نشر صور الارتباط على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد العنف ضد الفتيات
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
شمسان بوست / معاذ العبيدي
“كمية كبيرة من السلبية حصلت عليها من المجتمع بعد اشهار الخطوبة، كانت صوري موجودة بالنت بس عند نشري صور مع زوجي وجدت تنمر وطعن في شرفي وفي رجولة زوجي الذي وصف بأنه عديم غيرة” بهذه العبارات تتذكر دعاء قصتها مع المجتمع والعنف والإساءة التي تعرضت لها بسبب نشر صورتها في فيسبوك مع زوجها.
دعاء “اسم مستعار”، تقول إن التعليقات بمجرد نشر الصورة ومناسبة الخطبة اختلفت تمامًا عن السابق، كانت أكثر هجومية ولم تسلم من السب والقذف ونبش في الصور والمناشير السابقة للتنمر والإساءة ونشر كل الصور”المجتمع يمكن يتقبلك وحدك لكن مع الشريك لا وكأن الحب نقطة ضعف المجتمع”.
وخلال السنوات الأخيرة أثير جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، حول قيام البعض بنشر صورهم مع زوجاتهم او خطيباتهم او حتى مناسبة الارتباط، الجدل الذي وقف خلفه شريحة كبيرة من المجتمع اليمني ودعمه الخطاب الديني لم يسلم من الإساءة والعنف ضد المرأة، في موجات من التحريض والتشهير والقذف من باب الدفاع عن العادات المجتمعية والفرائض الدينية.
عنف جندري
هدى “اسم مستعار، من مدينة عدن، تقول “عندما نشرت تفاصيل من حفل زفافي، وجدت ان صوري منتشرة في كل مكان مرفقة بسب وقذف وتهم تمس أسرتي، استحي عن قولها، وكان الامر يستقصدني أكثر من زوجي ووصل لمضايقات في كل مكان، المجتمع هذا حمل حواء ذنب الخروج من الجنة وجالس يحملني ذنب وعار مالوش أي وجود”.
الدكتور ياسر الصلوي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة تعز يرى أن هناك مبالغة كبيرة في التصدي لمثل هذه الظواهر، تبنتها فئات معينة تريد السيطرة على المجتمع تمامًا، وهو مستحيل بسبب التباينات من شخص لأخر ومن أسرة لأخرى، ومسائل نشر أخبار وصور الزواج من عدم نشرها مسائل شخصية لا تستحق كل ذلك الصراخ والعويل، فالمجتمع اليمني إسلامي ومتدين ومحافظ، وهذه السلوكيات تصرفات شخصية لن تؤثر عليه.
ويضيف: المرأة اليمنية تتعرض لأشكال مختلفة من العنف في الواقع، في حين تتعرض للعنف الرقمي الذي يندرج ضمن العنف الرمزي ويظهر من خلال الممارسات اليومية تجاه المرأة كالتشهير والتنقيص من قيمتها، وهي أكثر عرضة للعنف من الرجال بسبب مكانتها الأدنى وباعتبارها كائن ضعيف في المجتمع، بكونها نظرة سائدة في المجتمع تنعكس مع الافراد في مواقع التواصل الاجتماعي.
الناشطة في المجال الرقمي نور خالد، تقول: “المشكلة تكمن في ظهور صورة المرأة في مواقع التواصل الاجتماعي ونظرة المجتمع لها، حيث كان قبل سنوات نشر المرأة لصورتها الشخصية عيبًا كبيرًا يواجه بحملات تشهير وتحريض، ورغم أن الوضع لم يعد كذلك بسبب وجود بعض الوعي إلا أننا في مجتمع تحكمه العادات بشكل كبير، فالمجتمع الذي لم يتقبل صورة المرأة يوما لن يتقبلها اليوم مع الشريك”.
وتضيف، “عند نشر خطيبين أو زوجين صورهم في مواقع التواصل الاجتماعي يتعرضوا لهجوم مجتمعي شرس يكون النصيب الأكبر منه للأنثى، حيث تستقبل بألفاظ جارحة ومهينة وتشويه للسمعة رغم أنها لم تظهر بصورة خادشة للحياء او مخالفة للشرع، ولكن لكونها امرأة فقط وهذا لا يعني أن الرجل لا يتعرض للإساءة والتهم لكنه يبقى في نظر المجتمع رجل لا يعيبه شيئا”.
وتتابع، للأسف لا يوجد قانون يجرم الجرائم الالكترونية في اليمن وإنما تقاس على الجرائم الواقعية، بالإضافة لوجود قلة وعي من الفتيات أولا حول كيفية اخذ حقوقهن من ناحية قانونية أو عبر الحظر والاستعانة بجهات ومؤسسات تقدم الدعم لهن وكيفية التعامل مع العنف الرقمي، ثم من المجتمع فنشر صور المرأة والتشهير بها من قبل بعض الناس نابع من اعتقاد المجتمع انها شخصية عامة بدخولها مواقع التواصل الاجتماعي وهو خطأ كبير.
ذكورية
تضيف هدى، “كانت الحملات التي شهرت بي وحرضت علي في مواقع التواصل الاجتماعي تقول انني مخالفة للعادات وخرجت عن تعاليم وقيم الدين، ووصلتني نصائح تطالب بتوبتي في حين خصص المتدينين خطب للتحريض ضدي وانني خرجت عن نطاق الدين، مع انني بلباس محتشم واظهر مع زوجي”.
الباحث في علم الاجتماع عيبان السامعي، يرى أن الحملات التي تستهدف المرأة ضمن العنف الذي يمارس ضدها منذ الولادة، وسبب ذلك يرجع لطبيعة النظام الاجتماعي السائد الذي يوصف أنه ابوي يمارس هيمنة ذكورية ويستند على مخزون من العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية التي تكرس الوضع الدوني للمرأة، ويحدث غالبا ان تتفاعل المعايير الاجتماعية والخطاب الديني المتطرف وينتج عنه مركب قامع للمرأة”.
ويضيف السامعي: فالمرأة وفق هذا المركب “عورة” ينبغي تحجيبها بدعوى تحصين المجتمع من الفساد، وتنحصر مفردة الفساد لديه في الأخلاقي دون اشكاله الأخرى، فالفساد من منظور الخطاب الديني المتطرف يتمثل في طريقة لباس المرأة، فهي كائن مشكوك فيه وقاصر عن التحكم في رغباته يجب التحكم به وفرض وصاية عليه ليأمن المجتمع من فساده، وهو خطاب ذكوري غرائزي لا يرى المرأة إلا من ثقب إبرة.
من ناحيته يرى الدكتور الصلوي، ان حملات التشهير بالمرأة في مواقع التواصل الاجتماعي تحركها دوافع اجتماعية ودينية لتشويه صورة المرأة، ناتجة عن تدني مستوى الوعي لدى القائمين عليها، المحكمون غالبا بخلفية ذكورية، حيث ينضر البعض لهن عند نشر صورهن مع الشركاء انهن يقمن بكسر العادات المجتمعية وخارجات عن التقاليد ويستحقن التشهير عبرة للنساء الباقيات.
ويضيف، للمتدينين نظرة تنطلق من أيديولوجية محافظة غالبا تكون من منظور بيولوجي يقوم بمجموعة من الأدوار كالتربية والانجاب وليس بأدوار مجتمعية، ويعتقدون أن خروجها او تمتعها بالحرية تهديدًا للجماعة فيلبسوها بخلفية دينية ويقنعوا المجتمع انها مخالفة للشرع، وهي غالبًا ليست مخالفة للشرع لأن هناك تفسيرات مختلفة للنص الديني، ويتصدون لهذه الظواهر من باب حماية الدين وهو امر غير صحيح لأنهم يدافعون عن تفسيرات معينة من النصوص غالبا أكثر تطرفا.
تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی مواقع التواصل الاجتماعی من المجتمع
إقرأ أيضاً:
ميكانيكي طائرات يلجأ لمنصات التواصل الاجتماعي لجعل الطيران والحزن أقل رعبًا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم يكن ماكس كومر يهدف في الأصل إلى أن يصبح نجماً على منصات التواصل الاجتماعي.
ولكن في مكان ما بين إصلاح معدات الهبوط في ولاية أوكلاهوما وتربية ولديه الصغيرين بمفرده، بدأ هذا الميكانيكي الجوي البالغ من العمر 33 عامًا، والمعروف على الإنترنت باسم "Airplane Facts with Max" (حقائق الطائرات مع ماكس)، يكتسب آلاف المتابعين.
وفي مقاطع الفيديو الغريبة ذات الطابع الجاف التي يشاركها، يقدّم كومر مكونات الطائرات مثل شريط السرعة، وأبواب الشحن، وأنظمة الكشف عن الجليد، وغالبًا ما يربطها بإشارات مفصّلة إلى عالم "سيد الخواتم"، وهي سلسلة أفلام مغامرات فنتازيا ملحمية.
لكن الأمر لا يقتصر على كتابات مؤلف "سيد الخواتم"، جون رونالد تولكين، فقط.
فبقمصانه التي تحمل شعارات فرق موسيقى "الميتال"، وشعره المتموج الطويل، يساعد كومر أيضًا على إزالة الغموض عن السفر الجوي من خلال نشر مقاطع فيديو مطمئنة حول المخاوف الشائعة أثناء الرحلات، من الأصوات المزعجة عند الإقلاع إلى مصدر "الدخان" المنبعث من فتحات التهوية العلوية.
View this post on InstagramA post shared by Max (@airplanefactswithmax)
ويوضح كومر بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بأغراض مثل "الشريط اللاصق" على الطائرات (وهو في الحقيقة شريط السرعة)، أو "الصندوق الأسود" (وهو في الواقع عبارة عن صندوقين باللون البرتقالي).
View this post on InstagramA post shared by Max (@airplanefactswithmax)
ولدهشته، تفاعل الجمهور بشكل إيجابي مع حس الدعابة الجاف لديه ومزجه معلومات الطيران مع أساطير "الأرض الوسطى"، وهو مزيج غريب أكسبه أكثر من 1.2 مليون متابع على "إنستغرام"، ونحو نصف مليون آخرين على منصة "تيك توك".
ويقول لـ CNN: "أحد الأمور التي تعلمتها من خلال صفحتي هو أن فنيي صيانة الطائرات لا يتم الحديث عنهم كثيرًا، فنحن عادةً نعمل خلف الكواليس، لذا يسعدني أن أُلقي بعض الضوء على ما نقوم به".
ويضيف: "هناك مئات الآلاف منا، نعمل طوال الليل في الظلام وتحت المطر، نبدل الإطارات والفرامل، ونغطي أجسادنا بسوائل هيدروليكية. إنه عمل غير جذاب. وقد يكون مرهقًا للجسم. لكن لا بد لأحدهم أن يقوم به، ونحن نفعل".
العثور على مدرجه الخاصونشأ كومر في مدينة دنفر بولاية كولورادو، وتمتع بالكثير من الحرية لممارسة هواياته والقيام بما يشاء.
ويتذكر أنه قضى شبابه في العزف على الغيتار مع فرق محلية ومساعدة والده في أعمال الصيانة في مزرعة العائلة.
وبعد المدرسة الثانوية، جرّب كومر الالتحاق بالجامعة لمدة عام ونصف تقريبًا، لكن الأمر لم يناسبه، فانقطع عن الدراسة.
وفي عام 2013، التقى كومر بزوجته الراحلة، جونز، ورزقا لاحقًا بابنهما الأول، فين، بعد عام من ذلك.
في ذلك الوقت، كان يعمل نادلا في حانة بينما كان يبحث عن وظيفة أكثر استقرارًا مع مزايا وظيفية.
وكان والد أحد أصدقائه، وهو ميكانيكي طائرات، على وشك بدء الدراسة للحصول على رخصة هياكل ومحركات الطائرات، فدعا كومر للانضمام إليه. لذا في عام 2015، التحق بالبرنامج بدوام كامل، بينما استمر في العمل ليلاً في الحانة.
ويقول: "كانت فترة شاقة. كنا نكافح لتغطية نفقات المعيشة. لكنني كنت أعلم أنها 18 شهرًا فقط وبإمكاني تحمّلها".
التعلُّم على أرض الواقعوبعد تخرّجه، حصل كومر على وظيفة لدى شركة طيران "Horizon Air" في مدينة سياتل، حيث عمل على الطائرات الإقليمية مثل "بومباردييه Q400" و"إمبراير 175".
ويقول: "كنت مبتدئًا. في المدرسة، كنت أعمل على محركات بقيت بمكانها لمدة 25 عامًا. وفجأة أصبحت أعمل على طائرات حقيقية تستعد لنقل ركاب حقيقيين".
ولحسن الحظ، كان محاطًا بميكانيكيين مخضرمين أرشدوه خلال العمل، حيث كانوا ينجزون جميع أعمال الصيانة التي تحتاجها الطائرات، مثل تغيير الإطارات والزيت أو فحص أدوات التحكّم في الطيران.
أحيانًا، كان يعمل على طائرات كانت تقل أفراد عائلته. ويتذكر صباحًا كان فيه عالقًا وهو يحاول إصلاح باب شحن إحدى الطائرات.
ويستذكر قائلا: "كانت زوجتي، جونز، وطفلي على متن تلك الرحلة بالفعل. وكانت تراسلني من داخل الصالة قائلة: 'صلّح الطائرة يا ماكس! ستفوتنا الرحلة الثانية!'"
ورغم أن الضغط كان كبيرًا في بعض الأوقات، إلا أن كومر كان يحب عمله. ويقول: "هناك الكثير من التوتر في مجال الطيران، بالنسبة للجميع في هذه الصناعة. هامش الخطأ ضيق للغاية، لذا يجب أن تكون الأمور دقيقة".
ويضيف: "الطائرة لا يمكنها أن تتوقف على جانب الطريق. لا يوجد جانب من السحابة يمكن التوقف عنده وفحص الأمور. وهذا يجعلني أشعر أن ما أفعله يوميًا مهم، لأنه كذلك بالفعل".
نور وسط الظلامخلال السنوات القليلة بعد ذلك، كانت الحياة جيدة بالنسبة لكومر، كان لديه مسار مهني مرضٍ، وكان غارقًا في الحب، ورزِق بابنه الثاني.
لكن بعد ذلك انهار عالمه، ففي سبتمبر/ أيلول عام 2022، توفيت جونز بشكل مفاجئ.
ويتذكر تلك الفترة قائلا: "لقد كانت بلا شك أصعب فترة في حياتي. لقد كانت حب حياتي وشخصًا فريدًا من نوعه جلب الكثير من الفرح إلى حياتنا. شعرت أن حياتي انتهت. لم أكن أستطيع النوم. كنت في حالة انهيار".
وبينما كان يكافح للبقاء صامدًا تحت وطأة الحزن الهائل، بدأ كومر يبحث عن وسائل إلهاء وعزاء في كتب الأدب.
فلجأ إلى عالم "سيد الخواتم"، وغاص في اللغات الألفية والمعارك الدامية وأسطورة عوالم تولكين السحرية.
ويوضح: "لطالما كانت أعمال تولكين مصدر راحة لي، ومن الغريب أن زوجتي لم تكن تحب 'سيد الخواتم'، كانت تراه مملاً. لذلك، كان هذا الشيء الوحيد الذي لا يذكرني بها. كان يبدو كمساحة آمنة بعيدًا عن كل شيء".
في الوقت ذاته تقريبًا، بدأ كومر بنشر مقاطع فيديو قصيرة وذات نبرة رتيبة عن قطع غيار الطائرات عبر حسابه الخاص على "إنستغرام".
في البداية، ظنّ أصدقاؤه أن هذه المقاطع مضحكة، وشجّعوه على تجربة "تيك توك". وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، قرر أن يخوض التجربة.
ويقول: "نشرت مقطعًا على تيك توك، ثم غفوت عن طريق الخطأ خلال استراحة الغداء".
ولم يتخيل أبدًا أن أول "معلومة عن الطائرات" سينتشر بهذا الشكل. وعندما استيقظ، كان قد وصل بالفعل إلى 20 ألف مشاهدة.
ويتذكر قائلا: "كان الأمر جنونيًا، هاتفي كاد ينفجر من الإشعارات".
وبعد حوالي ثلاثة أشهر، نشر أول معلومة عن الطائرات مستوحاة من عالم تولكين، فقط ليرى ما إذا كان بإمكانه الربط بين اهتمامين مختلفين تمامًا.
ويقول: "لم أعتقد أنني أستطيع فعلها مرة أخرى. لكن بعد ذلك خطرت لي فكرة أخرى. وأدركت أنني أستطيع الاستمرار ببساطة."
ويضيف: "لو كان الأمر بيدي، لقضيت اليوم بأكمله أتحدث عن 'سيد الخواتم'. لكنني أدركت أن معظم الناس لا يعرفون عن الطائرات بقدر ما أعرفه، ففكرت لماذا لا أفعل الأمرين معاً؟"
ولفترة طويلة، لم يذكر كومر زوجته الراحلة جونز على صفحته. ولكن عندما فعل أخيرًا، تفاجأ بكم الدعم من متابعيه.
يقول: "كان الأمر إيجابيًا للغاية. شارك الناس قصص حزنهم، ما جعلني أشعر براحة أكبر".
وبالنظر إلى الوراء، منحه محتوى "Airplane Facts with Max" شعورا بالغ الأهمية.
ويضيف: "خلال تلك الفترة، كنت أجد صعوبة في الاستمرار يومًا بعد يوم. لقد منحني أمرا أتطلع إليه، منفذًا إبداعيًا كنت في أمس الحاجة إليه".
طائراتنشر الأحد، 08 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.