بوابة الوفد:
2025-07-30@13:27:34 GMT

«مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ»

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

25 محطة شاهدة على ترحال السيد المسيح فى أرض المحروسةدور مصر من حماية المسيح من بطش هيرودسالبابا شنودة: ذكرى دخول المسيح مصر يوم بركة وفرح للجميع

 

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمس السبت 1 يونيو الموافق 24 من شهر بشنس، بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، والذى أصبح عيدًا مقدسًا من الأعياد السيدية الصغرى ويحمل مكانة كبيرة لدى الأقباط.

وتقيم الكنائس القبطية فى هذا اليوم القداسات الإلهية الاحتفالية والفقرات الروحية التى تتناول فيها رحلة العائلة المقدسة ودور الدولة المصرية فى إعادة إحياء المسار التى مرت منه العذراء والسيد المسيح وجعلت مصر متفردة عن غيرها من البلاد.

وهب الله مصر حضارة عظيمة وقدرة كبيرة وجعلها غوث العباد وملجأ يفتح أحضانه أمام من ضاق به الدرب، ويحتفظ التاريخ بشواهد كثيرة لإثبات دور أرض الكنانة فى مساندة الجميع وكان دخول العائلة المقدسة خير دليل وبرهان لأول رحلة لجوء فى التاريخ الإنساني، وكرمها الله فى كتبه السماوية فى كثير من المواضع ما جعلها محط أنظارالعالم.

«مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْرُ»، بهذه الأيات ذكرت أرض الكنانة فى سفر (أشعياء ١٩ :٢٥)، وغيرها من المواضع التى تناولت بركة ومكانة هذا البلد العظيم الذى يحمل تاريخيًا عريقًا يؤكد الدور المؤثر الذى يلعبه فى احتضان الغرباء ورزع الأمن فى فؤاد الهارعين من بطش الظاغيين.

لجأت العائلة المقدسة إلى أرض مصر عندما ضاقت بها السُبل وهرعت خوفًا من بطش هيروس الملك، الذى أقسم على قتل المسيح، حفاظًا على الهيمنة والحكم فصار يذبح الأطفال الأبرياء، فاعدت العائلة أمتعتها وظلوا فى طريقهم من فلسطين إلى مصر.

أسباب هروب العذراء والمسيح

«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ» هكذا أرشد الملاك الذى ظهر إلى القديس يوسف البار حتى يأخذ العذراء مريم وصغيرها نحو أرض الأمان، وبحسب ما ورد فى الكتب المسيحية، كانت العائلة المقدسة جالسة فى سكون، بينما كان هيرودس قد أرسل جيشه لقتل جميع أطفال بيت لحم، بعدما جاء إليه المجوس من المشرق ليخبروا الملك أن هناك طفلًا قد ولد وأنهم اتبعوا حركة النجوم وظهر نجم ساطع، وكان معروفًا حينها أن هناك نبوءة تقول إنه سيولد ملك ويظهر حينها نجم، فجاءوا حتى يبحثوا عن المولود ملك اليهود، فخاف على عرشه المهزوز وبات يبحث عن خصيمه الطفل الذى سيُسلبه العرش حتى يتخلص منه، وطلب من المجوس أن يرشده موضع الطفل المجوس الذى جاءوا حتى يقدموا الهدايا للملك الجديد مثلما ذكر الإنجيل، وظل الملك ينتظر عودتهم حتى يعرف منهم مكان الطفل يسوع، ولكن بحسب المراجع المسيحية ظهر ملاك إلى المجوس، وقال لهم لا ترجعوا إليه، فذهبوا بلادهم ولم يخبروه فغضب هيرودس من سخرية المجوس، وحين فشل فى تقدير عمر الطفل ومكانة أمر بقتل جميع أطفال بيت لحم حديثى الولاد حتى عامين، وحينها ظهر الملاك إلى القديس يوسف حتى يرشده للهروب ومع بزوغ شمس الصباح حملت البتول طفلها وركبت حِمارًا يصحبهم هذا القديس البار نحو الصحراء وقادتهم العناية الإلهية نحو أرض السلام «مصر».

استمرت العائلة المقدسة تترحل فى 25 محطة حتى موضع استقرارها الأخير «دير المحرق» بجبل قسقام فى أسيوط، المكان الذى مكث فيه المسيح لمدة أكبر من غيرها وشهد معجزات أخبرت العالم عن هذه المنطقة، وأصبح مقصدًا للمسيحيين حول العالم واشتهر بـ«القدس الثانية»، وكثير ما تتناول المصادر التاريخية أن طريق العودة للعائلة المقدسة، حيث سلكوا طريقًا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط المعروف بـ«دير درنكة» الشاهد على مباركة المسيح فى آخر محطاته بصعيد مصر وكانت نقطة العودة.

معاناة العائلة المقدسة فى هروبهم

هرعت العائلة المقدسة إلى مصر قبل أن تطول هذه المذبحة الطفل يسوع، وكانت رحلة شاقه مروا خلالها بشتى أنواع المخاطر واللصوص وظروف الطقس القاسية، فى 25 محطة تمتد المسافة 3500 ذهابًا وعودة، واستغرقت 3 سنوات وعدة أشهر ارتحلوا خلالها من مكان إلى آخر، بدأت العائلة رحلة الهروب من الخوف إلى الأمان من جهة العريش ثم دخلت إلى مدينة الفرما شرق بورسعيد، انتقلت فيما بعد إلى مدنية تل بسطا بالشرقية المحطة البارزة فى هذه الرحلة، حيث كانت مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة نبعت عيون الماء سقطت جميع الأوثان فأساء أهلها معاملة العذراء وطفلها يوسف القديس الأمر الذى دفهعم لترك المدينة، ارتحلت بعد ذلك جنوبًا واستقرت فى مدينة مسطرد التابعة لمحافظة المحلة الكبرى وعرفت هذه المنطقة بـ«المحمة» لأن السيدة العذراء حمّت المسيح هناك وغسلت ملابسه فيها، انتقلت نحو الشمال لمحافظة الشرقية واستظلت عند شجرة عرفت باسم «شجرة السيدة العذراء مريم» ومرت العائلة على بلبيس أيضًا فى رجوعهم، ومن هذه النقطة ذهبوا نحو سمنود بالغربية التى استقبلهم فيها شعبها استقبالًا حسنًا فباركهم السيد المسيح حسب ماورد فى المراجع المسيحية، ويوجد بها «ماجور» كبير من حجر الجرانيت يقال إن السيدة العذراء عجنت به أثناء وجودها كما يوجد بئر ماء باركة المسيح.

انتقلت العائلة المقدسة إلى نقطة ومحطة جديدة حيث الشمال الغربى بمنطقة البرلس بإقليم الدلتا حتى وصلت مدينة سخا فى محافظة كفر الشيخ، وقد ظهرت قدم المسيح على حجر هناك ومن هذه الواقعة أخذت المدينة اسمها بالقبطية «بيخا إيسوس».

عبرت العائلة المقدسة نهر النيل فرع برشيد تحديدًا، إلى غرب الدلتا وتحركت جنوبًا إلى وادى النطرون «الإسقيط»، حيث بارك المسيح وأمه هذا المكان الذى صار منبع الرهبنة فيما بعد على يد القديس أنطونيوس وأصبح مقرًا لتجمعات رهبانية كثيرة منذ القرن الرابع وحتى الآن.

ارتحلت العائلة جنوبًا نحو مدينة القاهرة وعبرت نهر النيل إلى الجهة الشرقية حيث منطقة المطرية وعين شمس، وفى المطرية استظلت العائلة المقدسة تحت الشجرة المعروفة بـ«شجرة مريم» وأنبع المسيح هناك بئر ماء شرب منها وباركها ثم غسلت فيه العذراء ملابس طفلها يسوع وصبت منه الماء على الأرض فنبتت تلك البقعة نباتًا عطريًا ذا رائحة هو «نبات البلسم أو البلسان»، ويضاف إلى أنواع كثيرة من العطور والأطياب التى يصنع منها زيت الميرون المقدس.

سارت العائلة متجهة إلى مصر القديمة وارتاحت لفترة بمنطقة الزيتون ومرت فى طريقها على محارة زويلة التاريخية التى تقبع فيها حاليًا كنيسة العذراء وتشتهر بكنيسة زويلة الأثرية، وكذلك على العزباوية بكلوت بك،

وصلت إلى مصر القديمة التى تعتبر من أهم محطات الرحلة ويود بها العديد من الكنائس والأديرة ولكن لم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أيامًا قليلة بسبب تكرار معجز تحطيم الأوثان بمجرد أن تطأ قدم السيد المسيح كانت جميع الأوثان تنهال أرضًا الامر الذى أضغب شعب تلك المنطقة من وجودهم وهو السبب فى ترحال العائلة كل هذه المحطات، وذهبوا بعد ذلك نحو الفسطاط التى تضم كنيسة القديس سرجيوس المشهورة بـ«أبى سرجة» وتحتوى على المغارة التى لجأت إليها العائلة خلال مكوثها بمصر القديمة.

ارتحلت بعد ذلك نحو الجنوب حيث وصلت إلى منطقة المعادى إحدى ضواحى منف «عاصمة مصر قديمًا»، وهناك كنيسة العذراء المُطلة على النيل والشاهدة على وجود العائلة التى استظلت فيها 3 أيام ومرت من خلال سلم أسفل الكنيسة نحو النيل حتى تركب مركبًا حتى تتجه نحو الصعيد، ويذكر التاريخ الحديث ظهور كتاب مقدس مفتوح على آية «مبارك شعبى مصر».

تفاصيل رحلة العائلة المقدسة

تبدأ رحلة العائلة المقدسة فى مصر، منحى جديدًا فى أولى محطاتها فى الصعيد كانت فى قرية بمركز مغاغة بمحافظة المنيا وبجوار الحائط الغربى لكنيسة السيدة العذراء هناك، يوجد بئر عميق يقول التقليد إن العائلة المقدسة شربت منه.

مرت العائلة المقدسة على بقعة تسمى «اباى إيسوس»، أبى بيت يسوع شرقى البهسنا ومكانها الآن قرية صندفا فى بنى مزار وقرية البهنسا حاليًا، ثم رحلت نجو الجنوب حتى سمالوط ومنها عبرت النيل إلى الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء مريم بجبل الطير شرق سمالوط، حيث استقرت العائلة فى المغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية ويسمى أيضًا بـ«جبل الكف»، حيث يذكر التقليد القبطى أن صخرة كبيرة كادت تسقط من الجبل عليهم واستطاع الطفل يسوع بمعجزة إلهيه أن يمنعها من السقوط وانطبعت معالم يده عليها.

غادرت بعد ذلك منطقة جبل الطير وعبرت النيل إلى الغربية واتجهت نحو الأشمونين، حيث حدثت عجائب ومعجزات كثيرة ورد ذكرها فى الكتب المسيحية التاريخية وظلت الأوثان تسقط بمجرد أن يدخل السيد المسيح أى بلده، وتحركت إلى ديروط ومنها إلى قرية قسقام «قوست أوقوصيا كما تشتهر حاليًا»، حيث سقط وتحطم فطردهم أهلها إلى خارج المدينة وأصبحت هذه المدينة خرابًا.

اتجهت فيما بعد نحو بلدة مير التى تقع على بعد 7 كيلومترات غرب القوصية المعروفة حاليًا بـ«أسيوط» وقد أكرمهم أهلها وباركتهم العائلة المقدسة تقديرًا لما عاشته فيها من محبة وسلام وسط أهل بلدة مير.

دخلت العائلة محطة جديدة حيث المستقر الأخير فى جبل قسقام حيث يوجد الأن دير المحرق ويعد أبرز وأهم محطات هذه الرحلة حتى سمى بـ«القدس الثانية» و«بيت لحم الثاني»، بسبب المدة التى عاشتها العائلة فى هذه الرقعة باعتبارها أكبر فترة استقرت فيها خلال تواجدهم بمصر وتقدر بـ6 أشهر و5 أيام حتى عادوا إلى فلسطين مرة أخرى بعد موت هيرودس.

ولسبب آخر يحتل دير المحرق مكانة كبيرة حيث ورد ذكر مصرفى إصحاح (إش19:19 ) بنبوءة عن وجود مذبح وسط أرضها، وكانت حينها أرض الكنانة تتبع الوثانية ولم يكن هناك هيكل سوى «هيكل سليمان» بفلسطين، وكانت هذه نبوءة تحمل جانبين أحدهما يبشر بنشر المسيحية فى مصر وآخر يعنى وجود مذبح بيد يسوع فى وسط أرضها، وهو ما حدث فى «المحرق» وهى منطقة تتوسط مصر جغرافيًا.

ويسجل التاريخ المسيحى هذه المنطقة أثريًا واحدة من أقدس المناطق، حيث أثبتت الشواهد أن السيد المسيح لم يسكن فى أى بلد خارج فلسطين سوى مصر ولم يستقر فى منطقة أكثر من مدة استقرارة فى منطقة دير المحرق التى تضم حاليًا الكنيسة الأثرية حيث المغارة التى عاش فيها المسيح وأصبحت فيما بعد هيكلًا للكنيسة فى الجهة الغربية من الذير والمذبح عبارة عن حجر كبير كان يجلس عليه السيد المسيح بحسب المراجع المسيحية، ثم شيد داخل الدير فيما بعد كنيسة مارجرجس الحديثة، بالإضافة إلى الحصن الأثري، وبعدما غادرت العائلة المقدسة أخذ المكان شهره وزاره القديس مرقس الرسول مبشر المسيحية فى مصر منتصف القرن الأول.

ومن هذا الدير ظهر الملاك مرة أخرى إلى القديس يوسف يبشره بانتهاء غمة هيرودس وموته وأرشده للعودة إلى فلسطين «لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ».

طريق العودة

كثيرًا ما تتناول المراجع التاريخية دير المحرق أنه ىخر محطات العائلة المقدسة فى مصر، بينما يوجد رأى آخر يضع دير درنكة كنقطة نهاية لمسار الرحلة، وحسب التاريخ المسحى كان الدير المذكور أخيرًا هو نقطة العودة، حيث سلكوا طريقًا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط وباركته العائلة ثم وصلوا إلى مصر القديمة، ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء وصولًا إلى فلسطين، حيث سكنت العائلة فى قرية الناصر بمنطقة الجليل بعد عودتهم.

مكانة مصر فى الكتاب المقدس

لم يخف التاريخ مكانة مصر الحضارية والمؤثرة فى حماية جميع الشعوب وأخذت تمارس دورها فى رعاية كل من لجأ إليها على مر العصور، وتاريخيًا فمصر البلد الوحيد فى العالم التى عاشت فيه العائلة المقدسة غير مسقط رأسها، وورد ذكر مصر فى الكتاب المقدس فى كثير من المواضع وكانت هناك نبوءة قبل ميلاد المسيح تشير أنه سوف يأتى إلى مصر، ومن أبرزهم سفر (إش 1:19) «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْر»، وتفسر المراجه أن السحابة يقصد بها العذراء وتكررت النبوءة وهو ما حدث فى رحلتهم أرض الكنانة كما تكرمت وتباركت فى سفر أشعياء حين ذكرت فى (إش 25:19) «مبارك شعبى مصر» ويفسر بعض الآباء الأقباط أن إضافة حرف «الياء» فى كلمة شعب دليل محبة ويقصد بها أنها خاصتى وتحمل رمز وخصوصية كبيرة وهو ما حدث خلال رحلة العائلة المقدسة، وأيضًا هناك نبى من العهد القديم اسمه «هوشع» ذكرها فى (هو1:11).

البابا شنودة عن ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر

أجاب مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، فى إحدى العظة الروحية التى أقيمت فى مصر القديمة بتاريخ 28 مايو من عام 1981م، على سؤال لماذا مصر التى خصها الله بزيارة العائلة المقدسة، مؤكدًا مكانتها الكبيرة التى ظهرت فى كثير من الآيات الكتاب المقدسة منها نبوءة هوشع النبى «ومن مصر دعوت إنبي».

وأشاف معلم الأجيال: «لم يذكر أن يزور المسيح أرضًا غريبة عن موطنه فلسطين إلا مصر»، وأشار أن هناك حكمة إلهية أرادت أن تمر العائلة المقدسة بكل هذه المحطات حتى تبارك أرضها ونيلها وشعبها، وتأخذ هذه المسافة الكبيرة حتى يتمكن أن يتبارك تراب هذا البلد، مضيفًا: «يمكن أن تكون قد مرت العذراء من الأرض الجالسين فيها حاليًا».

يفسر البابا شنودة أن السبب فى تنقل العائلة المقدسة بسبب الوثانين آنذك، حيث كانت ترتجف الأوثان حين يدخل المسيح، ويرجح أن هذه الرحلة علت فؤاد الأقباط مستعدًا لتقبل الإيمان المسيحى وهو ما جعل مهمة مارمرقس الرسول أسرع حين جاء ليبشر بالمسيح وكانت النفوس فى مصر مهيئة لغرس الإيمان.

ويذكر مثلث الرحمات أن هذا البلد الوحيد التى تنبأ عنها الكتاب المقدس وعن وجود مذبح مقدس فى وسط مصر وهو دليلًا على استمرار مصر فى حماية ورعاية الله وبرهان على مكانتها الروحية، قائلًا: «لو انقرضت المذابح من الدنيا سيبقى مذبح للمسيح فى أرض مصر».

واختتم عظته فى هذه المناسبة التى تحتفل بها الكنيسة سنويًا قائلًا: «يوم زيارة المسيح أرض مصر هو يوم بركة يفرح فيه جميع المصريون لأنه أتى وافتقدهم وصنع معهم هذا الخير الكبير».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هيرودس البابا شنودة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العائلة المقدسة دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر الكنائس القبطية تفاصيل رحلة العائلة المقدسة رحلة العائلة المقدسة دخول العائلة المقدسة العائلة المقدسة إلى السیدة العذراء السید المسیح مصر القدیمة أرض الکنانة دیر المحرق فیما بعد بعد ذلک إلى مصر أرض مصر وهو ما فى مصر حالی ا طریق ا

إقرأ أيضاً:

"حيرة".. مابعد النتيجة

توتر وقلق وترقب، هكذا كان حال أولياء أمور طلاب الثانوية العامة مساء الثلاثاء الماضي انتظارا لاعتماد وزير التربية والتعليم لنتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة، هذه اللحظات الصعبة لايدركها الا من عايشها، وبالتأكيد مرت غالبية الأسر المصرية بهذا الموقف العصيب على مدى تاريخ هذه الشهادة المصيرية والفارقة فى مستقبل الأبناء، وفى جنى الآباء لثمار جهودهم المادية والمعنوية فى دعم وتحفيز أبنائهم الطلاب، نتعشم أن يقضي نظام التعليم الجديد، الذى استحدث شهادة البكالوريا التى تتيح خيارات وفرصا متعددة لتحسين المجموع، جنبا إلى جنب مع نظام الثانوية العامة القديم، على هذه الظاهرة التى باتت معها الثانوية العامة "بعبع" يرهب أولياء الأمور والطلاب معا.

فور إعلان النتائج والتى أصيب فيها الناجحون وليس الراسبون أو طلاب الدور الثاني، بخيبة أمل خاصة طلاب القسم العلمي من تدني نسب المجاميع التى كانت محبطة للكثيرين، بدأ التفكير فى مكان لاستكمال الدراسة الجامعية، وسارع كثير من أولياء الأمور الى البحث عن مكان فى جامعة خاصة أو أهلية، وحتى لايضيع جهد من اجتهد ولم يوفق فى الالتحاق بكلية من كليات القمة، وحتى يعزز موقف من لم يحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بإحداها، الحكايات التى يمكن ان تروي فى هذا الموضوع كثيرة وغريبة ويتم ابتكار المزيد منها عاما بعد عام.

واذا بدأنا بالتسجيل بالجامعات الخاصة، الذى كان يتم فيما سبق فور اعلان نتائج الثانوية العامة، يتم الآن والطالب ما زال فى الثانوية العامة ولم ينته من الامتحانات، ومن دون ان يعرف حتى المجموع الذى يحصل عليه، ناهيك عن المبالغ التى تدفع مقابل هذا التسجيل، وبالتالي فإن الطالب الذى قام بالتسجيل فى كلية ولم يحصل على الحد الأدني للقبول فيها، يرفض طلبه ناهيك عن ضياع المبلغ الذى تم دفعه..

هناك أعداد غفيرة تلتحق سنويا بالجامعات الخاصة، وهذه الأعداد تقوم بالتسجيل فى الكليات المتاحة أمامهم وفقا للمجموع، عن طريق ملء استمارة معدة لذلك نظير رسوم قد تصل الى خمسة آلاف جنيه، ولنا أن نتخيل إجمالي دخل هذه الجامعات من هذا البند فقط، واذا افترضنا ان بعض الطلاب غيروا رغباتهم أو قبلوا فى كليات حكومية، فإن هذه المبالغ لاترد بالتأكيد، كما أن المصروفات التى يتم دفعها قبل بدء الدراسة بفترة، لا يتم استردادها باي حال الا بعد خصم جزء كبير منها.

يكابد أولياء الأمور من متوسطي الدخل المعاناة فى رحلة البحث عن كلية، وكأنه لا يكفي ماعانوه طوال السنة الدراسية بالثانوية، وما أنفقوه على الدروس الخصوصية، لتستمر رحلة المعاناة بحثا عن ضمان تخصص يؤهل أبناءهم لسوق العمل.

واذا ألقينا نظرة على مصروفات الجامعات الخاصة والأهلية لوجدنا أرقاما تعتبر فلكية لغالبية الشعب المصري، فقائمة المصروفات الدراسية لبعض الجامعات الخاصة والاهلية والتى نشرها موقع صحيفة يومية، وصلت فيها مصروفات كليات الطب البشري على سبيل المثال الى 230ألف جنيه سنويا فى الجامعات الخاصة، بينما وصلت فى بعض الجامعات الاهلية إلى ما يتراوح ما بين 150و120ألف جنيه سنويا، فى حين بلغت مصروفات كلية طب الأسنان الى 274 ألف جنيه، والهندسة 226 ألف جنيه فى إحدى الجامعات الاجنبية.

بعد انخفاض الحد الادني للقبول بكليات المجموعة الطبية وكذلك كليات الهندسة، أصبح أولياء الامور يلثهون خلف منح ابنهم لقب طبيب أو مهندس، وهم بالطبع معذورون فى ذلك، فهذه التخصصات وحدها تمنح فرصا متميزة فى العمل، وتضطر الاسر لضغط إمكاناتها المادية، بل وبيع بعض الممتلكات فى سبيل توفير النفقات التعليمية، وهكذا تستمر الدوامة التى لا يبدو أنها ستنتهي.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا:منع الأمير ويليام من السفر برفقة نجله
  • ساهم بـ4 ملايين دولار... إطلاق اسم جورج وديع عوده على مركز الألزهايمر في مستشفى المسيح الملك (صور)
  • نصائح للنفساء
  • كربلاء.. خطة أمنية ولوجستية مع قرب وصول خمسة ملايين زائر أجنبي
  • معارض كردي:العائلة البارزانية أشد ظلما على شعب الإقليم
  • احتجاز أطفال وتعرضهم للتعذيب داخل منزل عائلي
  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • رحلة النغم والألم ( 2 )
  • عبد المسيح لسعيد: لا يمكن الاكتفاء بمشهد تحميل رياض سلامة وحده المسؤولية
  • وزير السياحة والآثار: زيادة عدد مراكب الرحلات النيلية لمزارات العائلة المقدسة