صراحة نيوز:
2025-06-25@03:20:02 GMT

رحلة الهاوية بقيادة المرياع الأعمى

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

رحلة الهاوية بقيادة المرياع الأعمى

صراحة نيوز- بقلم / د. نعيم الملكاوي / كاتب وباحث سياسي

حين يُقاد القطيع باسم ” البراء “… وتُصادر العقول باسم ” الولاء ”

” المأساة ليست في الأعمى الذي يتقدّم الصفوف ، بل في الذين يعرفون أنه أعمى ، ويواصلون المسير خلفه ” .

في عمق ثقافتنا الشعبية ، يلوح مشهد ” المرياع ” بوصفه رمزاً حيّاً للقيادة الزائفة والانقياد الأعمى .

إنه ذاك الكبش ذو القرنين الكبيرين الذي يُفطَم بعيداً عن القطيع ، ويُربّى على صوت الراعي حتى يألفه ، ثم يُعاد إدخاله بين الخراف ، لا ليكون منها ، بل ليقودها إلى حيث يشاء السيد .

هذا الرمز القديم لم يعد حكاية من البادية او الريف ، بل صار واقعاً يتكرر في فضائنا السياسي المعاصر ، حيث يتقدّم ” المرياع ” الجديد بهيئة مسؤول أو ناطق باسم الجماهير ، يقف في الواجهة ، يملأ الشاشات بالوعود والصحف بالهذي ، ويهتف بما يُطلب منه ، لا بما يؤمن به . إنه لا يقود لأنه أهلٌ لذلك ، بل لأنه مُبرمَج على الطاعة ، ومُلمّع بما يكفي ليبدو مقنعاً .

وفي المقابل ، يقف القطيع : جمهورٌ متعب ، منهك ، يرى الطريق يضيق أمامه ، لكنه يواصل المسير ، ليس اقتناعاً بأن المرعى قريب وسهله وفير ، بل لأن الصدى صار بديلاً عن الصوت ، ولأن الاعتياد خدر كل قدرة على الاعتراض .

نحن لا نعاني من قلة القادة والعقول الخلاّقة ، بل من وفرة ” المراييع ” التي تتصدّر المشهد ، وتحتكر الميكروفون ، وتُلغي كل ما عداها .

نعيش زمناً يُختزل فيه الولاء في شخص ، والوطن في شعار ، والقرار في يدٍ واحدة او ثلةٌ من المنتفعين والمنفعيين . والخطر الأكبر ليس في المرياع ذاته ، بل في الذين يصنعونه ، ويضخمون هالته ، فيُسَكّتُ ويقصى كل من يرفض السير خلفه .

لقد أصبح المنحدر أمامنا واضحاً : كل شيء يتأكل من حولنا ، إرادة تُفرغ من مضمونها ، وقيادات تُعيَّن لا لتنهض ، بل لتُنفّذ ، وتُمرّر ، وتُخدّر .

ومع ذلك ، يظل السؤال مُعلّقاً في الهواء :

هل نُدرك حقاً أننا نسير خلف ” مرياع أعمى ” ؟

أم أننا نفضّلُ غضّ البصر ، كي لا نتحمّل مسؤولية الرؤية ؟ ؟

لأن التاريخ ، في نهاية الأمر ، لا يكتب أسماء المراييع …

بل يُدين صمت القطيع .

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام

إقرأ أيضاً:

إيران وإسرائيل: ملامح صراع استراتيجي عند حافة الهاوية

مقدمة

تُعدّ المواجهة بين إيران وإسرائيل واحدة من أكثر الملفات تعقيدا في الشرق الأوسط، نظرا لتداخل الأبعاد السياسية والعسكرية والعقائدية فيها. فقد شهدت الأشهر الأخيرة تصعيدا غير مسبوق تمثّل في ضربة استباقية إسرائيلية استهدفت قيادات بارزة في النظام الإيراني ومنشآت نووية وعسكرية حساسة، وعلى الرغم من الرد الإيراني، لا يزال المشهد ضبابيا ويثير العديد من التساؤلات حول المسار الذي قد تسلكه طهران، في ظل التهديدات المتبادلة وحسابات الربح والخسارة.

الضربة الإسرائيلية وحدود الرد الإيراني

امتصّت إيران الضربة الاستباقية القوية التي استهدفت قيادتها السياسية والعسكرية، من قادة الجيش وعلماء الذرة والمسؤولين عن البرنامج النووي، إضافة إلى منشآت عسكرية ونووية وأمنية مختلفة. وقد ردّت إيران بردٍّ كان مهمّا ولم تشهده دولة الاحتلال منذ نشأتها، في الوقت ذاته لا يرقى إلى مستوى ما ورد في خطابات المرشد الأعلى والقادة السياسيين والعسكريين الإيرانيين؛ إلا إن كان في حساب القادة الإيرانيين اتباع أسلوب الاستنزاف والطويل.

معضلة الخيارات أمام طهران

تجد إيران نفسها اليوم في وضع حرج ومعقّد، فإذا قررت تصاعد في توجيه ضربات قوية ومباشرة لإسرائيل -على فرض امتلاكها القدرة الفعلية على ذلك في ظل ما تعانيه من أعداء وليس عدوا- فإنها ستواجه بلا شك تدخّلا مباشرا من القوات الغربية، وعلى رأسها القوات الأمريكية. فقد دافع قادة غربيون مثل ترامب وماكرون وغيرهم عما وصفوه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، حتى قبل الرد الإيراني، بل إن بعضهم لمّح إلى استعدادهم للقتال دفاعا عن إسرائيل إن تعرّضت لضربات إيرانية حقيقية تهدد بتغيير ميزان القوة، ما يعني أن هزيمة إسرائيل لن تكون خيارا مسموحا به في الحسابات الغربية في ظل غياب معسكر عالمي فعال مضاد.

أما إذا اكتفت إيران بردّ محدود وغير متناسب، فإنها تُخاطر بتواصل الضربات الإسرائيلية حتى تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها تدمير البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين. وهذا السيناريو من شأنه أن يُفضي إلى هزيمة استراتيجية قاسية لإيران، قد تُحدث تصدعات داخلية وتُهدد استقرار ووجود النظام السياسي ذاته مع استبعادي لذلك.

التصعيد المحسوب كخيار تكتيكي

في حال اختارت طهران تصعيدا محسوبا، من خلال توجيه ضربات مؤلمة ولكن دون تجاوز الخطوط الحمراء -كعدم استهداف القواعد الأمريكية أو المساس بمضيق هرمز- والانخراط في حرب استنزاف تمتد لأسابيع وربما أكثر، فإن ذلك قد يسمح لها بـ"الانتصار" أو على الأقل بعدم الهزيمة أو بالحفاظ على ماء الوجه، ويمنحها فرصة للعودة إلى طاولة المفاوضات من موقع تفاوضي قوي نسبيا.

الغموض الاستراتيجي وسيناريو البجعة السوداء

بالرغم من كل هذه السيناريوهات، يظل المحلل الموضوعي بحاجة إلى مزيد من المعلومات لفهم حقيقة ما يجري، ليس فقط في العلن بل خلف الكواليس أيضا قبل إصدار أحكام حاسمة، ويبقى احتمال حدوث سيناريو "البجعة السوداء" قائما، أي ذلك الحدث المفاجئ غير المتوقع الذي إن وقع يُحدث تغييرا جذريا في المشهد الإقليمي بأكمله، مثل انهيار نظام أو اندلاع حرب شاملة أو تدخل روسي-صيني غير محسوب.

خيار التفاوض والثمن السياسي

أما إذا قررت إيران العودة إلى طاولة المفاوضات والقبول بالتخلي عن برنامجها النووي مقابل ضمان بقاء النظام، فإنها تخاطر بفقدان مصداقيتها وكرامتها وميزان قوتها في المنطقة، وجزء كبير من نفوذها الإقليمي، وهو ما قد يؤدي لاحقا إلى تداعيات داخلية يصعب احتواؤها. في الوقت ذاته، فإن نجاحها في انتزاع ضمانات دولية لعدم إسقاط النظام قد يُعيد ترتيب المعادلة الإقليمية ويمنحها فرصة لترميم وضعها الاقتصادي والسياسي والعسكري داخليا، وسيعطيها دافعا قويا لامتلاك المزيد من الصواريخ الباليستية ولربما التسريع في امتلاك القنبلة النووية.

الأبعاد الإقليمية والدور الوسيط

لا يمكن عزل هذا الصراع عن شبكة التفاعلات الإقليمية المعقّدة. فحلفاء إيران كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، قد يتحركون ضمن نطاق ردود منسقة أو تلقائية تُربك إسرائيل وتشتّت تركيزها، خاصة ان تم استهداف المرشد علي خامئني الذي يُعد مرجعية دينية وليس سياسية فحسب. كما أن دولا مثل قطر وتركيا قد تلعب دور الوسيط لتفادي الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، بينما تظل الدول الخليجية في حالة ترقب وتحسّب.

خاتمة

إيران اليوم تقف على مفترق طرق خطير، كل خيار أمامها يحمل مخاطره وتكاليفه. ويعتمد مستقبل الصراع على مجموعة معقدة من المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، وعلى مدى قدرة الأطراف على إدارة الأزمة دون الانجرار إلى مواجهة شاملة. ويبقى الغموض عنصرا حاسما في هذا المشهد، مما يفرض على صناع القرار والمحللين مراقبة التطورات بكثير من الحذر والعمق، واستعدادا لكل الاحتمالات، بما في ذلك تلك التي لم تخطر على بال أحد بعد.

مقالات مشابهة

  • لقجع : رغم الوضعية الصعبة تنزيل الأوراش الكبرى متواصل بقيادة جلالة الملك
  • حوار.. محمد الفكي: تحالف الفساد والعنف يقود السودان نحو الهاوية
  • أحزاب سياسية تؤسس اتحادات الفلاحين تزامناً مع إعلان صرف “دعم القطيع”
  • «جيل ألفا».. بدء تنفيذ مشروع قومي لرياض الأطفال بقيادة صندوق تطوير التعليم
  • بدعم ترامب… نتنياهو يقود المنطقة نحو الهاوية!
  • بن جامع: الشرق الأوسط على شفير الهاوية.. والدبلوماسية هي الحل
  • إيران وإسرائيل: ملامح صراع استراتيجي عند حافة الهاوية
  • صراع الهاوية / بقلم هبة عمران طوالبة 
  • مراد مكرم: عيب تنادي ست باسمها في مكان عام