الثورة / محمد هاشم

تواصل حاملة الطائرات الأمريكية «ايزنهاور» ابتعادها عن مركز تموضعها في البحر الأحمر قبالة مدينة أبها السعودية باتجاه شمال البحر الأحمر، بعد عمليات القوات المسلحة اليمنية التي استهدفتها بالصواريخ والطيران المسير على مدى يومين متوالين.
وأظهرت صور بالأقمار الصناعية استمرار ابتعاد حاملة الطائرات الأمريكية «ايزنهاور» عن اليمن، بمسافة تصل إلى أكثر من 1000 كم في البحر الأحمر.


ويأتي الابتعاد المذل لفخر القوة الأمريكية حاملة الطائرات « أيزنهاور» من البحر الأحمر تجر أذيال الهزيمة بعد أن عاودت القوات المسلحة اليمنية مساء السبت الماضي وللمرة الثانية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية دوايت “آيزنهاور”؛ رداً على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، وعلى مجازر العدوّ الصهيوني في قطاع غزة.
وعلى الرغم من محاولة الولايات المتحدة الأمريكية إنكار تعرض حاملة طائراتها التي تبلغ قيمتها نحو 13مليار دولار للاستهداف، إلا أن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث تصاعدت وتيرة الخلافات بين قيادة البحرية الأمريكية والقيادة المركزية للقوات الأمريكية، أمس، مع تعرض اسطول حاملة الطائرات «ايزنهاور» للاستهداف المتكرر في البحر الأحمر.
وحظي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” من قبل القوات المسلحة اليمنية مرتين متتاليتين خلال 24 ساعة، باهتمام واسع من قبل السياسيين والإعلاميين في شرق العالم وغربه.
إعجاب ودهشة صينية، شماتة روسية، و حرج أمريكي .
وفي هذا السياق، قال براندون ويشيرت، وهو محلِّلٌ جيوسياسي وعسكري وموظَّفٌ السابق في الكونغرس وكاتب في مجلة “ناشيونال انترست” وله عدة مؤلفات: إن “حاملاتِ الطائراتِ الأمريكية أصبحت في حقيقة الأمر كالبَطِّ، واستهدافُ آيزنهاور هو مثالٌ تحذيريٌّ لما يمكنُ أن تفعلَه الصينُ بالبحرية الأمريكية في حال الحربِ معها” مضيفًا: “إنه لَأمرٌ محزِنٌ للغاية أننا نواصلُ الاستثمارَ في هذه الحاملات”.
وَأَضَـافَ ويشيرت في تغريدات على منصة “إكس”: “لقد قامت حاملةُ الطائرات (يو إس إس دوايت دي أيزنهاور) الآن بالمناورة، وانتقلت من شَنِّ ضربات على أهداف الحوثيين في اليمن إلى الرسو قبالة جدة بالمملكة العربية السعوديّة” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بترسانتهم من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أرسلوا حاملاتِ طائرات أمريكية تبلُغُ قيمتُها ملياراتِ الدولارات هاربةً إلى مياهٍ أكثرَ أمانًا” في إشارة إلى تراجُعِها باتّجاه شمال البحر الأحمر؛ خوفًا من الهجمات اليمنية.
وأشَارَ المُحَلِّلُ الأمريكي إلى أن العالَمَ ومنافسي الولايات المتحدة “تعلَّموا حقيقةً لا تُقَدَّرُ بثمن” خلال اليومين الماضيين “وهي أن القوة العظمى الأمريكية، بقدراتها البحرية القوية التي يعودُ فيها الفضل إلى حاملات الطائرات بنسبة أكبر، يمكن هزيمتها وإعادتها إلى الموانئ وذيلها بين ساقيها”.
وأضاف: “سنخسرُ حاملات طائرات أمريكية، لقد افترض الجميعُ أن الصينيين هم الذين سينفذون الضربة القاتلة، لكن يبدو على نحوٍ متزايدٍ أن اليمنيين الملطَّخين بالطين هم من سيفعلونها”.
وقال ويشيرت: “لقد أنفقنا عشراتِ المليارات من الدولارات على حاملات الطائرات، والآن، يمكن لأي مسلحين بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أن يلحقوا الضررَ بمقصورةِ قيادة حاملات الطائرات الأمريكية أَو حتى يُغرِقوا تلك الحاملات”.
هذه التعليقات كشفت بوضوحٍ أن استراتيجيةَ الولايات المتحدة أخفقت ولم تنجح، وأن صنعاءَ قد تمكّنت من توجيهِ ضربةٍ استراتيجية متعددة الأبعاد لأمريكا من خلال استهداف الحاملة. وقد أبدت وسائلُ الإعلام الصينية اهتماماً كَبيراً بالاستهدافِ وعبَّرت عن إعجاب واندهاش كبيرَينِ في الصين تجاه ما تقوم به صنعاءُ، حَيثُ ذكر تقريرٌ نشره موقع “غوانتشا” الصيني أن الهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات “يُنذِرُ بتراجُعِ مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم” مُشيراً إلى أن “آيزنهاور لم تغرَقْ جراءَ الهجوم لكنه قد أثار مشكلةً كبيرةً؛ فقد تم تدميرُ الصورة المهيمنة للولايات المتحدة”.
وَأَضَـافَ التقرير أنه “منذ الحرب العالمية الثانية، لم تجرؤ أيَّةُ دولة أَو منظَّمة على شنِّ هجوم مفتوحٍ على حاملة طائرات أمريكية، وهذه إهانةٌ كبيرةٌ للولايات المتحدة”.
واعتبر التقرير أن اليمنيين “ثقبوا الطَّوْطَمَ الروحيَّ للولايات المتحدة، مثلما يتم وخزُ البالون بإبرة”، مُشيراً إلى أن حرصَ بعض وسائل الإعلام الأمريكية على نفي تعرُّضِ حاملة الطائرات لهجوم يمثّلُ “تلميحًا إلى أن الولايات المتحدة قد استسلمت ولا تستطيعُ أن تفعلَ أيَّ شيء”.
وسخر التقريرُ من محاولة قبطان حاملة الطائرات، تشوداه هيل، التغطيةَ على ما حدث من خلال نشر مقطع فيديو قديم، وقال: إن “أفضلَ طريقة لإثبات أن حاملة الطائرات آمنةٌ وسليمةٌ هي عقدُ يومٍ مفتوحٍ لحاملة الطائرات والسماح للصحفيين من مختلف البلدان بالصعود وإلقاء نظرة”.
واعتبر أنه “مهما كانت الحيلُ التي تمارسُها الولايات المتحدة؛ فلن تتمكّنَ من إزالة شكوك العالم” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بصقوا في وجهِ الولايات المتحدة”.
واختتم التقريرُ بالقول: “الآن بعد أن تحوَّلت الولاياتُ المتحدةُ إلى سلحفاة؛ فإلى أي مدى تستطيعُ أن تحافظَ على السُّمعة؟.. لقد فقدت الولاياتُ المتحدة هيبتَها ولا تجرُؤُ على التحَرّك، وهذا ما تراه الدولُ العربيةُ أَيْـضاً والعالَــمُ أجمع”.
روسيا التي تواجه الناتو بقيادة الولايات المتحدة في معركة أوكرانيا لا شك أنها تشعر بارتياح بالغ جراء الصفعات التي يتعرض لها قطبا الناتو – واشنطن ولندن – في البحر الأحمر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تداول 9 آلاف طن بضائع في مواني البحر الأحمر

أعلن المركز الإعلامي لهيئة مواني البحر الأحمر أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة مواني الهيئة 9 سفن، وتم تداول 9000 طن بضائع عامة ومتنوعة، و506 شاحنات و70 سيارة، وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 4115 راكبا بموانيها.


وأوضح المركز - في بيان - أن حركة الواردات شملت 2000 طن بضائع، و194 شاحنة و34 سيارة، فيما شملت حركة الصادرات 7000 طن بضائع، و312 شاحنة و36 سيارة .


وأشار إلى أن ميناء سفاجا شهد اليوم مغادرة السفينتين الحرية 2 وعمان، بينما استقبل الميناء السفينة Falcon UA وعلى متنها 2400 رأس عجول حية قادمة من جيبوتي، حيث قامت الجهات المختصة باتخاذ اللازم من الإجراءات نحو فحص الشحنة للتأكد من سلامتها قبل السماح بتفريغها، وشهد ميناء نويبع تداول 2800 طن بضائع و272 شاحنة من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) للسفينتين آيلة وأور.

طباعة شارك مواني البحر الأحمر السفن

مقالات مشابهة

  • هزة أرضية بقوة 4.6 تضرب البحر الأحمر قرب جزر فرسان
  • الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
  • تداول 9 آلاف طن بضائع في مواني البحر الأحمر
  • سي إن إن:الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل مع إيران
  • مستنقع اليمن.. لماذا لا تنتصر القوة الأمريكية على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • إصابة 14 شخصاً في حادث طعن في الولايات المتحدة
  • زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
  • المكسيك تصبح الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة