البوابة نيوز:
2025-06-10@14:47:28 GMT

القوى الخارقة للقهوة

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

"جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب".. وما أدراك ما الفنجان المقلوب لدى الكثيرين هو عالم من الغد المثير. البعض يقلب فنجانه في أوقات معينة من اليوم فقط إيمانًا بأن هذه الأوقات هي التي تجلب الطالع الحقيقي، والبعض لا يفعلها في أيام معينة تشاؤمًا وفألًا. تقوم بعض السيدات في مصر بعمل جلسات أشبه بالحفلات الأسبوعية احتفاءً بالقهوة، تتجمع فيها مجموعات من الصديقات لتقرا لهم صاحبة المنزل فناجينهن، أو ربما يستدعين عرافة من باب الترفيه وتغيير الأجواء؛ إذ إن الأمر لا يزال غير مكلف ومليء بالإثارة.

أما عن رأيي أنا فأنا مع كلام الدين "كذب المنجمون ولو صدقوا"، إلا أنني كعاشقة للقهوة أستطيع معكم أن أسجل بعض الأشياء اللافتة بكاميرا فكري. وكلها تشير إلى أن العشق يأتي بحالات من الهوس بما تعشق، تجعله يكتسب أشياء لا يملكها، يحدث هذا مع القهوة. جعل هذا العشق القهوة ثاني أكثر السلع استخدامًا في العالم بعد النفط، وثاني أكثر المشروبات شعبية بعد الماء على الأرض.

   درجت السيدات في المناطق الجبلية النائية في إثيوبيا، حيث تعد يتم إنتاج حبوب من أفضل ما تنتج القهوة، على تقديم طعام للأرض التي يتم عليها طهو أو شرب القهوة قبل شربها. تظن هؤلاء السيدات أن القهوة يجب أن يتم شكر الأرض عليها قبل البدء في شربها، إذ أن هذا الإرضاء للأرض شكر واجب يقي من الغضب. نحن في كل مكان في العالم نشرب بن أثيوبيا ولا نقدم للأرض قربانًا من حبوب فشار أو غيره كما يفعلون هناك، لم يلاحقنا الغضب ولا فسدت القهوة بين أيدينا. ينشأ القوم هناك على احترام حبوب البن احترامًا بالغًا قبل الاستفادة منها. إذ أن القهوة لها هيبة لا يمكن انكارها في أي مكان على الأرض.

  في بعض المناطق الجبلية بآسيا وأوروبا يعقد البعض أن القهوة يجب أن يكون شربها بملابس خفيفة حتى في أشد ليلات الشتاء برودة، إذ يعتقدون أن هذا يجلب لهم البركة في الجسد، حتى أنهم قد يلجأون لشربها في جماعات متقاربين من بعضهم البعض في الشتاء القارص حتى تدفئ التجمعات أجسادهم. يعتقدون أن مخالفة هذا الأمر قد تجلب المرض، أو تذهب مفعول القهوة، وهاهو العالم كله يشرب القهوة متدثرًا طبقات من الأغطية في الشتاء. لم يمت أحد متأثرًا بقلة البركة ولا قوة غامضة. إلا أن عشق الطقس ذاته مع لعب البن بيقظة العقل تزيد من قوة اعتقاد البعض بأن البركة قادمة وأنها خارقة تهزم كل وجع وظرف موجع مثل البرد.

   لطالما أحببت تسمية القهوة "خمر العباقرة" لأنها تريك ما لا تراه بدونها لسبب وحيد هو زيادة كمية الدم المتدفق للدماغ، ولابد أن يزيد نشاط الدماغ طالما زاد غذاؤه. تدفئ الجسد وتزيد نشاطه، وبالنسبة لشخص مثلي يشربها بكثرة تغير لون بشرتي بعد أول رشفة بثوانٍ كما لاحظ طلبتي الأعزاء. كما ترون إن الأمور البيولوجية تثير في بداياتها علامات استفهام حولها، وتترك مجالًا لتكهنات لا علاقة لها بالمنطق على الإطلاق. تزيد قوة هذه التكهنات في الأماكن التي ال ينتشر فيها التفسير البيولوجي العلمي بسرعة وانتشار وتبقى موروثًا ثقافيًا أسطوريًا لا علاقة له بالواقع لكن له علاقة بمزاج الشعوب وآفاق تخيلها. يدفع كل من الليل الطويل البارد والمرض والوجع الأفراد لابتكار حلول سهلة بيد قوى خفية طلبًا للأمل وما أدراك ما الأمل. قهوة سعيدة لي ولكم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القهوة

إقرأ أيضاً:

حُلم العودة

تكليف كامل إدريس برئاسة الحكومة المدنية المقبلة. ووجد ذلك التكليف قبولاً إقليميًا وعالميًا وداخليًا من الإسلاميين، وبقية القوى الوطنية السودانية، قطع حُلم العودة للحكم على (خدم وحشم) بن زايد باسم القوى المدنية. وربما فات عليهم بأن حالة الاحتقان التي أفرزتها مجريات الحرب الحالية جراء رعونة مواقفهم السياسية المخزية، ومشاركة لجان (قمامتهم) بحمل السلاح مع المرتزقة في كثير من المناطق، وتشكيلهم لفيالق المتعاونين من كوادرهم، قد باعدت بينهم وبين العودة كمواطنين عاديين، ناهيك عن حكام، فتلك (لحسة كوع). هذا الأمر دفع بهم إلى معارضة حكومة إدريس المرتقبة قبل تكوينها وبداية عملها. فقد وصلت الجرأة بعميلهم الأكبر (الحامض دوك) أن وجه سهام نقده مباشرة لكامل. ليأتيَ الرد (كاملًا من كاملٍ)، ومفحمًا ويتناسب ووقاحة النقد. إذ جاء فيما معناه: (“تعالوا لكلمة سواء بيننا وبينكم” ألا نرتمي في أحضان الأجنبي. أي: كفاية تمرغًا في وحل العمالة والارتزاق. الآن الوقت لبناء الوطن، لا لتبادل البيانات). عليه رسالتنا لكامل أن أمضي حيث تُؤمر من الشعب. فلا ذمة لعميل، ولا رأي لأجير، ولا أخلاق ليساري، ولا قيمة لتقزمي. وأجزم بأن كامل إدريس حتى الآن (عشرة على عشرة) وخير دليل على ذلك تلك الحملة الإعلامية الحمدوكية ضده. وليت كامل يعرف بأنه مهما أخفق في عمله، بأي حال من الأحوال لا يمكن أن يصل إلى الدرك الحمدوكي في الحكم. وخلاصة الأمر ليتأكد كامل بأن الشعب على استعداد أن يربط الحجر والحجرين على بطنه من أجل إنجاح مهمته. فلا تخيب ظن الشارع، وتشمت فيه الحُثالة التقزمية.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٣٥/٦/٨

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مهدي كبة: الموت جنجويدياً ملطخاً بدماء الأبرياء
  • أوسيمين يرد بصورة مثيرة للجدل في خضم مفاوضات الهلال..صورة
  • النمر: الستاتينات تتفوق على إبر الكوليسترول في خفض الوفيات القلبية
  • القهوة السادة… طقوس العيد الأصيلة في كل بيت
  • هَوَس التسوّق والتباهي بالشراء يحول المناسبات السعيدة إلى "كابوس مادي"
  • خلطة طبيعية ترفع مناعتك بنسبة 400%.. مختص يكشف عن "الوصفة الخارقة"
  • عالم فلك يفسّر سبب ظهور “الأجسام المضيئة” في سماء كازاخستان مؤخرا
  • 5 فرق عربية بمونديال الأندية في أمريكا.. حظوظ متباينة ومسافات ترهق البعض
  • حُلم العودة
  • «تحسن فترة الشيخوخة».. دراسة: فوائد مذهلة لشرب النساء لـ القهوة