الإسكان: تطبيق «كود البناء» سيجتذب المطورين العقاريين ويوفر فرص العمل

تنظيم عملية التشييد في المواقع القريبة من مجاري الأودية والفيضانات

يمثل مشروع كود البناء العماني المرجعية الأساسية لاعتماد مشاريع البناء الجديدة أو التي سيتم ترميمها وإعادة صيانتها، ومن المرتقب أن يتم الانتهاء من كود البناء قبل نهاية العام الجاري، على أن يتم الانتهاء من بقية الكودات عام 2025، ومن المتوقع أن يسهم هذا المشروع الوطني في تعزيز استدامة المباني وانخفاض تكلفة البناء في سلطنة عمان، إضافة إلى توفير فرص عمل وميزة تنافسية جاذبة للمطورين من دول المنطقة.

وقالت الدكتورة حنان بنت عامر الجابرية المستشارة بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني: كود البناء العماني يعرّف بأنه مجموعة من النظم الفنية والعلمية والإدارية المتخصصة بالمباني، مبنية على الأسس العملية والظروف الطبيعية والقواعد الهندسية.. مؤكدةً أن الهدف الأسمى لكود البناء العماني يكمن في تحقيق الاستدامة والسلامة والصحة العامة من خلال تحقيق الحد الأدنى من سلامة المبنى إنشائيا وتشغيليا وبالتالي الحفاظ على سلامة روّاد المبنى.

وأشارت إلى أن مشروع الكود العماني للبناء يركز على 6 أقسام وهي: الكود العام، وكود ترشيد الطاقة والاستدامة، وكود الأبنية القائمة والتراثية، إضافة إلى كود السباكة، وكود الميكانيكا، وكود الصرف الصحي، وهو تحت إشراف مجلس الكود الدولي وهو مجلس أمريكي مختص في كودات البناء، كما أن هذه الكودات مستخدمة في العديد من دول العالم، وقد أسند لمجلس الكود الدولي العمل على كود البناء العماني في يناير الماضي على أن يتم الانتهاء من الكود العام قبل نهاية العام الجاري، وهو يختص بالكود المعماري والإنشائي، وفي العام المقبل 2025 سيتم الانتهاء من الكودات الخمسة المتبقية، وستصدر هذه الكودات باللغتين العربية والإنجليزية وتهدف إلى تنظيم قطاع المباني في سلطنة عمان وستمثل بعد اعتمادها المرجعية الأساسية لأي مبان سيتم إنشاؤها في البلاد أو المباني التي سيتم ترميمها أو إعادة صيانتها.

جذب المطورين

وأكدت الجابرية أن وجود الكود العماني للبناء متوائم مع مختلف المعايبر، ويسهم في تبادل الخبرات بين سلطنة عمان والدول الإقليمية، إضافة إلى سهولة انتقال المطورين العقاريين في المنطقة إلى سلطنة عمان أو العكس.

وأوضحت أن جزءا من برنامج عمل مجلس الكود الدولي مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني سيخصص لبناء القدرات حيث سيتم عقد مجموعة من حلقات العمل في سبتمبر المقبل لتدريب العاملين على كود البناء العماني.. موضحة أن كود البناء يتواءم مع البيئة العمانية والطوبوغرافية والتنوع الجيولوجي والتضاريس وتعدد المناخ والبيئات المختلفة في سلطنة عمان، كما أن كود البناء العماني يتواءم مع رؤية «عمان 2040» إذ أن هذا المشروع من ضمن توصيات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية وسينضم سوق مواد البناء في سلطنة عمان حيث سيحدد مواصفات واشتراطات معنية بدورها ستنعكس على نوعية مواد البناء الموجودة في السوق المحلي والأسعار وقيمة البناء إضافة إلى ثقة المطورين والمقاولين وكذلك ستكون المباني أكثر استدامة، ونتوقع مع تطبيق الكود العماني للبناء تراجع تكلفة البناء وزيادة استدامة المباني.

تأثير الكوارث

وأضافت: إنه مع تعرض الكثير من المباني في العالم للحرائق بدأ الاهتمام بكود الحرائق وتحديد وتصميم المخارج في المباني، وكانت البداية في كودات البناء للاهتمام بتحقيق السلامة والصحة في المباني إلى أن وصلنا اليوم إلى هدف تحقيق الاستدامة في المباني والبيئة المحيطة أي أن المباني لا يكون لها ضرر بيئي.. مشيرة إلى أنه سيتم استخدام كود معين في التشييد في المناطق القريبة من أماكن الفيضانات وكذلك لدينا مناطق في سلطنة عمان معرضة للزلازل سيتم استخدام معايير معينة لها للتقليل من تأثير الكوارث الطبيعية على المباني.

فرص عمل

وتطرقت الدكتورة حنان الجابرية إلى أن كود البناء العماني سوف يوفر فرص عمل كما أن عملية تفتيش المباني أثناء أعمال الإنشاء ستختلف عما هو عليه اليوم، مما يرفع جودة البناء بشكل كبيرة.

وقالت: إن خطة التنفيذ مشروع كود البناء العماني تبدأ من المرحلة الأولى التي تركز على رفع الوعي، وذلك من خلال تعريف الجهات ذات العلاقة بما يتضمنه هذا المشروع الوطني من مراحل، أما المرحلة الثانية فتتضمن اجتياز مدقق المباني لاختبار للحصول على ترخيص التفتيش وكذلك الأمر للمهندسين في مختلف مكاتب الاستشارات الهندسية، مما يمكننا في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني من تنظيم هذا القطاع بشكل أفضل، إضافة إلى إقامة حلقات تدريبية لتمكين المتخصصين من طرق استخدام كود البناء العماني، وسيشمل التدريب مختلف الجهات ذات العلاقة، ووصولًا إلى المرحلة الانتقالية التي سيكون فيها كود البناء العماني استرشادياً وليس إلزاميا، ومع بدء مرحلة التنفيذ سيكون هناك تدرج بحسب كثافة العمران والمحافظات ومستويات المشاريع والبدء بالمشاريع الأكبر وكذلك المشاريع الحكومية كما تتضمن مراحل هذا المشروع دراسة السوق العماني اقتصاديا واجتماعيا وأسعار مواد البناء في سلطنة عمان.

وأوضحت أن وزارة الإسكان والتخطيط العمراني تركز في المشروع الوطني لكود البناء العماني على الشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة والجامعات في سلطنة عمان وكذلك جمعية المهندسين العمانية والجمعية العقارية العمانية كونها من الجهات المعنية في قطاع الإنشاءات، وقامت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني بعقد ورشة عمل بمشاركة أكثر من 20 جهة حكومية وخاصة من مقدمي الخدمات العامة كما تعتزم الوزارة إصدار دليل استرشادي للكود العماني للبناء يسهل على مستخدمه الحصول على المعلومات الصحيحة بسهولة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الإسکان والتخطیط العمرانی فی سلطنة عمان الانتهاء من هذا المشروع إضافة إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

سفير عمان بالقاهرة: منتدى التعاون العربي الصيني منصة للشراكة النموذجية المتعددة الأطراف

أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر  ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن منتدى التعاون العربي الصيني الذي انطلق قبل عقدين من الزمن، يعتبر منصة للشراكة النموذجية المتعددة الأطراف، كما يعد آلية محورية لتعزيز التعاون “جنوب – جنوب”، بما يضمن تحقيق العدالة وتفعيل آليات التنسيق والتشاور وتبادل الدعم بين الدول العربية والصين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. 
جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عُمان في أعمال اجتماع الدورة العشرين  لإجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني والدورة التاسعة للحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين الذي عُقد في العاصمة المغربية الرباط، برئاسة  السفير عبد الله الرحبي، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية العمانية وسفارة سلطنة عمان بمملكة المغرب.

أكد السفير الرحبي في كلمته خلال الاجتماع، أن المنتدى أثبت خلال العقدين الماضيين فاعليته في ترسيخ الشراكة العربية – الصينية، وتعزيز التعاون المؤسسي بين الجانبين، في ظل عالم يواجه تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة.

وأشار الرحبي إلى أن العلاقات العربية – الصينية تشهد اليوم أفضل مراحلها، نظرًا للتقارب في الرؤى، والتكامل القائم بين ثقافتين عريقتين واقتصادين متنوعين، مما يجعل من هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به للتعاون متعدد الأطراف.

كما سلط  السفير عبد الله الرحبي في كلمته الضوء على الموقف الصيني الإيجابي تجاه قضايا المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية، مشيدًا بالدعوة الصينية لعقد مؤتمر دولي واسع النطاق لإحياء مسار السلام القائم على حل الدولتين، ومؤكدًا دعم سلطنة عُمان لإنهاء المأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال.

وأكد السفير العماني بالقاهرة عبدالله الرحبي أن الوثائق المرجعية التي تبناها المنتدى، كـ”إعلان الرياض”، و”وثيقة تعميق الشراكة الاستراتيجية”، أسست لمرحلة متقدمة من التعاون القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة.

استعرض السفير الرحبي عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمتد لأكثر من ألف ومائتي عام، وتُعد من أقدم العلاقات بين بلدين في الوطن العربي وآسيا. وقد قامت هذه العلاقات على أسس من الثقة والتجارة المتبادلة، خاصة عبر طريق الحرير البحري، مما أسهم في بناء شراكة متينة تطورت عبر العصور لتشمل مجالات متنوعة، وتُشكل اليوم نموذجًا يُحتذى به في الاستمرارية والتفاهم الحضاري.

مقالات مشابهة

  • جماعة عمان لحوارات المستقبل عقدٌ من الحوار البناء
  • سفير عمان بالقاهرة: منتدى التعاون العربي الصيني منصة للشراكة النموذجية المتعددة الأطراف
  • وفد السفارة العمانية بالقاهرة يستقبل سفينة شباب عمان في ميناء الإسكندرية
  • سلطنة عمان تحتفل باليوم العالمي للتنوع الأحيائي
  • مفاوضات إيران وأمريكا تعود من بوابة روما
  • سلطنة عمان ودورها المحوري في أمن الملاحة البحرية
  • رئيس التنظيم والإدارة يستقبل وزير العمل العماني ويبحثان تعزيز التعاون المشترك
  • حزب المصريين: مشروع مستقبل مصر يحقق الاكتفاء الذاتي ويقلل فاتورة الاستيراد
  • مستثمرون ومطورون: سلطنة عمان توفر بيئة استثمارية متميزة مع تسهيلات تمويلية جذابة
  • تنوع استثماري مدروس لرائد الأعمال خالد المهري في التسويق والسياحة