قالت مصادر محلية سودانية، اليوم الخميس، إن قوات الدعم السريع قصفت مناطق عدة بمدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور)، وذلك بعد تقارير عن مقتل أكثر من 200 شخص في هجوم نفذته قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة (وسط السودان)، في حين دعت منظمات إلى وضع حد فوري للصراع الدامي في البلاد.

وأوضحت المصادر للجزيرة أن قوات الدعم السريع قصفت بالمسيّرات والمدفعية الثقيلة والراجمات عددا من الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية لمدينة الفاشر، تركز القصف خلالها على حي "أولاد الريف"، ومحيط مطار الفاشر الدولي غربي المدينة.

وأشارت المصادر إلى أن العمليات العسكرية بالفاشر، وما صاحبها من قصف، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، وموجة نزوج جديدة إلى خارج المدينة صوب بلدات وقرى على السفوح الشرقية لـ"جبل مرة" غربي الفاشر.

وكان مجلس السيادة الانتقالي في السودان اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بحق المدنيين في قرية "ود النورة"، بولاية الجزيرة وسط البلاد، في حين أفادت "لجان المقاومة السودانية" في منطقة ود مدني (وسط البلاد) بأن عدد القتلى في قرية "ود النورة" قد يصل إلى 100 شخص.

 

ويأتي ذلك بعد تقارير صحفية سودانية تحدثت عن أن أكثر من 200 شخص قُتلوا في هجوم قوات الدعم السريع على القرية، في ظل انتشار مقاطع مصورة على منصات سودانية قال ناشطون إنها للجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين في القرية.

وكشفت صور أقمار صناعية ملتقطة بين 4 و26 مايو/أيار الماضي عن دمار هائل لحق بقريتين شمال مدينة الفاشر، كما تظهر الأضرار التي لحقت بالمناطق السكنية جراء الحرائق التي اندلعت نتيجة الاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع.

وتقع القريتان المتضررتان على بعد نحو 5 كيلومترات من معسكر أبو شوك للنازحين شمال الفاشر، وهي منطقة تؤوي مئات الآلاف من النازحين داخليا منذ بداية الحرب.

صورة أقمار صناعية تكشف عن دمار جراء الحرائق في قريتين قرب الفاشر (بلانت لاب) دعوات محاسبة

وفي تعليق على تصاعد العنف في السودان، طالبت منسقية الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة بتحقيق شامل في ما حدث في "ود النورة" ومحاسبة المسؤولين.

وكان المدير الإقليمي بمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب أفريقيا تيغيري شاغوتا، دعا الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى التحرك العاجل لمنع وقوع أعمال وحشية جماعية في الفاشر، حيث المدنيون عالقون ويتعرضون لخسائر فادحة.

من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه يجب إنهاء ما سماه التقاعس الدولي المستمر عن مواجهة الفظائع والمجازر اليومية المسجلة في السودان، ووضع حد فوري للصراع الدامي في البلاد، الذي أدى إلى وقوع خسائر بشرية مروعة والتسبب في كبرى موجات النزوح الداخلي في العالم.

#السودان| ينبغي إنهاء التقاعس الدولي المستمر عن مواجهة الفظائع والمجازر اليوميةhttps://t.co/49wWV3uaP7

— المرصد الأورومتوسطي (@EuroMedHRAr) June 6, 2024

وحذر المرصد -في بيان صحفي- من عواقب وخيمة لتجاهل ما يواجهه المدنيون في السودان من هجمات متعمدة وعشوائية واسعة النطاق، بما في ذلك مساءلة الدول ذات العلاقة بالصراع المستمر منذ 14 شهرا، الذي خلّف نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح، وفق الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: الدعم السريع تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فدية

استعرضت صحيفة واشنطن بوست شهادات لبعض الناجين ذكروا فيها أن مقاتلي قوات الدعم السريع قاموا باعتقال جماعي للمدنيين في مدينة الفاشر بالسودان مع تعريضهم للتعذيب وابتزاز عائلاتهم للحصول على المال.

وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم كاثرين هوريلد وحافظ هارون- بأن شهادات الناجين ومنظمات حقوقية أشارت إلى ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات واسعة النطاق عقب سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تمثلت في خطف جماعي للمدنيين واحتجازهم مقابل فدى مالية، مع تنفيذ إعدامات فورية بحق الذين يعجزون عن الدفع، وأحيانا أمام أفراد من أسرهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلاlist 2 of 2"إسرائيل مسؤولة".. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطرend of list

ووفق هذه الروايات، تعرّض المحتجزون للتعذيب والتجويع والإذلال، وأُجبروا تحت تهديد السلاح على الاتصال بذويهم للمطالبة بمبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم، كما نقلت الصحيفة الأميركية.

وتفاقمت هذه الانتهاكات بعد حصار طويل للمدينة استمر نحو عام ونصف -حسب الصحيفة- ومع انسحاب الجيش السوداني أواخر أكتوبر/تشرين الأول، نفذت قوات الدعم السريع حملات اعتقال واسعة شملت رجالا ونساءً وأطفالا.

فرار أكثر من 187 ألف مدني من مواقع القتال بالفاشر (المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان)منظومة ابتزاز

ومع أنه يصعب تحديد الحجم الحقيقي للجرائم بسبب انقطاع الاتصالات -كما تقول الصحيفة- فإن الشهادات المتوفرة تصف مشاهد مروعة من دهس مدنيين بمركبات مدرعة، وإعدامات جماعية مصورة، إلى ترك أطفال يتامى تائهين في الصحراء.

وتأتي هذه الأحداث في سياق حرب مستمرة منذ أبريل/نيسان 2023، صنفتها الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أدت إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، مع مقتل أعداد هائلة من المدنيين.

ويعتقد ناثانيال ريموند، مدير مختبر البحوث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة، أن عشرات الآلاف قُتلوا بالفعل على يد قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر وحدها، مشيرا إلى أن مختبره سوف يصدر تقريرا الأسبوع المقبل يوثّق ما لا يقل عن 140 موقعا لتكدس الجثث، ويرصد جهودا واسعة النطاق لإخفاء أدلة المذابح.

إعلان

وقد كشفت التقارير عن وجود منظومة ابتزاز منظمة داخل مراكز احتجاز -كما تقول الصحيفة- خاصة في مدينة نيالا، حيث يحتجز آلاف المدنيين في ظروف قاسية، ولا يُفرج عنهم إلا بعد دفع فدى عبر تحويلات مالية، في حين أدت عمليات التعذيب وسوء الأوضاع الصحية إلى وفيات متكررة.

وأكدت منظمات طبية وحقوقية احتجاز أطباء وسياسيين وإعلاميين ضمن الضحايا، وقال عامل طبي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من الانتقام، إنه بقي في مدينة الفاشر طوال فترة الحصار، وعندما اجتاح المقاتلون المدينة، فر مع مجموعة تضم نحو 100 شخص، لكنهم أُسروا سريعا، وأُعدم نحو 30 منهم في المكان عينه.

الشهادات المتوفرة تصف مشاهد مروعة من دهس مدنيين بمركبات مدرعة وإعدامات جماعية مصورة إلى ترك أطفال يتامى تائهين في الصحراء

محتجزون تحت تهديد السلاح

وقال العامل إن الناجين نقلوا في قافلة إلى مدينة كتم، وأضاف: "أنزلونا في منزل مهجور وأمرونا بالاتصال بعائلاتنا. قالوا لي عليك إقناعهم بدفع 50 مليون جنيه سوداني، وإلا سنعدمك فورا".

اتصل العامل الطبي -حسب الصحيفة- بأصدقائه لأنه يعلم أن عائلته لا تملك هذا المبلغ، وتمكّن أصدقاؤه من تخفيض الفدية إلى 15 مليون جنيه سوداني (نحو 25 ألف دولار)، وحُوّلت الفدية وأُطلق سراحه.

وقال هذا العامل إن الحراس يشجعون على القتل العشوائي، وإنه سمع أحدهم يقول: "يجب أن تقتلوا نصفهم للضغط على البقية كي يدفعوا". وقال شاهد آخر إن نحو 150 شخصا غادروا الفاشر معه لم يبقَ منهم سوى 30، بعد أن قتلت قوات الدعم السريع الباقين على الحواجز وفي القصف وبالدهس.

وعلى الصعيد السياسي، سلّطت الفظائع الضوء على التنافس الإقليمي حول السودان، وسط اتهامات بدعم أطراف في النزاع، في وقت لم تفلح فيه العقوبات الدولية في وقف العنف.

وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، لا يزال آلاف المدنيين محتجزين تحت تهديد السلاح، مما يعكس عمق المأساة الإنسانية واتساعها في دارفور والسودان عموما.

مقالات مشابهة

  • الركائز الاقتصادية للصراع في السودان
  • الدعم السريع يسمح بدخول مساعدات محدودة إلى الفاشر وسط تفشي المجاعة
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • مصرع مواطن سوداني بنيران الدعم السريع في كردفان
  • الجيش السوداني يُدمر ارتكازات ومعدات عسكرية للدعم السريع
  • واشنطن بوست: الدعم السريع تحتجز آلاف الرهائن وتقتل مَن لا يدفع فدية
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • عقوبات بريطانية على قادة بالدعم السريع بينهم «دقلو»
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع