وحدها لحظات الألم القادرة على هزيمتنا، شعورنا بالضعف والعجز يسلب منا قدرتنا على المواجهة، لندرك بين عشية وضحاها أن البشر هم أعجز خلق الله، وأن هذى الأرض وما حوت وتلك الممالك وما انطوت، لا تساوى لحظة مرض قد تُعجز الإنسان عن الحركة أو التواصل.
أعترف بأنها أكثر الأزمات ضجيجاً فى النفس وتأثيراً فى الروح، أعترف بأنى لم أعد أنا، ولا أظننى أعود.
هى ليست الأولى، ولا الأقوى، لكنها الأقسى.
كنت دائماً ما أردد أنى الأقوى فى المحن، أواجه بهدوء أو جنون، لكننى فى النهاية أعود إلى مرسى روحى، هادئة مبتسمة مقبلة طموحة، أفتح دلفة أحلامى لأنتقى منها حلما جديدا يكسو أيامى المقبلة، هكذا كنت أكمل دونما عناء، آمنة مطمئنة، لتصبح كل أزمة أواجهها مرادفًا لإنجاز جديد أحرزه، فعرفت نفسى بالمعاناة، لا شيء يوقفنى، بل أقسى ما يصيبنى يدفعنى ويجدد من عزيمتى وروحى.
واليوم.... أعبر محنة جديدة، ما كنت أظننى أواجه مثلها يوما، شملنى الله بكرمه وفضله ولطفه، وانتهت بخير إلى غير رجعة بإذنه وحده، لكننى أبدا ما عدت أنا، شيء بداخلى توارى، أحاول التجاوز، العودة إلى حيث أنا، تلك المتفائلة رغم الكوارث، الطموحة، المؤمنة بأن غداً يخبئ لها الأجمل والأبهى والأهم، لكننى لا أستطيع، رغم إيمانى بأن من لطف بى ونجانى من ابتلائه قادر على تحقيق ما أصبو إليه، لكن قدرتى على الحلم ضعفت، ربما صرت أكثر تسليماً بالواقع، أكثر اقتناعاً بعدم جدوى شيء، فما فائدة حلم قد تعصف به لحظة مرض لتنهى صخب حياة بأكملها؟ ما جدواه؟
الأغرب أن تتحول من طاقة تسير على قدمين، إلى عينين لا تأملان رؤية المزيد.
أنظر إلى ملامحى فأرانى غريبة عنى، ما عاد ذلك البريق يسكن نظراتى، فجأة أدركت أنى لست أنا، هكذا تذكرت قول أمل دنقل، فى إحدى قصائد ديوانه الأخير، الذى كتبه على عينى مرضه: «لكنّ تلك الملامح ذات العذوبة لا تنتمى الآن لي/ والعيونُ التى تترقرقُ بالطيبة
الآنَ لا تنتمى لي/ صرتُ عنى غريباً».
ما عدت أنتظر أحداً، أو شيئاً، ما عدت أرانى فى أحلام الغد، ولم يعد الأمر يعنى لى الكثير، فقط أدعوه وحده أن يمد لى سنوات لأطمئن على أبنائى، صار هذا جل طموحى وأقساه.
يتبقى أن المرض وحده كاشف لمحبة الآخرين ومكنون قلوبهم، وتلك اللهفة فى العيون والرجفة فى الأصوات المذعورة، الألسنة اللاهجة والأكف المتضرعة بالدعاء، نبرة الفرح بعد الاطمئنان ودموع الأمن بعد الخوف، إصرار أم مسنة على خدمة ابنتها رغم المعاناة، ودموعها المحتبسة خلف قوتها ودعاؤها المرتجف كل صلاة، أحضان طفلين باكيين، مكالمات وزيارات ورسائل لم تكف، لهفة حبيب وتجاوزه كل الغضب، فقط ليصبح بالجوار، التفاف الأهل والأصدقاء، كلها أثبتت لى جدوى حياتى الفائتة، وأنى أبداً لم أكن أحرث فى بحر قلوبهم، وربما كل هذا الحب كان الدافع الأكبر على التئام الجرح سريعاً، وانتفاء الألم العضوى.
لكن سرعان ما ينفض الجمع ويمضى كلٌ إلى غايته، ولا يبقى سوى جرح لم يندمل، أن تخونك صحتك، ويزول طموحك، وينطفئ بريق الحلم فى دربك... ليصبح: «هذا هو العالم المتبقى لنا/ إنه الصمت.. والذكريات»
والحمدلله دائماً وأبداً.. الحمدلله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سمية عبدالمنعم نبضات المواجهة لحظة مرض
إقرأ أيضاً:
شاهد.. لاعب ينفذ ركلة جزاء بطريقة غريبة
خطف لاعب من الدوري الدانماركي الأنظار بعدما سدد ركلة جزاء بطريقة غريبة للغاية قبل دقائق قليلة من نهاية مباراة فريقه.
وتقدّم فرانكولينو دجو مهاجم ميتيلاند لتنفيذ ركلة جزاء احتسبها الحكم قبل 8 دقائق من نهاية المباراة ضد أوروس بالجولة الـ22 من الدوري الدانماركي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أقل الفرق حصدا للنقاط في تاريخ البريميرليغlist 2 of 2البرازيلي رافينيا: خطوة صغيرة أوقفت انضمامي لمنتخب إيطالياend of listورغم أن النتيجة كانت تشير إلى التعادل 1-1 فإن ذلك لم يمنع فرانكولينو (20 عاما) من تنفيذ ركلة الجزاء بهدوء وببرودة أعصاب يُحسد عليهما.
ووقف فرانكولينو إلى جانب الكرة من دون أن يبتعد عنها ولو سنتمترات قليلة، قبل أن يفاجئ الجميع بتسديدها نحو شباك ليوبولد فاهلستاد حارس أوروس الذي وقف متسمّرا دون حراك، ليهدي فرانكولينو فريقه ميتيلاند هدف التقدم (2-1).
Franculinos iskolde straffespark, der gør det til 2-1. ????????#Midtjylland #sldk #fcmagf
pic.twitter.com/NZGk8yVPIc
— Superliga Spottet (@SldkSpottet) May 4, 2025
ويُعد هذا الهدف السابع لفرانكولينو في بطولة الدوري الدانماركي خلال الموسم الحالي والـ15 في 37 مباراة مع الفريق بجميع البطولات.
وبعد المباراة أبدى أوليفر سورنسن زميل فرانكولينو انبهاره وإعجابه الشديدين بالطريقة التي سدد فيها الكرة، مؤكدا أنه لم يشاهد ذلك من قبل.
إعلانوقال سورنسن "لم أر شيئا كهذا من قبل كما أنني لم أشاهده وهو يتدرّب على فعل ذلك، في الحقيقة كانت تسديدة رائعة".
Du er for vanvittig, Francu ????#FCMAGF pic.twitter.com/P0Y36R0Tez
— FC Midtjylland (@fcmidtjylland) May 4, 2025
وكان سورنسن هو من افتتح التسجيل في هذه المباراة ومن علامة الجزاء أيضا، وهو ما دفع فرانكولينو إلى توجيه طلب غريب منه.
وأضاف اللاعب نفسه "قال (فرانكولينو) لي بين الشوطين إذا احتسب الحكم لنا ركلة جزاء ثانية سأسددها، قلت له: لا بأس".
وانتهت المباراة بفوز ميتيلاند على أوروس بنتيجة 3-1، سجل للفريق الفائز سورنسن وفرانكولينو من ركلتي جزاء في الدقيقتين 22 و83 وداريو أوسوريو 88 في حين جاء الهدف الوحيد لأوروس عن طريق كريستيان إرنستاد في الدقيقة 59.
وشهدت المباراة ذاتها إشهار الحكم لبطاقتين حمراوين بواقع واحدة لكل فريق، حيث طُرد فلاديمار أندرياسن من جانب ميتيلاند وتوبياس بيش من أوروس.
بهذه النتيجة حافظ ميتيلاند المتصدر (45 نقطة) على فارق النقاط الأربع عن ملاحقه إف سي كوبنهاغن قبل 3 جولات من نهاية الدوري الدانماركي، علما بأن الفريقين سيتواجهان في مباراة قد تكون حاسمة للقب وذلك يوم الأحد القادم ضمن الجولة الثامنة من مرحلة البطولة.