طرح تاريخي واختبار لـإدمان النفط.. تهافت على أسهم أرامكو السعودية
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
جذبت عملية الطرح الثانوي لأسهم شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو طلبات تزيد على الأسهم المعروضة للبيع خلال ساعات من بدء تلقي الطلبات، الأحد، في صفقة تاريخية يمكن أن تجمع ما يصل إلى 13.1 مليار دولار، واختبار مهم للإقبال العالمي على أصول المملكة.
ومن المقرر أن تتلقى البنوك المشاركة في العملية طلبات المستثمرين من المؤسسات حتى الخميس، وستقوم بتسعير الأسهم في اليوم التالي، ومن المتوقع أن يبدأ التداول، الأحد المقبل، في البورصة السعودية بالرياض.
وسيكون الطرح مقياسا لجاذبية الرياض للمستثمرين الأجانب، وهو عنصر رئيسي في خطة المملكة الطموح لتنويع موارد اقتصادها. وسبق أن أخفقت المملكة مرارا في تحقيق أهدافها الخاصة بالاستثمار الأجنبي المباشر.
وقال محللون ومصادر إن البيع سيعزز أيضا جهود الحكومة للتخلص مما وصفه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ذات يوم "بإدمان النفط".
ورجحوا أن صندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي والأداة المفضلة لقيادة الأجندة الضخمة التي ضخت عشرات المليارات من الدولارات في كل شيء من الرياضة إلى المدن الصحراوية المستقبلية، سيكون المستفيد من هذه الأموال.
وانخفض سهم أرامكو 2.6 بالمئة، الأحد، إلى 28.25 ريال (7.53 دولار) بحلول الساعة 0825 بتوقيت غرينتش.
وتعرض السعودية على المستثمرين نحو 1.545 مليار سهم أو 0.64 بالمئة من أسهم أرامكو بسعر يتراوح بين 26.7 و29 ريالا للسهم، بإجمالي يقل قليلا عن 12 مليار دولار عند بلوغ الحد الأقصى للنطاق.
وأعلن أحد مديري الدفاتر للطرح الثانوي لأرامكو تغطية الدفاتر بالحجم الكامل للصفقة ضمن النطاق السعري، مما يعني أن الطلب تجاوز المعروض في الطرح.
ويمكن للبنوك زيادة العرض بمليار دولار أخرى. وإذا بيعت جميع الأسهم، فستخفض الحكومة السعودية حصتها في أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم بنسبة 0.7 بالمئة.
وتساعد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم في إدارة عملية البيع، وهي "سيتي" و"غولدمان ساكس" و"إتش.إس.بي.سي" و"جيه.بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"مورغان ستانلي"، إلى جانب مؤسسات محلية هي البنك الأهلي السعودي والراجحي المالية والرياض المالية والسعودي الفرنسي.
وتضطلع كل من "إم.كلاين اند كومباني" و"مويليس" بدوري المستشارين الماليين المستقلين للطرح.
وأفاد إفصاح للبورصة بأن وحدة "كريدي سويس" السعودية، التابعة لمجموعة "يو.بي.إس" إلى جانب "بي.إن.بي باريبا" و"بنك أوف تشاينا إنترناشونال" و"تشاينا إنترناشونال كابيتال كوربوريشن" تسلعد في البحث عن مشترين للأسهم.
وسيتم تخصيص حوالي 10 بالمئة من الطرح الجديد للمستثمرين الأفراد، على حسب الطلب.
وتبدأ العملية في الوقت الذي من المقرر أن تجتمع فيه مجموعة "أوبك بلس" لمنتجي النفط الأحد لتحديد سياسة الإنتاج، وتقول مصادر في المجموعة إن بعض وزراء المجموعة سيجتمعون في الرياض.
وتخفض "أوبك بلس"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية وحلفاء بقيادة روسيا، الإنتاج بإجمالي 5.86 مليون برميل يوميا، أي ما يعادل حوالي 5.7 بالمئة من الطلب العالمي.
غير أن أرامكو، وهي منذ فترة طويلة مصدر دخل قوي للدولة، رفعت توزيعات أرباحها، إذ أدخلت آلية توزيع جديدة مرتبطة بالأداء العام الماضي، على الرغم من انخفاض الأرباح نفسها نتيجة لتقليص حجم الإنتاج.
وتنتج السعودية نحو 9 ملايين برميل يوميا من النفط الخام، أي ما يقرب من 75 بالمئة من طاقتها القصوى.
وتمتلك الحكومة السعودية بشكل مباشر ما يزيد قليلا على 82 بالمئة من أرامكو. ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة 16 بالمئة، منها 12 بالمئة يمتلكها بشكل مباشر و4 بالمئة يمتلكها من خلال شركة "سنابل" التابعة له، والباقي مملوك لمستثمرين في السوق.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الذهب يلتقط أنفاسه.. أسعار النفط ترتفع بعد هبوط تاريخي وتحرّكات مفاجئة من ترامب!
تنفست أسعار النفط الصعداء في بداية تعاملات الأربعاء، مسجلة ارتفاعًا طفيفًا بعد تراجع هو الأكبر في يومين منذ عام 2022، مع استمرار تقييم المستثمرين لتطورات الهدنة غير المستقرة بين إيران وإسرائيل، وتحركات مفاجئة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعيد رسم خريطة العقوبات النفطية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 75 سنتًا أو 1.1% لتصل إلى 67.89 دولارًا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71 سنتًا أو 1.1% ليسجل 65.08 دولارًا، وفق بيانات رويترز.
ويأتي هذا الارتفاع بعد هبوط أمس الثلاثاء إلى أدنى مستوياتهما منذ أوائل يونيو، أي قبل الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على منشآت عسكرية ونووية في إيران في 13 يونيو.
وفي تطور لافت، منح ترامب الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، الضوء الأخضر لمواصلة شراء الخام من طهران، في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة تقويض علني لنظام العقوبات الأميركي المفروض منذ سنوات على إيران، لكن مسؤولاً كبيرًا في البيت الأبيض عاد ليؤكد أن العقوبات “لا تزال سارية”، ما يعكس تباينًا داخل الإدارة الأميركية بشأن الملف الإيراني.
ورغم صمود وقف إطلاق النار الذي توسّط فيه ترامب، فإن المستثمرين لا يزالون يتوجسون من هشاشته، خاصة مع وجود القوات البحرية الأميركية في محيط مضيق هرمز، الممر الحيوي الذي يتدفق عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، وأدى التدخل الأميركي المباشر إلى إثارة قلق واسع من احتمال تصعيد جديد يهدد الملاحة وإمدادات الطاقة.
في موازاة الأحداث الجيوسياسية، يترقب المستثمرون بيانات حكومية أميركية ستصدر اليوم بشأن مخزونات النفط والوقود، ووفقًا لمعهد البترول الأميركي، تراجعت مخزونات الخام بـ4.23 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، ما يشير إلى طلب قوي محتمل في السوق الأميركية.
ومن المقرر أن يعقد تحالف أوبك+ اجتماعًا عبر الفيديو في 6 يوليو المقبل، لمناقشة إمكانية زيادة الإمدادات اعتبارًا من أغسطس، وهو ما قد يلعب دورًا حاسمًا في توجيه مسار الأسعار في النصف الثاني من العام.
فيما استقرت أسعار الذهب، خلال التعاملات المبكرة من صباح الأربعاء، بعدما أدى إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إلى فتور في الإقبال على الذهب كملاذ آمن، في حين ساعد ضعف الدولار وعمليات الشراء عند الانخفاض في الحد من الخسائر.
وبحلول الساعة 00:42 بتوقيت غرينتش، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 3326.39 دولاراً للأونصة، بعدما سجل في الجلسة السابقة أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% لتصل إلى 3340 دولاراً، بحسب بيانات وكالة رويترز.
بالمقابل، تحرك مؤشر الدولار قرب أدنى مستوياته في أسبوع، مما جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وهو ما ساهم في تقليص الخسائر التي سجلها المعدن الأصفر.
في سياق متصل، أظهرت بيانات حديثة تراجع ثقة المستهلك الأميركي في يونيو بشكل غير متوقع، مع تزايد القلق بشأن توافر الوظائف والضبابية الاقتصادية المتنامية بسبب الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب.
كما قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أمام الكونغرس، إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم خلال الصيف، وهي نقطة مهمة ستؤخذ بعين الاعتبار في القرارات المستقبلية للبنك المركزي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة.
ويتوقع المتداولون حالياً أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 61 نقطة أساس خلال عام 2025، على أن يكون التحرك الأول في سبتمبر المقبل.
وفي تحركات المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.1% إلى 35.94 دولاراً للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1313.88 دولاراً، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1064.01 دولاراً.
آخر تحديث: 25 يونيو 2025 - 08:52