???? أسوأ كوابيس الجنجويد بدأ يتحقق في السودان
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
قالوا إن معركة الخرطوم مصيرية بالنسبة لوجودهم وأنهم لو خسروها ستكون أياما سوداء في انتظارهم في دارفور.
ولكنهم خرجوا من الخرطوم وتركوا القيادة العامة للجيش والمدرعات وكل أسلحة الجيش الأساسية وذهبوا ليقاتلوا في دارفور.وها هم يواجهون أسوأ ما كانوا يخشونه.
فبينما كانت قيادة أركان الجيش تحتفل بعيد الأضحى في القيادة العامة في قلب الخرطوم، والتي يفترض أنها محاصرة ولكنها تقف شامخة كأكبر دحض لسيطرة المليشيا في الخرطوم وأكبر دليل على تحطم المؤامرة على الجيش السوداني الذي ظل هيكله سليما قويا بقيادته العامة وأسلحته الرئيسية بل ازداد قوة؛ بينما يتلقى قائد أركان الجيش التهانئ بالعيد من الضباط والجنود بالقيادة العامة بالخرطوم كانت منطقة الزرق معقل المليشيا ورمز قوتها تتعرض للهجوم من القوات المشتركة.
المليشيا أصبح قادتها بين هالك ومختبئ، ولا يعرف لها مركز قيادة ولا هيكل تنظيمي، أصبحت تحارب حرب قبلية فجة. كلنا سمعنا تسجيل القائد علي يعقوب قبيل مقتله وهو يستنجد بصراحة بالفزع القبلي؛ هل هذه قوات الدعم السريع؟ ما علاقة قبيلتي السلامات والبني هلبة بقوات يفترض أنها نظامية تقاتل من أجل الديمقراطية لكي يستنجد بهما قائدها بهذا الشكل؟ هذه مجرد حرب قبلية وعلي يعقوب كان يتكلم كزعيم قبلي وفي حرب قبلية. ليس هناك ما هو أدل على انحلال وتفكك الدعم السريع من علي يعقوب وهو يطالب بالفزع بهذا الشكل. لقد كان يتكلم من قلب الكابوس الذي تحول إلى حقيقة؛ هزيمة في العاصمة، ومعركة في دارفور ضد الزرقة، الزغاوة بشكل أخص.
للمفارقة أن مستشار إعلامي سابق لحميدتي قال إن معظم القبائل التي قاتلت مع الدعم السريع لن تقاتل في معركة الفاشر لأنها تفهم أن معركة الفاشر هي معركة قبلية تدور في حاكورة معينة وهي لا تعني هذه القبائل.
الدعم السريع يقاتل (نظريا) كدعم سريع في العاصمة وفي الجزيرة وفي كل مكان في السودان ما عدا في دارفور؛ فبمجرد الالتفات إليها يتحول إلى قبائل عرب دارفور وعرب شتات بشكل فج وسافر.
ولكن المشكلة أن هذه القبائل تخوض حربا مزدوجة؛ حرب ضد الدولة بكل مكوناتها من جهة وحرب قبلية في دارفور بمنطق الحروب القبلية والصراع المعروف في دارفور؛ في العادة تحدث الصراعات من هذا النوع بين قبائل بعيدا عن الدولة وبقية مكونات الشعب. ولكن الجنجويد الآن يخوضون حربهم القبلية في دارفور بعد أن حاربوا الدولة نفسها، وبعد أن استعدوا الشعب السوداني كله.
هذا هو وضع الجنجويد الآن. ولكن يلزم أن نقول أن على الدولة أن تخوض حربها كدولة ضد مجموعة متمردة، وذلك مهما كانت هذه المليشيا قبلية. مهمة الدولة أن تتعامل مع التمرد بمنطلق الدولة، مهما كانت ارتباطات هذا التمرد القبلية، وحتى لو تمردت قبائل عن بكرة أبيها فيجب على الدولة أن تقوم بتعريف هذا التمرد وتأطيره في إطار التمرد على الدولة مثل أي تمرد في العالم، لا أن تنحط الدولة بنفسها في صراع قبلي أو جهوي وتفقد بذلك صفة الدولة.
بعض الحمقى يريدون من الدولة أن تحارب كقبائل، وأن تقوم بتعريف الحرب على أنها حرب بين مكونات قبلية وليست حربا بين الدولة ومليشيات متمردة عليها. لو تصرفت الدولة بهذا الشكل فهو يعني انتصار المليشيا، وانتصار مخطط تفكيك الدولة، لأنك بمجرد الانسياق لهذه الحماقة تكون فقدت صفة الدولة وانتهيت كدولة وذلك بغض النظر عن نتيجة الحرب التي تحولت حينها لحرب قبلية.
كذلك، يجب على الحركات المسلحة التي تقاتل من موقع وجودها في السلطة أن تستوعب المقاومة الشعبية في إطار الدولة الواسع لا إطار القبيلة الضيق مهما كانت الصعوبات والتحديات. وهذه أيضا مسئولية قيادة الجيش وكذلك مسئولية القوى السياسية والمجتمعية المساندة له؛ لا ينبغي استبدال الدعم السريع بدعم سريع آخر. والجنجويد تجربة يجب أن لا تتكرر.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع فی دارفور حرب قبلیة الدولة أن
إقرأ أيضاً:
‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
بورتسودان- متابعات تاق برس- في خطوة تكشف عن موقف الاتحاد الإفريقي من الحرب الدائرة في السودان؛ قال ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش أنه يُحمد للجيش السوداني استمراره في دحر التمرد – على حد وصفه- وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان.
وكان السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان التقى اليوم الثلاثاء، ممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش، بحضور وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير عمر صديق والسفير أحمد يوسف مدير الإدارة الإفريقية بالانابة.
وقال محمد بلعيش في تصريح صحفي أنه نقل إلى رئيس مجلس السيادة تحيات رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، السفير علي محمود يوسف.
وأكد دعمه واهتمامه بوحدة السودان واستقراره. مضيفا أن زيارته للسودان تأتي في إطار استكشاف سبل تحقيق السلام والأمن والاستقرار في السودان.
لافتاً إلى أن اللقاء كان مثمراً، واتسم بالشفافية والصراحة وتناول مجمل تطورات الأوضاع في السودان.
وأعرب بلعيش عن أمله في أن يكون السودان نموذجاً في مجال تسوية الأزمات في إفريقيا.
ونوه إلى أن تشكيل حكومة مدنية مستقلة ذات كفاءات وطنية خطوة مهمة لتخفيف معاناة أهل السودان وتجويد الخدمات، والشروع في عملية إعادة الإعمار والبناء بشكل تدريجي؛ لتمكين النازحين واللاجئين من العودة إلى ديارهم.
وقال ممثل الاتحاد الإفريقي “هذه محمدة في أن تستمر القوات المسلحة في دحر التمرد وإعادة الاستقرار إلى ربوع السودان”.
ودعا بلعيش إلى أهمية انتهاج الحوار لتسوية الخلافات وتجاوز مرارات الماضي وفق ما تم التوقيع عليه في جدة في 12 مايو 2023، الذي يشكل أرضية لوقف الحرب وإعطاء انطلاقة إلى حوار جاد بين أبناء السودان.
الاتحاد الإفريقيالدعم السريعمحمد بلعيش