في بعض الوجوه تسكن أوطان، وفي بعض الأصوات تنام ذاكرة شعب بأكمله.. هناك وجوه لا تُنسى، لا لأنها لامست الشاشات، بل لأنها لامست القلوب دون استئذان.. أشرف محمود… ليس مجرد اسم لمعلق رياضي، بل حكاية مصرية تمشي على قدمين، رجل حين يتحدث، تسمع في صوته رائحة الشاي على مصطبة الجد في آخر النهار، تسمع أنين أبو الهول وصبر الفلاح، ودفء السلام عليكم من جارٍ لا يغلق بابه.

مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون مؤمن الجندي يكتب: عندما ينطق الوجه مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية مؤمن الجندي يكتب: بين العرق والذهب وصمت الكادحين

هو لا يعلّق على المباراة فحسب، بل يُمسك بالميكروفون كمن يُمسك بفرشاة ألوان، يرسم بها مشهدًا حيًّا تنقلك من الملعب إلى الحارة، من الهدف إلى الضحكة المصرية الخجولة، ومن تمريرة سحرية إلى حكمة قالها الأب زمان: "اللي ملوش كبير يشتري له كبير".

تراه فلا تتساءل عن معدنه، هو معدن "ابن البلد" النقي، صادق كالنيل، بسيط كالرغيف، نظيف كضحكة طفل في عز المولد.

أشرف محمود لم يجمّل نفسه، لم يصطنع شخصية، بل اختار أن يكون هو... فقط هو، وفي زمن يتصارع فيه الناس على الأضواء، كان هو الضوء ذاته، ضوءٌ يُشبه عيون أمك حين تدعو لك، ويُشبه نبرة أبيك حين يقول لك: "راجل يا ابني".

هو لا يركض خلف "الترند"، بل يمشي على خطى الكبار، لا يلهث خلف اللقطة، بل يصنعها بهدوء، كالفلاح حين يحرث الأرض.. يعلم أن الخير سيأتي.

أشرف محمود ليس ظاهرة صوتية، بل ظاهرة هوية وطنية.. هو مصر حين تتحدث بعقلها وقلبها ولسانها السمح، أثناء التعليق على المباريات.

في هذا الرجل تتجلى الهوية المصرية بكل ما فيها: بشهامتها، بكرامتها، بخفة ظلها، بجدعنتها، بحكمتها، بلغتها العربية، وبإيمانها العميق أن الأصل هو الأصل.. مهما تبدّلت الأزمان.


قبل النهاية، نحن في زمن امتلأت فيه الشاشات بالتصنع، والمنصات بالتصيد، لكن خرج هذا الصوت المصري الدافئ في بطولة مونديال الأندية، من الميكروفون لا يشبه إلا نفسه.. لا يستعير لهجة، ولا يبالغ في تعبير، ولا يتكلّف حماسة رغم خروجه عن شعوره.. لكنه فجأة! أصبح "تريند"، ولم يكن ذلك لأنه يملك خطة تسويق، أو فريق سوشيال ميديا محترف، أو يسعى خلف "اللايك والشير"، بل لأنه فقط قرر أن يكون كما هو: مصريًا جدًا.. بصوته، بكلماته، بنُكاته، بحماسه، وبهدوئه حين يجب أن يهدأ.

أشرف محمود لم يعلّق على المباريات فحسب، بل منحها طعمًا ولونًا ورائحة.. جعل المتابع يشعر أن المباراة تُلعب في ساحة بيتنا، وأن الهدف ليس مجرد كرة في الشباك، بل حكاية تُروى على القهوة، وضحكة تنطلق من القلب، وعصبية ابن بلد يعرف قيمة اللحظة.

لقد أصبح تريند.. لا لأنه أراد، بل لأن الناس اشتاقت لما يُشبهها.. وأشرف يشبهنا جدًا.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: كاس العالم للاندية الأهلي وبورتو مؤمن الجندی یکتب أشرف محمود

إقرأ أيضاً:

المفوضية تطلق تدريب موظفي التحقق من الهوية استعدادًا لانتخابات المجالس البلدية

في إطار الاستعدادات لمرحلة الاقتراع ضمن انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية – 2025)، أطلقت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات اليوم برنامجًا تدريبيًا مخصصًا لموظفي التحقق من الهوية في البلديات المشمولة بالعملية الانتخابية.

ويُنفذ البرنامج تحت إشراف إدارة النظم والمعلومات، وبالتنسيق مع قسم التدريب والإجراءات بالمفوضية، حيث يتضمن شرحًا عمليًا لآلية تشغيل جهاز التحقق الإلكتروني، بالإضافة إلى تدريب الموظفين على التعامل مع مختلف الحالات التي قد تواجههم داخل مراكز الاقتراع. ويهدف التدريب إلى ضمان دقة وسلامة إجراءات التحقق من بيانات الناخبين.

يأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من الدورات التأهيلية التي تنظمها المفوضية لرفع جاهزية فرق العمل، استعدادًا ليوم الاقتراع المقرر في 16 أغسطس المقبل، لضمان سير العملية الانتخابية بانسيابية وفقًا لأعلى المعايير الفنية والتنظيمية.

تعد عملية التحقق من هوية الناخبين من الخطوات الأساسية لضمان نزاهة الانتخابات ودقتها، حيث تساعد في منع التزوير والتأكد من حق كل ناخب في الإدلاء بصوته. مع تطور التكنولوجيا، أصبح استخدام أجهزة التحقق الإلكترونية أداة مهمة لتعزيز دقة العملية الانتخابية وسرعتها، مما يخفف الضغط على الموظفين داخل مراكز الاقتراع ويقلل من الأخطاء البشرية.

وفي ظل الاستعدادات المتواصلة لانتخابات المجالس البلدية، تولي المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أهمية كبيرة لتدريب وتأهيل فرق العمل، خاصة موظفي التحقق من الهوية، لضمان جاهزيتهم التامة لمواجهة التحديات المحتملة يوم الاقتراع. ويهدف هذا التدريب إلى رفع كفاءة العاملين، وتعزيز الثقة في سير العملية الانتخابية وفقًا للمعايير الدولية، بما يحقق مشاركة ديمقراطية واسعة وشفافة.

آخر تحديث: 11 أغسطس 2025 - 15:33

مقالات مشابهة

  • وزير الثقافة يُكرم الفائزين بمسابقة الهوية البصرية لحديقة الزهرية بالزمالك
  • المفوضية تطلق تدريب موظفي التحقق من الهوية استعدادًا لانتخابات المجالس البلدية
  • هاني رمزي ينتقد أداء الأهلي أمام مودرن سبورت
  • الهوية العُمانية في الفضاء الرقمي
  • الشيخ خالد الجندي يرد على كل من ينكر السنة
  • اكتشاف رفات ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية تحت منزل مدمر في حي كرم الزيتون بحمص
  • محتوى خادش للحياء.. صور مونلي صديق سوزي تضعه في مأزق بالتحقيقات
  • جماهيره الأعظم في العالم.. «فتوح»: أعشق الزمالك لأنه قاهر الإنجليز.. والصفقات الجديدة مميزة
  • سند عائلة أشرف زكي.. روجينا تحتفل بعيد ميلاد ابنتها
  • عادات يومية إذا طبقتها ستصبح أكثر سعادة ووفرة وإيجابية