الجديد برس:

القرارات التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن بشأن نقل المقرات الرئيسة للبنوك التجارية من صنعاء ومعاقبة ستة منها لم تمتثل للقرار امتثالها، وسحب مكاتب الخطوط الجوية اليمنية من صنعاء، وأخيراً نقل شركات الاتصالات إلى عدن، كل ذلك يأتي في إطار تصعيد اقتصادي ومالي تقف وراءه جهات خارجية، ولا علاقة له بما تقول حكومة الشرعية إنه ضمن خطة إصلاحات مالية لإخراج البلاد من الانهيار الاقتصادي، لأن هذه مهمة صعبة أكبر من أن تنجزها تلك الحكومة، وليس قراراً سيادياً لأن الحكومة نفسها لا تملك القرار بل تتلقى توجيهات من دول التحالف التي تدعمها مقابل رعاية مصالحها وإنجاز خطط أطماعها التوسعية في اليمن، وفق ما يقوله ويؤكده مراقبون يستندون إلى شواهد كثيرة، وفوق هذه الشواهد اعتراف الولايات المتحدة بأنها تقف وراء كل ما يحدث.

ويرى المراقبون أن البنك المركزي في عدن لو كان يملك قراراً مستقلاً ولديه القدرة على نقل البنوك من صنعاء لما تأخر كل هذه السنوات عن اتخاذه، خصوصاً أن المحافظ المعبقي صرح في مقابلة تلفزيونية عام 2022م بأن البنك غير قادر على تحمل تبعات نقل البنوك إلى عدن، وبالنظر إلى مستوى أداء البنك في إدارة السياسة المالية والنقدية يتكشف أنه لا يزال متعثراً وغارقاً في الفشل والفساد، الأمر الذي يؤكد أن القرار جاء من الخارج وليس مستقلاً كما يتم الترويج له، وفق المراقبين.

الأمر نفسه ينطبق على وزارة النقل التي قررت فجأة سحب مكاتب الخطوط الجوية اليمنية وتعطيل أنظمة وكلائها في صنعاء والتوجيه بنقل كل العمليات إلى عدن، ومثلها وزارة الاتصالات التي أمرت بسحب شركات الاتصالات بنقل عملياتها ومكاتبها ومعداتها إلى عدن، وكل هذه الإجراءات والقرارات جاءت تباعاً وخلال مدة واحدة، إلا أنها جاءت متأخرة كثيراً، وكما لو أن حكومة الشرعية حصلت على عصا سحرية أصلحت بها كل عجزها عن إدارة مناطق سيطرتها طيلة السنوات الماضية.

ولا تفسير لذلك- حسب المراقبين- سوى أنهم يتلقون توجيهات خارجية، فلا قرار لهم، ما داموا عاجزين عن اتخاذ قرار يعيدهم إلى عدن، بل لا يزالون يتلقون الأوامر من سفارات دول التحالف، وتحديداً من السفير السعودي ونظيره الأمريكي، وفي حال تم التوصل إلى تسوية سياسية بين الرياض وصنعاء، أو فرضت الأخيرة شروطها بالقوة- وهو الأرجح- ستتلاشى زوابع هذه القرارات وسيتم التراجع عنها، وستظل حكومة الشرعية عاجزة عن اتخاذ قرار انتقالها من عواصم وفنادق دول التحالف إلى عدن أو أي مدينة في نطاق سيطرتها الشكلية، خصوصاً أنها أصدرت تلك القرارات وهي تعلم تماماً مجانبتها للصواب والمنطق، فصنعاء محور نشاط كل تلك الجهات ولو لم يكن إلا لامتلاكها الكثافة السكانية الأكبر، وهو الشرط الأساس لحركة المال والأعمال في شتى المجالات.

حكومة صنعاء تقول إن السعودية هي التي تعطي الضوء الأخضر لعملائها المحليين في اليمن، للتحرك في الاتجاهات التي ترى أنها تخدم مصالحها، وفي هذا التوقيت تحديداً تُعد أكبر مصلحة للسعودية هي تقربها من الولايات المتحدة، حسب ما تعتقده الرياض، وأكبر ما يرضي الولايات المتحدة في هذا الوقت هو تأمين مصالح إسرائيل وتحديداً تأمين ملاحتها البحرية وسفنها التي تلاحقها قوات صنعاء في البحار والمحيطات، إسناداً للشعب الفلسطيني، لكن السعودية بوقوفها في خط واحد مع أعداء صنعاء ستكون قد وضعت نفسها أمام انتظار ما لم تكن مضطرة إلى تلقيه وقد تدفع ثمناً باهظاً أكبر من أن تستطيع تعويضه، وموقف السعودية الحالي لا يخرج عن نطاق أن الولايات المتحدة دفعت بها لتحريك أدواتها في اليمن لتصعِّد اقتصادياً ضد صنعاء، وهذا ما تؤكده مواقع ووكالات أمريكية تتحدث عن وقوف واشنطن وراء هذا التصعيد، من خلال السعودية وعملائها في اليمن.

وقد قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، الخميس الماضي، إن قرار نقل البنوك من صنعاء جاء بتوجيه من الولايات المتحدة، وأكدت أن التصعيد الاقتصادي ضد الحوثيين عبر استهداف القطاع المصرفي في مناطقهم، هدفه الضغط على قوات صنعاء لإيقاف هجماتها ضد السفن الإسرائيلية.

*YNP / إبراهيم القانص

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة من صنعاء فی الیمن إلى عدن

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلق العقوبات الجديدة على إيران

البوابة - وسط الحديث عن جولة غير مباشرة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي، عمّمت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الأسبوع الماضي تبليغًا إلى كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي ووزارة الخزانة ووزارة الخارجية، يقضي بتعليق جميع أنشطة فرض عقوبات جديدة على طهران.

جاءت هذه التعليمات بعد فترة وجيزة من تجميد تصنيف روتيني للعقوبات من قِبل وزارة الخزانة. ولم يُعلن عن أي عقوبات أميركية جديدة على إيران منذ 21 مايو.

وفي إطار المحادثات النووية الحساسة، أفاد مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن هذه السياسة تهدف فقط إلى إبطاء وتدقيق إجراءات العقوبات الجديدة، وأن حملة "الضغط الأقصى" لا تزال قائمة.

اقرأ أيضا: ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
 

أمريكا تؤكد وإيران تنفي

في وقت أعلن فيه ترامب عن إمكانية إبرام اتفاق قريب مع طهران بشأن برنامجها النووي، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ذلك، مشيرًا إلى أن البلدين ما زالا بعيدين عن إبرام اتفاق.

يذكر أن عراقجي كان قد أعلن، السبت الماضي، أنه تلقى اقتراحًا مكتوبًا من الجانب الأميركي عبر الوسيط العماني، لافتًا إلى أن بلاده تعد ردًا مكتوبًا عليه أيضًا.

ويرتقب أن تعقد جولة سادسة بين الطرفين لمواصلة المحادثات التي انطلقت في 12 أبريل الماضي، والتي وُصفت بالإيجابية حتى الآن، رغم العقدة الأساسية التي لا تزال قائمة، والمتمثلة بالسماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها.

 

المصدر: وكالات 

 

كلمات دالة:الولايات المتحدة تعلق العقوبات الجديدة على إيرانإيرانعقوباتأمريكانووي

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

رولا أبو رمان

عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...

الأحدثترند هل اعتزل أحمد سعد الغناء بعد إزالة الوشوم؟ أوكرانيا تدمر نحو 40 طائرة روسية في أكبر استهداف للقواعد الجوية الولايات المتحدة تعلق العقوبات الجديدة على إيران أسماء بنات مستوحاة من يوم عرفة روسيا تتسلم مسودة مذكرة السلام من أوكرانيا استعداداً للمفاوضات Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إيران تطالب بـ”ضمانات” من الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات
  • الولايات المتحدة تعلق العقوبات الجديدة على إيران
  • باحث كردي:حكومة البارزاني تتعامل مع الحكومة الاتحادية بـ”فوقية”لإعتمادها على واشنطن
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • أخنوش : الحكومة ملتزمة بمواصلة تنزيل المشاريع التي بدأت بفك العزلة عن جهة كلميم وادنون
  • حكومة التغيير والبناء تمضي قدّمًا في تنفيذ مساراتها لتخطي الصعاب
  • ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
  • وزارة المالية: حكومة الإقليم لم تلتزم بإرسال إيراداتها النفطية وغير النفطية إلى الحكومة الاتحادية
  • سلطات في حكومة عدن تعلن فتح طريق الضالع الرابط بين صنعاء وعدن
  • تفاصيل مخفية عن انفجار صرف: 250 ضحية وإبادة7 عائلات بالكامل ومقتل 20 طالبة .. صحفي من بنى الحارث يكشف تفاصيل الكارثة التي تتستر عليها جماعة الحوثي