استطلاع: اليمين المتطرف يحتفظ بالصدارة قبل تشريعيات فرنسا
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أظهر استطلاع للرأي نشر اليوم الأحد أن من المتوقع أن يتقدم حزب التجمع الوطني المتطرف في فرنسا وحلفاؤه في الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية في البلاد بنسبة 35.5% من الأصوات.
وأفاد المسح الذي أجراه مركز "إبسوس" لصالح صحيفة "لو باريزيان" وإذاعة فرنسا يومي 19 و20 يونيو/حزيران الجاري بأن تحالف الجبهة الشعبية الجديدة المنتمي إلى اليسار سيكون في المرتبة الثانية بحصوله على 29.
وتوقع المسح أن يأتي تحالف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المنتمي إلى الوسط في المرتبة الثالثة بعدما حاز على 19.5% من الأصوات.
ومن المتوقع أن تبلغ نسبة المشاركة بين 60 و64%، وهي أعلى بكثير من نسبة المشاركة التي بلغت 47.5% في الانتخابات العامة الأخيرة في يونيو/حزيران 2022.
ومن غير المرجح أن يمنح التقدم في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقرر إجراؤها على جولتين في 30 يونيو/حزيران و7 يوليو/تموز حزب التجمع الوطني أغلبية مطلقة.
ودعا ماكرون إلى الانتخابات بعدما تكبد تحالفه هزيمة ساحقة في انتخابات البرلمان الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر.
وأظهر مسح آخر لـ"إبسوس" نشرته "فايننشال تايمز" أن حزب التجمع الوطني هو أكثر حزب حاز على ثقة المشاركين لإدارة الاقتصاد والأموال العامة.
وبحسب المسح، يثق 25% من المشاركين في حزب التجمع الوطني بقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، مقابل 22% لصالح الجبهة الشعبية الجديدة و20% لتحالف ماكرون.
"مغازلة" جميع الفرنسيينوعلى عتبة الأسبوع الثاني والأخير من الحملة يسعى رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا إلى استخدام ورقة التهدئة، طارحا نفسه في موقع الشخصية القادرة على جمع الفرنسيين، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لو جورنال دو ديمانش".
وقال "أريد مصالحة الفرنسيين، وأن أكون رئيس الوزراء لجميع الفرنسيين بلا أي تمييز"، مرددا أنه لن يقبل بتولي المنصب إن لم يحصل على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية.
وفي حال تحقق ذلك تعهد بأن يكون "رئيس وزراء للجميع، بمن في ذلك من لم يصوتوا لي"، واعدا "باحترام جميع الفرنسيين، كائنا من كانوا ومن أينما أتوا".
ومع اشتداد الحملة يركز بارديلا انتقاداته على زعيم اليسار الراديكالي جون لوك ميلانشون الذي يعتبره خصمه لرئاسة الوزراء، فيحذر من "خطر اليسار الأكثر تطرفا والأكثر تعصبا".
ورفض ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" أن "يزيح نفسه أو يفرض نفسه" رئيسا للوزراء في حال فوز اليسار بالدورة الثانية من الانتخابات في 7 يوليو/تموز المقبل.
وقال إن "بارديلا هو ماكرون مع طلاء من العنصرية"، مؤكدا أن الرئيس "يخوض حملة حتى يكون لديه رئيس وزراء من التجمع الوطني يقضي وقته في مهاجمتنا".
وقام ماكرون بأكبر مجازفة منذ وصوله إلى السلطة عام 2017 بإعلانه حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، في قرار أثار صدمة هائلة في فرنسا اتخذه على ضوء فشله في الانتخابات الأوروبية في 9 يونيو/حزيران الجاري بمواجهة التجمع الوطني.
وفاز الحزب اليميني المتطرف في البرلمان الأوروبي بضعف عدد المقاعد التي حصل عليها الحزب الرئاسي "رونيسانس" (النهضة).
ودافع ماكرون -الذي واجه صعوبة في تطبيق برنامجه منذ أن خسر الأغلبية في الجمعية الوطنية بالانتخابات التشريعية الأخيرة في يونيو/حزيران 2022- عن قراره، مؤكدا أنه خيار ضروري لـ"توضيح" المشهد السياسي الفرنسي.
في المقابل، أكد الرئيس -الذي تنتهي ولايته في 2027- أنه لن يستقيل أيا كانت نتيجة الانتخابات التشريعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حزب التجمع الوطنی یونیو حزیران
إقرأ أيضاً:
مرصد الأزهر يحذر من تيك توك: منصة تجنيد خطيرة للقُصّر في إسبانيا
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد خطير في ظاهرة تجنيد القُصّر داخل إسبانيا عبر الإنترنت، متهمًا منصة "تيك توك" بلعب دور محوري في هذه الظاهرة، حيث تحولت إلى أداة رئيسية لاستقطاب الأطفال والمراهقين نحو الفكر المتطرف.
وأوضح المرصد في تقرير له، أن عام 2024 شهد اعتقال 15 قاصرًا بتهم تتعلق بالتطرف والانتماء لتنظيمات إرهابية، مقارنة بـ6 فقط في عام 2023، أي بزيادة تفوق 150% خلال عام واحد، مشيرًا إلى أن عام 2025 لم يكن استثناءً، إذ سُجلت 7 حالات اعتقال جديدة لقُصّر في النصف الأول من العام فقط.
وأضاف التقرير أن هذه الأرقام تعكس تحولًا مقلقًا في خريطة التجنيد داخل أوروبا، خاصة في إسبانيا وفرنسا اللتين تمثلان معًا 55% من إجمالي حالات الاعتقال المسجلة بين عامي 2017 و2022، والتي بلغت 62 حالة موثقة.
وكشف المرصد أن جماعات متطرفة باتت تعتمد على "تيك توك" لنشر دعايتها، عبر محتوى ديني سطحي يبدأ برسائل بسيطة ثم يتدرج نحو التحريض على العنف والكراهية. وتُسهم خوارزميات المنصة، وفق المرصد، في تسريع انتشار هذا النوع من المحتوى، خصوصًا لدى فئة المراهقين التي تعاني من هشاشة نفسية وبحث عن الهوية والانتماء.
وأشار المرصد إلى أن الحكومة الإسبانية أطلقت خطة وطنية لمواجهة هذا التحدي بالتعاون مع شركات التكنولوجيا، تضمنت إجراءات لرصد المحتوى المتطرف وبرامج لإعادة تأهيل المتأثرين من الأطفال، إلا أن التعامل القانوني مع قُصّر تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا ما زال يمثل تحديًا بسبب خصوصية الفئة العمرية.
وأكد المرصد أن مواجهة هذا الخطر تستدعي تنسيقًا موسعًا بين الأجهزة الأمنية والمؤسسات التعليمية والإعلامية والمجتمع المدني، مع ضرورة تطوير خطاب ديني عقلاني يعالج الأسباب الجذرية التي تستغلها التنظيمات المتطرفة.
واختتم المرصد بالتأكيد على أهمية تمكين الأسرة والمعلمين من أدوات التوجيه المبكر والرصد، لبناء جدار وقائي يحمي النشء من الفكر المتطرف والانغلاق الذهني.