نفت الصين اليوم اتهامات وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها تحاول منع دول أخرى من حضور قمة مقررة حول الحرب في اوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منتدى أمني في سنغافورة الأحد إن بكين "تعمل جاهدة على الحؤول دون مشاركة دول في قمة السلام" التي تستضيفها سويسرا الشهر الجاري.

وتأمل كييف أن تساعد هذه القمة في الحصول على دعم دولي واسع لرؤيتها للشروط الضرورية لانهاء الحرب مع روسيا.

وانتقدت الصين هذه القمة الأسبوع الماضي معتبرة أنه سيكون "من الصعب" لها أن تشارك في غياب روسيا.

وقالت وزارة الخارجية الصينية اليوم إن "موقف الصين منفتح وشفاف ونحن لا نمارس أي ضغوط على دول أخرى".

وأضافت الناطقة باسم الوزارة ماو نينغ خلال مؤتمر صحفي "على صعيد مفاوضات السلام موقف الصين عادل. فهو لا يستهدف أي دولة أخرى وهو غير موجه بالتأكيد ضد استضافة سويسرا لقمة السلام هذه".

وأضافت ماو نينغ "تأمل الصين بصدق ألا يصبح مؤتمر السلام هذا منصة لخلق مواجهة بين الأطراف".

وأكدت أن "عدم المشاركة في المؤتمر لا يعني أننا لا نؤيد السلام" مشيرة إلى أنه "حتى لو قررت بعض الدول المشاركة في المؤتمر، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنها تأمل في وقف إطلاق النار وإنهاء القتال. الشيء الأكثر أهمية هو العمل الملموس".

وقال زيلينسكي الأحد إن أكثر من مئة دولة ومنظمة أعلنت مشاركتها في المؤتمر حتى الآن.

وتشدد الصين على أنها محايدة في النزاع وتسعى إلى تحقيق وقف القتال من خلال الحوار.

إلا ان الدول الغربية تنتقد بكين بسبب تعزيز روابطها مع موسكو ومنحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غطاء دبلوماسيا وسياسيا لشن الحرب.

وبعد سنغافورة، توجه الرئيس الأوكراني إلى مانيلا للاجتماع مع نظيره الفيليبيني فرديناند ماركوس.

وأكد زيلينيسكي له خلال الاجتماع اليوم أنه إذا وافقت الفيليبين على المشاركة في المؤتمر فإن ذلك سيرسل "إشارة قوية للغاية"، على ما نقلت عنه الحكومة الفيليبينية.

كما طلب منه إرسال خبراء في الصحة العقلية لمساعدة القوات الأوكرانية.

ورد ماركوس "أعتقد أنه أمر يمكننا تقديمه".

إلى ذلك تشارك أوكرانيا الخميس المقبل في الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي حيث ستكون أوجه الشبه قوية بعد 80 عاما، بين اتحاد الحلفاء خلف كييف في الحرب وما قاموا به في 6 يونيو 1944 لتحرير أوروبا.

سيكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الى جانب نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمريكي جو بايدن وقادة أوروبيين آخرين في هذه الذكرى التي تتزامن مع عودة الحرب الى الأراضي الأوروبية.

إنزال النورماندي هو الأكبر في التاريخ من حيث عدد السفن المستخدمة مع اسطول من 6939 سفينة و132700 عنصر باغتوا الألمان.

ساهمت هذه العملية الهائلة بشكل حاسم في الانتصار على ألمانيا النازية التي علقت بين جبهتين، الجانب الأطلسي غربا والاتحاد السوفياتي شرقا.

بعد سنتين على بدء هجومها في أوكرانيا، ستكون روسيا التي كانت تدعى للمشاركة حتى الآن كونها تكبدت ثمنا كبيرا دفعه الاتحاد السوفياتي السابق مع 27 مليون قتيل للوصول الى النصر النهائي، الغائب الأكبر عن هذه الاحتفالات.

فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أمر بغزو اوكرانيا، أصبح شخصا غير مرغوب فيه، فيما تخلت باريس في نهاية المطاف عن أي تمثيل روسي في المناسبة خلافا لنيتها الأساسية.

- حرب وسلام - وقال قصر الاليزيه إن "الشروط غير متوافرة نظرا للحرب العدوانية ضد أوكرانيا والتي تكثفت في الأسابيع الماضية".

وكانت عدة دول حليفة أعربت عن تحفظاتها فيما أطلقت موسكو في مطلع أيار/مايو هجوما على منطقة خاركيف (شمال) وتحقق مكاسب ميدانية في مواجهة جيش أوكراني يعاني صعوبات.

في الذكرى السبعين للإنزال، في 2014، دعي بوتين رغم قيامه بضم شبه جزيرة القرم قبل ثلاثة أشهر.

وأدى ذلك الى فتح مفاوضات تعرف ب"صيغة النورماندي" شملت فرنسا وألمانيا في محاولة لحل النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا.

منذ ذلك الحين، حلت الحرب محل الدبلوماسية. ويؤكد بوتين الذي غالبا ما يتطرق الى "الحرب الوطنية العظيمة" التي خاضها السوفيات، أنه بات يريد إخلاء أوكرانيا "من النازيين".

ورد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "الأهم بالنسبة إلينا هي الاحتفالات، السنة المقبلة (الذكرى الثمانون) للانتصار في الحرب الوطنية العظيمة" مقللا من أهمية عدم توجيه ماكرون دعوة الى روسيا.

وعلى شواطىء النورماندي، سيظهر الغربيون موحدين أكثر من أي وقت مضى في مواجهة روسيا، مع رفع عائق جديد حيث سيسمحون من الآن وصاعدا لكييف باستخدام الصواريخ التي يسلمونها لها لضرب أهداف على الأراضي الروسية، بشروط.

رضخ الرئيس بايدن أخيرا للطلب الأوكراني على غرار المستشار الألماني أولاف شولتس بعدما كانا مترددين حتى الآن حيال تلك الخطوة خشية حصول تصعيد مع روسيا.

وعلى غرار ما حصل بالنسبة لإرسال دبابات في يناير، فتح ماكرون الطريق أمام هذه الخطوة الجديدة. فالرئيس الفرنسي الذي فاجأ الحلفاء عبر عدم استبعاده إرسال قوات برية الى أوكرانيا، وعد أيضا بإصدار إعلانات في مناسبة مجيء زيلينسكي.

وتبحث باريس وكييف خصوصا في إرسال مدربين عسكريين فرنسيين الى أوكرانيا. وترغب فرنسا أيضا في إشراك دول أخرى في هذه المبادرة بحسب مصادر متطابقة.

تمت دعوة أكثر من أربعة آلاف شخص الى الاحتفالات التي ستمتد من الاربعاء الى الجمعة.

ينتظر حضور أكثر من 200 من قدامى المحاربين الذين لا يزالون على قيد الحياة وهم آخر الشهود على تلك الحقبة ، من أمريكيين وبريطانيين وكنديين وفرنسيين.

سيترأس بايدن والملك تشارلز الثالث ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أيضا احتفالات وطنية في مقابر أميركية وبريطانية وكندية.

من جهته يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غينيا، المحطة الأولى ضمن جولة إفريقية تهدف لتعزيز نفوذ موسكو في أفقر قارة في العالم.

وسعت روسيا التي تدهورت علاقتها مع الغرب بعدما أرسلت قوات إلى أوكرانيا عام 2022 لتعزيز نفوذها في إفريقيا في السنوات الأخيرة.

وأعلنت الخارجية الروسية عن الزيارة على تطبيق تلغرام حيث نشرت صورة للافروف لدى وصوله إلى مطار كوناكري ليلا.

والزيارة هي الأولى التي يقوم بها إلى غينيا منذ العام 2013.

وكان في استقباله نظيره الغيني موريساندا كوياتي. ومن المقرر أن يجتمع لافروف مع قائد المجلس العسكري مامادي دومبويا الذي يتولى السلطة منذ انقلاب العام 2021، وفق ما أفادت وزارة الخارجية الغينية.

وتعد غينيا دولة فقيرة رغم ثرواتها المعدنية والطبيعية وخضعت لحكم ديكتاتوري استمر عقودا.

وأفادت وكالة أنباء "تاس" الرسمية بأن غينيا ستكون محطة ضمن جولة إفريقية يقوم بها لافروف من دون أن تحدد البلدان التي سيزورها.

لكن وكالة "أفرينز.رو" الروسية أشارت إلى أنه سيصل إلى تشاد الأربعاء "على رأس وفد مهم".

ورجّحت الوكالة نفسها بأن يزور بوركينا فاسو من دون الكشف عن موعد محدد للزيارة.

وفي يوليو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القادة الأفارقة إلى قمة في سان بطرسبرغ حيث اتفقوا على دعم عالم متعدد الأقطاب ومكافحة الاستعمار الجديد.

أشاد بوتين في بيان أعقب القمة بـ"التزام جميع دولنا حيال تأسيس نظام عالمي عادل وديموقراطي متعدد الأقطاب".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی المؤتمر دول أخرى أکثر من

إقرأ أيضاً:

مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربور ومخاوف حرب عالمية ثالثة

اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي عقب تعرض روسيا لأقوى ضربة عسكرية في تاريخها الحديث، بعد هجوم أوكراني وصفه بعض المغردين بأنه يعادل في تأثيره ضربة "بيرل هاربور" الشهيرة التي أدت إلى دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية.

وسبب الضجة هو تنفيذ أوكرانيا إحدى أخطر العمليات الاستخباراتية خلال الحرب الجارية؛ حيث استخدمت عشرات الطائرات المسيّرة الذكية في هجوم جريء استهدف قواعد جوية روسية داخل الأراضي الروسية نفسها.

وأُطلق على العملية اسم "شبكة العنكبوت"، وتُعد أكبر هجوم أوكراني في العمق الروسي بطائرات "إف بي في"  (FPV)، إذ أسفر عن تدمير أكثر من 40 طائرة عسكرية، بينها قاذفات إستراتيجية.

الذكاء الاصطناعي يقود أكبر هجوم في الحرب الروسية الأوكرانية.

أوكرانيا اليوم قلبت الموازين بهجوم ذكي جدًا على 4 قواعد روسية جوية باستخدام طائرات مسيّرة موجهة بالذكاء الاصطناعي!

الطائرات لم تنطلق من أوكرانيا، بل من شاحنات مدنية تم تهريبها إلى داخل روسيا نفسها، عند ساعة الصفر… pic.twitter.com/vgOgPkXSCH

— سمير النمري Sameer Alnamri (@sameer_alnamri) June 1, 2025

وانطلقت التحليلات والتوقعات عبر وسائل التواصل حول طبيعة الرد الروسي المحتمل، فهناك من رجح أن ترد موسكو بضربة مزلزلة على العاصمة الأوكرانية كييف، خاصة بعد أن أقدمت أوكرانيا على هذه العملية النوعية التي استهدفت مطارات وقواعد عسكرية في 4 مناطق روسية في 3 موجات متتالية، يصل بعضها إلى مسافة 4 آلاف كيلومتر من الأراضي الأوكرانية، باستخدام 117 طائرة مسيّرة.

إعلان

وتقدر خسائر روسيا جراء العملية بعدة مليارات من الدولارات، في حين نفت الأخيرة وقوع خسائر بشرية، لكنها لوحت برد "مدمّر" على العاصمة الأوكرانية والمدن الكبرى.

عملية نوعية فائقة الذكاء، بتكلفة قليلة و بتدمير مكلف هائل مادياً، عسكرياً و سياسياً للعدو!،
هذه العملية يجب أن تُدَرَّس في سلك التعليم العسكري.

— محمد الخالدي MK (@mdalkldi1918) June 1, 2025

ويرى مراقبون أن الضربة تعد عملية عسكرية إستراتيجية من الدرجة الأولى، إذ يظهر تدمير القاذفات والطائرات في عمق روسيا تنسيقا استخباريا عاليا، وسط اتهامات بتورط جهات غربية.

وأكد البعض أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفوق حاليا على نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي سيكون مضطرا للرد بقوة، في ظل رفع حلف الناتو مستوى التأهب العسكري وسط تحذيرات من إمكانية انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع قد تلامس حافة حرب عالمية ثالثة.

عملية عسكرية استراتيجية من الدرجة الاولى، تدمير #قاذفات و طائرات عسكرية في عمق #روسيا يدل على عمل استخباري غربي و #زيلنسكي يتفوق الان على القيصر #بوتين والذي سيضطر للرد بقوةً ودول #الناتو رفعت نسبة التأهب فهل الحرب العالمية الثالثة على الأبواب! pic.twitter.com/WYIgiTYYrL

— Majdi مجدي الحلبي (@majdihalabi24) June 1, 2025

وأشار آخرون إلى أن الرئيس الروسي مجبر على الرد بقوة لحفظ ماء الوجه أمام شعبه، وأكدوا أن بوتين وباقي القادات العسكرية والاستخباراتية يعيشون حالة من الصدمة بسبب هذه الهجوم.

وتساءل آخرون على عمل الاستخبارات الروسية وكيف لم تعلم بمثل هكذا هجوم وهي التي تعد من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم.

????????توقع رد روسي مزلزل الليلة على العاصمة الأوكرانية بعد أوسع وأقسى عملية نوعية شنتها أوكرانيا ودمرت عشرات المقاتلات الروسية بعضها قاذفات استراتيجية في مطارات وقواعد عسكرية في 4 مناطق و3 أوقات زمنية بعضها على بعد 4000 كلم من #أوكرانيا ب117 مسيرة
قُدرت قيمة خسائر روسيا بعدة… pic.twitter.com/mAXrpd5gSO

— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) June 1, 2025

إعلان

 

ومن المفارقة أن روسيا كانت قد طالبت، في اليوم ذاته، ببدء مفاوضات سلام مع أوكرانيا في إسطنبول، لكن الرد الأوكراني جاء عبر هذه العملية النوعية التي هدفت بحسب متابعين إلى إضعاف الموقف الروسي وإجباره على التفاوض من موقع ضعف.

أما التوقعات بشأن الرد الروسي فيرى بعض المدونين أنها تتراوح بين شن هجوم صاروخي ضخم على كييف والبنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، أو حتى اللجوء إلى استخدام السلاح النووي التكتيكي في شرق أوكرانيا كوسيلة للردع والانتقام.

إختراق أمني استخباراتي أكثر منها ذكاء اصطناعي
الذكاء الاصطناعي المسيّر يعمل منذ بدء الحرب لكن المفارقة في هذه العملية هو إدخال شاحنات نقلت المسيّرات إلى العمق الروسي بالقرب من القواعد العسكرية (مرابض قاذفات الردع النووي الاستراتيجي) ، فأين كانت العين الساهرة على أمن الدولة؟!

— محمد بن علي المجرفي (@Mohammed77222Gm) June 2, 2025

ولا يستبعد مراقبون أن يؤدي هذا التصعيد إلى مواجهة أوسع قد تجر حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى ساحة الحرب، خصوصا مع عدم اكتمال استعداداته الدفاعية بعد الفتور الأميركي عن دعم.

وتشير معلومات ميدانية إلى أن أوكرانيا استخدمت طائرات مسيّرة موجّهة بالذكاء الاصطناعي، لم تنطلق من داخل أراضيها بل من شاحنات مدنية تم تهريبها إلى عمق روسيا، حيث فتحت أسقف الشاحنات عند ساعة الصفر لتنطلق المسيّرات وتضرب أهدافها بدقة عالية.

وأسفر الهجوم عن إصابة أكثر من 40 طائرة عسكرية، بينها قاذفات إستراتيجية من طراز "تو-95″ و"تو-22" التي تعتمد عليها روسيا في إطلاق صواريخ بعيدة المدى ضد أوكرانيا.

الحرب العالمية النووية بدأت اليوم ☢️☢️

اليوم تم استهداف العمق الروسي وضرب المطارات وتدمير القادفات النووية لأول مره في تاريخ روسيا

الرئيس الروسي بوتين لم يخرج حتى الآن ولم يتحدث عن للوضع ????

لم يتبقى لروسيا سوى استخدام السلاح النووي ☢️#الحرب_العالمية_الثالثة #أوكرانيا pic.twitter.com/RImuDzkT3K

— هارب|HAARP (@HARRPXX) June 1, 2025

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: هذا ما تريده أوكرانيا بعد هجماتها النوعية ضد روسيا
  • روسيا وأوكرانيا تفشلان مرة أخرى في الاتفاق على وقف إطلاق النار وتلتزمان بتبادل الأسرى
  • تركيا تعوّل على أميركا في محادثات إسطنبول بشأن أوكرانيا
  • حرب المسيرات.. ما توابع هجوم أوكرانيا.. وهل انتهت حلول السلام؟
  • مغردون: هجوم أوكرانيا على روسيا يستدعي ذكريات بيرل هاربور ومخاوف حرب عالمية ثالثة
  • بعد هجوم العنكبوت أو "بيرل هاربر روسيا".. ترقب حذر ومفاوضات في اسطنبول بين موسكو وكييف
  • روسيا تتسلم مسودة مذكرة السلام من أوكرانيا استعداداً للمفاوضات
  • روسيا تتسلم مذكرة أوكرانيا لاتفاق السلام قبيل المفاوضات في تركيا
  • أوكرانيا تقترح وقف إطلاق النار مع روسيا لمدة 30 يوما
  • الصين ترد على وزير الدفاع الأمريكي: عقلية الحرب الباردة لن تُحلّ السلام