جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-28@03:21:18 GMT

شغف الإنجاز

تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT

شغف الإنجاز

 

فاطمة الحارثية

من يتذوق نشوة الإنجاز والفوز، يُدمنها، إنه شعورٌ لا يوصف ولا يستطيع أيا كان أن ينتزعه من صاحبه، حتى في مسائل السرقات الفكرية والعملية والعلمية، يبقى الشعور أصيلا في صاحبه، والمدعي قد ينال الأضواء لكنه يبقى داخليا في خلل وتوجس، حتى لو حاول أن يعيش الدور ويتقمصه، هيهات أن يذق تلك المشاعر النقية.

قد ذكرت سابقا أنني أحدد لنفسي أهدافًا شخصية كل عام؛ منها طويلة الأمد وأخرى قصيرة، ومن الأهداف كان خوض تجربة المقال القصصي، أقرُ أنه يحتاج الكثير من الجهد، ومع هذا الجهد، الشخصنة لدى بعض الجمهور كانت أمرًا فاق تصوري، أعادني إلى تاريخ القرون الماضية، وأجواء الكاتب المتوجس خيفة التنكيل به بسبب كلماته. أعلم أن قولي غير منطقي للكثيرين حتى لي أنا الكاتبة فيه، لكن الحقيقة الأكثر صدمة لي أن الجهل ما زال قائما ومتفشيا ومُعيقا للكثير من المبدعين والمبتكرين، وللأسف في هذا العصر وهذا الزمن. 

يُقال إن الكُتَّاب هم من أبلغونا بما حدث للحضارات السابقة، وبلغة أدق صاغوا التاريخ الذي تعلمناه. ونحن نعلم أن الكاتب رهن البيئة التي هو فيها، وما يُصيغه يحمل الكثير من تجاربه وما عاينه أو بلغه من أحداث، واغتيال الكاتب الجيد جريمة في حق الأمة، لأننا لن نجد من يُبلغ المستقبل عن حضارات استحقت أن تُعرف ويُتعلم من تجاربها وما مر عليها.

وعندما قدمتُ إلى عُمان وعملت مع الشباب في إشهار الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، ذكر الكثير من أصحاب القلم عن مسائل التنكيل تلك، لن أخفي عليكم أنني لم أقتنع بها بتاتًا، خاصة أنني كنت أدقق في كتابات كل مُدّعٍ، وأرى وأبني تصوري بالبرهان والأدلة.

ولم تكن الشهرة أو أهداف شخصية هي ما قادني لعالم الكتابة، بل مُعلِّمة اللغة العربية في الصف السادس، التي طلبت مني أن اكتب وأن أهتم وأدقق بالذي أقرأه، وحدثتني كثيرًا عن ترجمة الزمن والمكان في صياغة النصوص، وزميلات الدراسة في المراحل التي بعدها، وتحفيزهن المستمر لي، وبعدها رعاية الكثيرين من أدباء عمان وجهابذتها، منهم من تحدث عن الأسلوب، ومنهم من تحدث عن المفردات ومنهم من تحدث عن المشاعر في النصوص، كنت استمع بحرص الراغب في ازدياد ومازلت أرغب في التطور والتحسين المستمر، وكل ما نمر به من التجارب هي جزء من التعلم.

إن الزمن يتغير، ولقد أصبح مؤخرا منهكا بعيش القناع وهوى النفس، ورفض الواقع الذي بالاعتراف به نتقدم ونُحسن التجربة الحياتية ونستمتع، لا توجد حياة نموذجية، ولم يُخلق إنسانا كاملا، وقبول النقص بحد ذاته أمر مثالي. نحن مثل بعض نتكامل بالآخر وليس بالتقوقع مع النفس، أنت تستمتع بحوارك مع الذات وعنها ومع الآخر وعنه في خير ومودة، لا يوجد كيمياء تفصل بين البشر، لكن تُوجد الضغائن والأنفس المريضة التي ترى الخير شرا والشر خيرا. 

 ربما ظلمت "الجهل" بوصفه عن البعض، وربما لو أعطينا "حُسن الظن" صوتا لقال كفاكم تذرعا بي، وربنا العليم قد قالها لنا في كتابه المبين "إن بعض الظن إثم"، وربما نحن لا نتصدى لذلك البعض المضاد ونأثم به؛ ثمة أخطاء مقبولة ولكن للقبول حدود ولقد وُجد القانون لحماية التوازن، ومع ذلك نجد الكثير من الاضطرابات، ليس لأن لا قانون يحافظ على استقرارها، بل لأنه لا صوت يتحدث ولا كليم حق ويُبلغ عنها، بدون صوت الحق يعجز كل شيء، والتثقيف المجتمعي تحديا آخر، فالأنفس المختلة والمتأبطة شراتلعب بالورقة الرابحة دائما "السمعة"، كم ضحية وفقد على هذه الرقعة بسبب "السمعة وحملات القيل والقال"، حتى إن البعض اتخذوا من الشائعات سلاحا للتنمر والتدمير، مهما تقدم الإنسان تكنولوجيا وعلميا وفكريا وفي كافة الأصعدة، يبقى بدائيا في مشاعرة وتفاعله البيئي.

المثير للسخرية عندما يُسخر علمه ويُدمجه في بدائيته كالتنمر الإلكتروني وإشاعات المنصات، والقيل والقال في وسائل التواصل الاجتماعي، لأعود وأقول فقط القلم الجيد هو الذي يتصدى للكثير من هذه العقبات، ويُساهم في صياغة التاريخ الإنساني والحقيقة المفقودة وسط معمعة الضغائن والشهوات البدائية. 

وإن طال... 

أمران علينا التفكر فيهما جيدا، ما الذي سوف تحمله معك إلى قبرك، وما البصمة التي ستتركها خلفك؟ قد تحمل معك الدعاء لك أو عليك، والبصمة قد تكون علما نافعا أو صدقة جارية أو ذرية ضعفاء، فانتبه ما الذي تُشيِّده لنفسك على المدى الطويل. 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إحصاء أزيد من 580 مشروعا سياحيا قيد الإنجاز

سجلت وزارة السياحة والصناعة التقليدية أزيد من 580 مشروعا سياحيا قيد الانجاز حاليا عبر مختلف ولايات البلاد.

وقال مدير الاستثمار السياحي بالوزارة، غلام الله بوكبوس، خلال ندوة نظمت على هامش فعاليات الطبعة الـ56 لمعرض الجزائر الدولي، أن 582 مشروعا سياحيا يجري انجازها حاليا. وهو ما سيسمح بتعزيز قدرات الاستضافة بشكل محسوس.

ولفت المدير إلى أن دخول هذه المشاريع حيز الخدمة سيرفع عدد الأسرة من 140 ألف حاليا الى أكثر من 210 الف سرير وطنيا.

مشيرا إلى أن 145 مشروعا مرتقب استلامه خلال السنة الجارية 2025.

وأشاد بوكبوس، بالجهود المبذولة من طرف الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار في مرافقة المستثمرين لإنجاز مشاريعهم وتجسيدها على أرض الواقع.

كما أحصت الوكالة الوطنية للعقار السياحي، 269 منطقة سياحية مصنفة على مستوى التراب الوطني، 60 بالمائة منها في المناطق الساحلية.

هذا وقدمت مؤسسات ناشئة تجاربها في مجال الترويج السياحي لوجهة الجزائر. مع استعراض عدة حلول مبتكرة تقدم للسائح الجزائري خدمات متعددة بأسعار مختلفة وتنافسية تلبي رغباته.

كما استعرض المشاركون في هذا اللقاء، الجهود المبذولة للرفع من مردودية القطاع السياحي. مع التأكيد على أهمية ادراج التأمين عن السفر طيلة أيام العطلة، الأسعار والنقل. إضافة الى منح تسهيلات فيما يتعلق بقروض المتعاملين الاقتصاديين في مشاريعهم.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • لحظة مرحة بين ماكسيما وترامب تسرق الأضواء في قمة الناتو .. فيديو
  • تفاصيل مثيرة في عقد رونالدو الجديد مع النصر.. «صفقة تاريخية بمزايا قياسية لم تحدث من قبل»
  • إحصاء أزيد من 580 مشروعا سياحيا قيد الإنجاز
  • اللجنة الوطنية للاستثمارات تصادق على 36 مشروعا ينتظر أن تحدث حوالي 17 ألف منصب شغل وفق بلاغ لرئيس الحكومة
  • مخاطر صحية قد تحدث عند الإفراط في استخدام النعناع
  • وداعا للحواف العريضة.. آبل تحدث ثورة في تصميم iPad Pro القادم
  • الحكومة تحدث وكالات جهوية للإسكان وتصادق على تحويل المكتب الوطني للهيدروكاربورات إلى شركة
  • “تريند الكركم” يثير الجدل في مصر.. جهة حكومية تحذر ومدونون: “حرام”
  • كرامي بشأن القرار القضائي المتعلق بالقرنة السوداء: يعتريه الكثير من الثغرات القانونية والفنية والهندسية
  • ترامب يصف وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب بـ"الإنجاز الكبير"