كتب محمد علوش في" الديار":بعد اغتيال القادة الأربعة في جويا أشعل حزب الله شمال فلسطين المحتلة ليومين متتاليين، ما جعل الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن "جنون" حزب الله وتغييره لقواعد اللعبة، ولكن البادئ أظلم، ومن صعّد من خلال الاغتيال هو الإسرائيلي، وبالتالي ليس صحيحاً ان حزب الله قرر التصعيد في المواجهات، كما أن العدو الإسرائيلي، هو أيضاً من صعّد من خلال الرد بعملية جنّاتا.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الضربة الإسرائيلية في جناتا كانت تصعيداً نارياً كبيراً استُعلمت فيها صواريخ من العيار الثقيل، حيث كان مقصوداً إحداث هذا الحجم من التدمير..
الى جانب عملية جناتا كان لافتاً حديث لمسؤول اسرائيلي كما تسريبات إعلامية عن توصية الجيش الاسرائيلي للمستوى السياسي بإنهاء عملية رفح للتفرغ للجبهة الشمالية في لبنان، فكيف يُقرأ هذا الكلام في لبنان؟
من حيث المبدأ، كل النقاشات الاسرائيلية تصب في إطار أن الذهاب إلى عملية عسكرية في لبنان يتطلب أولاً الانتهاء من الحرب في قطاع غزة أو على الأقل تراجع حدة المواجهات هناك، بالرغم من التصعيد الحاصل على الجبهة الجنوبية، نظراً إلى أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على الذهاب إلى معركة على الجبهتين بشكل موسع.
ولكن هناك بحسب المصادر قراءة لهذا الأمر، مغايرة لفكرة توجه "اسرائيل" الى الحرب مع لبنان، مفادها أن الجيش الاسرائيلي بحاجة ماسة الى إنهاء الحرب في غزة دون أن يخرج منها خاسراً أو ضمن اتفاق مع حماس فيه وقف للحرب لكيلا يُعتبر انتصارا للحركة، ولذلك يحتاج الى تبرير انهاء الحرب من خلال الإشارة والاضاءة الى "خطر كبير" يتهدد "اسرائيل"، يدفع جيشها لتبديل خططه، وهذا الخطر هو لبنان، حيث تكون النتيجة إنهاء الحرب في غزة أو خفضها الى مستوى كبير، وتصعيد لأيام في لبنان ضمن ضوابط وسقوف.
هذه القراءة بحسب المصادر تنطلق من عدم قدرة "اسرائيل" على خوض الحرب مع لبنان، وعدم رغبتها حتى، وعدم رغبة أميركا لأسباب تتعلق بأمن "اسرائيل" والمنطقة، لذلك، بناء على ما تقدم، يمكن قراءة التصعيد الذي يقوم به "حزب الله" في المرحلة الراهنة، كماً ونوعاً، في سياق السعي إلى ردع تل أبيب، ومنعها من التفكير في أي مغامرة تجاه لبنان، سواء كان ذلك قبل انتهاء العمليات العسكرية في غزة أو بعد ذلك، وإفشال مساعيها لرسم أي قواعد اشتباك جديدة، علماً أن الحديث عن الحرب الواسعة لا يزال مستبعداً.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

غارات وتحليق وإنذارات.. التصعيد الإسرائيلي يتمدد من الضاحية إلى الجنوب

واصلت إسرائيل تصعيدها العسكري في لبنان، منفّذة غارة جوية جديدة استهدفت سيارة مدنية جنوب البلاد، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية والمسيّرة فوق مناطق عدة، ما يزيد من هشاشة اتفاق التهدئة القائم مع حزب الله منذ أكثر من عام.

واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين على طريق كفردونين- الشهابية جنوبي لبنان، وأسفرت الغارة عن مقتل شخص لم تُحدّد هويته بعد، وفق ما أفادت مصادر محلية، وتأتي هذه العملية بعد ساعات من قصف ليلي استهدف الأطراف الجنوبية لبلدة عيتا الشعب بالرشاشات الثقيلة، انطلاقًا من الموقع العسكري الإسرائيلي في تلة الراهب.

وتزامنًا مع ذلك، شهدت أجواء مدينة الهرمل شرق لبنان تحليقًا للطيران الحربي الإسرائيلي على علو متوسط، في حين رُصدت مسيرات إسرائيلية تحلق على علو منخفض فوق عدد من البلدات الجنوبية، من بينها صرفند، السكسكية، عدلون، أبو الأسود، القاسمية، البرغلية، ومفترق العباسية قرب مدينة صور.

ويأتي هذا التصعيد غداة غارات إسرائيلية مكثفة طالت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، في رابع استهداف مباشر للمنطقة منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والذي تم التوصل إليه العام الماضي بوساطة دولية في أعقاب التصعيد الناتج عن الحرب في غزة.

ورغم استمرار العمل بالاتفاق، أكدت إسرائيل مرارًا أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية. وفي هذا السياق، توعدت تل أبيب الجمعة بمواصلة الضربات داخل الأراضي اللبنانية، إذا لم تتحرك السلطات في بيروت لنزع سلاح الحزب.

كما اتهم مصدر أمني إسرائيلي لبنان بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات ضد حزب الله، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته الوقائية.

الغارة الأخيرة على الضاحية الجنوبية، والتي وقعت في 27 أبريل، كانت سبقتها رسائل إنذار إسرائيلية طالبت السكان بإخلاء منازلهم، ما أدى إلى نزوح جماعي مؤقت وازدحام مروري خانق، رافقه إطلاق نار تحذيري كثيف في الهواء من قبل مسلحين لإجبار السكان على المغادرة، ويعد هذا التطور جزءًا من سلسلة عمليات نفّذتها إسرائيل في مناطق تعتبرها أهدافًا عسكرية لحزب الله المدعوم من إيران، في وقت تلتزم فيه قيادة الحزب بردود محسوبة لتجنّب انزلاق الجبهة إلى مواجهة شاملة.

مقالات مشابهة

  • عن استهداف شبعا.. بيان للجيش الإسرائيلي!
  • الرئيس عون يشيد بالدعم الأردني للبنان ويؤكد أهمية تطبيق قرار 1701 في الجنوب
  • بالأرقام... خروقات العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار
  • أبو زيد: نخشى استغلال اسرائيل للاشكالات مع اليونيفيل لإنهاء مهامها أو لتعديلها
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: القوة الأممية في لبنان بين اعتداءات الأهالي والرفض الإسرائيلي
  • هكذا تنظر اسرائيل الى التفاوض النووي
  • الرئيس عون في عيد قوى الأمن: صمام الأمان الذي يحفظ للبنان استقراره
  • وسائل إعلام إسرائيلية: الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إنهاء عمل اليونيفل في جنوب لبنان
  • صحيفة: واشنطن وتل أبيب تقرران إنهاء مهمة (يونيفيل) في جنوب لبنان
  • غارات وتحليق وإنذارات.. التصعيد الإسرائيلي يتمدد من الضاحية إلى الجنوب