جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-22@18:10:49 GMT

محرقة رفح

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

محرقة رفح

 

سارة البريكي

sara_albreiki@hotmail.com

شهد العالم أجمع تلك المحرقة البشعة التي حدثت قبل أيام قليلة في مُخيمات المقاومة الفلسطينية المحتلة ما حدث في ليلة قمراء شهدتها مدينة رفح الفلسطينية أمر وجب علينا جميعًا التحدث به وأن لا يمر مرور الكرام وأن تتحدث عنه الأجيال القادمة أيضًا مشهد المحارق التي حدثت للعزل النَّاس الآمنين المطمئنين في خيامهم بعد أن أخرجوهم من منازلهم قهرا وظلما وعدواناً ها هم لم يسلموا منهم مجددا فشبح الموت يحلق فوق رؤوسهم في تلك المنطقة السوداء من الأرض التي شهوتها يد الصهاينة بعد أن كانت شامخة بيضاء بعد أن كانت آمنة مطمئنة.

أيها الناس هم كانوا أناس مثلنا لهم أحلامهم وطموحاتهم وحياتهم وأطفالهم وزوجاتهم وعالمهم الجميل كانوا يرون المستقبل يذهب للأفضل ويرون الحياة جميلة ونحن الآن في هذا الزمان وفي عام ألفين وأربعة وعشرين تحدث هذه الانتهاكات في حرمة البشرية وفي حرمات أهالي تلك المناطق العزل في منازلهم وجامعاتهم ومدارسهم ومساجدهم وطرقاتهم فلم يبقَ شيء حيث إنه رحل كل شيء والعالم في صمت مطبق.

فوالله وتا الله لو أصاب ما أصيب به أهل فلسيطين شخص واحد منهم فقط سيقيمون الدنيا ويقعدونها والسؤال الذي يطرح نفسه هل دم العربي المسلم رخيص؟!

نحن نؤمن أن كل من مات استشهد وسيلحقه نعيم أبدي ولكن في الوقت ذاته نؤمن بحرقة القلوب وفظاعة المشاهد على أهل هؤلاء الناس الذين ارتقوا فمنهم الأطفال والشباب وكبار السن ومنهم من كان يحلم بالفرج وبحياة أفضل إننا في ألفين وأربعة وعشرين لا نزال هنا في عالم التطور والسرعة والذكاء الاصطناعي والطفرة المعلوماتية فكيف بنا أن نعود بالزمن إلى عالم لم تكن به هذه الحداثة وهل الحداثة هي مجرد شكل من الأشكال أما عن الظلم والقتل وتطاير الدماء والرؤوس المقطوعة والأجساد المحروقة هي متأصلة وموجودة مهما تغير الوعي والفكر والثقافة والتاريخ.

هل نحن دمى تحركها القوى البشرية؟ وهل نحن مصابون بداء الصمت؟ اسمع وانظر ولا تتكلم وهل نحن لسنا قادرين على التعبير عن مشاعرنا الحقيقية جراء ما يحدث من حروب وويلات ومآسٍ ودمار وفساد وهل نحن رضينا على أنفسنا أن نكون هكذا أم أننا ارتضينا الخيار الأسهل وبقينا في حالة خوف ولا مبالاة فنحن الآن منذ السابع من أكتوبر نرى ولكن لا نفعل شيئاً سوى أننا نرى فهل اعتدنا المشاهد وهل دماؤنا العربية أصبحت ماء وهل لا يهزنا مواقف إخواننا العرب الذين يموتون ويقتلون بطريقة وحشية بشعة.

إن الأطفال الذين يعيشون هناك، هُم مثل أطفالنا ومن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية كحياتنا ومن حقهم وحقوق آبائهم وأمهاتهم أن يخرجوا من تلك الأراضي وينزحوا إلى أماكن خالية من ذلك الرعب؛ حيث إنه لا يُعقل أن تغلق عليهم الأبواب ويحرقون ويقتلون ويمثل بأجسادهم ويدمرون معنويًا وماديًا وروحيًا ونفسيًا، فما تبقى فيهم من مشاعر تكاد تموت، وإن ماتت المشاعر تحوَّل الإنسان إلى وحش كاسر، فرفقًا بهم ونحن من هنا نناشد الحكومات أن تجد حلًا.

دع الحرب تنجلي وانقذ أرواح ما تبقى من البشر، فهم ليسوا دمى، وإنما بشر مثلنا ومن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية مثلنا؛ فالخوف حالة من البؤس لا نتمنى أن تطول.

انقذوا فلسطين.. ففلسطين تُباد!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الداخلية: غرامة تصل إلى 20,000 ريال بحق حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها الذين يحاولون الدخول إلى مكة والمشاعر المقدسة

أوضحت وزارة الداخلية، أن تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها ومسمياتها، باستثناء "تأشيرة الحج" لا تخوّل حاملها أداء فريضة الحج.

وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم تطبيق غرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال بحق من يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، بداية من اليوم (الأول) من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ (14) من شهر ذي الحجة، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات.

وأهابت وزارة الداخلية بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، والمبادرة بالإبلاغ عن مخالفي تلك الأنظمة والتعليمات عبر الرقم (911) في مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والشرقية، والرقم (999) في بقية مناطق المملكة.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الداخلية: غرامة تصل إلى 20,000 ريال بحق حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها الذين يحاولون الدخول إلى مكة والمشاعر المقدسة
  • جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة- (فيديو)
  • الجنود الذين لا يراهم أحد: كيف بقيت أميركا في العراق دون ضجيج؟
  • بالفيديو: جوليان أسانج يرتدي قميصًا يحمل أسماء آلاف الأطفال الذين استشهدوا في غزة
  • سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب
  • مفتي عُمان: نشكر أبطال اليمن الذين ما فتؤا يواجهون كيان العدو بالقوة والصرامة
  • لماذا يحتفي مؤسس ويكليكس بأطفال غزة الذين قتلتهم طائرات الاحتلال؟
  • نص محضر أبناء شريف الدجوى ضد بنات عمتهم بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة
  • نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟