أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف خيام النازحين في رفح جنوبي قطاع غزة، وفي حين تواصلت الإدانات الدولية بالهجوم، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية إن آخر مستشفى في رفح قد يخرج من الخدمة.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش إنه "لا بد للسلطات الإسرائيلية أن تسمح وتسهّل وتمكّن الإيصال الفوري والآمن للمساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحتاجين ولا بد من فتح جميع المعابر"، داعيا إلى وقف "الرعب والمعاناة على الفور".

غوتيريش أمام معبر رفح أواخر مارس/آذار الماضي (غيتي)

من جهته، وصف نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية اليوم الهجمات الإسرائيلية الجديدة على رفح بأنها مجزرة، ودعا إلى تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل بوقف هجومها على المدينة.

أمر مأساوي

بدوره، وصف المستشار الألماني أولاف شولتز ما وقع في رفح من قصف مخيم للنازحين وقتل العديد من الأبرياء بأنه أمر مأساوي، مؤكدا أنه يجب على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي في تصرفاتها في غزة.

وأضاف شولتز أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية ضمان وصول المساعدات الضرورية إلى قطاع غزة، لافتا إلى أن برلين "على اتصال وثيق مع الوسطاء في الولايات المتحدة ومصر وقطر وممتنون جدا لجهودهم الدؤوبة".

وفي حين قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن تواصلت مع إسرائيل للتعبير عن قلقها العميق تجاه ما حدث في رفح وإنها ستتابع نتائج التحقيق الذي تعهدت إسرائيل بإجرائه فيما يتعلق بذلك الحادث، قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي إن التطورات في رفح مأساوية وغير مقبولة  مطالبا مجلس الأمن الدولي بالتدخل.

 

آخر مستشفى

واليوم الثلاثاء، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية إن آخر مستشفى في رفح قد يخرج من الخدمة وإن عددا كبيرا من الوفيات قد يكون متوقعا إذا نفذت إسرائيل "اجتياحا شاملا" للمدينة.

وأضاف ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية: "إذا استمر التوغل، سنخسر آخر مستشفى في رفح"، وذلك على هامش اجتماع في جنيف.

ويأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال قصفها مناطق عدة في غزة، وتأكيدات وزارة الصحة في القطاع ولجنة الطوارئ في رفح بارتكاب الاحتلال مجزرة جديدة اليوم بحق نازحين في مواصي رفح، راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى، بعد يوم من "مجزرة الخيام" في المدينة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات آخر مستشفى فی رفح

إقرأ أيضاً:

أحمد جبريل الـذي أرعـــب إســـرائيل

يمانيون|بقلم السفير| عبدالله علي صبري
منذ أربع سنوات وفي مثل هذه الأيام ودعت فلسطين ومعها الأحرار في العالم قامةً وهامة عروبيةً جسدت الولاء والثبات في أنصع الصور، وحفرت اسمها المطرز بالتضحيات على جدار القضية الفلسطينية، التي ينتمي إليها كل المقاومين والشرفاء في أمتنا العربية والإسلامية وفي العالم.
فقد كان الراحل شخصية ملهمة للأجيال، فكل حياته جهاد وكفاح، ونضال وثبات، وإيمان وصبر، وعزيمة وشموخ واستبسال، منذ التحق بالجبهة الشعبية لتجرير فلسطين وغدا أحد أبرز قادتها، وأول أمين عام للجبهة- القيادة العامة، وكان الحاضر على الدوام في مختلف مفاصل ومحطات المقاومة والكفاح المسلح.
وطوال تاريخ الجبهة الشعبية- القيادة العامة- ورئيسها المؤسس، كانت مواقف البطل أحمد جبريل، ملتزمة بخيار الكفاح المسلح باعتباره الطريق المستقيم المؤدي إلى استعادة الأرض والوطن، وقيام الدولة الفلسطينية على كامل ترابها وحدودها المعروفة من النهر إلى البحر، فلم يساوم أو يهادن ولم ينخرط في مفاوضات السلام والتطبيع.
وكان ذكر أحمد جبريل كفيلًا أن يبث الرعب داخل إسرائيل، فهو الذي خطط لأهم العمليات الفدائية البطولية، وأبرزها عملية ” الطائرات الشراعية ” في نوفمبر 1987، التي كانت ملهمة للمجاهدين في مفتتح معركة طوفان الأقصى 7-أكتوبر-2023، كما كان رحمة الله عليه مهندسا بارعا لصفقات تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، التي أفضت في إحداها إلى الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس.
التزم خط المقاومة وهو في الأردن حتى ضاقت به وبرفاقه المملكة الهاشمية. وحين غادرها إلى بيروت كان ذلك المقاوم الذي لا تلين له عريكة، وواصل مسيرة النضال حتى اجتياح إسرائيل بيروت 1982، حين فرضت إسرائيل بدعم أمريكي على الدول العربية إخراج الثوار الفلسطينيين من لبنان. وفي سوريا مضى أحمد جبريل على طريق الانتصار لشعبه وأمته، حتى الرفيق الأعلى.
ومن مواقفه الناصعة أن كان من أوائل قادة العمل الفلسطيني ورموز المقاومة إدانة للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، ورفضا لما يسمى تحالف ” عاصفة الحزم “، فقد كان يدرك مدى ما جنته الرجعية العربية على القضية الفلسطينية، وإلى أي مدى كانت الرياض تعبث بالمشهد السياسي العربي..
كما كان الراحل من أشد المعجبين بالموقف اليمني المناصر للقضية الفلسطينية، وللخروج الشعبي الكبير الذي امتازت به اليمن طوال العشرية الأخيرة. وكان كذلك كثير الثناء والإعجاب بالسيد عبدالملك الحوثي، وبمواقفه المشهودة إلى جانب القضية الفلسطينية قضية وشعبا ومقاومة.
ونحن إذ نكتب عن شخصية الراحل الكبير، نستذكر بكل إجلال وتقدير تاريخ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة-، ونضالات منتسبيها التي لم تتوقف منذ ما قبل واقعة ” الطيران الشراعي” التي مهدت للانتفاضة الفلسطينية الأولى في وجه الكيان الصهيوني/ انتفاضة الحجارة 1987، وحتى المشاركة الفاعلة في معركة سيف القدس 2021، التي كانت آخر محطات جبريل النضالية.
هذه المعركة التي أثبتت صلابة وبأس المقاومة الفلسطينية وقرعت جرس الإنذار في مسامع الأعراب المتخاذلين، والأمريكان المتآمرين، والإعلام المتصهين في الغرب والشرق، وأعلنت عن مسار مقاوم متجدد لا سبيلَ أمام سالكيه ولا اختيار أو خيار لهم سوى الشهادة أو الانتصار.
وفي معركة طوفان الأقصى كانت الجبهة الشعبية إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية جزءا لا يتجزأ من ملحمة غزة البطولية والأسطورية..من شجاعة وإقدام أبطالها المجاهدين، ومن صمود وثبات الحاضنة الشعبية، التي واجهت أبشع جرائم العصر ومجازر الإبادة والحصار والتجويع الممنهج، فلم ينزحوا من غزة إلا إليها، ولم يفارقوا الأرض إلا إلى السماء، فكانت وستبقى فلسطين عنوان المجد والفداء، وكان وسيبقي أحمد جبريل أحد رموزها الخالدين.

مقالات مشابهة

  • تعرض للدغة كوبرا.. إنقاذ مريض توقف قلبه داخل مستشفى إهناسيا التخصصي ببني سويف
  • شهيد و5 جرحي في الغارة الإسرائيلية على النميرية
  • ولاية أمن تطوان توقف صعصع العرائش الذي روع الساكنة بسيف
  • تواصل الغارات الإسرائيلية على غزة.. وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية
  • الصحة الفلسطينية: توقف الكهرباء يهدد حياة المرضى وينذر بانهيار كامل
  • متحدث “الصحة” : خطة قومية للتعامل مع توقف القلب المفاجئ .. تفاصيل
  • الصحة: خطة قومية للتعامل مع توقف القلب المفاجئ في أماكن التجمعات
  • شريف عامر يشيد بمبادرة وزارة الصحة لتوفير أجهزة إنعاش القلب بالمحافظات
  • أحمد جبريل الـذي أرعـــب إســـرائيل
  • الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي تواصل استقبال المشاركات حتى 31 أغسطس