تقرير أمريكى يكشف خطة نتنياهو السرية فى غزة.. ضم القطاع لإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT
اعتبر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يُعدّ الخطر الرئيسي الذي يهدد الوجود الإسرائيلي وليس حركة حماس، حيث أصبح رئيس وزراء الاحتلال أكثر تطرفًا ولديه مخططات بضم قطاع غزة لإسرائيل بالشكل الذي يضر بالمصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه أصبح مصدر إزعاج لجيرانه العرب.
ما وراء الحرب الإسرائيلية.. نتنياهو يتطلع لضم غزة إلى إسرائيل سرًا
وبحسب مقال الكاتب الأمريكي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن أفعال نتنياهو إطالة الحرب في قطاع غزة، دفعت حركة حماس وحزب الله في لبنان إلى محاصرة إسرائيل، حيث أجبرت الاشتباكات آلاف الإسرائيليين لترك المستوطنات سواء في الجنوب تجاه غزة أو في الشمال عند المنطقة الحدودية مع لبنان.
وتابع أن إيران وحماس كسبتا جماهيرية كبرى في العالم وليس فقط في الشرق الأوسط بعد هذه الحرب الوحشية، وأصبحت إسرائيل أكثر عزلة.
وأضاف أن نتنياهو يفعل الآن شيئًا أكثر خطورة على مستقبل إسرائيل والولايات المتحدة، عندما يزرع في العقل الإسرائيلي أنه لا يوجد فرق بين حماس والسلطة الفلسطينية التي تبنت اتفاقات أوسلو ولديها تنسيق عالي المستوى مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أنه بدون السلطة الفلسطينية سيكون نتنياهو وحكومته المتطرفة في ورطة كبرى، لأن الأمر سيكلف نتنياهو أموالًا وجنودًاغ، بالإضافة إلى شرعية إسرائيل الدولية، كما يسعى شركاؤه في اليمين المتطرف لتحريضه من أجل ضم غزة لإسرائيل.
وأوضح فريدمان أن الأسوأ من ذلك هو أن العديد من الإسرائيليين يصدقون حجة نتنياهو الخاطئة، وأن عددًا قليلًا جدًا من قادة المعارضة- بمن في ذلك جانتس وجادي إينزكوت- يقفون في وجهه.
وأضاف أن ما يفعله اليوم نتنياهو هو عبارة عن أزمة كبرى لا تزال في طور التشكل، حيث يسعى نتنياهو لإقناع الإسرائيليين بأنه لا يوجد بديل فلسطيني شرعي يحكم غزة بعد حماس، وهو يقوم بذلك بدافع العنصرية والرغبة في احتلال غزة مدفوعًا بضغوط وتوجهات بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير.
وأشار إلى أن الأمر أصبح واضحًا للغاية، فحرب نتنياهو في غزة ليس فقط للحفاظ على حكمه وعلى دعم الائتلاف المتطرف، لأنه أصبح مستعد حقًا لضم القطاع المحاصر لإسرائيل، وإذا حدث ذلك، ستصبح إسرائيل دولة منبوذة عالميًا وسوف تتمزق المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم بين دعمها التقليدي لها وأولئك الذين سوف يعتبرونها مهمة مستحيلة.
وأكد فريدمان أنه يتعين على بايدن عدم الاستماع لتصريحات نتنياهو التي يقولها سرًا باللغة الانجليزية، ولكن تلك التي يقولها علنًا باللغة العبرية، خصوصًا مع رفض نتنياهو أي محاولات لمناقشة خطط اليوم التالي لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب والتي ستشمل السيطرة الفلسطينية والعربية على القطاع، ومسار طويل الأمد لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وهندسة سياسة التجويع في غزة
بقلم: د.حامد محمود
مستشار مركز العرب للدراسات الاستراتيجية
القاهرة (زمان التركية)_ “فخ الموت”.. أو “مصيدة الموت”.. بهذه المسميات وصفت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، الوضع في غزة، منتقدة إسرائيل والإدارة الأمريكية والشركات الداعمة لها، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى فرض عقوبات على المسؤولة الأممية، واصفة جهودها بأنها “غير مشروعة ومخزية” لدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين وشركات ومديرين تنفيذيين أمريكيين وإسرائيليين.
ويُعد هذا القرار أحدث جهد من جانب الولايات المتحدة لمعاقبة من يحققون في الجرائم المزعومة التي ارتكبتها إسرائيل مع استمرار الحرب في غزة.
وفي الحقيقة، فإنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتفاقم المشهد الإنساني في قطاع غزة، حيث تحوّلت مراكز توزيع المساعدات إلى ساحة جديدة للصراع، ليس فقط بين الجوعى واليائسين، بل بين أطراف تتنازعها مصالح ضيقة وسياسات قاتلة. فبينما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في حصاره المشدَّد، الذي حوّل القطاع إلى جحيم لا يُطاق، تبرز تقارير ميدانية عن تورّط عناصر من حماس في عرقلة توزيع المساعدات، بل ومصادرتها لصالح “المقاومة” وأتباعها. المشهد لا يخلو من مأساوية مفرطة: شعب يُذبح جوعًا، وسلطة حاكمة تُحوّل قوافل الغذاء إلى ورقة ضغط، وعدوان إسرائيلي يُحكم الخناق على كل منفذ حياة.
التقارير المتواترة، واللقطات الميدانية المؤلمة، تُظهر بوضوح محاولات متعمّدة لعرقلة وتوجيه مسار المساعدات. الحديث هنا ليس عن الفوضى العفوية التي قد تنجم عن اليأس، بل عن ممارسات منظمة، تُشير بأصابع الاتهام إلى أطراف تسعى لفرض سيطرتها على شريان الحياة الوحيد المتبقي للسكان. وفي هذا السياق، تبرز الاتهامات الموجهة لحركة حماس، والتي تتحدث عن تدخلات تُعيق وصول المساعدات إلى مستحقيها، سواء من خلال الاستيلاء عليها أو تعطيل عمليات التوزيع. إن هذه المحددات – إن صحّت – ليست مجرد خرق للقوانين الدولية، بل هي كارثة إنسانية بحد ذاتها، تُضاف إلى كوارث القطاع اللانهائية. فماذا سيحدث إذا استمرت هذه التهديدات أو اشتدت وتيرتها؟ السؤال لا يحتاج إلى كثير من التكهنات للإجابة عليه؛ فالنتيجة المحتملة هي انهيار شبه كامل لشبكة المساعدات الإنسانية.
تدهور الوضع الأمني حول مراكز التوزيع ليس مجرد قضية لوجستية، بل هو مؤشر خطير على تصاعد حالة اليأس والاحتقان داخل القطاع. فعندما تُعيق المساعدات عن الوصول إلى مستحقيها، تتفاقم الأزمة الإنسانية، ويتحوّل الجوع من مجرد تحدٍّ إلى سلاح. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: من سيتضرر من هذا الوضع؟ الإجابة واضحة ومؤلمة: سكان غزة، الأطفال والنساء والشيوخ، الذين باتوا يعيشون على هامش الحياة، ينتظرون بصيص أمل من شاحنات المساعدات.
إن استمرار هذه الممارسات يعني دفع القطاع نحو شفير الهاوية. فإذا أُجبرت المنظمات الإنسانية على تعليق عملياتها، أو حتى تقليصها بشكل كبير بسبب المخاوف الأمنية، فإن الكارثة الإنسانية ستكتمل فصولها. من سيضمن وصول الغذاء والدواء والماء إلى مئات الآلاف من السكان في حال انهيار هذه الشبكة الهشّة؟ هل ستتمكن الأطراف المحلية من سدّ هذا الفراغ الهائل؟ وهل ستكون قادرة على إدارة عملية توزيع عادلة وشفافة في ظل أجواء الفوضى والتوتر؟ الشواهد الحالية لا تُبشّر بخير، بل تُنذر بمزيد من التعقيدات والمآسي.
ولا يمكن تحميل حماس وحدها مسؤولية هذه الأزمة؛ فالاحتلال الإسرائيلي يتحمّل الجانب الأكبر من الكارثة. فمنذ بداية الحرب، فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً على القطاع، منعت بموجبه دخول الغذاء والدواء والوقود، بل وحتى المياه. ثم سمحت لاحقًا بكميات محدودة من المساعدات، لكنها ظلّت غير كافية، ومتعمدة في إبطاء دخولها عبر تعقيد الإجراءات عند معبر كرم أبو سالم.
الأرقام مخيفة: أكثر من نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة، وفقًا لمنظمة “اليونيسف”، بينما تحرق إسرائيل المحاصيل وتمنع الصيادين من الوصول إلى البحر. بل إن هناك تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي استهدف بشكل متعمد قوافل المساعدات، كما حدث قبل أسابيع، حيث قُتل عشرات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الغذاء.
السيناريو الأسوأ ليس بعيدًا. فإذا استمرت إسرائيل في تقييد المساعدات، واستمرت حماس في عرقلة توزيعها، فإن النتيجة ستكون مجاعة حقيقية قد تقتل آلافًا دون رصاصة واحدة. الأمم المتحدة حذّرت من أن القطاع على بُعد خطوات من الانهيار الكامل، حيث لم يعُد هناك أي نظام صحي أو أمني قادر على احتواء الأزمة.
السؤال الأهم: من سيتحمل المسؤولية حينها؟ إسرائيل ستُلقي باللائمة على حماس، وحماس ستتهم الاحتلال، بينما الشعب الفلسطيني سيدفع الثمن. المجتمع الدولي، الذي وقف عاجزًا أمام الإبادة المستمرة، لن يكون قادرًا إلا على إصدار بيانات استنكار، بينما تتحول غزة إلى مقبرة مفتوحة.
المأساة في غزة لم تعُد تحتمل المزيد من التسييس. المساعدات الإنسانية ليست منّة من أحد، بل حق أساسي يكفله القانون الدولي. أي عرقلة لها، سواء من الاحتلال أو من السلطات المحلية، هي جريمة ضد الإنسانية. آن الأوان لوقف هذه الآلة القاتلة، وإجبار إسرائيل على فتح المعابر بشكل كامل، وفرض رقابة دولية على توزيع الغذاء لضمان وصوله للمدنيين دون عوائق.
غزة تموت، والوقت لم يعُد يُضيَّع في الصراعات الجانبية. فإمّا إنقاذ شامل، أو كارثة ستُذكر كوصمة عار في تاريخ العالم.
Tags: إسرائيلغزةهندسة سياسة التجويع في غزة