في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في جعل دبي الأكثر استعداداً للمستقبل، عبر توظيف الذكاء الاصطناعي وتحويل استخداماته إلى تطبيقات عملية، كشفت القيادة العامة لشرطة دبي، أنها دعمت 29 عملية إدارية على مستوى كافة القطاعات الشرطية عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي، ما ساهم في اختزال الوقت والجهد على الصعيدين المهني للموظفين وعلى صعيد تقديم الخدمات إلى المتعاملين بسرعة وبجودة أكبر إلى جانب تعزيز منظومة الأمن والأمان في إمارة دبي، وذلك تطبيقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في هذا الشأن، وتماشياً مع مستهدفات “خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي”.


وأكد سعادة اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، أن القيادة العامة لشرطة دبي وبتوجيهات من معالي الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، ومتابعة اللواء احمد محمد رفيع، مساعد القائد العام لشؤون الإدارة، تحرص بشكل مُستمر على تطوير عمليتها الشرطية المُختلفة عبر تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي لتخدم كافة القطاعات منها قطاعات شؤون البحث الجنائي والعمليات لتعزيز منظومة الأمن والأمان في المجتمع ومكافحة الجريمة إلى جانب القطاعات الأخرى التي تُقدم خدمات تساهم في إسعاد المتعاملين بما يعزز من مؤشر الثقة في الشرطة، ورفع مؤشر الأمن والأمان على مستوى الإمارة.
وأشار اللواء الرزوقي إلى أن شرطة دبي عكفت منذ سنوات من خلال خبرائها في مجال التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي على تطبيق خطتها الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي التي تتماشى مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وتوجّهات حكومة دبي ومبادرات مدينة دبي الأذكى عالمياً، وتواكب التطورات التي تشهدها إمارة دبي.

التخطيط الذكي للحوادث
وكشف اللواء الرزوقي عن عمل شرطة دبي على تطوير آلية “التخطيط الذكي لحوادث السير البسيطة”، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحليل الحادث وإصدار التقارير بشكل فوري للسائقين دون أي تدخل بشري، مشيراً إلى أن هذه الآلية الجديدة ستُخفض عدد خطوات الحصول على تقرير “تخطيط الحادث البسيط” وإرساله إلى شركة التأمين مباشرة من 7 خطوات إلى 4 خطوات فقط.
وبين أن الوضع الحالي للحصول على تقرير الحادث البسيط تعتمد على الخطوات السابعة التالية “إرسال السائقين لبيانات الحادث ثم وصولها إلى مرحلة التخطيط في مركز الشرطة، ثم إرسال التقرير إلى المتعامل، ومن ثم تواصل المتعامل مع شركة التأمين، وإرسال التقرير إلى الشركة، واستلام شركة التأمين للتدقيق، والتحويل إلى ورش الصيانة”، مبيناً أنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقتصر العملية فقط في استخدام المتعامل للتطبيق وإضافة المستندات ثم سيتم إجراء باقي المرحل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وصولاً إلى آخر مرحلتين في إرسال التقرير لشركة التأمين، وهذا ما سيساهم في توفير الوقت والجهد.

“السجل التاريخي المركبة”
كما وأكد اللواء الرزوقي أن شرطة دبي تعمل حالياً على تطبيق منظومة الذكاء الاصطناعي في “السجل التاريخي للمركبة”، حيث سيصبح بإمكان الراغبين في شراء أي سيارة مُستقبلاً التعرف على سجل الحوادث المُتعلقة بها بكل سهولة ويسر، مبيناً أن هذه التقنية ستساهم في وضع تصور واضح للسائقين عن الحالية الميكانيكية للمركبة قبل شرائها.

الضابط آمنة
وحول أهم تطبيقات التي تستخدم شرطة دبي الذكاء الاصطناعي فيها لإسعاد أفراد المجتمع، أكد اللواء الرزوقي أن شرطة دبي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في “آمنة” الضابط الافتراضي المستقبلي في شرطة دبي، والتي تستطيع التفاعل مع المتعاملين والإجابة على استفساراتهم باللغتين العربية والإنجليزية.
وبين أن الضابط الافتراضي “آمنة” التي تحمل رتبة ملازم أول، متوفرة على تطبيق شرطة دبي، وتجيب على استفسارات الناس حول الخدمات الشرطية كخدمة دفع المخالفات المرورية أو طريقة فتح البلاغات، والعديد من الخدمات الأخرى من خلال الأوامر الصوتية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الضابط “آمنة” تمكنت خلال العام الماضي 2023، من إجراء 20 ألف محادثة مع المتعاملين.

التطبيق الذكي …
ولفت اللواء الرزوقي إلى أن النسخة الحديثة من التطبيق شرطة دبي الذكي المتوفر على أنظمة هواتف أيفون IOS” ” و”أندرويد” و”هاواوي”، تستخدم أيضاً خاصيات تحتوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتساهم في تُحسين تجربة المتعامل، وتُسهل حصوله على الخدمات بطريقة ذكية، وبكل سهولة ويسر، ودون الحاجة إلى مراجعة مراكز الشرطة أو مراكز إسعاد المتعاملين.
وأكد، أن النسخة الجديدة المُحدثة من التطبيق تحتوي على باقة متميزة من الخدمات تشمل 70 خدمة طُورت باستخدام أحدث لغات تقنيات البرمجة الهاتفية والذكاء الاصطناعي بينها 28 خدمة رئيسية و42 خدمة فرعية أو خدمة مُصنفة كذات قيمة مُضافة في مجال الخدمات المرورية والجنائية والتصاريح والشهادات، وتخدم المتعاملين بـ 7 لغات مُعتمدة هي: (العربية، الإنجليزية، الروسية، الألمانية، الصينية، الفرنسية، الإسبانية).
وأكد أن عدد المُحملين لتطبيق شرطة دبي على الهواتف النقالة وصل إلى ما يقارب 7.9 مليون تحميل، بينها 5 ملايين تحميل عبر الهواتف المُشغلة لأنظمة أندرويد، و2.4 مليون تحميل عبر أنظمة الأيفون ” IOS”، و570 ألف تحميل عبر الهواتف التي تستخدم أنظمة “هاواوي”.
شهادة فقدان جواز سفر بـ” البلوك تشين”
ولفت اللواء الرزوقي إلى أن شرطة دبي بالتعاون مع شركائها في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، والنيابة العامة في دبي ومحاكم دبي، تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي، تقنية “البلوك تشين”، في معاملات ” شهادة فقدان جواز السفر”، مبيناً أن عدد الشهادات الصادر من خلال هذه التقنية بلغ منذ العام 2021، 66 ألفاً و413 شهادة.
وأشار إلى أن خدمة “شهادة فقدان جواز السفر” بتقنية “البلوك تشين”، تعتبر آمنة ومُشفرة، ويمكن للمتعامل الحصول على الشهادة عن طريق البريدي الإلكتروني دون الحاجة إلى زيارة مراكز إسعاد المتعاملين، منوهاً إلى أنه كان الحصول على شهادة فقدان جواز سفر في السابق يحتاج إلى 5 زيارات لكل من الجهات المشاركة في تقديم الخدمة في 4 أيام عمل، لكن اليوم بفضل خدمة “البلوك تشين” المشتركة لا يحتاج المتعامل لزيارة مراكز اسعاد المتعاملين، وإنما تنفيذ الخدمة بطريقة ذكية وسهلة وآمنة.
مراكز الشرطة الذكية
وبين اللواء الرزوقي أن من المنظومة الهامة أيضاً في تطبيق منظومة الذكاء الاصطناعي فيها تتمثل في مراكز الشرطة الذكية ” SPS” التي تحتوي على خدمات متعددة للمتعاملين، مشيراً إلى أن المراكز استقبلت منذ بداية العام الجاري 2024، 127 ألفاً و515 زائراً، وخلال العام الماضي، 507 ألفاً و752 زائراً.
وأوضح أن عدد المعاملات المُقدمة من خلال مراكز الشرطة الذكية في إمارة دبي، وعددها 25 مركزاً، بلغ منذ بداية العام الجاري 36 ألفاً و376 معاملة، بينما بلغ عدد معاملات العام الماضي 121 ألفاً و986 معاملة، مشيراً إلى أن المتعاملون مع مراكز الشرطة الذكية استفادوا من 46 خدمة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي

مسقط- الرؤية

حصلت الطالبة فَيّ بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.  

وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".

وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.

وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.

المشاركة في المعرض الدولي

وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.

وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.

الدعم والتدريب

وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.

وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.

وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.

الطموح والتطوير

وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.

وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.

مقالات مشابهة

  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • بعد حصولها على جائزتين دوليتين: فَيّ المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يدخل غرف العمليات الجوية
  • لماذا لن يُفقدنا الذكاء الاصطناعي وظائفنا؟
  • اللواء «الحربي» يزور مركز العمليات الأمنية الموحدة (911) بمنطقة مكة المكرمة
  • الذكاء الاصطناعي يثير ضجة حول عادل إمام
  • المدير العام لقوات الجمارك بالإنابة يقف على سير الأداء بمطار بورتسودان الدولي
  • الذكاء الاصطناعي يقلب موازين البحث في في غوغل
  • الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق