شبكة انباء العراق:
2025-06-25@15:59:42 GMT

فلسفة الضحك

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

بقلم : حسين عصام ..

كان الفيلسوف اليوناني ” ديمقريطس ” دائم الضحك والسخرية من كل شيء ، لدرجة أنه عُرف باسم الفيلسوف الضاحك وتقول للأسطورة أنه كان يضحك باستمرار لدرجة أن الناس ظنّوا به جنوناً ، فأخذوه إلى أبي الطب “أبقراط” لعلاجه جلس “أبقراط” مع ” ديمقريطس” ليفحصه ويتحدث معه وبعد فترة طويلة خرج للناس بالتشخيص الطبي لحالته قال إنه ليس مجنوناً على الإطلاق ، بل إن ضحكه هذا دليل على أنه أكثر الناس حكمةو جدية ، وفهماً لمفارقات هذه الحياة وتناقضاتها

كان العنف سلوكاً طبيعياً في العصور القديمة الطبيعة قاسية لا يمكن التحكم فيها الموارد قليلة والقبائل يغير بعضها على بعض للاستئثار بالمواد الشحيحة في هذه العصور كان الغضب والعنف والقوة مميزات تحافظ على البقاء وكانت الشراسة في الفتك بالأعداء أمراً يمكن التباهي به في هذه الأجواء يمكننا تخيل رجل الكهف الجائع وهو يضحك سعيداً لأنه وجد طعامه بينما فريسته تتلوى ألماً من الرمح المغروس في جسدها

ياترى هل ولد الضحك في لحظة دموية كهذه؟
یری فرويد أن السخرية ولدت من رحم القسوة وأنها تعبير عن الوحشية والعنف فنحن نضحك ، على مآسي الآخرين وعثراتهم لنشعر أننا على مايرام نضحك على من ينزلق بقشرة موز لأنه ليس نحن ونضحك على بطل الموقف المحرج الذي يتعرض له بطل الفيلم الساذج لأننا لسنا مكانه هذا النوع من الضحك يداعب جزءاً بدائياً من عقولنا حين كان الضحك تعبيراً عن العدوانية و القسوة و التعالي

لكن حس الدعابة تطور مع تطور الإنسان الحضاري و النفسي ففي المجتمعات المتحضرة لم يعد من اللائق أن نضحك على شخص يعاني ويتعذب لكننا قد نفعل هذا برات تامة لو كان هذا الشخص خيالياً كبطل حكاية أو نكتة أو ممثل في فيلم كوميدي ، الخ ، لأنه ليس حقيقياً اليوم لم نعد ننظر للسخرية كما كان ينظر لها الأقدمون
السخرية تعين الإنسان على تحمل الألم ، تؤدي إلى التفاؤل ، والتفاؤل يؤدي إلى تحسين المناعة وقوة التحمل.

إننا حين نسخر من مشكلة فإنها لا تعود شيئاً مخيفاً مرعباً ، فيسهل علينا مواجهتها والتعامل معها بأقل ضرر عاطفي ممكن. السخرية ليست هروباً. الهروب هو تجنب التفكير في الموضوع أصلاً . بينما تحتاج السخرية إدراكاً للمشكلة ، والنظر إليها بطريقة تخفف من وطأتها ، ليستطيع الإنسان مواجهتها بعد ذلك.

حسين عصام

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

بنكيران: نحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل لأنه لا يمكن أن يُساوى من يدافع عن فلسطين بمن يذبح شعبها

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن موقف حزبه من بعض القضايا الدولية، وعلى رأسها الصراع القائم في الشرق الأوسط، “نابع من العقيدة وليس فقط من الحسابات السياسية”، في إشارة إلى ما وصفه بـ”الانحياز الأخلاقي والشرعي لمن يدافع عن القضية الفلسطينية”.

وخلال كلمته في المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بمدينة فاس، اليوم، شدّد ابن كيران على أن موقف الحزب من إيران لا يمكن اعتباره تأييداً مطلقاً، “لكن في الصراع القائم اليوم بين إيران وإسرائيل، لا يمكن أن نضع الطرفين في كفة واحدة”.

وأضاف: “اليوم إيران لا تواجه المغرب، وإنما تواجه إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة. موقفنا هذا لا نبحث من خلاله عن مكاسب، بل هو لوجه الله، لأن عقيدتنا تملي علينا أن نكون مع من يدافع عن الحق والمظلومين.”

وفي استحضار للآية القرآنية، قال ابن كيران: “الله تعالى قال في سورة الروم: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)، رغم أن الروم كانوا نصارى وقد حاربهم المسلمون لاحقاً، إلا أن فرحتهم كانت بانتصار الروم على الفرس، لأن الفرس كانوا كفاراً آنذاك. فكيف لا نفرح اليوم مع أمة ترفع راية الإسلام، رغم أخطائها؟”.

وأردف المتحدث: “نحن لا نقبل تصدير بدع إيران ولا تدخلاتها، لكن لا يمكن أن نستوي مع من يقتل إخواننا الفلسطينيين. نحن مع الأمة الإسلامية، ومع المغرب، وضد كل عدو للمغرب، ونحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل، لأن من يدافع عن فلسطين لا يمكن أن يُساوى بمن يذبح الفلسطينيين.”

وختم ابن كيران حديثه عن فلسطين وإيران، برسالة إلى منتقدي مواقفه من القضية الفلسطينية قائلاً: “إخواننا الفلسطينيون هم من يدفعون الثمن، وهم من ينبغي أن نكون إلى جانبهم، وليس من يتواطأ ضدهم.”

كلمات دلالية اسرائيل ايران فلسطين

مقالات مشابهة

  • مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية
  • يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)
  • رحلة الهاوية بقيادة المرياع الأعمى
  • يوسف داوود.. "مهندس الضحك" الذي ألقى خطبة الجمعة وودّعنا في هدوء
  • في مثل هذا اليوم.. رحيل «مهندس الضحك» الفنان يوسف داود
  • رئيس برلمانية التجمع: أرفض مشروع قانون الإيجار القديم لأنه «ينحاز للملاك»
  • محلل سياسي: النظام الإيراني ينتـ.حر سياسياً لأنه يدرك حجم القوة العسكرية الأمريكية
  • موت ديال الضحك مع الكبرانات….الجزائر تدين الهجوم على قطر دون ذكر الدولة المعتدية (إيران)
  • عندما يقول النجوم “كفى”.. لماذا ترك 11 من كبار مشاهير السوشال ميديا؟
  • بنكيران: نحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل لأنه لا يمكن أن يُساوى من يدافع عن فلسطين بمن يذبح شعبها