دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعد غابة ماليزيا الاستوائية واحدة من أكثر المناطق الغنية بالقطط على هذا الكوكب. 

رغم أنّها تشتهر بكثرة أعداد النمور التي تتواجد فيها، إلا أنّ هناك 8 أنواع أخرى من القطط البرية التي تتجول هناك أيضًا، مثل النمر الملطَّخ، وقط الخليج، والقط مسطح الرأس.

وتم تجاهل هذه القطط مع تركيز جهود الحفظ على دعم النمر الماليزي، والذي لم يبق منه سوى أقل من 150.

ولكن، تهدف سلسلة الصور التي تعرضها منظمة "Panthera" للحفاظ على البيئة إلى تسليط الضوء على الأنواع الأصغر حجمًا.

وبمرور الوقت، جمعت "Panthera" عددًا من الصور للأنواع المختلفة، والتي وثّقها المصورون. وتأمل المنظمة من خلالها بزيادة وعي الجمهور تجاه القطط الأقل شهرة.

تحتضن ماليزيا 9 فصائل من القطط البرية، ومنها النمر الملطَّخ الظاهر في الصورة. Credit: Sebastian Kennerknecht/Pumapix

بحسب ما تضمنته القائمة الحمراء التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، وهي القائمة العالمية للأنواع المهددة بالانقراض، تتوفر سجلات أو تعدادات قليلة لقط خليج "بورنيو"، والقط الرخامي، والقط مسطح الرأس. 

رُغم ذلك، تُصنَّف جميع أنواع القطط في ماليزيا تقريبًا على أنّها مهددة بالانقراض، أو معرضة للخطر، أو تُعتَبَر شبه مهدَّدة، وذلك بسبب فقدان الموائل، والصيد الجائر، وتغير المناخ.

يشبه حجم القط مسطح الرأس حجم قطة منزلية. Credit: Sebastian Kennerknecht/Panthera

يركّز روشان جوهاراجان، وهو منسق مشروع "Panthera Malaysia"، على منطقة جزيرة "بورنيو" الماليزية، والتي تعد موطنًا لخمسة أنواع من القطط البرية.

رغم أنّه عمل في المنطقة لأكثر من 8 سنوات، إلا أنّه لم ير قط الخليج والقط مسطح الرأس إلا مرة واحدة فقط على أرض الواقع خلال تلك الفترة.

من خلال مراقبة الأنواع المختلفة، تأمل "Panthera" أن تجمع المعلومات عن أعداد هذه الحيوانات، والتقديرات بشأن نطاق تواجدها، والتهديدات التي تواجهها.

كما تعمل المنظمة أيضًا مع المجتمعات المحلية لتحسين إدارة الأراضي والغابات.

تحتضن ماليزيا غابة استوائية مطيرة. Credit: Sebastian Kennerknecht/Panthera

وتاريخيًا، كان زيت النخيل والمزارع الصناعية يشكلان تهديدًا كبيرًا.

وذكر بحثٍ نُشر في عام 2018، أن الغطاء الحرجي في جزيرة "بورنيو" انخفض بنسبة 14% في الفترة ما بين عامي 2000 و2017، ويعود ذلك بشكلٍ رئيسي إلى إزالة الغابات من أجل زراعة أشجار نخيل الزيت. 

وأشار التقرير إلى أنّ فقدان الغابات بلغ ذروته في عام 2016 قبل الانخفاض ​​بشكلٍ حاد في عام 2017.

ووفقًا لما ذكرته منظمة "Global Forest Watch"، بقي الغطاء الحرجي في جميع أنحاء ماليزيا بمستوى ثابت منذ عام 2020.

وقال جوهاراجان إن إزالة الغابات لإفساح المجال لزراعة الأشجار لا تزال تشكل تهديدًا، ما يؤدي إلى تجزئة موطن القطط البرية. 

ويأمل جوهاراجان أن تساعد المشاركة فيما يخص الزراعة المستدامة والمحافظة على البيئة بالحفاظ على الموائل المتبقية.

تقاسم الأضواء تم استغلال هذه الغابة بشكلٍ مفرط عبر قطع الأشجار وإنشاء مزارع زيت النخيل. Credit: Sebastian Kennerknecht/Panthera

وأوضح جوهاراجان أنه رغم أنّ غالبية جهود حفظ البيئة في المنطقة تتمحور حول النمر الماليزي، إلا أنّ ذلك ليس أمرًا سيئًا، مشيرًا إلى استهداف هذا النوع بشكلٍ خاص عن طريق الصيد الجائر.

وتتمتّع النمور بقيمة عالية في السوق، وتُستخدم عظامها في الأدوية التقليدية، ويتم استهلاك لحومها، وتتحوَّل جلودها إلى سجاد، كما تُصنع المجوهرات من أسنانها.

تُعد نمور الهند الصينية مهددة بالانقراض بشدة. Credit: Panthera/DWNP

وبسبب هذه التهديدات، وتناقص أعداد النمور، أكّد جوهاراجان: "أصبحت هناك استثمارات كبيرة في إدارة الغابات، ومكافحة الصيد غير المشروع". 

ومن ثم أضاف: "بشكلٍ تلقائي، هذا يجلب الكثير من الفوائد لجميع هذه الأنواع المختلفة".

وأوضح جوهاراجان أنّه رُغم عدم استهداف بعض أنواع القطط الصغيرة عن طريق الصيد الجائر بشكلٍ مباشر، إلا أنّ هناك حالات يتم فيها القبض عليها في فخٍ مخصص لحيوانات أخرى، أو قد ينتهز الصيادون الفرصة لإطلاق النار عليها.

لم يبق سوى أقل من 150 نمرًا ماليزيًا في البرية. Credit: Panthera Malaysia/DWNP

ومن شأن الجهود الأوسع لمكافحة الصيد غير المشروع منع ذلك، مع إبلاغ دعاة حفظ البيئة في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا عن نتائج إيجابية بسبب تدابير منع الجرائم.

صورة لعالمي أحياء يثبتان كاميرا في غابة بجزيرة "بورنيو". Credit: Sebastian Kennerknecht/Panthera

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: البيئة التغيرات المناخية الحياة البرية الحيوانات الصيد حيوانات مفترسة حيوانات مهددة بالانقراض القطط البریة إلا أن

إقرأ أيضاً:

تزايد إصابات القطط بإنفلونزا الطيور وينذر بجائحة مستقبلية

 تزايد إصابات القطط بإنفلونزا الطيور يمكن أن يكون مؤشرًا مقلقًا لاحتمال حدوث جائحة مستقبلية.

 إنفلونزا الطيور، وخصوصًا السلالة H5N1، معروفة بقدرتها على التحور والانتقال بين أنواع مختلفة من الكائنات، وإذا بدأت تصيب الثدييات مثل القطط بشكل متكرر، فهذا قد يعني أن الفيروس يطوّر قدرته على إصابة البشر بشكل أكثر فاعلية.

خطر إصابة القطط بالفيروس  

القطط كعائل وسيط: إذا أصيبت القطط بالفيروس وبدأت بنقله إلى قطط أخرى، أو حتى إلى البشر، فقد تصبح حلقة وصل بين الطيور المصابة والإنسان.

التحور السريع: الفيروسات من نوع الإنفلونزا قابلة للتحور بسرعة. انتقالها إلى الثدييات يزيد من احتمالية تطورها لسلالة قادرة على الانتقال من إنسان إلى آخر.

قلة المناعة البشرية: إن لم يكن البشر قد تعرضوا مسبقًا لسلالة مماثلة، فسيكونون بلا مناعة، ما يهيئ لانتشار واسع عند أول انتقال بشري ناجح.
ظهور سلوك جديد للفيروس: إصابة حيوانات منزلية وسلوكيات غير معتادة للفيروس (مثل انتقاله بين القطط) قد تكون مؤشراً على تغيرات جينية مهمة.

مراقبة دقيقة ومستمرة لإصابات الحيوانات المنزلية


تجنب ترك القطط تتغذى على طيور نافقة أو مشبوهة.


تعزيز التعاون بين المنظمات البيطرية والصحية لرصد أي حالات عدوى بشرية.
دعم البحث العلمي في تطوير لقاحات وتحضيرات مضادة للفيروسات المتحورة.

طباعة شارك إصابات القطط نفلونزا الطيور الفيروس

مقالات مشابهة

  • تزايد إصابات القطط بإنفلونزا الطيور وينذر بجائحة مستقبلية
  • تنمية الاستثمار الصناعي مع ماليزيا
  • العدل الدولية تحسم نزاع الغابون وغينيا الاستوائية بشأن جزر
  • توقف حركة القطارات في اسرائيل وحرائق غابات تمتد إلى الجنوب
  • بمنطقة غابات.. مصرع 5 أشخاص جراء تصادم مروحيتين في فنلندا
  • البابا لاوُن الـ14 يرتدي خاتم الصياد بمراسم تنصيبه.. ما هي دلالاته
  • الأمراض الاستوائية تغزو أوروبا.. كيف يؤثر الاحترار المناخي على صحتنا؟
  • صور مرحة ومجنونة تستكشف ماضي مهرجان كان السينمائي قبل عصر كاميرات الهواتف
  • تحديث مباشر.. انطلاق القمة العربية الـ34 في بغداد
  • مستشار حكومي:قمة بغداد تعطي رسالة طمأنة للمستثمرين العرب والأجانب