مع الموجات الحارة المتكررة التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة، اتجه البعض إلى شراء التكييفات لتلطيف الأجواء المنزلية، ومن بينها التكييف الصحراوي؛ ظنًا منه أنه الخيار الأمثل لأنه غير مكلف وسهل نقله وموفر للكهرباء، لذا يعتبره صديقا للبيئة، لكن ما هي طريقة تشغيله وهل له أضرار؟

ما آلية تشغيل التكييف الصحراوي؟

التكييف الصحراوي هو أحد أنواع التكييفات التي تُعرف باسم المبردات التبخيرية، لأنه يعمل على خفض درجة الحرارة عن طريق وضع المياه داخله وتبخيرها لتلطيف الأجواء، وذلك بحسب موقع «genhvac» المختص في التكنولوجيا، وأوضح مهندس التبريد والتكييف رامي صالح طريقة تشغيله، قائلا: «نملأ الخزان بالمياه، ثم نضع الخرطوم المسؤول عن توزيعها داخل التكييف ليتم تشغيله أتوماتيكيًا، وبواسطة طلمبات المياه يدفع الهواء في أرجاء المنزل».

مميزات التكييف الصحراوي

وأضاف المهندس «رامي»، في حديثه لـ«الوطن»، أنّ أفضل تكييف صحراوي الذي سعته 85 لترًا، مع مراعاة أن يتم متابعته بشكل دوري، وتنظيف حوض المياه داخله وتغيير الفلتر من وقت لآخر، مشيرا إلى مميزاته وعيوبه كالتالي:

يتميز بسهولة نقله من مكان لآخر. سعره اقتصادي دونًا عن باقي التكييفات. من السهل تشغيله ولا يحتاج إلى أحد لتركيبه. قطع غياره سهلة ومتوفرة. يعمل بأقل طاقة، لذلك هو غير مكلف في استخدام الكهرباء.  لا يتم استخدام أي مواد كيميائية فيه، بل يعتمد على الماء. عيوب التكييف الصحراوي 

لا يوزع الهواء البارد بشكل جيد في المنزل، لأن سعته قليلة ومحدود: «الهوا بيوزعه في مكان محدود جدًا حواليه بمترين حد أقصى»، غير أنه يوزع الهواء في الغرفة الذي يتواجد بها فقط.

غير مناسب للمنازل ذات الرطوبة العالية، لأنه يزيد الرطوبة داخلها كونه مخصص للأماكن الصحراوية والجافة: «التكييف فيه فريون بيسبب رطوبة عالية هو مخصص لكده عشان الأماكن الصحراوية والجافة بتكون درجة الحرارة فيها صعبة، فالبيوت اللي فيها رطوبة عالية بالتأكيد هيزود الرطوبة فيها وده شيء ضار على المنزل والصحة». قد يحدث تلوث للمياه داخله مما يتسبب في انتشار البكتيريا والفطريات: «المياه جواه مع البلاستيك ممكن تتلوث على طول»، إذ يحتاج إلى التنظيف باستمرار.

وأضاف أنه لمعرفة التكييف الصحراوي مناسبا مع المنزل أم لا، يجب استطلاع درجات الحرارة في منطقة الشخص: «المناطق اللي فيها درجات حرارة عالية عن 40 درجة فهو مناسب، لأن كده مش هيكون في رطوبة عالية».

 وبحسب موقع National library of medicine، المختص في شؤون الصحة، فإن التكييف الصحراوي أكبر أضراره تتمثل في الفطريات التي تنمو داخل الماء مما يؤثر على الجهاز التنفسي، وهو ما علق عليه الدكتور محمود البنتاوني، أستاذ الأمراض الصدرية والتنفسية، إذ أوضح أنّ أي تكييف له أضرار بالغة على الرئة ويزداد الأمر في التكييف الصحراوي، لأن الماء داخله يسبب انتشار البكتيريا والجراثيم وتزداد خطورته على الأطفال.

ما هي أضرار التكييف الصحراوي على الأطفال؟

وأضاف «البنتاوني» خلال حديثه لـ«الوطن»، أن أضرار التكييف الصحراوي على الأطفال، تتمثل في الآتي:

 الإصابة بالتهاب الحلق. زيادة التهابات الجيوب الأنفية. إصابة الطفل بالنزلات الشعبية الحادة والأزمات الربوية. الشعور بآلام متفاقمة في العضلات والمفاصل. الإصابة بالجفاف الشديد في العيون والجلد.

ونفس الأمر لكبار السن، ويجب عدم التعرض له مباشرةً وتجنب وضعه في أماكن مغلقة.

ويجب الاهتمام بتنظيف التكييف الصحراوي لمنع البيكتيريا، مع تجديد الهواء بالغرفة بشكل مستمر، كما يجب فتح النوافذ والأبواب حتى لا تشعر بالرطوبة بصورة كبيرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مميزات التكييف الصحراوي التکییف الصحراوی

إقرأ أيضاً:

4 أسئلة تشرح كيف يؤثر إلغاء قانون قيصر على معيشة السوريين؟

دمشق – اعتبر خبراء ومسؤولون حكوميون سوريون أن موافقة مجلس النواب الأميركي أمس الأربعاء على إلغاء قانون قيصر، الذي يفرض حزمة كبيرة من العقوبات الأميركية على سوريا منذ العام 2019، محطة مهمة على طريق التعافي الاقتصادي وعودة سوريا إلى النظام المالي العالمي.

وأشار خبراء اقتصاديون إلى أن أثر إلغاء قانون قيصر سيكون ملموسا للسوريين في المدى المتوسط سواء على مستوى الدخل أو سعر الصرف أو التجارة أو غيرها من الجوانب الاقتصادية المؤثرة على معيشة السوريين.

وارتفعت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار اليوم الخميس بنحو 6% (في وقت إعداد التقرير) وسط توقعات بتحسن مستمر لأداء الليرة خلال الأيام القليلة المقبلة.

ما الأثر الفوري لإلغاء قانون قيصر؟

ويرجّح خبراء انخفاض أسعار السلع الأساسية بالتوازي مع تحسن سعر صرف الليرة السورية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وبالتالي تحسن النشاط التجاري في الأسواق السورية.

ويتوقع الباحث الاقتصادي ملهم جزماتي أن تتقدم "العوامل النفسية" بعد إلغاء قانون قيصر على أي تطور اقتصادي فعلي على المدى القصير، إذ سيُنظر إلى هذا الإلغاء بوصفه "إشارة سياسية أكثر منه تحولا بنيويا في الاقتصاد السوري".

وفي حديث للجزيرة نت، يرجح جزماتي أن ينعكس هذا المناخ الإيجابي بعد رفع قيصر بشكل فوري على سوق الصرف وسلوك المتعاملين، مشيرا إلى أن الناس والمؤسسات المحلية تميل إلى تخفيف الاندفاع نحو الدولار مع تراجع عنصر الخوف المرتبط بالعقوبات، مما يؤدي إلى تحسن سعر صرف الليرة.

غير أنه يعود ليؤكد أن هذه الموجة من الإيجابية بطبيعتها قصيرة الديمومة لأنها لا تستند إلى زيادة في الإنتاج أو تحسن في مؤشرات السوق الحقيقية، بل تستند إلى التوقعات وحدها.

أما الخبير الاقتصادي والباحث في كلية لندن للاقتصاد زكي محشي، فيشير إلى أن إلغاء عقوبات قيصر يؤدي إلى رفع وتيرة النشاط الاقتصادي، ويمنح أصحاب الأعمال قدرة كبرى على توفير مستلزماتهم من البضائع والخدمات.

إعلان

ويتوقع محشي، في حديث للجزيرة نت، زيادة في حجم المستوردات خلال الفترة المقبلة، مما سيؤدي إلى درجة من التنافس وفائض في العرض، وبالتالي انخفاض أسعار بعض السلع الاستهلاكية.

ويلفت الخبير أيضا إلى أن سوريا ستشهد زيادة التحويلات والمعاملات المالية مما سيخلق فرص عمل داخل القطاع المالي، في وقت يدفع فيه انفتاح الأسواق الخارجية أمام المنتجين المحليين إلى توجيه جزء من إنتاجهم نحو التصدير، مما يفتح مساحات إضافية للعمل.

ويربط محشي بين تدفق الاستثمارات واستقرار سعر الصرف وضبط التضخم ضمن حدود معينة، معتبرا أن ذلك ينعكس مباشرة على مستوى المعيشة في الداخل السوري.

كيف ينعكس إلغاء قانون قيصر على معيشة السوريين في المدى المتوسط؟

ويؤكد الباحث ملهم جزماتي أن أي انخفاض حقيقي في الأسعار يجب ترقّبه على المدى المتوسط وليس القريب، إذ إن انخفاض الأسعار سيبقى مرتبطا بعوامل أعمق من مجرد تحسن في سعر الصرف مثل: تراجع تكاليف الاستيراد فعليا، وتحسن المنافسة في السوق، واستقرار السياسات المالية والنقدية لمدة طويلة تتيح انتقال "أثر التراجع في الدولار من دفاتر المستورد إلى رفوف المتاجر".

ويتفق مع هذا الرأي الخبير الاقتصادي والمصرفي الدكتور إبراهيم قوشجي، الذي يشير إلى أن أثر رفع العقوبات سيظهر تدريجيا في المدى المتوسط، أي خلال عام إلى عامين، عبر تحسن محتمل في الدخل والقدرة الشرائية مع استقرار سعر الصرف وتراجع التضخم نتيجة تدفق السلع والتمويل.

وفي حديثه للجزيرة نت، بيّن قوشجي أن مشاريع إعادة الإعمار والاستثمارات الجديدة التي ستتدفق إلى سوريا بعد إلغاء قانون قيصر بإمكانها أن توفر آلاف الوظائف في قطاعات البناء والصناعة والخدمات، وأن تحسّن القدرة على الحصول على تمويل خارجي يمكّن الحكومة من تطوير شبكات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم بما يرفع مستوى الخدمات والمعيشة.

ويصف قوشجي إلغاء قانون قيصر بأنه "لحظة فارقة في التاريخ الاقتصادي السوري، إذ لا يقتصر على تحرير القطاع المصرفي أو فتح تجارة أوسع، بل يضع الأساس لمرحلة إعادة إعمار شاملة تعيد بناء الدولة والمجتمع".

وحول توقيت ملامسة المواطن السوري لأثر إلغاء قانون قيصر معيشيا، يتوقع قوشجي أن ذلك سيبدأ خلال فترة قصيرة نسبيا عبر تحسن الدخل وتوفر الوظائف وعودة الخدمات الأساسية.

كيف يؤثر إلغاء "قيصر" على الاقتصاد السوري في مرحلة التعافي؟

يتفق الخبراء على أن أبرز مكاسب الاقتصاد السوري من إلغاء قانون قيصر تتمثل في تخفيف تشدد المؤسسات المالية تجاه سوريا، وخفض تكاليف التأمين والامتثال القانوني للشركات، وبالتالي سهولة تدفق الاستثمارات.

ويرى زكي محشي أن هذه الخطوة تخفف من حالة الالتزام المفرط التي كانت تبديها المؤسسات المالية الدولية تجاه سوريا، خاصة مع توجه البنوك الخارجية إلى موقف أكثر حيادا بعد سنوات من النظرة السلبية للاقتصاد السوري والمرتبطة بالعقوبات.

ويضيف الخبير أن العقوبات شكلت عائقا أمام تدفق الاستثمارات خلال العام الماضي، ورفعها الآن يعني دخول استثمارات خليجية على نحو خاص، إضافة إلى استثمارات أميركية في قطاعات النفط والطاقة والغاز.

إعلان

ويوضح الخبير أن شركتي "شيفرون" و"كونكو" الأميركيتين قد أبرمتا اتفاقات مع الجانب السوري سابقا، وكذا الحال مع الشركات الخليجية العاملة في الخدمات اللوجستية لقطاع الطاقة، والآن تستفيد هذه الشركات بشكل مباشر من رفع العقوبات.

وهو ما يتفق معه الباحث ملهم جزماتي، معتبرا أن العامل الأكثر ترجيحا في هذه المرحلة هو دخول البنوك والشركات الخليجية إلى سوريا "ليس بدافع اقتصادي خالص، بل بفعل التحول السياسي الذي يرافق عملية إعادة الانفتاح على دمشق"، مؤكدا أن المؤسسات الخليجية عادة ما تكون هي صاحبة المبادرة الأولى في مثل هذه الحالات، لأنها تعمل ضمن منظومات رقابية أكثر مرونة من المؤسسات الغربية، وتستند إلى غطاء سياسي يسمح بتحمل قدر أعلى من المخاطر.

ويشير الباحث أيضا إلى أن إلغاء قانون قيصر يسهم في خفض تكاليف التأمين والامتثال القانوني التي كانت تشكل عبئا كبيرا على الشركات الراغبة في العمل داخل سوريا أو التعامل معها. فهذه التكاليف -بحسب جزماتي- لم تكن مجرد رسوم إضافية، بل كانت غالبا العامل الحاسم الذي يدفع الشركات إلى الابتعاد عن السوق السورية خشية الوقوع في مخالفات محتملة. ومع تراجع هذه المخاطر، يصبح الدخول إلى السوق أقل كلفة وأكثر قابلية للتخطيط، مما يشجع على إطلاق مشاريع متوسطة الحجم في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والخدمات والبنية التحتية الخفيفة.

بعد إلغاء "قيصر" هل ستعود سوريا للمنظومة المالية العالمية؟

ويجمع خبراء اقتصاد ممن التقتهم الجزيرة نت على أن إلغاء قانون قيصر يفتح أمام القطاع المصرفي السوري باب العودة إلى المنظومة المالية العالمية شريطة تحديث القطاع بنيته الداخلية والتزامه بالشروط والمعايير المطلوبة.

وهو ما يذهب إليه قوشجي موضحا أن إعادة ربط البنوك السورية بشبكات التحويل الدولية مثل "سويفت" تصير خطوة رئيسية في هذا الاتجاه، لأنها تسهل عمليات الاستيراد والتصدير وتعيد جزءا من الثقة في التعاملات المالية.

ويشير قوشجي إلى أن تدفق رؤوس الأموال عبر التحويلات الخارجية والاستثمارات المباشرة سينتعش مجددا بعد أن كان شبه معطّل أو محاطا بمخاطر قانونية.

ويعتبر الخبير أن هذا الانفتاح لا يكفي وحده، إذ يتوجب على البنوك السورية تحديث بنيتها الداخلية، ورفع مستوى الشفافية، واعتماد معايير الامتثال الدولية الخاصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويضيف، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الخطوات تزيد قدرة المصارف على تمويل المشاريع، سواء تلك المتعلقة بإعادة الإعمار أو الاستثمار الخاص، مما ينعكس على النشاط الاقتصادي العام.

أما الباحث جزماتي فيرى أن الأثر الأعمق لإزالة قانون قيصر يتمثل في "إمكانية إعادة دمج المنظومة المصرفية السورية -ولو تدريجيا- في النظام المالي العالمي"، مشيرا إلى أنه حتى لو بقيت العقوبات الأقدم المرتبطة بتصنيف سوريا "دولة راعية للإرهاب"، فإن رفع قانون قيصر يزيل أهم عائق كان يمنع البنوك المراسلة من النظر في أي نوع من التعاون، سواء في فتح خطوط مراسلة محدودة، أو تسهيل التحويلات التجارية، أو السماح بتمويل بعض المشاريع التنموية عبر مؤسسات دولية.

لكن الباحث يؤكد أن هذه العملية لن تكون سريعة "لأنها تتطلب تحديثا في الأنظمة المصرفية المحلية والامتثال للمعايير الدولية، لكنها تمثل مع ذلك أول فرصة حقيقية منذ سنوات لوقف تآكل القطاع المصرفي وتهيئة بيئة مالية تسمح بالتجارة والاستثمار على نطاق أوسع".

في حين يلفت زكي محشي إلى أن الانفتاح على التعاملات المصرفية المباشرة مع الخارج يصبح أسهل، وتصبح المصارف الأجنبية أكثر مرونة مع نظيرتها السورية، مما يجعل العمليات المالية أقل تعقيدا، وينعكس على النشاط الاقتصادي داخل البلاد ومستوى معيشة السكان.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مخاطر المياه المعبأة على صحتك.. ما لا يخبرك به المصنعون!
  • كيف يؤثر العمل وتربية الأطفال على جودة النوم (شاهد)
  • دراسة: نقص فيتامين ب12 يسبب تنميل الأطراف وضعف الذاكرة
  • 4 أسئلة تشرح كيف يؤثر إلغاء قانون قيصر على معيشة السوريين؟
  • فوائد واسعة لـالبابونج.. هل هناك أضرار في حال تناوله يوميا؟
  • أوميجا 3 صديقة القلب والدماغ .. احرص عليها للحفاظ على صحتك
  • «صحتك في أكلتك».. علوم التغذية بجامعة العاصمة تطلق مبادرة لتعزيز الوعى بالتغذية العلاجية
  • فيضانات تعصف بكردستان العراق بعد أمطار غزيرة… أضرار واسعة
  • أخصائي: الإجهاد الذهني المطول قد يسبب اضطراب ضربات القلب
  • انقلاب ترلة محملة بالغلال على طريق الإسماعيلية القاهرة الصحراوي يسبب إصابة شخصين