أمريكا تفشل في إخفاء الصفعة .. أصداءُ القصف اليمني على “آيزنهاور” تدوِّي في أنحاءِ العالم
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
كشفت صورٌ فضائيةٌ نشَرَها متتبِّعو الملاحة البحرية أن حاملةَ الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” ذاتِ الهالة “الأُسطورية” واصلت التراجُعَ باتّجاه شمال البحر الأحمر، بعد أن استهدفتها القواتُ المسلحةُ اليمنية مرتَين خلال 24 ساعة منذ يوم الجمعة الماضي.
في خطوةٍ تأريخية أثارت دهشةَ المراقبين حول العالم، كما أثارت انتقادات واسعة لإدارة بايدن التي لجأت إلى التكتُّم على الأمر؛ خوفًا على سُمعة الولايات المتحدة التي يمثل استهداف “آيزنهاور” سقوطًا مدوِّيًا لها.
وبحسب صور فضائية نشرها متتبعون لحركة الملاحة، ظهرت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” خلال الساعات الماضية وهي تُبحِرُ شمال سواحل “ينبُع” السعوديّة، باتّجاه أقصى شمال البحر الأحمر، على مسافة تزيد عن 1100 كيلو متر من اليمن.
وكانت “آيزنهاور” قد عدَّلت تموضعَها بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، حَيثُ انسحب من قبالة منطقة “القنفدة” جنوب السعوديّة إلى قبالة سواحل “جدة” قبل أن تبتعد أكثر باتّجاه الشمال.
وجاء هذا التراجعُ متزامنًا مع هجومين بصواريخ بالستية ومجنَّحة وطائرات مسيرة شنتهما القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات منذ يوم الجمعة، وحتى السبت؛ رَدًّا على الاعتداءات الأمريكية البريطانية الأخيرة التي أسفرت عن استشهاد وإصابة 58 مواطنًا؛ وهو الأمرُ الذي مثَّل تصعيدًا توعّدت صنعاءُ بِــ ردٍّ “حازم ورادع” عليه، بحسب تعبير المجلس السياسي الأعلى.
التراجُعُ الفاضح لحاملة الطائرات “آيزنهاور” وضع الولايات المتحدة في موقف محرج للغاية بعد أن حاولت من خلال الصمت، أن تغطِّيَ على الهجمات اليمنية المهينة وغير المسبوقة على الحاملة، حَيثُ أثار العديدُ من النشطاء جدلًا واسعًا بشأن وضع “آيزنهاور” بعد الهجمات؛ وهو الأمر الذي دفع قبطانها “تشوداه هيل” إلى نشر مقطع فيديو لتهدئة الرأي العام.
لكن مقطع الفيديو الذي يوثِّقُ انطلاقَ طائرة مقاتلة من على متن الحاملة تحوّل إلى دليل آخر على الصفعة المدوية التي تلقاها الجيش الأمريكي، حَيثُ اتضح أنه مقطعٌ قديمٌ نُشر في مارس الماضي؛ الأمر الذي عزز التساؤلات عما إذَا كانت آيزنهاور قد أُصيبت بأضرارٍ بالغة جراء الهجمات اليمنية.
ولأنَّ حاملة الطائرات “آيزنهاور” تعتبر واحدةً من أهم القواعد العسكرية البحرية والجوية المتنقلة للولايات المتحدة، ومن القطع البحرية التي اعتمدت عليها واشنطن في تشكيل سُمعتها الحربية على مستوى العالم؛ فقد مثَّل استهدافُها غير المسبوق من قبل القوات المسلحة دلالةً على انتهاء عصر الهيمنة الأمريكية العسكرية على البحار؛ وهو ما يُمَثِّلُ سُقُوطًا جيوسياسيًّا كَبيرًا لـ “الإمبراطورية” الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال براندون ويشيرت، وهو محلِّلٌ جيوسياسي وعسكري وموظَّفٌ السابق في الكونغرس وكاتب في مجلة “ناشيونال انترست” وله عدة مؤلفات: إن “حاملاتِ الطائراتِ الأمريكية أصبحت في حقيقة الأمر كالبَطِّ، واستهدافُ آيزنهاور هي مثالٌ تحذيريٌّ لما يمكنُ أن تفعلَه الصينُ بالبحرية الأمريكية في حال الحربِ معها” مضيفًا: “إنه لَأمرٌ محزِنٌ للغاية أننا نواصلُ الاستثمارَ في هذه الحاملات”
وَأَضَـافَ ويشيرت في تغريدات على منصة “إكس”: “لقد قامت حاملةُ الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور) الآن بالمناورة، وانتقلت من شَنِّ ضربات على أهداف الحوثيين في اليمن إلى الرسو قبالة جدة بالمملكة العربية السعوديّة” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بترسانتهم من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أرسلوا حاملاتِ طائرات أمريكية تبلُغُ قيمتُها ملياراتِ الدولارات هاربةً إلى مياهٍ أكثرَ أمانًا” في إشارة إلى تراجُعِها باتّجاه شمال البحر الأحمر؛ خوفًا من الهجمات اليمنية.
وأشَارَ المُحَلِّلُ الأمريكي إلى أن العالَمَ ومنافسي الولايات المتحدة “تعلَّموا حقيقةً لا تُقَدَّرُ بثمن” خلال اليوم الماضيين “وهي أن القوة العظمى الأمريكية، بقدراتها البحرية القوية التي يعودُ فيها الفضل إلى حاملات الطائرات بنسبة أكبر، يمكن هزيمتها وإعادتها إلى الموانئ وذيلها بين ساقيها”.
وأضاف: “سنخسرُ حاملات طائرات أمريكية، لقد افترض الجميعُ أن الصينيين هم الذين سينفذون الضربة القاتلة، لكن يبدو على نحوٍ متزايدٍ أن اليمنيين الملطَّخين بالطين هم من سيفعلونها”.
وقال ويشيرت أيضًا: “لقد أنفقنا عشراتِ المليارات من الدولارات على حاملات الطائرات. والآن، يمكن للمتمردين، المسلحين بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أن يلحقوا الضررَ بمقصورةِ قيادة حاملات الطائرات الأمريكية أَو حتى يُغرِقوا تلك الحاملات”.
هذه التعليقات كشفت بوضوحٍ أن استراتيجيةَ “الصمت” التي التزمت بها الولاياتُ المتحدةُ تجاه استهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملة الطائرات “آيزنهاور” لم تنجح، وأن صنعاءَ قد تمكّنت من توجيهِ ضربةٍ استراتيجية متعددة الأبعاد لأمريكا من خلال استهداف الحاملة.
وقد أبدت وسائلُ الإعلام الصينية اهتماماً كَبيراً بالاستهدافِ وعبَّرت عن إعجاب واندهاش كبيرَينِ في الصين تجاه ما تقوم به صنعاءُ، حَيثُ ذكر تقريرٌ نشره موقع “غوانتشا” الصيني أن الهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات “يُنذِرُ بتراجُعِ مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم” مُشيراً إلى أن “آيزنهاور لم تغرَقْ جراءَ الهجوم لكنه قد أثار مشكلةً كبيرةً؛ فقد تم تدميرُ الصورة المهيمنة للولايات المتحدة”.
وَأَضَـافَ التقرير أنه “منذ الحرب العالمية الثانية، لم تجرؤ أيَّةُ دولة أَو منظَّمة على شنِّ هجوم مفتوحٍ على حاملة طائرات أمريكية، وهذه إهانةٌ كبيرةٌ للولايات المتحدة”.
واعتبر التقرير أن اليمنيين “ثقبوا الطَّوْطَمَ الروحيَّ للولايات المتحدة، مثلما يتم وخزُ البالون بإبرة”، مُشيراً إلى أن حرصَ بعض وسائل الإعلام الأمريكية على نفي تعرُّضِ حاملة الطائرات لهجوم يمثّلُ “تلميحًا إلى أن الولايات المتحدة قد استسلمت ولا تستطيعُ أن تفعلَ أيَّ شيء”.
وسخر التقريرُ من محاولة قبطان حاملة الطائرات تشوداه هيل التغطيةَ على ما حدث من خلال نشر مقطع فيديو قديم، وقال: إن “أفضلَ طريقة لإثبات أن حاملة الطائرات آمنةٌ وسليمةٌ هي عقدُ يومٍ مفتوحٍ لحاملة الطائرات والسماح للصحفيين من مختلف البلدان بالصعود وإلقاء نظرة”.
واعتبر أنه “مهما كانت الحيلُ التي تمارسُها الولايات المتحدة؛ فلن تتمكّنَ من إزالة شكوك العالم” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بصقوا في وجهِ الولايات المتحدة”.
واختتم التقريرُ بالقول: “الآن بعد أن تحوَّلت الولاياتُ المتحدةُ إلى سلحفاة؛ فإلى أي مدى تستطيعُ أن تحافظَ على السُّمعة؟.. لقد فقدت الولاياتُ المتحدة هيبتَها ولا تجرُؤُ على التحَرّك، وهذا ما تراه الدولُ العربيةُ أَيْـضاً والعالَــمُ أجمع”.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: للولایات المتحدة الولایات المتحدة القوات المسلحة حاملة الطائرات أن الیمنیین بات جاه م شیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
“إسرائيل تنشر الإرهاب!”.. سخرية من زلة لسان السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة / فيديو
#سواليف
أثارت #السفيرة_الأمريكية لدى الأمم المتحدة، #دوروثي_كميل_شيا، موجة عارمة من التعليقات والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو لها وهي تُلقي باللوم على #إسرائيل في “نشر #الفوضى و #الرعب والمعاناة” في المنطقة قبل أن تُدرك خطأها وتُصحح كلامها بذكر #إيران، وسرعان ما انتشر المقطع بشكل فيروسي، مُسلّطًا الضوء على ما اعتبره كثيرون “زلة لسان فرويدية” تكشف عن حقيقة دفينة وتعبر عما يدور في خاطر متحدثها.
تفاصيل الزلة
خلال خطابها أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، قالت السفيرة شيا: “حكومة إسرائيل نشرت أيضًا الفوضى والرعب والمعاناة في جميع أنحاء المنطقة”، وتوقفت لدقيقة، ثم أدركت خطأها وصححت قائلة: “حكومة إيران نشرت أيضًا الفوضى والرعب والمعاناة في جميع أنحاء المنطقة”، بحسب قناة “إن تي دي في” الهندية.
مع تأكيدها عدم تورط الولايات المتحدة في الغارات الإسرائيلية على إيران، قالت الدبلوماسية الأمريكية: “لا شك أن الولايات المتحدة لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل وتدعم إجراءاتها ضد طموحات إيران النووية”.
وأوضحت الدبلوماسية الأمريكية أن قادة إيران كان بإمكانهم تجنب الحرب الحالية لو قبلوا اتفاقًا يمنعهم من امتلاك سلاح نووي.
US representative to the UN Dorothy Shea:
"Israel's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region…"
Awkward pause.
"Iran's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region…"
It's always foreign policy that brings… pic.twitter.com/W5UMV52rVn
حملة السخرية على زلة شيا
لم يمر المقطع دون أن يلاحظه أحد، حيث انتشر بسرعة البرق على منصات التواصل الاجتماعي، وأرفقه المستخدمون بالتعليقات الساخرة والمُنتقدة.
علقت الصحفية مارجريتا سيمونيان على المقطع بقولها: “دائمًا ما تُظهر السياسة الخارجية زلات لسان فرويدية لدى المسؤولين الأمريكيين، أمر مثير للفضول”.
كما شارك الخبير الاقتصادي آدم إسماعيل الفيديو، مُعلقًا: “يا للروعة! هذه يجب أن تكون أم الزلات الفرويدية كلها، ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي تُطلق على إسرائيل دولة إرهابية”.
فيما كتب الكاتب الباكستاني منصور أحمد قريشي: “أوبس، القناع انزلق، حتى الولايات المتحدة لم تستطع إخفاء هذه المرة أن إسرائيل نشرت الفوضى والرعب والمعاناة”.
بينما علق المغرد الهندي مهراج عمر قائلًا: “اللسان دائما ينتزع ما في القلب عندما يكون هناك ظلم، تطهير الإنسان”.
زلات لسان سابقة بحق إسرائيل
هذه ليست المرة الأولى التي يُدلي فيها مسؤول أمريكي بتعليق “غير مقصود” ضد إسرائيل، ففي عام 2024، واجه المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، انتقادات شديدة بعد أن قال إن إسرائيل لها الحق في استهداف المدنيين بدلًا من مقاتلي حماس.
تأتي هذه الزلة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصعيدًا مستمرًا بين إسرائيل وإيران.
ففي يوم السبت، واصل الطرفان هجماتهما الجوية المتبادلة، في حين أعلنت طهران أنها لن تتفاوض بشأن برنامجها النووي وهي تواجه تهديدات. ويأتي هذا التصعيد بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنه قد يدعم وقف إطلاق النار بين “الخصمين اللدودين في المنطقة” “حسب الظروف”.
Whoops!
This must be the mother of all Freudian slips.
The US representative of the UN Security Council calls Israel a terrorist state:
"Israel's government has also spread chaos, terror, and suffering throughout the region" pic.twitter.com/c54wkPuqMw