سواليف:
2025-05-28@17:50:19 GMT

من أطفأ الشارع العربي؟

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

#من_أطفأ_الشارع_العربي؟ د. #منذر_الحوارات

منذ احتلال فلسطين في العام 1948 شغلت الموقع الأبرز في وجدان المواطنين العرب، فقد تلحفت الشوارع العربية غضب الناس ومكنت صراخهم من بلوغ عنان السماء، فعشرات آلاف الاحتجاجات كانت شوارع العواصم العربية ساحة لها وسمحت للحناجر أن تصدح حبا وغضبا لفلسطين، هذا الأمر لم يكن جليا في العدوان الأخير على قطاع غزة فبرغم عشرات آلاف الضحايا وبرغم التدمير الممنهج لغزة وبرغم الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى بقي حراك الشارع العربي خجولا ومتثاقلا وبدا وكأنه رد للعتب أكثر من كونه ردة فعل حقيقية على ما يحدث في غزة من جرائم.

هذا الخمول في الشارع العربي وحالة اللامبالاة أصبحت من الوضوح بحيث صار لزاما البحث فيها ومحاولة سبر غورها، فربما تكون التداعيات على الساحة العربية والتحولات السياسية الكبرى التي قفزت إلى واجهة الأحداث بعد الربيع العربي وقبلها الغزو الأميركي للعراق ودخول مجموعة مهمة من الدول العربية في دائرة الفشل السياسي والاجتماعي والاقتصادي يضاف اليها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في دول أخرى، تكون أسبابا مهمة للتراجع لكنها لا تكفي وحدها لتفسير ما يحدث من خمول، بينما يعزو بعض المراقبين هذا التراجع إلى الانقسام الفلسطيني الداخلي والذي أدى إلى غضب المواطنين العرب من الأسباب الواهية لهذا الانقسام بالذات والشعب الفلسطيني يذبح على يد آلة الدمار الإسرائيلية، ويرى آخرون أن تغيير الأجيال وتعدد الاهتمامات وتشعبها قد يكون واحدا من الأسباب المهمة لكن هذا لم يمنع من أن يقود نفس هؤلاء الشباب حملات متعددة لمصلحة القضية الفلسطينية في أكثر من مجال، بينما يعزو الكثيرون إلى أن هذا التراجع يعود إلى تطبيع العديد من الدول العربية مع دولة الاحتلال وكما يقال الناس على دين ملوكهم.

لكن يبقى الإعلام وطريقة تعاطيه مع القضية الفلسطينية والعدوان على غزة واحدا من أهم أسباب الاهتمام أو عدمه بالقضية الفلسطينية، فحالة التشبع الإعلامي بسبب التغطية المستمرة والمتكررة والعرض المتواصل للمشاهد المؤلمة مع عدم القدرة على التصرف وقلة الحيلة تجاه ما يحدث قد أدت إلى شعور هؤلاء المشاهدين بالإرهاق بالذات مع غياب أي حل ملموس، كل ذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى اللامبالاة والإحجام عن الفعل، يضاف إلى ذلك تعدد وسائل الإعلام بما في ذلك تنوع وجهات النظر، وظهور العديد من محللي دولة الاحتلال على شاشات عديدة أدى إلى التشرذم وتشتت وجهات النظر فبينما ما تزال قنوات تهتم بما يحدث في غزة وفلسطين عموما تركز وسائل أخرى على قضايا إقليمية وعالمية ومحلية وهذا يبعد الانتباه عن القضية الأم، طبعاً لا يمكن إنكار أن بعض وسائل الإعلام العربية قد تتلاعب إستراتيجيا بتغطية القضية الفلسطينية حسب بعض المراقبين لخدمة أجندات سياسية أوسع نطاقا مما يؤدي إلى التشكيك وفك الارتباط بين المشاهدين والقضية نفسها.

مقالات ذات صلة د. عبيدات يكتب .. ضربوا المعلم! 2024/06/04

أما بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي وبرغم أنها أدت إلى زيادة التعبئة والوعي بالقضية الفلسطينية من خلال النشر السريع للمعلومات ومقاطع الفيديو والقصص الشخصية التي قد لا تصل اليها وسائل الإعلام التقليدية ورغم أنها أدت إلى زيادة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية، إلا أنها في نفس الوقت وبسبب العدد الكبير من المواضيع وحالة إدمان الشاشة أدت إلى تشتيت الانتباه إلى أكثر من مجال، وهذا بالنسبة لمناضلي الشاشات أدى إلى الإرهاق النضالي فوجدناهم يتحولون بعد فترة إلى حراس للمعبد يرجمون من لا يوافقهم الرأي بشتى أنواع التهم، فهناك حروب يومية محتدمة، أطرافها افتراضيون وفي خضمهم تدخل الحسابات الإسرائيلية لتلهب حماسهم وتقوي شكيمتهم ضد بعضهم البعض وفي الأثناء يحضر كل شيء إلا فلسطين ومن بين ما تناولته هذه المعارك كان مواقف بعض القادة العرب وهذا قد يكون سبباً في الانقسام وتراجع الاهتمام، بينما يحاجج البعض الآخر ان النظام الرسمي العربي وقمعه هو السبب لكن هذا لم يغب يوماً عن الساحة وكان حاضراً بعده وعديده وبرؤيته لكن بالعكس تماماً كلما زاد القمع احتدمت التظاهرات وأنا لا اجده سبباً مُبرراً، لكن يقفز البعض باتجاه مختلف تماما ويرون أن سبب ذلك كله يعود إلى أن المواطنين العرب يرون أن لحظة الطوفان في السابع من أكتوبر هي انتصار يستحق كل ما سيأتي بعده من التضحيات مهما كان ثقلها ومأساويتها ويرون هذا مبررا مقنعا للجلوس وعدم التحرك وقد ساهمت مجموعة من وسائل الإعلام بهذا الرأي وغذته وأضافت إليه أن النزال العسكري بين المقاومة وإسرائيل يكاد يكون متكافئا وهذا أعطى الانطباع بالاسترخاء بسبب هذه القناعة، ويحتدم النقاش حول وجهة النظر هذه في كل لحظة وعلى مساحة الشاشات العربية وهذا سبب آخر للانقسام.

ومع أن كل تلك الأسباب قد تكون متهمة في إطفاء جذوة الشارع العربي إلا أنه من المستبعد تماما أن يفقد المواطنون العرب اهتمامهم التام بالقضية الفلسطينية مهما كانت الأسباب وأيا تكن الظروف، إذ ربما يكون الغضب قابعاً تحت رماد هذا الصمت الرهيب وما حصل بعد العام 1948 قد يشير إلى شيء من ذلك .

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة وسائل الإعلام الشارع العربی ما یحدث أدت إلى

إقرأ أيضاً:

قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”

استعرضت جلسة دور الإعلام في دعم الهوية العربية ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتختتم أعمالها غدا الأربعاء، وتزامناً مع اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، كيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية الهوية العربية.

وأجمع المشاركون في الجلسة أن الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية يقع على عاتقها دور محوري في تعزيز هذه الهوية، وترسيخها في عقول الأجيال، لتظل صمام الأمان في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي أدارها الاعلامي عبد الله المديفر من روتانا خليجية بحضور الباحث والكاتب الدكتور رشيد خيون، وعبد الله الغذامي الأكاديمي والناقد الثقافي تم التطرق إلى دور الإعلام في الحفاظ على الهوية العربية مع التأكيد على أهمية الإعلام كأداة قوية في تعزيز الوعي والتصدي للتحديات التي قد تواجهها الهوية في ظل العولمة، باعتبار أن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب.
وأوضح رشيد خيون أن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التي تضمن ترسيخ الهوية العربية وتعزيزها بكل رموزها ومكوناتها، مشيرا الى ضرورة تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية، إلى جانب تزويد المجتمع بالمعلومات الكافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع ضرورة رصد التحديات المجتمعية والعمل على التصدي للأفكار الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع العربي.
من جانبه، قال عبد الله الغذامي أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية العربية، معتبرا أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية بما يتيح للإعلام بلورة رسالة معبرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية.
وأشار إلى أن الهوية الوطنية ليست كيانا جامدا أو ثابتا، بل هي كائن حي يتفاعل مع متغيرات الزمن، يستمد من الماضي جذوره العميقة، ومن الحاضر زخمه، ويتأهب للمستقبل بروح متجددة دون أن يفقد أصالته.

وأوضح عبد الله الغذامي أن الإعلام باعتباره أداة رئيسية للتأثير المجتمعي، يحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الوطنية، مشيراً إلى أن حماية الهوية العربية تتطلب تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية والجودة، ويعمل على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة.


مقالات مشابهة

  • خطة إسرائيلية لطرد عرب من الداخل بدعوى عملهم مع السلطة الفلسطينية
  • البرلمان العربي: نثمن مواقف جمهورية بيلاروسيا الداعمة للقضية الفلسطينية
  • قمة الإعلام العربي.. جلسة “دور الإعلام في دعم الهوية العربية”
  • أحمد بن محمد يلتقي وزراء الإعلام العرب المشاركين في أعمال قمة الإعلام العربي 2025
  • شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
  • حركات المقاومة الفلسطينية تستنفر أبناء الأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأقصى.. وهذا ما حدث اليوم؟!
  • الحوثي ذراع إيران يهاجم المغرب تحت غطاء الدفاع عن القضية الفلسطينية
  • عُمان تُجدد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وضرورة وقف حرب الإبادة في غزة
  • ثمَّن موقف الدول الداعمة لـ”القضية الفلسطينية”.. وكيل الخارجية: المملكة حريصة على توسيع التعاون بين «الخليج» و»آسيان»
  • وزير الخارجية والهجرة يشارك في الاجتماع الوزاري الموسع لمجموعة مدريد بشأن القضية الفلسطينية