الثورة نت:
2025-07-29@22:32:12 GMT

فلسطين بين خيار الدولة والمقاومة..!

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

 

تبدو المواقف العربية الرسمية هلامية فيما يتصل بالرحلات المكوكية لوزراء الخارجية العرب الذين ابتكرت لهم القمة العربية _الإسلامية مهمة استجداء السلام من عدو محتل لا يؤمن بالسلام ولا يحترم دعاة السلام، ولا يرى إمكانية السلام مع العرب عامة والشعب الفلسطيني خاصة، بل يتطلع لتحقيق حالة استسلام جمعي تشمل الفلسطينيين تحديدا بضمانة عربية رسمية.

.!
خيار الاحتلال المدعوم برعاية أمريكية، إذ ما انفكت واشنطن عند كل أزمة تطال المشهد العربي الفلسطيني من اطلاق مفرداتها عن السلام والأمن وحل (الدولتين)..!
ومفردة (حل) يمكن قراءتها في أكثر من اتجاه، ولها أكثر من تفسير، فأي (حل) تريده واشنطن التي أثبتت أنها وليس الاحتلال الطرف المعنى والمباشر بالصراع منذ مرحلة ما بعد العام 1956م قبل أن تصبح الراعية الرسمية للكيان بعد نكسة عدوان 1967م.
مؤسف أن الرحلات المكوكية لخمسة وزراء خارجية عرب لم تنقذ طفلا فلسطينيا واحدا لا من الجوع بسبب الحصار ولا من الموت بسبب قذائف أمريكا الذكية والدقيقة التي تزود بها كيانها المجرم..
مبادرة السلام العربية التي قدمها العرب عام 1982م ظلت بنصوصها التي أملاها (فيليب حبيب) الأمريكي الذي أشرف على إخراج منظمة التحرير من لبنان على الصحفي الأمريكي (توماس فريدمان) وقدمت لقمة المغرب باسم ولي العهد السعودي _حينها _عبدالله بن عبدالعزيز، ظلت هذه المبادرة تعكس جهد وقدرات النظام العربي الرسمي لينتزع الموافقة عليها عام 2002م في قمة بيروت ليرفضها ويدوس عليها الإرهابي (شارون) وكيانه ورعاته في اليوم التالي لإقرار هذه المبادرة باجتياح مبنى المقاطعة الرئاسية في رام الله وحصار الرئيس الشهيد ياسر عرفات ثم تصفيته..
بين أعوام 1982_و2002_و2024م، هناك فوارق زمنية وفوارق بالأحداث، أبرز هذه المفارقات أن قرار التقسيم الشهير الذي منح شرعية للاحتلال نص على أن تكون مساحة دولة الاحتلال 57.7? مقابل 43.3? لدولة فلسطين، بعد عدوان 67م حدثت تحولات جغرافية انتهت في اوسلو إلى دولة فلسطينية مساحتها 22?من مساحة فلسطين، تقلصت النسبة إلى حدود 9?.. إذا أي (حل الدولتين) الذي تسوق له واشنطن والغرب وخلفهما الأنظمة العربية..؟!
وما هي حدود هذه الدولة؟ وكم مساحتها؟ وما شكلها؟ وماذا سيحل بالمهجرين وحق عودتهم إلى داخل النطاق الجغرافي الذي منح للصهاينة؟
تساؤلات كثيرة تتعلق بحدود وهوية وشكل (حل الدولتين)، وما يتعلق بالفكرة ذاتها المرفوضة بالمطلق (صهيونيا) والمتحفظ عليها (أمريكيا)، لأن واشنطن تتحدث عن هذا الحل وتريده بطريقتها بعيدا عن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية، وبمعزل عن القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها قرار التقسيم رقم (181) الصادر في 29 نوفمبر 1947م والقرار (242) والقرار (338) والتي تناقش حق العودة وتعويض اللاجئين.. وهذه القرارات تريد أمريكا تجاوزها وتجاهلها وإيجاد حل سياسي بديل عنها، إذ تريد واشنطن أن تتوصل إليه مع الأنظمة العربية _أولا _وهذا يعني أن أمريكا ستعمل على تعزيز وترسيخ أمن الكيان في المنطقة وشرعنة احتلاله لفلسطين وحشر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في زاوية اختناق قاتلة وهذا ما صرح به رئيس الوزراء الصهيوني قبل أكثر من عامين حين صرح في إحدى مقابلاته التلفزيونية ( أن حل المشكلة من الداخل مع الفلسطينيين فشل وأن الحل يجب أن يكون _أولا _عربيا من خلال تطبيع العلاقة مع الدول العربية وبعدها سيعمل الكيان مع الدول العربية على إيجاد حل للشعب الفلسطيني) ..!
هذه رغبة أمريكا التي تريد التفرد بالقضية واحتكار رعايتها حتى تتمكن من فرض شروطها على الشعب الفلسطيني وقضيته بالتواطؤ مع الأنظمة العربية التي تسعى اليوم من خلال اللجنة الوزارية الخماسية المنبثقة عن قمة جدة، مع العلم أن الكيان لا يقبل مطلقا بفكرة الحل وفق قرار التقسيم السالف الذكر ولا وفق حدود 1967م ولا يرغب حتى بحل (اوسلو).. مع العلم أن قرار التقسيم رقم (181) يحمل في طياته بداية المؤامرة القذرة، فهو أعطى أصحاب الأرض مساحة أقل من المساحة التي منحها للصهاينة، ثم جعل مساحة أهل الأرض مقطعة الأوصال الجغرافية فيما جعل تلك الممنوحة للصهاينة متصلة مع بعضها.. أضف إلى ذلك أن القرار وضع مدينتي (القدس وبيت لحم) تحت الوصاية الدولية..!
ويبقى السؤال المتعلق بتداعيات قادم الأيام وبعد التضحيات غير المسبوقة التي قدمها الشعب العربي في فلسطين وبعد الجرائم غير المسبوقة التي ارتكبها الاحتلال بحق أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، هو: إلى أي مدى يمكن أن يذهب النظام العربي الرسمي في تعاطيه مع فكرة (حل الدولتين)؟ وهل لا يزل هذا النظام العربي ينظر لمبادرة السلام العربية التي كتبت عام 1982م على أنها قابلة للتحقق حتى بعد جرائم حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

قال المستشار الألماني خلال مؤتمر صحفي مع ملك الأردن، أننا نسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.


وأضاف أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو إحدى الخطوات النهائية لحل الدولتين، وعلى إسرائيل الوصول إلى حل فعال لأزمة غزة،ونطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.


وتابع: يجب بذل جهود فعالة لتعزيز السلام بالمنطقة، وننسق مع واشنطن لتهدئة الوضع في غزة، وأن الأردن شريك استراتيجي لمعالجة الوضع الكارثي في قطاع غزة.


وأشار إلى أننا نرفض أن يكون هناك مزيد من النزوح أو خطوات لضم الضفة الغربية، وننسق مع الأردن بشأن الإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة.


 

طباعة شارك المستشار الألماني ملك الأردن الأردن فلسطين

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعرض 10 مليون دولار مقابل معلومات عن "العولقي" زعيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية
  • المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • العربي الناصري: السفارات ليست ساحة للصراعات.. ومصر تدفع ثمن التزامها تجاه فلسطين
  • حين يُسجَن العربي لأنه ناصر فلسطين.. فهل الغرب حقّا أكثر وفاء؟
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • واشنطن: مؤتمر حل الدولتين في غير وقته ويقوض جهود السلام
  • وقفات تضامنية لعدد من المدارس في حجة مع الشعب الفلسطيني
  • وزير الخارجية السعودي: مبادرة السلام العربية أساس لأي حل عادل بالمنطقة
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة