استقالة حكومة الدكتور مصطفى مدبولى ليست مفاجأة، وتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة ليس مفاجأة أيضاً. المفاجأة التى ينتظرها الجميع، والجميع طبعاً فئات الشعب المصرى، هى أن يأتى ترشيح الوزراء الجدد متفقاً مع فكر الرئيس السيسى فى أمر التكليف الذى أصدره إلى مدبولى، وألا يكون تغيير الوزراء على طريقة ذهب أحمد وجاء الحاج أحمد، كما كان يحدث فى السابق!
الحكومة الجديدة تأتى فى فترة مهمة من عمر البلاد، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة يواجهها العالم وليس مصر فقط، وفى ظل حرب غزة، ولخبطة المنطقة، والفكر العالمى المتعجرف الذى يكيل بعدة مكاييل أقلها نصيب المنطقة العربية، وفى وسط ذلك تقف مصر شامخة تحافظ على أمنها القومى، وتضع خطوطاً حمراء غير قابلة للتجاوز، وفى نفس الوقت تمد يدها للسلام العادل والشامل وتدعو لإقامة دولتين: فلسطينية وإسرائيلية، ووقف حرب الإبادة فى غزة التى ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلى.
فكر الرئيس السيسى ورد فى خطاب التكليف للدكتور مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة، ويبدأ بالحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الاقليمية والدولية، ووضع ملف بناء الإنسان المصرى على رأس قائمة الأولويات خاصة فى مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة جهود المشاركة السياسية على صعيد ملفات الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، وتطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى والخطاب الدينى المعتدل، ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى، والتركيز على جذب الاستثمارات المحلية والخارجية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذلك الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق.
المرحلة القادمة تحتاج من الحكومة المصرية إلى أفكار جديدة وسياسات جديدة تعوض المواطنين عن تحمل الأعباء الاقتصادية الشديدة فى السنوات الماضية، والحد من ارتفاع الأسعار والتضخم، كما تحتاج إلى تطوير الأداء الاقتصادى، كما تحتاج إلى وزراء بعضهم سياسيون وليس جميعهم من التكنوقراط ويكون لهم قدرات على الابتكار خارج الصندوق، وأن يتم منحهم حرية اتخاذ القرار.
التغيير سنة الحياة، المزاج العام كان يتطلب حكومة جديدة تواجه متطلبات المرحلة الحالية، معظم الوزراء الحاليين أدوا المطلوب منهم، وتوجه لهم الشكر، ونبحث عن دماء جديدة تتفق أفكارهم مع الوضع الجديد. وحتى يكون الاختيار موفقاً فإننى أهمس للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء المجدد فيه الثقة من الرئيس السيسى أن يبدأ سريعاً فى إجراء عملية تقييم للمرحلة السابقة بداية ما كان وزيراً للإسكان فى ثلاث وزارات من فبراير 2014 إلى يونيو 2018، ثم رئيساً للوزراء فى أول فترة من 7 يونيو 2018 حتى 3 يونيو 2024 حتى تقديم استقالته فى هذا اليوم، وطلب منه الرئيس السيسى تشكيل حكومة جديدة، ما يعنى أن شهر يونيو هو شهر الحظ عند الدكتور مدبولى، رغم الأعباء الضخمة والمسئوليات الجمة، فإن منصب رئيس وزراء مصر شرف لكل من يتقلده والدكتور مدبولى يحظى بثقة الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه وزارة الاسكان حتى إصدار الرئيس قرار بتكلفه الجديد بتشكيل الوزارة للمرة الثانية فى عهد السيسى، وهى أطول فترة لرئيس وزراء بعضها فى ظل رئاسة السيسى للبلاد، وبالمناسبة أن الدكتور مدبولى يستحق هذه الثقة من الرئيس السيسى لأن حكومته التى مر عليها ست سنوات واجهت تحديات ضخمة مثل أزمة كورونا والأزمة الاقتصادية العالمية التى ترتبت على الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب غزة، وأبلت وزارة مدبولى بلاء حسنا فى مواجهة كل هذه القضايا، فهى حكومة وطنية أدت ما عليها، وعملية التقييم التى أدعو إليها هى تحديد الإيجابيات التى تمت فى السابق وحصر السلبيات، لتحديد الوزراء الخارجين والمرشحين الجدد القادرين على وضع الحلول للسلبيات السابقة فى تخصصاتهم.
اختيار الوزراء الجدد يجب أن يخضع لاعتبارات الكفاءة والمسئولية، والشجاعة فى اتخاذ القرار، وفى المقدمة طهارة اليد ونظافة السمعة.
قلت إن تغيير الوزارة كان متوقعاً لأنه جاء تطبيقاً للعرف بعد انتخابات رئاسية شهد لها العام فى نزاهتها وشفافيتها، والتى انحاز فيها المصريون للرئيس السيسى لاستكمال ما بدأه فى الفترة السابقة لبناء الجمهورية الجديدة وهذه الفترة تحتاج إلى وزراء جدد، ودماء جديدة، وأفكار جديدة، ولم يلزم الدستور رئيس الجمهورية باختيار حكومة جديدة بعد الانتخابات، ولكن الحكومة الجديدة سينطبق عليها المادة 146 من الدستور، وهى أن يكلف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب للحصول على الثقة.
فأى تعديل أو تغيير يتبعه آمال جديدة للمواطنين لتحسين الأحوال المعيشية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي حكاية وطن خطاب التكليف محمود غلاب الحکومة الجدیدة الرئیس السیسى
إقرأ أيضاً:
مدبولي الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة، خلال مشاركته، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في انعقاد الجمعيـة العامة للشـــراكة بيــن الأكاديميــات IAP)) والمعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث(IRC EXPO2025)، بالعاصمة الجديدة.
وفي مستهل كلمته، قال رئيس الوزراء: "نجتمع اليوم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لكي نؤكد أَن مِصر ليست فقط أرض التاريخ، بل هي أرض المستقبلِ والعلم والابتكار".
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مِصر أصبحت اليوم وجهةً عالمية رائدة للتعاون العلمي والاقتصادي، مُستندة إلى رؤية استراتيجية تجعل من البحث العلمي والابتكار الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يتجلى بوضوح في استضافة مصر لحدثين دوليين بارزين هما: الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات (IAP)، والمعرض الدولي لتسويق مُخرجات البحوث(IRC EXPO2025)، اللذين يعكسان ثِقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على قيادة الحوار العلمي العالمي وتحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية حقيقية.
واعتبر رئيس الوزراء أن استضافة الجمعية العامة للشراكة بين الأكاديميات IAP)) لأول مرة في العالم العربي هنا في مصر؛ تُعد حدثاً تاريخياً بكل المقاييس، إذ يجمع هذا المنتدى العلمي العالمي نُخبةً من الأكاديميين والخبراء وصناع القرار من أكثر من مائة وأربعين أكاديميةً علميةً حول العالم، حيث تتناول الجمعية العامة لهذا العام مناقشة القضايا المعاصرة التي تُواجه العلم والمجتمع، مثل: تطوير السياسات القائمة على الأدلة العلمية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات العلمية وصُناع السياسات.
واستطرد: "أما عن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث (IRC EXPO2025)، فهو يُعد منصة رائدة تجمع بين العقول المُبتكرة من الجامعات والمراكز البحثية المصرية والدولية، وبين رجال الصناعة والاستثمار من مختلف القطاعات الاقتصادية".
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المعرض يركز على عرض أحدث الابتكارات والنتائج البحثية التطبيقية التي يُمكن تحويلها إلى مُنتجات وخدمات ذات قيمة اقتصادية، ويتيح للمُخترعين والباحثين فُرصةَ للتواصل المباشر مع المستثمرين والشركاء الصناعيين، مما يُسرع تحويل الأفكار الواعدة إلى مشروعاتٍ قابلة للنمو والاستدامة.
وأضاف أن أهمية هذا الحدث تكمن في كونه يُرسخ مفهوم "تسويق العقول"، حيث يتحول البحث العلمي من مجرد أفكار نظرية إلى ثروات حقيقية تُعزز الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة.
وأكد رئيس الوزراء أن مصر، من خلال هذين الحدثين البارزين، تُؤكد التزامها بتعزيز التكامل بين العلم والمجتمع، ودعم الابتكار وريادة الأعمال، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للتعاون العلمي والاقتصادي.
وفي هذا السياق، سلط الدكتور مصطفى مدبولي الضوء بتفصيل أعمق على مبادرة "تحالف وتنمية"، التي أطلقها فخامة السيد رئيس الجمهورية كرافدٍ أساسي ضمن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030، حيث تأتي هذه المبادرة استجابةً لطموحات مصر في بناء منظومة متكاملة تجمع بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية والقطاعات الصناعية ورواد الأعمال، بهدف تعزيز التكامل والتعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار وريادة الأعمال، ولاسيما في القطاعات ذات الإمكانات الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن المبادرة تسعى إلى تأسيس تحالفات تخصصية إقليمية، حيث يتم توحيد جهود الجامعات والمراكز البحثية مع المؤسسات الصناعية والشركات الناشئة، من أجل تحويل الأفكار البحثية إلى تطبيقات عملية وحلول مبتكرة تُلبي احتياجات السوق المحلية والإقليمية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن توقيع عددٍ من اتفاقيات "تحالف وتنمية" اليوم يُعد دليلاً ملموساً على نجاح هذه الرؤية الطموحة، إذ تُمثل خُطوة عملية نحو تفعيل التعاون بين الأطراف المختلفة، وتسريع وتيرة نقل التكنولوجيات من المختبرات إلى المصانع والأسواق، وتطوير نماذج أعمال مبتكرة تعزز القدرة الإنتاجية وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والشراكة.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: "إِننا نؤمن بأن مستقبل الأمم يُبنى بالعلم والصناعة معاً، وأن التكامل بينهما هو الطريق الوحيد لتحقيق الازدهار الاقتصادي والاستقلال التكنولوجي".
ومن هذا المنطلق، أشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية تضع دعم البحث العلمي والابتكار على رأس أولوياتها، من خلال تمويل المشروعات البحثية التطبيقية، وتشجيع الشراكات الدولية، وتهيئة البيئة التشريعية والمؤسسية الداعمة.
ودعا الدكتور مصطفى مدبولي جميع الحاضرين إلى استغلال هذه الفرصة الفريدة للتعارف والتشبيك وبناء الشراكات، كما دعا الأكاديميين والباحثين إلى عرض ابتكاراتهم، ودعا أيضاً المستثمرين والصناعيين إلى اكتشاف الفرص الواعدة، ودعا كذلك الدول والأكاديميات الدولية إلى تعزيز التعاون مع مصر، مضيفًا: "لأننا نرى في العلم لغة عالمية تُوحد الشعوب وتصنع المستقبل".
واختتم رئيس الوزراء كلمته قائلاً: "ومما لا شك فيه، فإن الجمهورية الجديدة في مصر تسير بثبات نحو تحقيق اقتصاد المعرفة، وتضع كل إمكاناتها لخدمة هذا الهدف"... فمرحباً بكم في مصر، أرض السلام والتعاون والفرص. وكل عام وأنتم بخير، ومصر والعالم أجمع بخير".