بعد اعتقال أحد مسؤوليهم.. ماهي حركة العلاهية الناشطة جنوب العراق؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
السومرية نيوز-محليات
انشغلت الأوساط الشعبية في العراق، بشكل ملحوظ مع اعلان القوات الأمنية في الديوانية عن اعتقال "مسؤول حركة العلاهية" في ذي قار، خلال توجهه من الديوانية الى كربلاء.
الانشغال والاهتمام بالمعتقل، لم يأتِ بسبب كونه مسؤول في حركة وصفتها القوات الأمنية بالمتطرفة، وانما ذكر الممارسات السلوكية التي ارتكبها المتهم والمتمثلة بقتل اثنين من اقربائه "قربة الى الله".
وقالت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية في بيان ان مفارزها القت القبض على مسؤول حركة العلاهية في محافظة ذي قار لحظة تواجده في قضاء الحمزة الشرقي متوجها إلى محافظة كربلاء"، مبينة انه "بعد التحقيق معه، اعترف المتهم صراحة قيامه بقتل شخصين حسب اعتقاده المنحرف قربان لله تعالى ينتميان للحركة نفسها، حيث صدرت بحقه أحكاماً قضائية وبعد القبض عليه اعترف صراحة بهذه الأعمال المنحرفة".
ولكن، هذا الإعلان وبالاسم الصريح للحركة، ربما يكون غير مسبوق، فغالبا ما تعلن القوات الأمنية عن اعتقال متهمين ينتمون "لحركات منحرفة" او متطرفة، بحسب تعبيرها، ويقومون بتوزيع منشورات خلال فترات الزيارات على الزائرين، الا ان القوات الأمنية غالبا لاتذكر أسماء هذه الحركات.
ماهي العلاهية؟
لايوجد الكثير عن "العلاهية"، الا ان تقارير ومعلومات محلية تشير الى ان الحركة ظهرت في البصرة وذي قار مطلع عام 2020، كما توجد مقاطع فيديو تظهر نشاط هذه الحركة اثناء أيام محرم وهم يذكرون بأن "علي هو الله"، ومن بينها لطمية تتضمن عبارات من قبيل: "منو كايل علي الله.. علي خالق الف الله"، كما انهم يشجعون على "الانتحار وقتل النفس في سبيل علي"، وهو الامر الذي جعل القوات الأمنية تنتبه لخطورة هذه الحركة مؤخرا.
شاهد الفيديو من هنا
وبتتبع "العلاهيين"، يظهر ان هذا الاسم هو اسم مشهور لطائفة من طوائف الشيعة في العالم، الا انهم لايشبوه ابدا الحركة الناشطة في جنوب العراق، حيث يوجد العلاهية بشكل كبير في تركيا وقد تصل اعدادهم الى اكثر من 20 مليون شخص، فيما يوجد في العراق قرابة 3 الاف شخص فقط، ووفق حركة لاتتشابه مع العلاهية المعروفة.
يؤمن العلاهيون في العراق بأن القرآن "محرف"، وان علي هو الاله، كما تشير تقارير محلية، الا ان العلاهيين المتواجدين في تركيا او سوريا، يمتلكون سرديات وتنظيرات لاعتقادهم، فهم يؤمنون بحقائق اليقين وخفي معاني القرآن، على طريقة الصوفية، حيث يجتمع غالبية العلاهيين في حلقة ذكر روحانية يوم الخميس تماماً مثل الصوفيين، كما انهم يؤمنون بالقران، ولايقولون بتحريفه.
يعتبر العلاهيون أنفسهم مسلمين ومعتقداتهم راسخة الجذور في تعاليم وآيات القرآن، ومع ذلك، هم لا يلتزمون بالعديد من أركان الإسلام الخمس، مما يجعل البعض يجادل بأنهم يقعون خارج دائرة المفاهيم التقليدية للدين الإسلامي، يمكن إيجاد بعض هذه الاختلافات في خصائص الإسلام الأكثر بروزاً، ومن الجدير بالذكر أن العلاهيون لا يسجدون أثناء الصلاة ولا يُطلب منهم الصوم خلال شهر رمضان المبارك، بل يحتجبون عن أنماط الأكل المعتادة خلال الأيام العشرة المقدسة من شهر محرم.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: القوات الأمنیة الا ان
إقرأ أيضاً:
الجنود الذين لا يراهم أحد: كيف بقيت أميركا في العراق دون ضجيج؟
22 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
خفَت صوت المطالبات بانسحاب القوات الأميركية من العراق، رغم أنها شكّلت لسنوات شعاراً سياسياً مركزياً لبعض القوى الشيعية المتحالفة مع طهران.
وتمادت بعض تلك القوى سابقاً في تبنّي خطاب المواجهة، ووصلت في يناير 2020 إلى حد تمرير قرار برلماني يدعو إلى إخراج كل القوات الأجنبية، في أعقاب اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بضربة أميركية.
وغيّرت الظروف الإقليمية والأمنية الكثير من الاصطفافات، وراحت جماعات شيعية، حتى تلك ذات التاريخ المسلح، تتحوّل إلى تنظيمات سياسية تسعى لضمان نفوذها داخل الدولة، بدلاً من رفع شعارات المقاومة.
وأكدت مصادر أمنية عراقية مؤخراً أنّ قرابة 2500 جندي أميركي ما زالوا منتشرين في قواعد محدودة في العراق، يعملون ضمن مهام استشارية وتدريبية وتحت إشراف قيادة التحالف الدولي، دون مهام قتالية مباشرة.
وأظهر استطلاع في مارس 2025 أن 61% من المواطنين لا يرون أولوية لخروج القوات الأميركية حالياً، مقابل 23% فقط يطالبون بانسحاب فوري، فيما عبّر الباقون عن عدم اهتمامهم أو عدم امتلاكهم معلومات كافية عن الموضوع.
واستعادت هذه الأرقام سجالاً مشابهاً شهدته البلاد عام 2011، حين انسحبت القوات الأميركية وفقاً للاتفاقية الأمنية، ليعود الحديث عن ضرورة عودتها بعد اجتياح تنظيم داعش في صيف 2014.
وشهدت تلك الفترة تجربة أمنية مريرة، خصوصاً في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، حيث انهارت قوات الجيش والشرطة خلال أيام، ما اضطر الحكومة العراقية لطلب الدعم الدولي العاجل.
وتجلت ظاهرة مماثلة في العراق مطلع التسعينيات بعد انسحاب الحرس الجمهوري من الكويت، إذ دفعت ظروف الحصار وغياب التوازن العسكري إلى تدخلات خارجية لاحقة، أبرزها قصف “ثعلب الصحراء” في ديسمبر 1998، الذي نُفّذ بالتنسيق بين واشنطن ولندن واستهدف مواقع استراتيجية داخل العراق.
وأوضحت دراسة صدرت عن مركز السياسة العالمية في أبريل 2025 أن القدرات الدفاعية الجوية للعراق ما زالت تعتمد بنسبة 78% على تغطية استخبارية من التحالف، وأن الطائرات العراقية القادرة على المهام القتالية لا تتجاوز 28 طائرة فعالة، معظمها سوفييتية المنشأ من طراز MiG-29 تم تحديثها جزئياً في أوكرانيا قبل الحرب.
وذكرت الدراسة أن العراق يسجل ثالث أعلى معدل في الشرق الأوسط لاعتماد القوات الأمنية على الدعم الفني الأجنبي، بعد اليمن وليبيا، ما يجعله في وضع هش إذا ما تم تنفيذ انسحاب مفاجئ أو غير منظم.
واعتبر مراقبون أن تراجع الخطاب الداعي للانسحاب يمثل في جوهره توازناً مؤقتاً بين الحاجة للاستقرار والضغوط السياسية، في ظل تعقيد الملف الأمني الداخلي واحتدام التنافس الإقليمي، مشيرين إلى أن الانسحاب، إن حصل، سيكون تدريجياً وتحت مظلة تفاوضية، لا قراراً أحادياً يصدر عبر البرلمان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts