واشنطن بوست: نتنياهو قد يتلقى ضربة موجعة تزيد من عزلته في إسرائيل وخارجها إذا استقال جانتس
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يتلقى ضربة موجعة تزيد من عزلته في إسرائيل وخارجها إذا استقال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية وزعيم المعارضة بيني جانتس.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن جانتس يبدو أنه يستعد لتنفيذ تهديده بالاستقالة إذا لم يقدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة شاملة لما بعد الحرب بحلول اليوم السبت.
وأفادت الصحيفة بأن مثل هذه الخطة لم تكن تلوح في الأفق مساء أمس الجمعة حيث واصل نتنياهو النأي بنفسه عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الامريكي جو بايدن الأسبوع الماضي باعتباره اقتراحًا إسرائيليًا كما من المقرر أن يدلي جانتس بتصريحات لوسائل الإعلام مساء اليوم بحسب بيان صادر عن مكتبه.
ونوهت الصحيفة بأنه إذا أوفى جانتس بوعده بمغادرة حكومة الحرب وسحب حزبه من الحكومة، فسيوجه ذلك ضربة أخرى لنتنياهو حيث يصبح أكثر عزلة في إسرائيل وخارجها، وسط مخاوف من تردده وإطالة أمده في الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية، مستشهدة بقول بايدن، في مقابلة الأسبوع مع مجلة تايم إن هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يعتقدون أن نتنياهو يطيل أمد الحرب لأغراض سياسية.
وأضافت الصحيفة أن جانتس – أحد الأعضاء الثلاثة المصوتين في حكومة الحرب بقيادة نتنياهو – أعطى رئيس الوزراء إنذارا الشهر الماضي، وحثه على تطوير خطة لإيجاد حكومة بديلة لقطاع غزة وتسهيل عودة عشرات المحتجزين الإسرائيليين من قبل حركة حماس الفلسطينية وقال حينها مخاطبا نتنياهو: "الخيار بين أيديكم".
ونقلت الصحيفة عن شالوم ليبنر، وهو زميل غير مقيم لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي الأمريكي قوله إن استقالة جانتس قد تدفع رئيس الوزراء المحاصر إلى الاعتماد بشكل أكبر على دعم اليمين المتطرف في إسرائيل.
وأوضح أنه إذا استقال جانتس، فإن ذلك "سيضع نتنياهو تحت الرحمة الكاملة لزملائه اليمينيين والمتدينين الذين - في غياب جانتس - سيحاولون توجيه السياسة في اتجاه مخالف لإدارة بايدن ويعرض علاقات إسرائيل الأساسية مع الولايات المتحدة للخطر."
وأشارت الصحيفة إلى أنه وسط التهديد بتزايد الفجوة بين نتنياهو وإدارة بايدن، أعلن رئيس مجلس النواب الامريكي مايك جونسون في وقت متأخر من يوم أمس الأول الخميس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلقي كلمة أمام اجتماع مشترك للكونجرس في 24 يوليو المقبل.
وتابعت الصحيفة أن دعوة نتنياهو تأتي على خلفية الانقسامات السياسية الأمريكية بشأن الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة حيث عبر المسؤولون في واشنطن، عن إحباطهم بشكل متزايد من نتنياهو في الوقت الذي يواجه فيه إدانات عالمية بسبب الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية والتحذيرات من المجاعة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ولفتت إلى بيان وزارة الخارجية الأمريكية يوم أمس الجمعة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيسافر إلى إسرائيل كجزء من زيارة أوسع للمنطقة هذا الأسبوع، للضغط من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وسلطت الصحيفة الضوء على الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة حيث أفاد سكان يوم أمس الجمعة أن الدبابات الإسرائيلية تتقدم غربا على محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا بينما قال أحد السكان ويدعى فتحي محمد، الذي يقيم في خيمة غرب رفح مع عائلته إن: "أصوات القذائف كانت تدوي طوال الليل في الجانب الجنوبي من رفح، هناك نزوحًا طوال الليل لسكان المنطقة، نتيجة القصف."
وقُتل ما لا يقل عن 36654 شخصًا وأصيب 83309 آخرين في غزة منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، التي لا تميز بين المدنيين والمقاتلين ولكنها تقول إن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.
وتقدر إسرائيل أن نحو 1200 شخص قتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي كما تقول إن 294 جنديا قتلوا منذ بدء عملياتها العسكرية في غزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جانتس نتنياهو إسرائيل رئیس الوزراء فی إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تمنح نتنياهو مساحة للمماطلة.. ملامح المرحلة المقبلة في خطة ترامب للمنطقة
التطورات الأخيرة في المنطقة، تشير إلى تزايد التعقيدات في مسار اتفاق غزة، وسط اتهامات متصاعدة للولايات المتحدة بأنها تسمح لإسرائيل بتجاوز الالتزامات المتفق عليها في شرم الشيخ.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه التوقعات بشأن المرحلة المقبلة من خطة ترامب السياسية في المنطقة، تتكشف معالم جديدة حول مدى تأثير التساهل الأمريكي على سلوك الحكومة الإسرائيلية، وما قد يعنيه ذلك لمستقبل غزة والاستقرار الإقليمي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينية، إن سمحت واشنطن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مستغلا أزمة جثامين الرهائن كذريعة للتنصل من الالتزامات التي جرى التوافق عليها خلال اجتماعات شرم الشيخ.
وأضاف أبو لحية لـ "صدى البلد": يبدو أن نتنياهو حصل على وقت إضافي يتيح له المماطلة وتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بينما يستمر سكان غزة في مواجهة الإجراءات اليومية التي يفرضها الاحتلال وما تخلفه من معاناة متواصلة.
وأشار أبو لحية، إلى أن قطاع غزة يشهد خروقات إسرائيلية يومية تتناقض بشكل صارخ مع ما تم الاتفاق عليه في شرم الشيخ، سواء فيما يتعلق بوقف الانتهاكات أو الالتزام بالإجراءات الإنسانية المفروضة.
وتابع: “ورغم أن فتح معبر رفح يعد جزءا أساسيا من المرحلة الأولى للاتفاق، لا تزال إسرائيل تمتنع عن فتحه سواء لخروج الفلسطينيين أو لعودة العالقين في الخارج، في تحد مباشر لبنود التفاهمات”.
واختتم: "وتكشف المخاوف الفلسطينية التي كانت حاضرة منذ اللحظة الأولى لإنشاء الخط داخل القطاع، خشية من تحوله من إجراء مؤقت إلى واقع دائم، وهو ما تعززه عمليات النسف اليومية التي ينفذها جيش الاحتلال داخل المنطقة الصفراء، في مؤشر واضح على رغبة إسرائيل بفرض سيطرة طويلة الأمد".
واختتم: "وتؤكد التقديرات أن المرحلة المقبلة مرهونة بالكامل بمدى قدرة الولايات المتحدة على ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح والبدء في الانسحاب إلى "الخط الأحمر" كما نص الاتفاق، ويحذر مسؤولون من أن أي تهاون أمريكي في هذا الملف قد يؤدي إلى تقويض فرص التهدئة وإطالة أمد التوتر في قطاع غزة، مما يهدد بإشعال المزيد من الاضطرابات في المنطقة".