المقدمة انقطاع الكهرباء والانفلات الأمني وانعدام الخدمات على نطاق واسع هي السمة الغالبة والسائدة في تلك المحافظات كنتاج لسياسات التدمير التي اتبعها تحالف العدوان عبر أدواته من العملاء والمرتزقة، وما يمارسونه من نهب لموارد تلك المحافظات، والتي تكفي لتوفير كافة الخدمات الأساسية للمواطنين.
سياسيا تواصل حكومة الارتزاق تناقضاتها الفجة بشأن العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، إذ لا تغفل في كل اجتماعاتها عن مطالبة المجتمع الدولي بوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد سفن الكيان الصهيوني وداعميه لمحاولة تشويه هذا الموقف العظيم والشجاع الذي تبنته القيادة في صنعاء لنصرة الأشقاء في فلسطين، وتتحدث في نفس الوقت عن حق الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.
أما رئيس حكومة المرتزقة فيواصل إحاطة أعضاء حكومته بآخر التطورات حول نتائج رحلاته المكوكية لاستجداء دول تحالف العدوان والمجتمع الدولي ككل لمواصلة توفير الدعم السخي لحكومته وأعضائها بما يحقق لهم المزيد من الثراء والرخاء.
كما لا ينسى إحاطتهم بنتائج زياراته وتواصلاته مع عواصم الدول المشاركة في العدوان على فلسطين واليمن، وما قدمه من وعود خائبة لتلك الحكومات الداعمة والمساندة للكيان الصهيوني بما يساعد هذا الكيان على الإجهاز بشكل أسرع على من تبقى من أهالي غزة دون أن تتعرض مصالحه لأي تهديدات من قبل اليمن.
– سبأ : يحيى جارالله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی المحافظات المحتلة تحالف العدوان تلک المحافظات هذه الحکومة المزید من دون أن
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: التعليم والصحة وتحسين الخدمات على رأس أولويات الحكومة
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في ختام جولته بمشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بقرى مركز شبين القناطر اليوم السبت، مشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي.
ورافق رئيس مجلس الوزراء، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، ووزيرة التنمية المحلية، القائم بأعمال وزير البيئة، ومحافظ القليوبية، ونائب المحافظ، ومسئولو الشركة المنفذة.
وعقب وصول رئيس الوزراء لمقر المشروع، قدم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، عرضا حول موقف تقديم الخدمات الصحية لأهالي محافظة القليوبية، مشيرًا في ضوء ذلك إلى أنه تم تقديم 7 ملايين و849 ألفًا و897 خدمة طبية لأهالي المحافظة، خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2025، ضمن جهود الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030.
وقال الدكتور خالد عبد الغفار: «قدمت المستشفيات 2 مليون و774 ألفًا و571 خدمة شملت الطوارئ، والعيادات الخارجية، والرعايات المركزة، والغسيل الكلوي والعلاج الطبيعي، إلى جانب 78 ألفًا و514 خدمة عبر 38 عيادة مسائية، و13 ألفًا و837 خدمة تشخيص عن بُعد في 5 مستشفيات، و55 ألفًا و127 خدمة من خلال 75 قافلة طبية استهدفت المناطق النائية».
وفي إطار التطوير، أوضح نائب رئيس الوزراء أنه تم رفع كفاءة أقسام طبية في 8 مستشفيات، وإدخال تخصصات جديدة بمستشفى القناطر الخيرية، وتفعيل جراحات التجميل والمخ والأعصاب والمناظير بشبين القناطر، وزيادة أسرة الرعايات ببهتيم، وإنشاء وحدة مناظير بحميات بنها، مع التطوير الشامل لمستشفى طوخ المركزي، وتفعيل عيادتي النفسية والإدمان وجراحات التجميل بمستشفى أبو النجا.
أما على مستوى الرعاية الأولية، فأشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه تم تقديم 5 ملايين و75 ألفًا و326 خدمة، واعتماد 7 وحدات صحية من هيئة الاعتماد والرقابة، وتفعيل عيادات الدعم النفسي بـ 12 منشأة، واستلام 9 منشآت ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وتشغيل 7 وحدات من أصل 25، مع تشغيل مكتب صحة المختار، ومركز طبي قليوب على مدار 24 ساعة.
من جانبه، أشار الدكتور أسامة الشلقاني، وكيل الوزارة بالقليوبية، إلى تنفيذ 2906 دورات تدريبية تخصصية بالمستشفيات، بجانب 2624 دورة وورشة عمل بالإدارات الصحية، لمواكبة أحدث البروتوكولات العلاجية، إلى جانب المرور الرقابي على 7571 منشأة طبية خاصة و7802 منشأة غذائية، لضمان تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة.
وفيما يتعلق بمشروع إنشاء مستشفى شبين القناطر المركزي، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بسعة 221 سريرا، استعرض رئيس الوزراء معدلات التنفيذ وما تم إنجازه خلال الفترة الماضية بهذا المشروع، موجّهًا بضرورة الالتزام بالبرامج الزمنية المحددة، ورفع كفاءة منظومة السلامة والصحة المهنية، وتطبيق أعلى معايير الجودة في مختلف مراحل التنفيذ.
وأوضح محافظ القليوبية أن هذا المشروع يعد أضخم المشروعات الصحية التي تُنفذ ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" في المحافظة، ويمثل نقلة نوعية في الخدمات الطبية المقدمة للمركز والمناطق المحيطة به، وقد تم تصميمه بأعلى المواصفات والجودة العالمية، ويهدف إلى توفير رعاية طبية متقدمة وتخفيف العبء عن المستشفيات الأخرى بالمحافظة.
وقال الدكتور شريف مصطفى، مساعد وزير الصحة والسكان للمشروعات القومية، إن المشروع يقام على مساحة إجمالية تبلغ نحو 20 ألف م2 تقريباً، وسيتم توريد التجهيزات الطبية وغير الطبي بمعرفة وزارة الصحة، مؤكدًا أن المشروع ليس مجرد مبنى للمستشفى، بل هو مجمع طبي متكامل، لافتا إلى أن المبنى الرئيسي للمستشفى يضم جميع الأقسام العلاجية والجراحية منها «6 غرف عمليات، و48 سريرا للغسيل الكلوي، و27 سريرا بالعناية المركزة، بالإضافة إلى 8 أسرة عناية للأطفال، و21 حضّانة للأطفال المبتسرين، و173 سرير إقامة، بالإضافة إلى 23 عيادة خارجية متخصصة».
وخلال تفقده للمشروع، استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرح من مسئول المشروع بالشركة المنفذة حول مكوناته، الذي أوضح أنه يضم 13 مبنى رئيسيًا وخدميًا، تشمل المبنى الرئيسي للمستشفى، مكوّن من دور أرضي + 6 أدوار، مقام على مساحة 4500 م² مسطح، ثم مبنى «البلازما وبنك الدم» وهو مكوّن من طابقين «أرضي وأول»، على مساحة 500 م² مسطح، بالإضافة إلى مبنى مدرسة التمريض وسكن الأطباء، وهو مكوّن من أرضي + دورين، على مساحة 1700 م² مسطح.
كما أن هناك 7 مبانٍ خدمية كاملة الإنشاء والتجهيز، تشمل مبنى المولدات، ومبنى المحولات، ومبنى الموزع الثانوي، ومبنى خزان الوقود الكبير، ومبنى خزان الوقود الصغير، وخزان المياه الرئيسي لمياه الشرب والحريق، وخزان المعالجة العضوية، وعدد 3 مباني غرف أمن، إضافة إلى السور بطول 550 م طولي عليه 4 بوابات رئيسية لخدمة حركة دخول وخروج الزوار والعاملين بالمستشفى.
فيما أكد مسئولو الشركة التزام الشركة الكامل بتنفيذ المشروع بأعلى مستويات الاحترافية، وتوفير بيئة آمنة ومنظمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والإدارية بالموقع.
وخلال تواجده بالمشروع، تفقد رئيس مجلس الوزراء الطابق الأول من المستشفى، وتم المرور على قاعة الاستقبال بالعيادات، كما تم تفقد نموذج لهذه العيادات، ووحدة الغسيل الكلوي، ثم توجه الدكتور مصطفى مدبولي ومرافقوه لتفقد مبنى البلازما وبنك الدم.
وفي ختام الزيارة، أعرب رئيس مجلس الوزراء عن تقديره للتقدم الملموس في المشروع، مؤكدًا استمرار المتابعة الدقيقة لضمان الانتهاء من الأعمال ضمن الجدول الزمني المعتمد وبالجودة المستهدفة، مشيدًا بما تحقق من تقدم على أرض الواقع، ولاسيمًا أن المشروع يُعد أحد المشروعات الكبرى ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة من أعمال التشطيبات، مضيفا: «الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين الخدمات للمواطنين على رأس الأولويات حاليا».
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يتفقد المركز التكنولوجي بإحدى قرى شبين القناطر
رئيس الوزراء: مكتبات مصر العامة تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي وتنمية مهارات الشباب