توافق الذكرى السنوية الرابعة والتسعين لإعدام سلطات الانتداب البريطاني المناضلين الثلاثة محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، وذلك عام 1930 في سجن القلعة بمدينة عكا، رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.

وبدأت قصة المناضلين الثلاثة بعدما اعتقلت الشرطة البريطانية مجموعة من الشبان الفلسطينيين بعد اندلاع ثورة البراق، التي بدأت عندما نظم اليهود مظاهرة ضخمة في 14 آب/ أغسطس من عام 1929 لمناسبة ما أسموه "ذكرى تدمير هيكل سليمان"، أتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة ضخمة في شوارع القدس، حتى وصلوا إلى حائط البراق، وهناك راحوا يرددون "النشيد القومي الصهيوني"، بالتزامن مع شتم المسلمين.



وفي اليوم التالي، الجمعة 16/ آب الذي صادف ذكرى المولد النبوي الشريف، توافد المسلمون ومن ضمنهم الشهداء الثلاثة للدفاع عن حائط البراق، الذي بيت اليهود نيتهم للاستيلاء عليه، فوقعت صدامات عمت معظم فلسطين.

واعتقلت شرطة الانتداب في حينه 26 فلسطينيا ممن شاركوا في الدفاع عن حائط البراق، وحكمت عليهم جميعا بالإعدام في البداية، لينتهي الأمر بتخفيف هذه العقوبة عن 23 منهم إلى السجن المؤبد، مع الحفاظ على عقوبة الإعدام بحق الشهداء الثلاثة محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير.

وحددت سلطات الانتداب يوم 17 حزيران من عام 1930، موعدا لتنفيذ حكم الإعدام بحق هؤلاء الأبطال، في وقت تحدى فيه هؤلاء الشهداء الخوف من الموت.

وكان محمد جمجوم يزاحم عطا الزير ليكون أول من يتم تنفيذ الحكم فيه غير آبه بالموت، وكان له ما أراد، أما عطا وهو الثالث، فطلب أن ينفذ حكم الإعدام به دون قيود، إلا أن طلبه رفض فحطم قيده وتقدم نحو حبل المشنقة رافعا رأسه.



والشهيد عطا الزير من مواليد مدينة الخليل، وعمل في مهن يدوية عدة واشتغل في الزراعة وعُرف عنه منذ صغره جرأته وقوته الجسدية، وشارك في المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجا على هجرة الصهاينة إلى فلسطين.

أما الشهيد محمد خليل جمجوم المنحدر من مدينة الخليل، فقد تلقى دراسته الابتدائية فيها وعندما خرج إلى الحياة العامة عاش ظلم الانتداب، وعرف بمقاومته للصهاينة ورفضه للاحتلال كما العديدين من أبناء الخليل، فكان يتقدم المظاهرات احتجاجا على اغتصاب أراضي الفلسطينيين، وكانت مشاركته في الثورات دفاعا عن المسجد الأقصى ما جعل القوات البريطانية تقدم على اعتقاله.

وكان فؤاد حجازي أصغر الشهداء الثلاثة سنا وهو مولود في مدينة صفد، وتلقى دراسته الابتدائية والثانوية في الكلية الاسكتلندية، وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعرف منذ صغره بشجاعته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه، وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث الثورة.

وسُمح للشهداء الثلاثة أن يكتبوا رسالة في اليوم السابق لموعد الإعدام، جاء فيها: "الآن ونحن على أبواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا تُنسى دماؤنا المهراقة وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة، وأن نتذكر أننا قدمنا عن طيبة خاطر، أنفسنا وجماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها وأن تبقى الأمة مثابرة على اتحادها وجهادها في سبيل خلاص فلسطين من الأعداء، وأن تحتفظ بأراضيها فلا تبيع للأعداء منها شبرا واحدا، وألا تهون عزيمتها وألا يضعفها التهديد والوعيد، وأن تكافح حتى تنال الظفر".

وأضافوا: "لنا في آخر حياتنا رجاء إلى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم وليعلموا ما قال الشاعر بهذا المعنى (ويروغ منك كما يروغ الثعلب)".

وخلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في قصيدته (الثلاثاء الحمراء)، الشهداء الثلاثة، وغنتها فرقة العاشقين ويقول مطلعها: "كانوا ثلاثة رجال يتسابقوا عالموت، أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد، وصاروا مثل يا خال، طول وعرض البلاد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية محمد جمجوم الفلسطينيين الشهداء فؤاد حجازي فلسطين الشهداء محمد جمجوم فؤاد حجازي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشهداء الثلاثة

إقرأ أيضاً:

هجوم عنيف من نجم منتخب فلسطين على الحكم أمين عمر

هاجم محمد صالح نجم منتخب فلسطين وإيسترن كومبي والمصري البورسعيدي السابق  الحكم أمين عمر الذي أدار مباراة فلسطين والسعودية تحكيمًا في ربع نهائي كأس العرب، وانتهت بفوز الأخضر بثنائية مقابل هدف للفدائي. 

وودع منتخب فلسطين منافسات كأس العرب 2025، من دور ربع النهائي عقب الهزيمة امام السعودية

القائمة النهائية لصقور الجديان السوداني في كأس الأمم الإفريقيةبعثة بيراميدز تؤدي شعائر صلاة الجمعة بأحد فنادق الدوحة.. شاهدمحمد صلاح يتجاهل أزمة مدرب ليفربول بسهرة مع صديقه المقرب.. شاهد

وكتب محمد صالح عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: "في يوم من الأيام بالدوري المصري!! واليوم بعد الضربة الي اخذتها براسي وانا على الارض الحكم أمين عمر بيقلي قوم واسترجل تحكيم آخر زمن الحمد لله راجل من ظهر راجل"

طباعة شارك امين عمر فلسطين كاس العرب

مقالات مشابهة

  • الإعدام لعامل والسجن المشدد لـ7 متهمين في جريمة قتل بطوخ
  • من يعوض يزن النعيمات في الأهلي؟.. الإصابة تغير حسابات القلعة الحمراء
  • مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث تصادم بزراعى البحيرة
  • بسبب الثأر جريمة قتل بمركز دمنهور
  • هجوم عنيف من نجم منتخب فلسطين على الحكم أمين عمر
  • أزمة أشرف داري تشتعل في الأهلي
  • خبير عسكري: روسيا تتقدم نحو القلعة الحصينة بدونيتسك عبر بوكروفسك
  • تفاصيل صادمة .. مقتل مواطن أردني على يد ابنه في أمريكا
  • الإعدام لـ 4 متهمين بقتل شاب وحيازة أسلحة نارية دون ترخيص بالقليوبية
  • محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة