عربي21:
2025-07-31@16:32:14 GMT

لِمَ الربط بين قيام إسرائيل وسقوط الخلافة؟

تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT

كثيرة هي التصريحات والمواقف اللافتة والصارخة التي بتنا نراها ونسمعها تنطلق من هنا وهناك عقب اشتعال معركة طوفان الأقصى، فقد كانت المعركة فاضحة وكاشفة على نحو لافت، سقطت الأقنعة، وانكشف الكذب والدجل، والدعاية المضللة، وتميز عدوك عن حبيبك، وانقسم العالم كله إلى "فسطاطين!" أو قسمين، أحدهما معك والآخر ضدك، ومن لم يعلن موقفه صراحة، فضحته مواقفه ما ظهر منها وما بطن.



الحكاية ليست فقط معركة بين "دولة" عظمى في ظهرها دول أعظم منها وبين "فصيل" فلسطيني، بل هي بين حضارتين وأمتين وتاريخين وجغرافيتين، ومن لا يرى ما وراء الصورة التي تظهر للعيان، يحسب أن الحرب مجرد معركة ككل المعارك الي شهدتها بلادنا، بين العرب و"اليهود". وأقول هنا اليهود ولا أعمم على كل اليهود، فهناك فئة منهم انحازوا للحق والعدل والإنصاف. والحكاية لم تبدأ من إعلان بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة حينما جاء للكيان معلنا: "جئتكم كيهودي" ولم تنته بإعلان رئيسه بأنه "صهيوني" ويفتخر، بل ثمة إعلانات عدة، بلسان الحال أو المقال، لزعماء وجماعات وقوى ودول شرقا وغربا، تقول بأنها يهودية وصهيونية حتى ولو رفعت المصحف على أسنة الرماح!

الحكاية ليست فقط معركة بين "دولة" عظمى في ظهرها دول أعظم منها وبين "فصيل" فلسطيني، بل هي بين حضارتين وأمتين وتاريخين وجغرافيتين، ومن لا يرى ما وراء الصورة التي تظهر للعيان، يحسب أن الحرب مجرد معركة ككل المعارك الي شهدتها بلادنا، بين العرب و"اليهود"
من بين تلك التصريحات اللافتة التي أطلقت في الآونة الأخيرة ولم تحظ بما تستحق من توقف طويل جدا، ما جاء على لسان رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون في حفل استقبال أقامته سفارة الكيان في واشنطن، حين قال (وأقتبس من النص الرسمي الذي نشره جونسون على موقعه): "الليلة، نحتفل بمرور أكثر من 76 عاما من الإنجازات. إننا نحتفل بالوفاء بالوعود التي قطعناها منذ آلاف السنين، الوعود التي قطعت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب، الوعود التي نجت من المنفى البابلي، والخلافة الإسلامية، والمحرقة النازية. وبعد سنوات من التشرد والاضطهاد، في أيار/ مايو 1948، وُلدت أمة جديدة على أساس مبادئ الحرية والعدالة والسلام، التي علمها الأنبياء العبرانيون. ومن خلال العمل الشاق الذي قام به رجال مثل تيودور هرتزل، أصبح الحلم الصهيوني حقيقة. والليلة، نجتمع كمسيحيين ويهود وأشخاص من جميع الأديان، نجتمع مع أولئك الملتزمين بالإيمان بأن الشعب اليهودي يستحق أن يعيش بأمان في وطن أجداده الروحي".. إلى أن يقول: "يا أصدقائي، نحن ملتزمون بنفس المعتقدات الأساسية، نحن مترابطون معا بنفس المزامير، ونحن نحتفل معا بالتراث اليهودي المسيحي الفريد لجمهوريتنا. هذه التجربة الكبرى والحكم الذاتي، هذه الأمة الواحدة في ظل الله.. ما سنفعله هو أننا سنقف معا، من أجل نور الله ومن أجل الخير والرحمة والفضيلة والكرامة الإنسانية التي يجب أن تظل قيمنا الثابتة وطريقنا الوحيد نحو ازدهار الإنسان، وسوف نتذكر الكلمات المعزية في المزمور 37. وهذا يذكرنا بأن فاعلي الشر مثل العشب يذوون سريعا، وأولئك الذين يأملون في الرب يرثون أرض الموعد".. انتهى الاقتباس.

الملاحظة الأولى التي تقفز إلى الذهن هنا هي الربط الغريب بين السبي البابلي والمحرقة النازية والخلافة الإسلامية من جهة، وبين مناسبة قيام كيان العدو ("إسرائيل") من جهة أخرى، وهو ربط ربما لم يجْرِ من قبل على لسان أي مسؤول أمريكي أو غربي رفيع، كرئيس مجلس النواب الأمريكي، بل ربما لم نلحظ بالقطع مثل هذا الشحن الديني لخطاب رسمي أمريكي على مدار عقود طويلة مضت. ومن يقرأ نص الخطاب يُهيّأ له أنه ليس صادرا عن مسؤول أمريكي سياسي رفيع، بل عن راهب أو حاخام في كنيسة أو كنيس، وهو بالضبط ما يؤخذ على الخطابات السياسية التي تمزج بين الدين والسياسة وتصدر عن قادة عرب أو مسلمين، حيث جرى في العادة اتهام هؤلاء بأنهم "أصوليون" أو متطرفون، أما حينما يتعلق الأمر بمسؤول أمريكي رفيع المستوى كجونسون، فهو أمر عادي، بل تعمد هذا الجونسون أن يعلن في الخطاب نفسه دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في "الكابيتول" وهي خطوة ذات مغزى، وتعبر عن احتضان غير مسبوق لرئيس وزراء كيان اسمه على قائمة المطلوب اعتقالهم بسبب ارتكابهم جرائم حرب!

هذه المشاعر التي جاشت بها كلمات جونسون، لم تكن لتظهر بمثل هذا الافتضاح لو لم تكن معركة طوفان الأقصى، والمعجزة التي اجترحتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبمعنى من المعاني، وما أكثر المعاني هنا، فهذه المعركة لن تنتهي قريبا
حتى اليوم، الخلافة العثمانية التي يحتفي بانتهائها جونسون؛ بالنسبة لكثير من نخب العرب والمسلمين (العلمانيين تحديدا) كانت رمزا للتخلف والرجعية وما يسمونه "الاستعمار التركي!" لكنها بالنسبة لجونسون والنخب المسيحانية (يهودية ونصرانية) رمز من رموز عزة الإسلام ومنعة الأمة، وسقوطها هو سقوط لحضارة الإسلام ونهوض لحضارة الغرب، لذلك تتساوى في مدى "شرها" مع السبي البابلي والمحرقة النازية، كونهما مناسبتين منعتا قيام "وطن" لليهود، بالضبط كما فعلت الخلافة قبل سقوطها.

هذه المشاعر التي جاشت بها كلمات جونسون، لم تكن لتظهر بمثل هذا الافتضاح لو لم تكن معركة طوفان الأقصى، والمعجزة التي اجترحتها المقاومة يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبمعنى من المعاني، وما أكثر المعاني هنا، فهذه المعركة لن تنتهي قريبا، بل هي حرب بدأت لكي لا تنتهي إلا بتقويض مشروعهم في فلسطين، صحيح أن الثمن غال جدا، ولكن القادم سيكون أكثر صعوبة ليس على منطقتنا فقط، بل على العالم كله، الذي سكت على عالم يحكمه عدد من قطاع الطرق والزعران وأعضاء العصابات، وبالتالي على كل ما ارتكبته مدنية الغرب من جرائم بحق البشرية، ويبدو أنه جاء أوان الحساب الذي كما يقول الإخوة المصريون: الحسب يجمع!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل الخلافة إسرائيل امريكا غزة الصهيونية الخلافة مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم تکن

إقرأ أيضاً:

إشكال كبير في طرابلس... إطلاق نار وسقوط إصابات (صورة)

أفادت مندوبة "لبنان 24" عن وقوع إشكال في محلة مشروع محرم – طرابلس بين كل من المدعوَين "ي.ز" و"ا.ز"، تطوّر إلى مطاردة على متن دراجات نارية، تخلّلها إطلاق نار من قبل الأول باتجاه الثاني، ما أدى إلى إصابته في قدمه.
 
وبحسب المعلومات، تم نقل الجريح إلى مستشفى الإسلامي لتلقي العلاج، فيما فرّ مطلق النار إلى جهة مجهولة.
  باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها في الحادث، وعُلم أن الإشكال بين الطرفين ناجم عن خلافات سابقة.


مواضيع ذات صلة في طرابلس.. إشكال وإطلاق نار وسقوط جريح Lebanon 24 في طرابلس.. إشكال وإطلاق نار وسقوط جريح 29/07/2025 23:17:36 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 إشكال في منطقة الرياس – المنكوبين تخلّله إطلاق نار دون إصابات Lebanon 24 إشكال في منطقة الرياس – المنكوبين تخلّله إطلاق نار دون إصابات 29/07/2025 23:17:36 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 داخل مخيم البداوي.. إطلاق نار وسقوط إصابتين Lebanon 24 داخل مخيم البداوي.. إطلاق نار وسقوط إصابتين 29/07/2025 23:17:36 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 إشكال وإطلاق نار في طرابلس Lebanon 24 إشكال وإطلاق نار في طرابلس 29/07/2025 23:17:36 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الاجتماع بينهما استمر أكثر من ساعة ونصف.. هذا ما قاله عون بعد لقائه نظيره الجزائري Lebanon 24 الاجتماع بينهما استمر أكثر من ساعة ونصف.. هذا ما قاله عون بعد لقائه نظيره الجزائري 23:09 | 2025-07-29 29/07/2025 11:09:12 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن إعادة الإعمار... هذا ما أكدته الجزائر للبنان Lebanon 24 بشأن إعادة الإعمار... هذا ما أكدته الجزائر للبنان 23:04 | 2025-07-29 29/07/2025 11:04:11 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس الجزائري يقلّد الرئيس عون وسام "أثير" Lebanon 24 الرئيس الجزائري يقلّد الرئيس عون وسام "أثير" 23:00 | 2025-07-29 29/07/2025 11:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 22:57 | 2025-07-29 29/07/2025 10:57:13 Lebanon 24 Lebanon 24 تعاون لبناني_جزائري لدعم تلفزيون لبنان عبر لجنة مشتركة Lebanon 24 تعاون لبناني_جزائري لدعم تلفزيون لبنان عبر لجنة مشتركة 22:50 | 2025-07-29 29/07/2025 10:50:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة غياب لافت في الوداع Lebanon 24 غياب لافت في الوداع 08:45 | 2025-07-29 29/07/2025 08:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وضعه خطير جدّاً... نقل فنان معروف إلى العناية المركّزة بعد تدهور حالته الصحيّة Lebanon 24 وضعه خطير جدّاً... نقل فنان معروف إلى العناية المركّزة بعد تدهور حالته الصحيّة 15:10 | 2025-07-29 29/07/2025 03:10:55 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا طلبت السيّدة فيروز بعدما قدّمت نجوى كرم التعازي لها؟.. شاهدوا الفيديو Lebanon 24 ماذا طلبت السيّدة فيروز بعدما قدّمت نجوى كرم التعازي لها؟.. شاهدوا الفيديو 13:04 | 2025-07-29 29/07/2025 01:04:40 Lebanon 24 Lebanon 24 فرحة تحوّلت إلى مأساة... هكذا خسر محمد حياته بعد نجاحه في الإمتحانات Lebanon 24 فرحة تحوّلت إلى مأساة... هكذا خسر محمد حياته بعد نجاحه في الإمتحانات 13:24 | 2025-07-29 29/07/2025 01:24:40 Lebanon 24 Lebanon 24 "معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل Lebanon 24 "معاملته لا تبشّر بالخير".. آخر تقرير عن أحمد الشرع في إسرائيل 23:48 | 2025-07-28 28/07/2025 11:48:05 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 23:09 | 2025-07-29 الاجتماع بينهما استمر أكثر من ساعة ونصف.. هذا ما قاله عون بعد لقائه نظيره الجزائري 23:04 | 2025-07-29 بشأن إعادة الإعمار... هذا ما أكدته الجزائر للبنان 23:00 | 2025-07-29 الرئيس الجزائري يقلّد الرئيس عون وسام "أثير" 22:57 | 2025-07-29 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 22:50 | 2025-07-29 تعاون لبناني_جزائري لدعم تلفزيون لبنان عبر لجنة مشتركة 22:40 | 2025-07-29 الطيران الجزائري سيستأنف رحلاته إلى بيروت في هذا الموعد فيديو لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! Lebanon 24 لبنانيون يشربون البلاستيك.. هذا ما تحتويه مياهنا! 19:35 | 2025-07-29 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) 09:26 | 2025-07-28 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) 08:59 | 2025-07-28 29/07/2025 23:17:36 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • إشكال كبير في طرابلس... إطلاق نار وسقوط إصابات (صورة)
  • ستارمر: عدم قيام إسرائيل بخطوات حيوية في غزة سيدفعنا إلى الاعتراف بفلسطين
  • الحوالي وسيف يناقشان استكمال الربط الشبكي والتدريب الإداري بين وزارتي الخدمة المدنية والكهرباء والمياه
  • الأرصاد: انخفاض طفيف في درجات الحرارة اليوم وسقوط أمطار
  • حادث سير بين بيك أب وسيارة في الغازية.. وسقوط جريح
  • وزير الخارجية: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية