موقع النيلين:
2025-12-14@09:04:18 GMT

جثث سودانيين تملأ ممرات التهريب

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

في ممرات وعرة وصحارٍ شاسعة ممتدة، يسقط السودانيون صرعى لا يدري بهم أحد، في مشاهد مؤلمة لا تصورها عدسات الكاميرات، في واحدة من أكبر المآسي الإنسانية في المنطقة والعالم.
فمع موجة ارتفاع درجات الحرارة التي تعاني منها المنطقة، يواجه السودانيون الفارين من ويلات الحرب، المصير الأصعب في دروب صحراوية ساخنة وبشعة لا ترحم، فما بين الحافلة والأخرى، على طول طريق ممتد آلاف الكيلومترات، تعمل مجموعات من المهربين على بيع حلم التهريب إلى الأراضي المصرية، غير مبالين بمصائر الآلاف من السيدات والأطفال والشباب والمسنين، الذين يلقون حتفهم على طريق الموت.

“أغنياء الحرب”
وفي تصريحات خاصة للعربية.نت، يروي أحد السودانيين المعاصرين لإحدى رحلات الموت هذه، والذي طلب عدم ذكر اسمه، جشع المهربين شركائهم من “أغنياء الحرب” الذين يستغلون ظروف السودانيين لكسب المال، فيقول “تحركنا من عطبرة هربا من الحرب اللعينة التي أغلقت علينا كل سبل المعيشة على أمل أن نجد ملاذا آمنا”.
ويضيف” بدأت الرحلة مع جشع سماسرة البكاسي -(سيارات النقل)- يمتصون كل ما في جيبك بكل جشع، اتجهنا شمال عطبرة حتى وصلنا إلى قهوة الجيش في الطريق الرابط بين هيا وعطبرة، ومنها دخلنا إلى قلب الصحراء في تسارع جنوني وغبار الصحراء يعمي العيون”.
الماء كالذهب..جشع متواصل
ويضيف الشاهد السوداني” أتى علينا الصبح ووصلنا إلى مكان اسمه الرتج وهو مكان بشع يتحكم فيه أبناء قبيلة الرشايدة بنا، الماء كالذهب يبيعون شربة الماء التي لا تكفي رضيعا بمبلغ 200 جنيه”.

وأضاف الشاهد” كان مفترضا أن يقوم أهالي هذه القبيلة في المساعدة للوصول إلى أرض مصر، لكنهم بدأوا في مساومتنا، وطلب مبالغ مالية إضافية غير التي دفعناها في أول الرحلة المشؤومة، وطلبوا 1000 جنيه مصري أو ما يعادلها بالسوداني على كل شخص، وهنا كانت المأساة حيث لا يملك معظم الناس هذا المبلغ في هذه الظروف ونحن هاربين تاركين منازلنا وما لنا ولا نملك شيئا، كما لا توجد إشارة إنترنت أو اتصال للتواصل مع أحد”.

عربة تحمل جهاز “ستارلينك”
واستغلالا للموقف الذي يبدو معتادا على هؤلاء المهربين وشركائهم، من رجال بعض القبائل، حضرت عربة تحمل جهاز “ستارلينك” لتوفر الإنترنت للسودانيين للتواصل مع ذويهم لإرسال الأموال المطلوبة منهم لاستكمال الرحلة بحسب شهادة من عايشها.
أعداد كبيرة تحملهم هذه الرحلات غير الشرعية للمهربين، فبحسب رواية الشاهد، كان على هذه الرحلة 240 شخصا على متن 16 عربة نصف نقل.
ويستكمل الشاهد شهادته فيقول “أخرج الرشايدة سلاحهم يلوحون به في وجوهنا تعبيرا عن السيادة، ولإرشادنا إلى العربات التي تقلنا في المرحلة الجديدة من الرحلة، وعندما أشرقت الشمس كانت درجات الحرارة مرتفعة للغاية وكأنها 70 درجة، ونكاد نموت من العطش، وبعد استنجادنا وطلبنا للماء أعطونا شربة صغيرة لا تسد الرمق”.
أول الضحايا طفلة عمرها عامان
ويضيف الشاهد” انفجرت إحدى عجلات العربة، فتوقفنا لإصلاحها مدة ساعتين تحت هذه الشمس والحرارة البشعة بدون ماء أو ظل، وهنا سقطت أولى الضحايا من الحرارة المرتفعة والعطش، طفلة عمرها سنتان، كانت ظهرت عليها آثار الجفاف والتعب واستجديناهم زجاجة مياه لها لكنهم رفضوا، حتى فاضت روحها إلى بارئها أمام أعيننا وأمها دخلت في غيبوبة من الصدمة ثم لحقت بطفلتها بعد مدة قصيرة”.
واستنجد مسن بسائق العربة أن يعطي له شربة ماء، حيث قال له إنه يعاني من مرض السكري وعبر عن غضبه، يقول الشاهد “أحد الرشايدة ضرب المسن بسلاحه بلا رحمة، ووصف المسن بـ”العبد”.
“أصبحنا عبيدا على أرضنا”
ويضيف “أصبحنا عبيدا في أرضنا، سكتنا خوفا من الضرب أو الموت، وتوفي هذا المسن بعد وقت قصير متأثرا بالضرب والعطش وشدة الحرارة التي كانت لا تطاق، لا يحتملها بشر”.
وفي مشهد أصعب من مشاهد الأفلام الدرامية، يقول الشاهد: “أصر سائق العربة على إلقاء جثة المسن في الصحراء، ونحن نستعطفه أن يبقيها لنهاية الطريق، وصرنا على هذه الحال يتساقط الناس موتى من شدة الحرارة والعطش، في مشاهد مؤلمة لا تنسى”.

فقد زوجته وأطفاله
ويروي الشاهد أحد المشاهد لوفاة أسرة كاملة فيقول “ما أدمى قلبي حقا أسرة صغيرة مكونة من شاب وزوجته وابنته 7 سنوات وابنه 5 سنوات، كانت جرعة ماء كفيلة بإنقاذ حياتهم، لكن سلم الطفل روحه ولحقت به أخته والأم وسط ذهول الأب، احتضنته على أمل أن يبكي ويرتاح ولكن من الصدمة الشاب ما نطق ولا بكى”.
رفض مفارقة جثمان أمه وأخيه حتى لحق بهم
وتوالت المآسي وحالات الوفاة، حيث صرخت إحدى النساء التي سقطت والدتها المسنة كما سقط الآخرون، وسألتها معاك رجل قالت لي معها إخوتها الاثنان ووالدها جاين في بوكس تاني لسه ما وصل، وحين وصل البوكس الذي يحمل أخويها الاثنين وأبوها أنزلوا لها أحد إخوتها جثة هامدة مات عطشا ووضعوا الجثمان بالقرب من أمه ورفض الأخ الآخر أن يفارق جثمان أمه وأخيه فحين جاءنا الإنقاذ ذهبنا إليه وجدناه قد لحق بهما وتوفي بذات الطريقة لنجد أنفسنا محاطين بالجثث من كل جانب”.

وهن وضعف
يكمل الشاهد” نزلونا في الصحراء، وقررت إن كان هذا آخر يوم في عمري فلأموت وأنا أحاول النجاة، وحملت أغراضي بصعوبة ووهن، وضربت الصحراء بغير هدى، حتى عثر علي شابان من قبيلة العبيدية، الذين أكرمونا أنا ومن تبقى منا وأحضروا لنا الماء، وجهزوا لنا عربات تنقلنا إلى أسوان المصرية، وهناك أحضروا لنا الأطباء والإسعاف وجهزوا وجبات ومحاليل حيث كانت حالاتنا غاية في الصعوبة”.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس تعرض الفيلم الوثائقي-الدرامي «جوهرة الصحراء» في عمّان

صراحة نيوز- عرضت مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس، مساء أمس الجمعة، في مركز الحسين الثقافي بالعاصمة عمّان، الفيلم الأردني الوثائقي-الدرامي «جوهرة الصحراء»، الذي يوثّق سيرة القديسة كاترينا ويعيد إحياء التاريخ الروحي والثقافي لديرها في سيناء، أحد أقدم الأديرة المسجّلة على قائمة التراث العالمي.

وبحسب بيان صادر عن المطرانية اليوم السبت، فإن الفيلم ثمرة عمل استمر عاماً كاملاً، جرى خلاله التصوير في أربعة مواقع رئيسة هي: سيناء، ووادي رم، وجرش، والقدس، بهدف إعادة بناء أبرز المحطات التاريخية في حياة القديسة، وإبراز أصالة المكان وعمقه الروحي.

وشارك في إنتاج العمل أكثر من 125 فرداً ومؤسسة من الأردن ومصر وفلسطين، من ممثلين وفنانين وفنيين وطواقم لوجستية. وأشرف على الفيلم مطران الأردن للروم الأرثوذكس ورئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن المطران خريستوفوروس عطا الله، فيما تولّى البحث والكتابة موسى النبر، وأخرج العمل الأب صفرونيوس حنا.

وأشار البيان إلى أن «جوهرة الصحراء» يشكّل إضافة نوعية في مجال التوثيق الديني والثقافي، ويُعدّ أول عمل أردني يتناول تاريخاً مسيحياً بهذا الطابع، مقدّماً سرداً بصرياً جديداً لإرث القديسة كاترينا وديرها العريق.

ورعى عرض الافتتاح بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن، غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بحضور مطران الأردن للروم الأرثوذكس المطران خريستوفوروس عطا الله، إلى جانب عدد من الشخصيات الدينية والثقافية.

وألقى مخرج الفيلم كلمة استعرض فيها التجربة الإنتاجية التي امتدّت عاماً كاملاً من العمل المتواصل بين مواقع التصوير المختلفة، فيما أثنى المطران خريستوفوروس على الجهود الكبيرة المبذولة في إعداد الفيلم، مؤكداً أن هذا الإنجاز يشكّل محطة مضيئة في المسيرة الإعلامية والروحية للمؤسسة الأرثوذكسية، ويفتح نافذة جديدة على تاريخ المسيحية في الشرق ودور الأردن المحوري في الحفاظ على إرثها

مقالات مشابهة

  • توقف محرك طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها
  • مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس تعرض الفيلم الوثائقي-الدرامي «جوهرة الصحراء» في عمّان
  • الشاهد: الحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية فرصة لتعزيز الاستثمار وتحسين مناخ الأعمال
  • لوقف التهريب للدول المحظورة.. إنفيديا تكشف عن أداة جديدة لتتبع الرقائق
  • الشاهد: لجنة مراجعة التشوهات الجمركية خطوة داعمة للصناعة الوطنية
  • نصف النهائي يا «الأبيض».. منتخبنا يسعى لترويض «محاربو الصحراء» في كأس العرب
  • رحلة غامضة لطائرة عسكرية أميركية في اليابان تثير التساؤلات
  • جريمة طفل المنشار.. النيابة: تركنا أبناءنا أسرى لشاشات تملأ العيون وتفرغ العقول
  • حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
  • مكافحة التهريب والمخدرات نالوت تضبط محاولة تهريب حبوب مهلوسة وتحيل المتهم إلى نيابة المخدرات