يمانيون – متابعات
كشفت صورٌ فضائيةٌ نشَرَها متتبِّعو الملاحة البحرية أن حاملةَ الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” ذاتِ الهالة “الأُسطورية” واصلت التراجُعَ باتّجاه شمال البحر الأحمر، بعد أن استهدفتها القواتُ المسلحةُ اليمنية مرتَين خلال 24 ساعة منذ يوم الجمعة الماضي.

في خطوةٍ تأريخية أثارت دهشةَ المراقبين حول العالم، كما أثارت انتقادات واسعة لإدارة بايدن التي لجأت إلى التكتُّم على الأمر؛ خوفًا على سُمعة الولايات المتحدة التي يمثل استهداف “آيزنهاور” سقوطًا مدوِّيًا لها.

وبحسب صور فضائية نشرها متتبعون لحركة الملاحة، ظهرت حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” خلال الساعات الماضية وهي تُبحِرُ شمال سواحل “ينبُع” السعوديّة، باتّجاه أقصى شمال البحر الأحمر، على مسافة تزيد عن 1100 كيلو متر من اليمن.

وكانت “آيزنهاور” قد عدَّلت تموضعَها بشكل ملحوظ خلال اليومين الماضيين، حَيثُ انسحب من قبالة منطقة “القنفدة” جنوب السعوديّة إلى قبالة سواحل “جدة” قبل أن تبتعد أكثر باتّجاه الشمال.

وجاء هذا التراجعُ متزامنًا مع هجومين بصواريخ بالستية ومجنَّحة وطائرات مسيرة شنتهما القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات منذ يوم الجمعة، وحتى السبت؛ رَدًّا على الاعتداءات الأمريكية البريطانية الأخيرة التي أسفرت عن استشهاد وإصابة 58 مواطنًا؛ وهو الأمرُ الذي مثَّل تصعيدًا توعّدت صنعاءُ بِــ ردٍّ “حازم ورادع” عليه، بحسب تعبير المجلس السياسي الأعلى.

التراجُعُ الفاضح لحاملة الطائرات “آيزنهاور” وضع الولايات المتحدة في موقف محرج للغاية بعد أن حاولت من خلال الصمت، أن تغطِّيَ على الهجمات اليمنية المهينة وغير المسبوقة على الحاملة، حَيثُ أثار العديدُ من النشطاء جدلًا واسعًا بشأن وضع “آيزنهاور” بعد الهجمات؛ وهو الأمر الذي دفع قبطانها “تشوداه هيل” إلى نشر مقطع فيديو لتهدئة الرأي العام.

لكن مقطع الفيديو الذي يوثِّقُ انطلاقَ طائرة مقاتلة من على متن الحاملة تحوّل إلى دليل آخر على الصفعة المدوية التي تلقاها الجيش الأمريكي، حَيثُ اتضح أنه مقطعٌ قديمٌ نُشر في مارس الماضي؛ الأمر الذي عزز التساؤلات عما إذَا كانت آيزنهاور قد أُصيبت بأضرارٍ بالغة جراء الهجمات اليمنية.

ولأنَّ حاملة الطائرات “آيزنهاور” تعتبر واحدةً من أهم القواعد العسكرية البحرية والجوية المتنقلة للولايات المتحدة، ومن القطع البحرية التي اعتمدت عليها واشنطن في تشكيل سُمعتها الحربية على مستوى العالم؛ فقد مثَّل استهدافُها غير المسبوق من قبل القوات المسلحة دلالةً على انتهاء عصر الهيمنة الأمريكية العسكرية على البحار؛ وهو ما يُمَثِّلُ سُقُوطًا جيوسياسيًّا كَبيرًا لـ “الإمبراطورية” الأمريكية.

وفي هذا السياق، قال براندون ويشيرت، وهو محلِّلٌ جيوسياسي وعسكري وموظَّفٌ السابق في الكونغرس وكاتب في مجلة “ناشيونال انترست” وله عدة مؤلفات: إن “حاملاتِ الطائراتِ الأمريكية أصبحت في حقيقة الأمر كالبَطِّ، واستهدافُ آيزنهاور هي مثالٌ تحذيريٌّ لما يمكنُ أن تفعلَه الصينُ بالبحرية الأمريكية في حال الحربِ معها” مضيفًا: “إنه لَأمرٌ محزِنٌ للغاية أننا نواصلُ الاستثمارَ في هذه الحاملات”

وَأَضَـافَ ويشيرت في تغريدات على منصة “إكس”: “لقد قامت حاملةُ الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور) الآن بالمناورة، وانتقلت من شَنِّ ضربات على أهداف الحوثيين في اليمن إلى الرسو قبالة جدة بالمملكة العربية السعوديّة” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بترسانتهم من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أرسلوا حاملاتِ طائرات أمريكية تبلُغُ قيمتُها ملياراتِ الدولارات هاربةً إلى مياهٍ أكثرَ أمانًا” في إشارة إلى تراجُعِها باتّجاه شمال البحر الأحمر؛ خوفًا من الهجمات اليمنية.

وأشَارَ المُحَلِّلُ الأمريكي إلى أن العالَمَ ومنافسي الولايات المتحدة “تعلَّموا حقيقةً لا تُقَدَّرُ بثمن” خلال اليوم الماضيين “وهي أن القوة العظمى الأمريكية، بقدراتها البحرية القوية التي يعودُ فيها الفضل إلى حاملات الطائرات بنسبة أكبر، يمكن هزيمتها وإعادتها إلى الموانئ وذيلها بين ساقيها”.

وأضاف: “سنخسرُ حاملات طائرات أمريكية، لقد افترض الجميعُ أن الصينيين هم الذين سينفذون الضربة القاتلة، لكن يبدو على نحوٍ متزايدٍ أن اليمنيين الملطَّخين بالطين هم من سيفعلونها”.

وقال ويشيرت أيضًا: “لقد أنفقنا عشراتِ المليارات من الدولارات على حاملات الطائرات. والآن، يمكن للمتمردين، المسلحين بالصواريخ الباليستية المضادة للسفن، أن يلحقوا الضررَ بمقصورةِ قيادة حاملات الطائرات الأمريكية أَو حتى يُغرِقوا تلك الحاملات”.

هذه التعليقات كشفت بوضوحٍ أن استراتيجيةَ “الصمت” التي التزمت بها الولاياتُ المتحدةُ تجاه استهداف القوات المسلحة اليمنية لحاملة الطائرات “آيزنهاور” لم تنجح، وأن صنعاءَ قد تمكّنت من توجيهِ ضربةٍ استراتيجية متعددة الأبعاد لأمريكا من خلال استهداف الحاملة.

وقد أبدت وسائلُ الإعلام الصينية اهتماماً كَبيراً بالاستهدافِ وعبَّرت عن إعجاب واندهاش كبيرَينِ في الصين تجاه ما تقوم به صنعاءُ، حَيثُ ذكر تقريرٌ نشره موقع “غوانتشا” الصيني أن الهجوم الذي شنته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات “يُنذِرُ بتراجُعِ مكانة الولايات المتحدة على مستوى العالم” مُشيراً إلى أن “آيزنهاور لم تغرَقْ جراءَ الهجوم لكنه قد أثار مشكلةً كبيرةً؛ فقد تم تدميرُ الصورة المهيمنة للولايات المتحدة”.

وَأَضَـافَ التقرير أنه “منذ الحرب العالمية الثانية، لم تجرؤ أيَّةُ دولة أَو منظَّمة على شنِّ هجوم مفتوحٍ على حاملة طائرات أمريكية، وهذه إهانةٌ كبيرةٌ للولايات المتحدة”.

واعتبر التقرير أن اليمنيين “ثقبوا الطَّوْطَمَ الروحيَّ للولايات المتحدة، مثلما يتم وخزُ البالون بإبرة”، مُشيراً إلى أن حرصَ بعض وسائل الإعلام الأمريكية على نفي تعرُّضِ حاملة الطائرات لهجوم يمثّلُ “تلميحًا إلى أن الولايات المتحدة قد استسلمت ولا تستطيعُ أن تفعلَ أيَّ شيء”.

وسخر التقريرُ من محاولة قبطان حاملة الطائرات تشوداه هيل التغطيةَ على ما حدث من خلال نشر مقطع فيديو قديم، وقال: إن “أفضلَ طريقة لإثبات أن حاملة الطائرات آمنةٌ وسليمةٌ هي عقدُ يومٍ مفتوحٍ لحاملة الطائرات والسماح للصحفيين من مختلف البلدان بالصعود وإلقاء نظرة”.

واعتبر أنه “مهما كانت الحيلُ التي تمارسُها الولايات المتحدة؛ فلن تتمكّنَ من إزالة شكوك العالم” مُشيراً إلى أن اليمنيين “بصقوا في وجهِ الولايات المتحدة”.

واختتم التقريرُ بالقول: “الآن بعد أن تحوَّلت الولاياتُ المتحدةُ إلى سلحفاة؛ فإلى أي مدى تستطيعُ أن تحافظَ على السُّمعة؟.. لقد فقدت الولاياتُ المتحدة هيبتَها ولا تجرُؤُ على التحَرّك، وهذا ما تراه الدولُ العربيةُ أَيْـضاً والعالَــمُ أجمع”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: للولایات المتحدة الولایات المتحدة القوات المسلحة حاملة الطائرات أن الیمنیین بات جاه م شیرا إلى أن

إقرأ أيضاً:

كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)

كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين أن سبع قاذفات من طرازB-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات في عملية اتسمت بالخداع التام.

وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت إجمالا 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية.

تفاصيل العملية

أطلق على العملية اسم "مطرقة منتصف الليل" بمشاركة 125 طائرة عسكرية من طرازات مختلفة، بين مقاتلات، وطائرات تزويد بالوقود، وطائرات استخبارات، واستهدفت ثلاث منشآت نووية: فوردو ونطنز وأصفهان.

أقلعت الطائرة من الولايات المتحدة وقامت برحلة استغرقت 18 ساعة إلى إيران ما يعني أنها عادت في 18 ساعة تقريبا أيضا مع تباين عدد ساعات الطيران بحسب مهمة الطائرة خلال العملية.

Embed from Getty Images

تم إرسال بعض الطائرات غربا إلى المحيط الهادئ للخداع ، بينما تقدم البعض الآخر على القاذفات الرئيسية لضمان خلو المجال الجوي.

حلقت سبع قاذفات شبح من طراز B-2 مكلفة بضرب المواقع النووية إلى إيران وتجنبت اكتشافها.

تم إطلاق 30 صاروخا كروز على موقع أصفهان من غواصة.

تم استخدام 75 "سلاحا موجها دقيقا" خلال العملية في المجموع.

تم إسقاط أربعة عشر مخترق ذخائر ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران.

تكلفة الطيران الحربي

لتقدير تكلفة عمليات الطيران، تم الاعتماد على أوقات الطيران المقدرة لكل نوع من الطائرات والتكلفة الساعية لكل طائرة. بناءً على المعلومات المتاحة، تم تقدير الأعداد التالية:

◼ قاذفات B-2 بواقع سبع طائرات، مع رحلة ذهاب وعودة تستغرق 36 ساعة (18 ساعة ذهابًا و18 ساعة عودة)، بتكلفة ساعية 138,000 دولار.

◼ عشرات المقاتلات: حوالي 50 طائرة (مزيج من F-15، F-16، F-22، F-35)، مع متوسط تكلفة ساعية 26,000 دولار.

◼ عشرات طائرات التزود بالوقود مع تكلفة ساعية 23 ألف دولار، وفترة طيران أقصر من طائرات القتال.

◼ طائرات الاستخبارات مع تكلفة ساعية 66 ألف دولار.

◼ وعلى وجه التقريب كلفت ساعات تشغيل الطائرات الحربية خلال العملية قرابة 50 مليون دولار أمريكي.

تكلفة الذخيرة

◼ تم إسقاط 14 قنبلة ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران ، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية وتكلفة القنبلة الواحدة 5 مليون دولار.

◼ تم استخدام 61 صاروخ كروز توما هوك وطرازات أخرى بمتوسط 2 مليون للصاروخ الواحد.

◼ وعلى وجه التقريب كلفت القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على المفاعلات الإيرانية إلى جانب الصواريخ 200 مليون دولار أمريكي.

تكلفة العملية

وعليه ربما كلفت العملية الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل 240 مليون دولار أمريكي، لكنها تعتبر تكلفة زهيدة مقابل تصريح الرئيس الأمريكي أنه تم القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية تماما.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات، أنّ إيران و"إسرائيل" وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" يبدأ قرابة الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش ممّا سيضع "نهاية رسمية" لحرب استمرت 12 يوما بين البلدين.

وكتب ترامب على منصّته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" إنّه "تمّ الاتفاق بشكل تامّ بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النار".

ورغم الخروقات، فقد أعلن نتنياهو التزامه بوقف إطلاق النار، وقالت إيران إنها ملتزمة به ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم مهاجمتها.

ونقل موقع نور نيوز الإخباري الرسمي عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله اليوم الثلاثاء إن طهران لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار ما لم تنتهكه "إسرائيل".

وأضاف الرئيس الإيراني أن طهران مستعدة للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستمنح 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط في حروب بلا نهاية
  • الكرملين: ينبغي تذكير الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية
  • المخاوف الإسبانية من التفوق العسكري المغربي تدفع مدريد لاقتناء حاملة طائرات جديدة
  • إطلاق تجارب مسابقة “مداك” إلى المحطة الدولية.. السعودية تدعم الابتكار العلمي وتمكن الكفاءات في علوم الفضاء
  • إطلاق تجارب مسابقة “الفضاء مداك” إلى محطة الفضاء الدولية
  • بما يعزز الابتكار العلمي وتمكين الكفاءات الواعدة.. إطلاق تجارب مسابقة “الفضاء مداك” إلى محطة الفضاء الدولية
  • بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق
  • كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
  • نيسان تعزز تجربة المبيعات للعملاء عبر وكيلها في الأردن “بسطامي وصاحب” ومن خلال خدمات فعلية ورقمية متميزة ومبتكرة مقدمة من جميع وكالاتها إلى أنحاء الشرق الأوسط