الجزيرة:
2025-12-13@05:33:12 GMT

رسالة من إمام فرنسي إلى حاخام فرنسا الأكبر

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

رسالة من إمام فرنسي إلى حاخام فرنسا الأكبر

في مواجهة المذبحة المروعة التي تحدث حاليا في غزة، والهمجية التي لم يسبق لها مثيل منذ قرون، كان صمت حاخامات فرنسا، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر، منذ الأسابيع الأولى، إشكاليا، ومع مرور الوقت بعد ما يقرب من 8 أشهر من حرب قصدها الإبادة الجماعية، يصبح هذا الصمت أمرا غير محتمل.

بهذه المقدمة، افتتح الإمام والخطيب الفرنسي نور الدين أوسات رسالة -على مدونته بموقع ميديا بارت- وجهها إلى حاخام فرنسا الأكبر، يذكّره في البداية بما لتاريخ 14 مايو/أيار 1948 من رمزية لدى عدد كبير من اليهود والمسلمين ومحبي الإنسانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: بالنسبة لنتنياهو رعب رفح ليس "حادثا مؤسفا" ولا استثنائياهآرتس: بالنسبة لنتنياهو رعب رفح ليس ...list 2 of 2مجلة أميركية: لماذا يتجاهل العالم الإبادة الجماعية الوشيكة في السودان؟مجلة أميركية: لماذا يتجاهل العالم ...end of list

وأوضح الإمام أن مستقبل البشرية جمعاء رهن بما يحدث الآن في غزة من همجية لم يسبق لها مثيل، في نظر عديد من المراقبين ممن ليست لديهم أي صلة خاصة بالإسرائيليين أو الفلسطينيين، مؤكدا أن ما بعد غزة لن يكون أبدا كما قبلها، وأن ما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية الإجرامية تجري مباشرة أمام أعين سكان المعمورة.

ما بعد غزة لن يكون أبدا كما قبلها، وما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية الإجرامية تجري مباشرة أمام أعين سكان المعمورة.

وذكّر أوسات بأن يوم 14 مايو/أيار 1948 هو يوم النكبة بالنسبة للفلسطينيين ويوم "حسموت" -أي يوم الحسم- بالنسبة للإسرائيليين، وها نحن بعد 76 عاما، وكأننا عدنا إلى اليوم نفسه، إذ يتعرض المدنيون في غزة منذ 230 يوما تقريبا، لطوفان من النيران الجهنمية، قتل فيه أكثر من 35 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، ودمّر تحت القصف العشوائي المتواصل في الأشهر الثلاثة الأولى وحدها أكثر من 90 مدرسة وجامعة و102 سيارة إسعاف و114 مسجدا، بالإضافة إلى 3 كنائس تضررت جدا إلى جانب خسائر أخرى.

وفي مواجهة هذه المذبحة المروعة وأرقامها المخيفة، لم يُسمع أي صوت لحاخام في فرنسا يدعو السلطات الإسرائيلية -التي أعماها التعطش للانتقام- لتحكيم العقل، ومن ثم "كيف لا ينظر البعض إلى ذلك بصدمة وذهول والبعض الآخر بيأس وقلق؟"، حسبما يتساءل الإمام.

صحيح أن إسرائيل -كما يقول أوسات- شنت 13 هجوما مميتا على المدنيين في غزة بين عامي 2008 و2020، ولكنها كانت كل مرة هجمات سريعة نسبيا، مما لم يترك الوقت نظريا للحاخامات للتعليق، ولكن عندما تستمر المأساة عدة أشهر ويصل عدد الضحايا هذا المستوى، يصبح هذا الصمت صاخبا للغاية، بل ويصم الآذان، لأن "صمتنا يكشف عن آرائنا في كثير من الأحيان أكثر من كلامنا"، كما كتب الشاعر كونستانس دي ثيس.

ويبدو أن العمود الذي نشرته صحيفة ليبراسيون يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتوقيع 85 شخصية يهودية فرنسية، تحت عنوان "لن تنالوا صمت يهود فرنسا"، لم يحل عقدة ألسنة رجال الدين.

يقول جيرار حداد، وهو أحد الموقعين على هذا النداء الجدير بالثناء، "أصف هذا الصمت بالمأساوي. فنحن نتحدث عن علاقة المثقفين اليهود الفرنسيين بالمشكلة الفلسطينية (…) ما يفعله اليهود بالفلسطينيين، بغض النظر عن أخطاء الطرفين، لا يليق بتراثنا النبوي".

وفي فقرة من الرسالة، يقول الإمام أوسات "اسمح لي سيدي حاخام فرنسا الأكبر، أن أقول لك لماذا أتصل بك. أنا واحد من أكثر من 1500 إمام يعملون في فرنسا. عمري 63 عاما ولدي خلفية دينية وعلمانية مزدوجة. قمت بإمامة صلاة الجمعة في عديد من المساجد، وشاركت في الحوار بين الأديان لمدة 30 عاما. إن تعليمي وتدريبي الديني وخلفيتي الأكاديمية وفكري المدني يقودني إلى التمييز بشكل واضح جدا بين الإسرائيلي واليهودي والصهيوني".

تعليمي وتدريبي الديني وخلفيتي الأكاديمية وفكري المدني يقودني إلى التمييز بشكل واضح جدا بين الإسرائيلي واليهودي والصهيوني

ويتابع نور الدين أوسات "ما زلت اليوم -كما كنت دائما- أعارض بشدة أي شكل من أشكال معاداة السامية. في خطبي، لا أتردد في تذكير أبناء ديني رغم انزعاج بعضهم، بأن اليهود إخوتنا وليسوا فقط أبناء العم".

في إحدى مداخلاتي خلال الأشهر الأخيرة، وجدت نفسي أعترف قائلا "لو كانت دولة أو أي كيان يدعي أنه إسلامي ارتكب عُشر ما ارتكبته دولة إسرائيل، لعبّر مئات الأئمة في فرنسا عن الغضب والتنصل منها بشكل لا لبس فيه. وأعربوا عن تعاطفهم مع أسر المحتجزين".

وذكّر الإمام بأن المقصود من هذه الرسالة ليس التشكيك ولا الإشارة إلى تمسك حاخامات فرنسا أو عدمه بأفكار المستوطنين المسيحانية أو بسياسات اليمين المتطرف الاستعمارية، "ولكن سؤالي أكثر جوهرية وعمقا، فما أتساءل عنه هو عدم القدرة على التعبير عن أدنى قدر من التعاطف مع المأساة التي لا توصف لعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، خاصة عندما نقدم أنفسنا بوصفنا رجال الله. إنه بالتأكيد أمر مخيف".

وانتقد الإمام ما أظهره الحاخام من عدم موضوعية في حديثه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على قناة "بي إف إم"، مشيرا إلى أنه استخدم جدلية مذهلة لتجنب التعبير عن التعاطف الذي كان سيشرّفه، ولم يخرج من عدم مبالاته بمعاناة المدنيين الفلسطينيين حتى عندما سأله مدير البرنامج مباشرة.

العالم كله يشاهد حرب الإبادة الجماعية هذه ساعة بساعة، ويعرف في أي جانب يقف داود وفي أي جانب يقف جالوت

وخلص الإمام إلى أن الجميع أدرك أن الحاخام الأكبر الفرنسي -من خلال أحاديثه للصحافة- يتفق تماما مع الجيش الإسرائيلي، وأن التعاطف تجاه السكان المدنيين الفلسطينيين لا يزال غائبا تماما في إجاباته المختلفة، خاصة عندما يصف هذا الغزو القاتل والمدمر الذي قاده جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب عادلة".

وأوضح الإمام للحاخام الأكبر في فرنسا أنه عندما يُسقط جيش على سكان مدنيين متجمعين بكثافة في منطقة صغيرة، في غضون أسابيع قليلة، ما يعادل ضعف قنبلة هيروشيما، لا يمكننا أن نتحدث عن "حرب عادلة"، مشيرا إلى أن العالم كله يشاهد حرب الإبادة الجماعية هذه ساعة بساعة، ويعرف في أي جانب يقف داود وفي أي جانب يقف جالوت.

وختم نور الدين أوسات بأنه مع الآلاف من إخوانه في الدين من مسلمي فرنسا، يدعون الحاخام الأكبر إلى موجة من الإنسانية والعدالة في مواجهة مثل هذا الوضع المأساوي الذي تشهده فلسطين، من دون أن يتجاهلوا آلام ومعاناة يهود إسرائيل الذين يتطلعون إلى السلام، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الإبادة الجماعیة فی فرنسا أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

صناعة رئيس الوزراء العراقي بين الكتلة الأكبر و الخيارات الاقليمية الضاغطة

12 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يحتدم الجدل الشعبي والنخبوي في العراق حول هوية رئيس الحكومة المقبل، وسط تفاعل واسع على شبكات التواصل، حيث تتصدر وسم رئيس الحكومة نقاشات تتراوح بين من يرى المنصب امتدادا للأغلبية البرلمانية ومن يراه موقعا توافقيا يجب أن يوازن بين المكونات.

ويدفع الجدل إلى الواجهة مسألة الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس مجلس الوزراء في النظام البرلماني العراقي، إذ تجعل المادة 76 من الدستور موقع الرئيس مرتبطا بالكتلة النيابية الأكثر عددا، ما يعزز طابع الأغلبية في تشكيل السلطة التنفيذية ويضع التنافس السياسي على منصب الرئيس في قلب توازنات البرلمان.

و قال الخبير القانوني، علي التميمي، الثلاثاء، ان الحكومة جزء من مؤسسات الدولة.. والدولة عبارة عن مجموعة مؤسسات بالطول والعرض …والحكومات تتغير لكن الدول باقية …وفي النظام البرلماني يقوم على مبدأ الفصل بين السلطات وفق الدستور العراقي المادة ٤٧ منه ..فلا تداخل في الصلاحيات.

ويدفع مسار صناعة رئيس الوزراء العراقي إلى تقاطع حاد بين استحقاق الكتلة الأكبر، وبين خيارات إقليمية ضاغطة تحاول التأثير في شكل الحكومة المقبلة.
ومن جانب آخر تتداخل الحسابات الداخلية مع شبكات المصالح الإقليمية، ما يجعل شخصية المرشح نتاج مزيج معقد من التفاهمات البرلمانية والرسائل السياسية العابرة للحدود.

ويكشف هذا المشهد أن اختيار رئيس الوزراء لم يعد فعلا محليا خالصا، بل محطة تتجاذبها توازنات الداخل ومحددات الإقليم في آن واحد.

ومن جانب آخر يفتح النقاش أبوابه على الخلفيات الدستورية التي تحدد موقع الحكومة داخل بنية الدولة، إذ يشير خبراء قانونيون إلى أن الدولة وفق الدستور العراقي تقوم على مؤسسات متوازية تمنع تداخل السلطات، بينما تمنح السلطة التنفيذية لرئيس مجلس الوزراء دورا محوريا في إدارة الشؤون العامة، بوصفه ممثلا للسياسة العامة داخليا وخارجيا.

وأضاف التميمي للمسلة، ان صلاحيات رئيس مجلس الوزراء كبيرة في النظام البرلماني ووفق الدستور العراقي الذي بين بان النظام السياسي في العراق برلماني في المادة 1 منه فهو اي رئيس مجلس الوزراء يأتي من البرلمان والبرلمان منتخب من الشعب ويمثل الشعب بالتالي فان رئيس مجلس الوزراء هو ممثل الشعب داخليا وخارجيا في السياسة العامة وإدارة شوؤن البلاد بالطول والعرض.

وقال: رئيس مجلس الوزراء يختار كابينته الوزارية وله ان يقيل الوزراء والمحافظات بموافقة مجلس النواب ويرأس اجتماعات مجلس الوزراء، وواجهة البلاد الخارجية وله التفاوض على المعاهدات والتوقيع على الأحرف الأولى والتوقيع على مذكرات التفاهم والعقود مع الدول الاخرى والشركات الاجنبية.

وقال انه يضع منهاجه الوزاري ويراقب الوزارات في تنفيذه وهو ايضا يخطط للسياسة العامة للدولة وينفذها وهو اي رئيس مجلس الوزراء بمثابة رئيس الجمهورية في الدول التي تأخذ بالنظام الرئاسي.

واستطرد : رئيس مجلس الوزراء المنتخب مكلف الكتلة النيابية الاكثر عددا كما فصلتها المادة 76 من الدستور العراقي اي انه يأتي من الأغلبية البرلمانية وهذا مهم حتى تكون داعمة له في عمله من حيث الرقابة والتشريع وتطبيق المنهاج الوزاري الذي يتحول إلى برنامج تطبيقي عند تولي رئيس مجلس الوزراء مهامه.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • صناعة رئيس الوزراء العراقي بين الكتلة الأكبر و الخيارات الاقليمية الضاغطة
  • إعلام أمريكي: ضغط سوري فرنسي على لبنان لتسليم رئيس المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن
  • طلب فرنسي ـ سوري لاعتقال مسؤول سوري.. وبيروت: لا نعرف مكانه
  • تحرك فرنسي لتطوير عمل الميكانيزم ونزع حجج التصعيد الإسرائيلية
  • باحث سياسي: المملكة لها الفضل الأكبر في رفع العقوبات عن سوريا
  • إيقاف لاعب تنس فرنسي 20 عاماً
  • المفوضية تستعرض الاستعدادات الانتخابية مع مسؤول فرنسي
  • ترامب يعلن السيطرة على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا: الأكبر على الإطلاق
  • سرقة مجوهرات اللوفر.. مسؤول فرنسي: 30 ثانية كانت ستمنع اللصوص
  • سجن صحفي فرنسي يثير ردا من ماكرون وتفاعلات بالجزائر