دبي- محمد إبراهيم:

أكد خبراء ورؤساء جامعات، أن عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، أوجد ضرورة ملحة لتطوير المستوى المهني والمهاري لأعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي، إذ إن هناك 10 أسباب تدعو لتطوير أدائهم المهني ومهاراتهم، باستراتيجيات تدريسية متقدمة، تحاكي احتياجات الطلبة في مختلف التخصصات، لا سيما التي أصبحت مطلباً ملحاً في سوق العمل.

في وقت تركز وزارة التربية والتعليم على إجراء تعديلات على متطلبات تعيين الأساتذة في الجامعات، بحيث لا تقتصر على حملة الدكتوراه فحسب، بل ينبغي حصولهم على شهادات مهنية، والمشاركة في المجالس الاستراتيجية لمؤسسات التعليم العالي، على أن يكونوا أعضاء من مختلف القطاعات للمساهمة في وضع الخطط الدراسية والامتحانات التي تحاكي المهارات المطلوبة في سوق العمل.

وتيرة متسارعة

وفي تفنيدهم للأسباب، قالوا لـ«الخليج» إن تطور التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، يتطلب من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات مواكبة المتغيرات وتحديث مهاراتهم بشكل مستمر، فضلاً عن ظهور أدوات تعليمية جديدة تعتمد في نطاق عملها على الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، ما يتطلب منهم التعرف إليها وكيفية استخدامها وتوظيفها في التدريس.

وأفادوا بأن أهم أسباب التطوير المهني والمهاري لأساتذة الجامعات في الوقت الراهن، تلك التي تحاكي تغير احتياجات سوق العمل بشكل سريع، ما يفرض عليهم مسؤولية إعداد طلابهم للوظائف الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، فضلاً عن أهمية تحسين جودة التعليم التي لم تتحقق إلا بتطوير مهارات الأساتذة، لا سيما أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بجودة المخرجات.

إنتاج المعرفة

وأكدوا أن أعضاء هيئة التدريس يؤدون دوراً رئيسياً في البحث العلمي، لذلك يسهم تطوير مهاراتهم في تعزيز مسارات البحث العلمي وإنتاج المعرفة الجديدة، فضلاً عن تطوير المناهج الدراسية بشكل مستدام، لمواكبة المستجدات المتوالية في مختلف المجالات، ما يتطلب من أعضاء هيئة التدريس تحديث معرفتهم ومهاراتهم بشكل دوري منتظم.

في وقفة معها، أكدت بروفيسور فيونا روبسون، رئيس كلية إدنبرة للأعمال وكلية العلوم الاجتماعية بجامعة هيريوت وات دبى، أن الارتقاء بالمستوى المهني والمهاري لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات يعد استثماراً ضرورياً لمستقبل التعليم والبحث العلمي والاقتصاد، فضلاً عن دورهم في تطوير نوعية الخريجين للحصول على وظائف جيدة تتناسب ومتطلبات سوق العمل المتغيرة، كما أن جودة الخريجين يعد مؤشراً رئيسياً على جودة الجامعة ومهنية أساتذتها.

وشددت على أهمية إدراك الأساتذة للذكاء الثقافي وإظهاره وتوضيح الفوائد على المستوى الفردي والتنظيمي، إذ يمكن القيام بذلك بشكل علني حتى يتمكن الطلاب من التفكير في تطورهم، ما يؤدي إلى إعداد الطلاب بشكل جيد لتقديم مساهمات في أماكن عملهم المتنوعة.

الأكثر طلباً

من جانبه، أكد الدكتور نور الدين عطاطرة، المدير المفوض لجامعة العين، أن تحسين المستوى المهني والمهاري لأساتذة الجامعة، لا سيما في التخصصات الأكثر طلباً في سوق العمل المستقبلي، يعد أمراً ضرورياً لضمان جودة التعليم وتلبية احتياجات سوق العمل المتطورة.

وكشف لـ«الخليج» عن أهم المسارات التي تبلور دور الجامعات في تحسين المستوى المهني والمهاري للأساتذة، أبرزها برامج التطوير المهني التي من شأنها الارتقاء بمستوى مهنية وكفاءة الأساتذة في التدريس والبحث العلمي واستخدام التكنولوجيا.

وأضاف: «يمكن للجامعات توفير فرص تبادل الخبرات بين الأساتذة من خلال برامج الزيارات المتبادلة والمؤتمرات والندوات، فضلاً عن دعم البحث العلمي من خلال توفير التمويل والمعدات اللازمة للأساتذة، إضافة إلى جذب الكفاءات المتميزة من خلال تقديم رواتب ومزايا تنافسية وخلق بيئة عمل مناسبة».

تخصصات مهمة

أما الدكتور عطا حسن عبدالرحيم، مدير مركز التعليم المستمر والتطوير بالجامعة القاسمية، فكشف لـ«الخليج» عن التخصصات الأكثر طلباً في سوق العمل المستقبلي، موضحاً أنها تتغير بشكل مستمر، إلا أن الأكثر شيوعاً منها في الوقت الراهن، الذكاء الاصطناعي الذي يعد أحد أكثر المجالات طلباً لاستخدامه في مختلف القطاعات؛ مثل التعليم والرعاية الصحية.

وأضاف أن تخصصات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات لها النصيب الأكبر ضمن التخصصات الأكثر طلباً، لا سيما أنها متداخلة مع المجالات الحيوية، وتعتمد عليها جميع القطاعات تقريباً، فضلاً عن الأمن السيبراني الذي يزداد أهمية لحماية البيانات والأنظمة من الهجمات الإلكترونية.

وأشار إلى أهمية تخصص البيانات الضخمة، الذي أصبح مورداً مهماً للعديد من الشركات، لذلك تزداد الحاجة إلى متخصصين في تحليل البيانات واستخراج المعلومات منها، فضلاً عن الطاقة المتجددة، التي تتصدر اهتمام الحكومات والمجتمعات، مع تزايد المخاوف البيئية، لتبرز الحاجة إلى متخصصين في مجال الطاقة المتجددة؛ مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الذكاء الاصطناعي أعضاء هیئة التدریس فی سوق العمل الأکثر طلبا لا سیما

إقرأ أيضاً:

سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على “بلاتيني التعليم والأبحاث”

 

أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، استمرار دعم وترقية وتعزيز حضور الجامعة على النطاق العالمي وسط نظيراتها من الجامعات المرموقة، وذلك في مختلف المجالات الأكاديمية والعلمية وغيرها، ما يسهم في الارتقاء بها وترسيخ مسيرتها كواحدة من أفضل مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج الدولة.

جاء ذلك بمناسبة إعلان حصول جامعة الشارقة، كأول جامعة في الشرق الأوسط، على التصنيف البلاتيني (Platinum) وفق نظام تقييم وتتبع الاستدامة ستارز (STARS AASHE) حيث حصلت على تقييم 100% في مجال التعليم والأبحاث المستدامة، الأمر الذي يعكس مدى التزامها بالاستدامة في العمليات والتخطيط وأهمية إعداد جيل واعٍ في هذا المجال، وبما يتماشى مع توجهات وأجندة دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة في مجال الاستدامة والوصول إلى الحياد الكربوني من خلال التعليم والأبحاث والابتكار وإدارة العمليات والتخطيط.

وبلغ عدد الجامعات التي حصلت على التصنيف البلاتيني 15 جامعة فقط منها 8 جامعات من الولايات المتحدة و6 من كندا إلى جانب جامعة الشارقة.

وبارك سمو رئيس جامعة الشارقة، لمجلس أمناء وإدارة الجامعة وأعضاء الهيئات الأكاديمية والإدارية والفنية والطلبة، هذا الإنجاز الجديد الذي يضاف إلى مجموعة بارزة من الإنجازات التي حققتها على مدار السنوات الماضية، وذلك بفضل الإستراتيجية والرؤية والمنهج المدروس الذين تسير وفقه الجامعة، والجهود الكبيرة التي يبذلها كافة المنتمين إليها لتهيئة السبل والوسائل كافة لطالب العلم كمحور رئيس للعملية التربوية والتعليمية.

وأكد حرص جامعة الشارقة على تقديم أفضل التجارب لطلبتها عبر ترقية البيئة الدراسية والعلمية بمكوناتها كافة من المناهج والبحث العلمي والأنشطة المتنوعة والمشاريع الطلابية ودعم الابتكارات، بالإضافة إلى الكوادر البشرية العاملة، وذلك وفق محور الاستدامة في التعليم العالي الذي يعد اتجاهاً عالمياً لتطوير الجامعات والكليات، لتستمر الجامعة في تطورها وحصولها على المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية في المجالات المختلفة.

وجاء فوز جامعة الشارقة بعد التقييم الذي اتبعه برنامج “التصنيف ستارز” وهو نظام يعمل بصورةٍ شفافة على تقييم وتتبع الاستدامة وقياس أدائها في الجامعات والكليات على مستوى التعليم العالي في دول العالم المختلفة؛ إذ يشمل البرنامج أهداف الاستدامة طويلة الأجل للمؤسسات المتميزة وتحفيزها على التحسن المستمر وبناء مجتمع جامعي مستدام أكثر تنوعاً وأداءً، والوصول إلى تعليمٍ جامعيٍ متميز.

وكانت جامعة الشارقة قد اشتركت في هذا التصنيف منذ عام 2021م، وحصلت على التصنيف الفضي ثم الذهبي في عام 2022م، كأول جامعة في الوطن العربي، ثم البلاتيني في هذا العام وهي الفئة الأعلى؛ ما يؤكد مكانة الجامعة في مجال الاستدامة.


مقالات مشابهة

  • «مجلس الوزراء» يستعرض إنجازات الدولة في تطوير التعليم الجامعي والتوسع في إنشاء الجامعات الأهلية
  • أسباب عاصفة الإسكندرية وعلاقة الزلازل .. عضو هيئة الأرصاد يحسم الجدل لـ “صدى البلد”
  • 34 ألف طالب ملتحقون بالتعليم المهني
  • سلطان بن أحمد القاسمي يثمن حصول جامعة الشارقة على “بلاتيني التعليم والأبحاث”
  • وزير التعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس
  • وزير التعليم يبحث مع جوجل ويونيسف مصر دمج التكنولوجيا لتطوير التعليم
  • 5 تجارب حيّة لتطوير خبرات معلمي «التعليم المستمر» بالأحساء
  • محافظ أسيوط يعلن عن انطلاق تدريبات مهنية لتأهيل الشباب لسوق العمل
  • انطلاق تدريبات مهنية بأسيوط لتأهيل الشباب لسوق العمل
  • خبراء أميركيون: ترامب يحاول تدمير التعليم وجمع كل السلطات في يده