اليمن يُعيد التوازنات في ظل الخذلان والتفرد بغزة
تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT
يُساهم اليمن اليوم في تشكيل جغرافيا سياسية جديدة في المنطقة، بحيث ينطلق من مدرسة متباينة عن المدارس العسكرية والسياسية الأخرى، هذه الجغرافيا الجديدة بلورتها الأحداث الجسام، التي عصفت باليمن في الأعوام الفائتة، واكتملت مع صورة عنجهية الكيان الإسرائيلي وتفرده بغزة وأطفالها وبنيانها.
ولأنّ لكلّ فعلٍ ردَّ فعل، رفع اليمن لغته عالياً، ورفع أسلحته وقدراته وأخرج شعبه إلى الميدان، وبرز في أمة لها خمسة وخمسون جيشاً تنظر إلى أسوأ إبادة جماعية في القرن.
ولأنّ اليمن له عمقٌ تاريخي ضارب وثقافة إسلامية وقتالية قديمة وحديثة، أسند إلى ذلك قيادة غير هيابة ولا مرتابة من لقاء الإمبراطوريات، فلقد سخّر اليمن العنيد كل ما بين يديه ليبدأ التحكم في المضائق والبحار، ورمى ببصره أقصى القوم فكسب الرهان، ومحا جهد عقدين من التشويه والظلم اللذين شنتهما ماكينة خليجية عربية سابقاً، وانتقل من مرحلة إلى مرحلة ليقدم درساً لأمة مقيدة بالرسمية النظامية، حتى وصل إلى تحقيق كل الأهداف، مشبعاً برغبة جامحة في لقاء العدو الأول: واشنطن و”تل أبيب”.
لقد انطلق اليمن وخلفه سر كبير لم تقف لدراسته مراكز البحوث الغربية، ولم تفك شيفرته أنظمة وجيوش، مدرسة تتشكل في منطقة جغرافية استراتيجية ستعيد التوازنات، وتمهد حقبة التغيرات الكونية القادمة وتنهض قائلة “أنا هامة القوم وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه”.
لقد كسب اليمن جماهير الأمتين العربية والإسلامية، وأبرز القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام، وأعاد إليها التوازن من جديد، في ظل التآمر والتخابر والمساهمة مع العدو في حرب الإبادة، وفي ظل دعم لامحدود، أوروبياً وغربياً.
ومن اليمن تبرز القوى البحرية لتشكل ورقة ضغط استراتيجية مع أنها كانت سابقاً أضعف عظمة في جسد الجيش اليمني، إلا أنّ المشروع في اليمن يستفيد من كل شيء فيبني واقعاً عسكرياً متطوراً ومتقدماً.
وكسلاح ردع استراتيجي برزت القوّة الصاروخية اليمنية وسلاح الطيران المسير كقوتين وازنتين، وأعادت إلى اليمن حضوره وهيبته، وإلى الأمة حقها الطبيعي في الدفاع عن نفسها وكيانها.
قوّة ثلاثية بدأت عملياتها على ميناء أم الرشراش وأهداف حساسة في “إيلات” كمرحلةٍ أولى من مراحل الإسناد اليمني لغزة، فاهتزّ كيان الاحتلال وتحرّك اللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا، ليشكلوا ورقة ضغطٍ غير مسبوقة على السياسية الخارجية لهذه الدول.
بعد أن تحرّك الأمريكان وحلفاؤهم، صعّد اليمن عملياته ووسعها لتنطلق المرحلة الثانية، التي فرضت حصاراً بحرياً على الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وربطت ذلك بشرط توقف العدوان ورفع الحصار عن غزّة.
ومع استمرار الإبادة وتدفق الأسلحة والأموال الأمريكية إلى الكيان، وفي ظلّ حالةِ الصخب والمجون التي تعيشها بعض البلدان العربية وحالة التآمر، واصلت القوات المسلحة اليمنية عملياتها البحرية نصرةً للشعب الفلسطيني، الأمر الذي أدّى إلى توقف ميناء “إيلات” (أم الرشراش)، ودفع واشنطن ولندن إلى أن تشنّا عدواناً على اليمن وتشكلا تحالفاً دولياً سُمّي “تحالف الازدهار”، وتشكَّل من 17 دولة لتأمين مرور السفن إلى كيان الاحتلال.
وعندما أرسلت هذه الدول أساطيلها وحاملات طائراتها ومدمراتها البحرية، والتي تجاوزت أكثر من 17 سفينة ومدمرة، وحاولت عسكرة البحر الأحمر، وشكّلت مسرح عمليات جديداً وواسعاً، انطلق اليمن ليبني مواجهته المقبلة، وليتصدى لهذه القدرات، مطوراً أسلحته وقدراته وفقاً لتطور عدوه الأمريكي والغربي، فاستغل اليمن هذا التحالف وهذا الحراك، وبدأ اختبار مسرح عملياته، موجهاً إلى كل سفينة وبارجة ومدمرة أسلحته المتوسطة وإمكاناته التي راكمها سابقاً.
لقد أطلقت واشنطن، في تحالفها ضد اليمن، أهم سفنها الإلكترونية، ووجهتها إلى البحر الأحمر، وهي سفنٌ صُممت لمواجهة روسيا والصين ودول متقدمة عسكرياً، كما زجّت بأسطول آيزنهاور وقطعه البحرية هناك، وزوّدت جيشها البحري بمختلف التقنيات، لكنها فشلت، وخصوصاً بعد أن وجهت صنعاء بوصلتها تجاه هذه المدمرات والسفن، ولم تتوقف عند استهداف إيلات.
اختبر اليمن في هذه المرحلة العقلية العسكرية الأمريكية – البريطانية، ومثّل كابوساً مؤرقاً دفع قيادة هذه القوات إلى كشف بعض ما يدور في البحر الأحمر، فصُدموا من جرأة هذا البلد وقيادته ومن أسلحة اليمن ودقتها، وتطور الجيش، عبر مختلف تشكيلاته.
وهنا يمكن القول إنّ اليمن ربح الجولة من جديد بعد أن حقق أهدافه واختبر القدرات العسكرية لعدوه في عرض البحر، وانتقل إلى مرحلة إغراق العدو في مياه اليمن. لذا، غرقت السفينة البريطانية (روبيمار) وفشلت كل الأسلحة في حمايتها، كما أعلنت بريطانيا سحب سفينتها الحربية (HMS Diamond) بعد تعرضها لثلاث عمليات عسكرية يمنية.
بعد أن وجدت أمريكا وبريطانيا قواتهما عرضة للاستنزاف والاستهداف المباشر، انطلقتا من أجل إعادة تموضع قواتهما من جديد. وتباعاً، غادرت هذه السفن الحربية البحرية والفرقاطات وحاملات الطائرات وعادت إلى مرابضها، ومنها ما ذهب إلى البحر المتوسط من دون إعلان هزيمة ساحقة، لم يتطرّق إليها الكثير، ونترك أجمل تفاصيلها لمقبل الأيام.
نجح اليمن استراتيجياً، واستفاد من المواجهة المباشرة مع فخر الصناعات الأمريكية والأوروبية، والتي استهدفت اليمن بمئات الغارات، محاولة تحييد القوات اليمنية واستهداف أسلحتها، فخرجت صنعاء بنصر معمَّد بتطوير أسلحة الدفاع الجوي، والتي دخلت مباشرة في المواجهة، لتُسقط فخر الصناعة الأمريكية (MQ9) التي طورها الأمريكان وأعادوها إلى الخدمة، لكنّها سقطت في يد الدفاع الجوي، الذي مثل أيضاً رافداً نوعياً يُضاف إلى قُدرات اليمن الاستراتيجية والنوعية.
لقد استهدفت القوات المسلحة اليمنية سفناً أمريكية وبريطانية وإسرائيلية في هذه المرحلة، واستمرت عمليات القوات المسلحة اليمنية، حتى وصل إجمالي عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي إلى 107 سفن.
لقد استمرّت المرحلة الثالثة من التصعيد في توسيع عمليات القوات المسلحة اليمنية، وكانت المفاجأة أن أعلن المتحدث العسكري، العميد يحيى سريع، وصول الأسلحة اليمنية إلى المحيط الهندي، وهذا ما سيدفع اليمن إلى منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من العبور عبر رأس الرجاء الصالح.
بعد الفشل والتراجع والسقوط الأمريكي البريطاني، وبعد تطوير رئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية لكل تشكيلاتها العسكرية، مهّد قائد اليمن الأول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مرحلةً جديدة أطلق عليها المرحلة الرابعة، فخرج العميد سريع معلناً إياها، ومرسلاً رسائل تحذيرية إلى واشنطن من استمرار التعنّت ومواصلة العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة.
لقد وضع اليمن تعنّت نتنياهو ودعم أمريكا وكل الدول التي تسعى للتطبيع في مرحلة حرجة جداً، وخصوصاً أن هذه المرحلة لن تقتصر على استهداف سفن متجهة إلى الكيان، بل ستصل العمليات اليمنية إلى كل موانئ فلسطين المحتلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط. وبدأ سريان المرحلة فور انتهاء البيان في الثالث من مايو 2024.
لم تقتصر المرحلة الرابعة على البحر المتوسط فحسب، بل ربط اليمن أيضاً عملياته بتصعيد العدوان على رفح، معلناً عقوبات كبرى على الشركات المتعاونة مع الكيان. وهنا ألقى سيد اليمن عصاه في بحار المنطقة، قائلاً إن أي شركة ترسل إحدى سفنها إلى “إسرائيل”، ستكون كل سفنها في مرمى الاستهداف، حتى إن لم تكن مُتجهة إلى كيان الاحتلال.
إنّ إعلان استهداف كل سفن الشركات المتعاملة مع “إسرائيل” سيمثل ضربة اقتصادية كبرى للعدو الإسرائيلي وداعميه، وضغطاً مؤلماً على واشنطن، التي استمرت في الدفاع عن مجرمها الصغير.
لقد قال اليمن، في مرحلته الرابعة، إنّ مياه البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي والبحر المتوسط محرّمة على كل شركة قد تتجرأ وتدعم الكيان، ولو بسفينة واحدة.
إنّ المرحلة الرابعة تقول بلغة الأرقام إنّ 736 سفينة تابعة لشركة MSC الإيطالية و696 سفينة لشركة ميرسك الدنماركية، ستكون عرضة للاستهداف والإحراق والإغراق في مسرح العمليات اليمنية، من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط وما بينهما، في حال أقدم العدو على التصعيد في رفح، واستمرت هذه الشركات في تعاملها مع الكيان.
لقد أعادت القيادة اليمنية اعتبار القضية الفلسطينية إلى الواجهة، وأعادت اعتبار الأمة إلى مكانها. وفي اعتقادي أن ما يتم إعداده لليمن من جانب الدول الاستكبارية لا يستهان به، وخصوصاً بعد توقيف الخلايا التجسسية التابعة لواشنطن ولندن وكشفها، وهي الأخطر على الإطلاق في حروب البلدان والمدن.
يقول اليمن إنّه متعود على الصراع، وخبر العدو وعقليته وسلاحه، وسيصمد أمام أي تصعيد بعد “طوفان الأقصى”، وخصوصاً أنّه تم كسر قواعد الاشتباك ومس اقتصاد كبرى الدول، فكيف إذا اشتعلت النيران بسفن النفط، وتفرّغ اليمن لمعركة بحرية يعرف جيداً كيف يُديرها ويهزم خصومه فيها.
* مدير مكتب الميادين في صنعاء
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة البحر المتوسط البحر الأحمر بعد أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنسحب.. وصنعاء تسيطر.. الحصار البحري اليمني على الكيان يعيد رسم معادلات البحر الأحمر
يمانيون | تقرير
تشهد الساحة البحرية المحيطة باليمن تصعيداً غير مسبوق، وصفته مصادر عسكرية دولية ومجلات متخصصة بأنه يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في قواعد الاشتباك، بعد إعلان القوات المسلحة اليمنية دخول المرحلة الرابعة من الحصار البحري ضد الكيان الصهيوني وشركات الشحن المرتبطة به، في سياق معركة الدعم المفتوح لغزة والمقاومة الفلسطينية.
“لويدز ليست”: العالم يدخل مرحلة رعب جديدة
ففي تقرير بارز نُشر الثلاثاء، وصفت مجلة “لويدز ليست” البريطانية المتخصصة في شؤون الملاحة البحرية ما يجري بأنه “مرحلة رعب جديدة” داخل سوق الشحن العالمي، مؤكدة أن إعلان اليمن توسيع نطاق الاستهداف ليشمل السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني – حتى ولو لم تكن متجهة نحو الموانئ المحتلة – أثار هزة ثقة كبرى في صناعة الشحن الدولية.
المجلة استشهدت بتصريحات مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في شركة EOS Risk، الذي أكد أن القوات اليمنية بدأت بالفعل تطبيق هذه المرحلة من الحصار، مستدلاً بعملية استهداف ناقلة النفط “ماجيك سيز”، والتي شكّلت نموذجاً عملياً للنهج الجديد الذي لا يترك مجالاً للمراوغة أو التجاهل.
أما المحلل الأمني ديرك سيبيلز، من شركة “ريسك إنتليجنس”، فحذّر شركات الشحن من تجاهل التحذيرات اليمنية، مشيراً إلى أن استمرار التهوين من الخطر سيؤدي إلى “خسائر جسيمة”، كما حدث مع سفينتي “ماجيك سيز” و”إيترنيتي سي” اللتين تم استهدافهما وأُغرقتا بعد تحديهما الواضح للخطوط الحمراء التي أعلنتها صنعاء.
البحر الأحمر دون مدمرات أمريكية: تحوّل استراتيجي
وفي موازاة ذلك، كشف موقع “USNI News” التابع لمعهد البحرية الأمريكية عن غياب كامل للمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر لأول مرة منذ عقود، مشيراً إلى أن هذا الغياب تزامن مع دخول اليمن مرحلة جديدة من التصعيد البحري، ما اعتُبر “أخطر مرحلة تصعيدية” منذ بدء العمليات اليمنية في نوفمبر 2023.
وأكد الموقع أن واشنطن لم تعد تملك وجوداً بحرياً فاعلاً في الممر المائي الأهم في العالم، رغم المناشدات المتكررة من تل أبيب والشركات الملاحية العالمية لتوفير الحماية. ولفت التقرير إلى أن السفن الأمريكية لم تتدخل مطلقاً خلال استهداف سفينة “إيترنيتي سي”، رغم معركة بحرية استمرت أكثر من 16 ساعة.
وتابع الموقع بالقول:
“ما كان يُعرف بالهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر لم يعد له وجود فعلي. اليمنيون يتحركون بأريحية متزايدة ويعيدون رسم معادلات الملاحة دون أي مقاومة ذات معنى”.
“إسرائيل نيوز”: شلل اقتصادي يلوح في الأفق
من جانبها، نقلت صحيفة “إسرائيل نيوز” الصهيونية حالة الذعر المتنامية داخل الأوساط الاقتصادية والعسكرية للعدو، مؤكدة أن المرحلة الرابعة التي أطلقتها صنعاء، تمثل تهديداً مباشراً لحركة التجارة البحرية نحو الموانئ المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين صهاينة قولهم إن هذه المرحلة تتسم بتوسيع نوعي للرقعة الجغرافية وتشمل أسلحة جديدة وتقنيات متقدمة، وتستهدف السفن المرتبطة بالكيان سواء بشكل مباشر أو عبر علاقات تجارية.
وأشار التقرير إلى أن “القيادة” في كيان الاحتلال أصدرت أوامر مباشرة لشركات الملاحة بتجنب البحر الأحمر والبحر العربي، خشية الوقوع في مرمى النيران اليمنية، وهو ما يُهدد بشلل حقيقي لحركة الاستيراد والتصدير في الموانئ الصهيونية خلال الأشهر المقبلة.
وحذر محللون اقتصاديون في الصحيفة من أن “امتناع شركات الشحن العالمية عن الدخول في مخاطرة ملاحية باتجاه مرافئ الاحتلال”، نتيجة الحصار البحري اليمني، سيدفع الاقتصاد الصهيوني إلى ركود عميق وخلل تجاري يصعب إصلاحه في المدى القريب.
اليمن تصوغ توازن ردع بحري غير مسبوق
اللافت في التحليل المشترك لهذه التقارير الغربية والصهيونية، هو التأكيد على أن صنعاء باتت تتحرك وفق استراتيجية مدروسة لا تقوم على التهور، بل على ردع مدروس يضرب ما يكفي لحماية الصدقية، دون الحاجة إلى إشعال الممرات برمتها.
ويشير تقرير “USNI News” إلى أن القوات اليمنية لا تستهدف كل سفينة تمر، بل تختار أهدافاً دقيقة ومبررة من ناحية السيادة والمعايير العسكرية، ما يجعل كل هجوم رسالة استراتيجية وليس عملاً فوضوياً.
كما نقل التقرير عن المحلل الأمريكي أفشون أوستوفار قوله:
“غياب الرد الأمريكي يمنح اليمنيين بيئة مريحة لتنفيذ ضرباتهم بدقة، ويمنحهم زمام المبادرة لأول مرة في التاريخ الحديث على هذا النحو”.
من غزة إلى البحر.. اليمن يُعيد تعريف السيادة
وفي المشهد العام، يتضح أن المرحلة الرابعة من الحصار البحري اليمني لم تكن مجرد توسعة ميدانية، بل هي تحوّل استراتيجي يتجاوز البحر الأحمر ليطال توازنات القوى العالمية.
فبين غياب الردع الأمريكي وتفكك الغطاء الأوروبي، تبرز صنعاء كقوة إقليمية بحرية صاعدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة البحرية، انطلاقاً من دعمها السياسي والعسكري لغزة وفلسطين.
هذا التحول لا يُرعب تل أبيب فحسب، بل يُربك كل المنظومة الغربية التي طالما استخدمت الممرات المائية كوسيلة للضغط والسيطرة.
اليوم، صار البحر الأحمر خاضعاً لمعادلة يمنية – فلسطينية، تُكتب بلغة الردع، وتحمل توقيع اليمنيين الذين حوّلوا المياه الدولية من ممر عبور إلى جبهة مفتوحة للكرامة والسيادة.