الثورة نت:
2025-06-08@07:27:05 GMT

مفهوم الولاية في الإسلام

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

 

المفهوم الصحيح للولاية في الإسلام ليس المقصود به السلطة فقط فالإسلام دين ودولة ونظام شامل للحياة كلها، لا يمكن أن يغفل جانباً من جوانبها، ولا أن يفسح للضالين والمضلين أن يحكموا هذه الأمة.. فعندما نتساءل ما هي الولاية في الإسلام؟ فإن جواب صهذا ما تطرق إليه القرآن الكريم حيث نرى سوراً كثيرة تتحدث عن السلطة في الإسلام بأنها ولاية رحمة لا تسلط فلو ننظر ونتفكر في واقع حياتنا ونتأمل في السموات والأرض وما بينهما من خلق الله نجد أن ولاية الله سبحانه وتعالى هي ولاية رحمة، ولاية رعاية، ولاية تربية، ليست مجرد سلطة هكذا، سلطة قاسية، أوامر ونواهي فقط ، ولاية رحمة بكل ما تعنيه الكلمة وكذلك عندما نأتي إلى الرسول الخاتم محمد بن عبدالله (صلوات الله عليه وعلى آله) ونتعرف عليه من خلال القرآن الكريم نجد أيضا أنه كان يجسد هذه الولاية فقال تعالى {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } .

.
إذًا فهذا هو مفهوم الولاية في الإسلام، وهذه هي مهام الولاية في الإسلام، ليست فقط سلطة تنفيذية، سلطة أوامر ونواهي جافة، وتجبر وتسلط وقهر، وأشياء من هذه أبدًا لأنه فعلا يحصل تساؤلات كثيرة حول النظام السياسي في الإسلام، أو حول السلطة السياسية في الإسلام فالسؤال من أصله غير صحيح لأنه في واقع الناس ليس هناك فصل ما بين سياسة، واقتصاد، واجتماع، وثقافة، وتربية، ورعاية، ليس هناك فصل فيما بينها فمن أين جاء ترسيخ السلطة بهذا المفهوم ؟.. فولاية الأمر بالمفهوم القرآني هو وحده الذي يمكن أن يحصّن الأمة من أن لا يَلِي أمرها اليهود، أما المفاهيم الأخرى من يقل “أطِع الأمير وإن قصم ظهرك، وإن كان لا يهتدي بهدى ولا يَسْتَنُّ بسنة” فإن هذا مما يهيئ الأمة لأن يَلِي الأمر اليهود أنفسهم بالطريقة التي صنعوها وأسموها “الديمقراطية” والتي تعتبر نظام هش وليس لها معايير ولا مقاييس مستمدة من ثقافة هذه الأمة ومن دينها وقيمها الإسلامية..
ففي السنة العاشرة للهجرة التي أعلن فيها الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام حين جمع أكثر من مائة ألف من الحجاج، وصعد فوق أقتاب الإبل ليرفع يده ويد علي ليقول للجميع “يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وَالِ من وَالاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخْذُل من خَذَله” بعد خطبة طويلة، بلغ فيها الأمة ما تلقاه عن الله بخصوص ولاية أمرها..
وبعد مرور ألف وأربع مائة وثلاثة وثلاثين عاماً من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وبعد نحو ألف وأربع مائة عاماً من عام الغدير تأتي هذه الذكرى والأمة الإسلامية والعرب بالذات مقبلون على فرض ولاية أمرٍ من نوع آخر، ولاية أمر يهودية، ولاية أمر صهيونية كي تعلم الأمة الإسلامية كم كانت خسارتها يوم أن رفضت إعلان ولاية أزكى وأطهر وأكمل شخص بعد نبيها، فها هي اليوم تقف باهتة، تقف عاجزة تنتظر ولاية من نوعا آخر.. إنها ولاية الأمر اليهودية الصهيونية، لماذا تغمضون أعينكم أمامها وتفتحون أعينكم على من ليس منطقهم بأكثر مما قاله الرسول عَلَناً على مرأى ومسمع من الجميع في مثل هذا اليوم..
وبالتالي ما أعظم كلمة (هذا) في هذا المقام، و(هذا) هذه الإشارة الهامة هي التي يسعى الصهاينة اليوم إلى أن يمتلكوها بعد أن ضيعناها نحن، بعد أن ضيعت هذه الأمة عقيدتها في مَن يملك أن يقول لها (هذا، أو هذا)، جاءها اليهود ليقولوا لها (هذا)! أوليس الجميع الآن ينتظرون من ستقول أمريكا له ليحكم العراق: “هذا هو حاكم العراق؟” “هذا هو حاكم أفغانستان؟” “هذا هو حاكم اليمن” و “هذا هو حاكم الحجاز” و“هذا هو حاكم مصر” و “هذا هو حاكم سوريا”، وهَلُمَّ جَرَّا.. إن كلمة (هذا) تعني هذا هو اللائق بهذه الأمة التي يُراد لها أن تكون أمة عظيمة، هذا هو الرجل الذي يليق أن يكون قائداً وإماماً وهادياً ومعلماً ومرشداً وزعيماً، لأمة يراد لها أن تتحمل مسؤولية عظيمة، يُنَاطُ بها مهام جَسِيْمة، هذا هو الرجل الذي يليق بهذه الأمة، ويليق بإلَهِهَا أن تكون ولايته امتداداً لولاية إلهها العظيم، هذا هو الرجل الذي يليق بهذا الدين العظيم أن يكون من يهدي إليه، أن يكون من يقود الأمة التي تعتنقه وتَدِيْنُ به وتتعامل مع بقية الأمم على أساسه يجب أن يكون مثل (هذا) رجلاً عظيماً لِيَلِيقَ بدين عظيم، بأمة عظيمة، برسول عظيم، بإلهٍ عظيم، وبمهام عظيمة وجَسِيمَة ..
في المقابل هل يُتَوقَّع من أمريكا، ومن تل أبيب أن تقولا للأمة الإسلامية (هذا) إلا إشارة إلى رجل لا يهمه سوى مصلحة أمريكا؟ يكون عبارة عن يهودي يحكم الأمة مباشرة، أو أمير يهودي أو شبه يهودي يحكم إقْلِيماً معيناً فيكون الجميع كلهم ينتظرون من الذي ستقول له أمريكا أو تل أبيب (هذا) وها هم الآن يثقفوننا بهذه الثقافة وفي ذات الوقت حينما كانت المخابرات الأمريكية هي التي تغير بالسِّرّ، فتُطلِّع هذا أو تضع هذا ، واليوم أصبحت تخاطب الشعوب نفسها، لأنها تريد أن تفهم الجميعً بأن لها الحق في أن تقول (هذا) لترسخ في مشاعر وأذهان المسلمين أنها القادرة وصاحبة القرار في تعيين أي زعيم في أي بلاد من بلدان المسلمين ..
فأمام ما يعمله اليهود بالأمة الإسلامية من تغيير ثقافتها ومسخ هويتها وفك ارتباطها بالقران الكريم وبالرسول يحتم على المسلمين إن يرجعوا إلى مفهوم الولاية في الإسلام بشكلها القرآني لكي يخرجوا من تحت إقدام اليهود ومن ولايتهم ولذا يجب أن نتفهم، وإذا لم نتفهم فسيفهمنا الأمريكيون وعملاؤهم معنى الولاية ومن ثم يقولون لنا هكذا ولاية الأمر في الإسلام، وهكذا يكون ولي الأمر، وستراه يهودياً أمامك يَلِي أمرك.. فحينما جهلت الأمة في ماضيها بولاية الأمر، وأهمية ولاية الأمر جعلها عرضة لولاية أمر من نوعا آخر وبهذا أصبحت ضحية لسلاطين الجور، فالجهل الذي امتد من ذلك الزمن، وفي هذا الحاضر هو نفسه الذي سيجعلها ضحية لأن يملك تعيين ولاية أمرها وتثقيفها بمعاني ولاية الأمر فيها، وتعيين من يَلِي أمرها، هم اليهود الصهاينة من الأمريكيين والإسرائيليين..
إن من لا يعلنون ما أعلنه الرسول في ذلك اليوم هم من يَصِمُون الله في حكمته، وفي عدله، وفي رحمته، هم من يضيفون النقص إلى الله فكيف يجوز على الله سبحانه وتعالى، الذي سمى نفسه بالحكيم، العليم، العدل، الذي سمى نفسه بالرحمن الرحيم، أن يأتي لينظم شؤون كل أسرة، لينظم حتى المواريث، ثم لا ينظم شأن الأمة، ويترك الأمة دون أن ينظم أمرها! لكن الآخرين جوزوه على الله، ولما جوزوا على الله أن يكون أهمل شأن الأمة رأينا عشرات الخلفاء، والرؤساء، والزعماء الذين هم بعيدون عن الإسلام يتقافزون على حكم المسلمين، وعلى أكتاف المسلمين جيلاً بعد جيل..
إنه دين الله الحكيم، الذي نزله الحكيم، على رسوله الحكيم، دين عظيم، من إله عظيم، نزل على رسول عظيم؛ لينشأ أمة عظيمة، لا مجال فيها لهؤلاء الضعاف، لا مجال فيها لهؤلاء الأقزام، الذين وجدناهم أقزاماً أمام اليهود..
أليس خزياً علينا نحن المسلمين أن نرى زعماءنا، وهم ما يقارب الخمسين زعيماً كلهم يقفون راكعين مطأطئ رؤوسهم أمام اليهود؟ هل هذا هو الإسلام؟ لا يجوز أن يكون هذا من الإسلام، ولا علاقة لهذا الموقف بالإسلام، ولا شرعية لهذه النوعية أبداً في الإسلام.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

وقفات شعبية حاشدة في أمانة العاصمة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني

وخرج أبناء العاصمة صنعاء، مهللين مكبرين، مرددين هتافات البراءة من الأعداء والتضامن مع الأشقاء في فلسطين، منددين بجرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، بشراكة أمريكية وفي ظل تخاذل عربي وإسلامي مخزٍ وغير مسبوق، وتواطؤ دولي مريب.

ورفع المشاركون، العلمين اليمني والفلسطيني، وهتفوا بشعارات النفير والتحشيد والجهاد نصرة للأقصى الشريف وإسنادًا لغزة والمقاومة الفلسطينية، مؤكدين الاستعداد والجهوزية العالية للدعم والمشاركة في معركة الدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية.

 

وجددّوا موقف الشعب اليمني الثابت والمبدئي في مساندة ونصرة غزة والشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال في مواجهة العدو الصهيوني حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة والأقصى الشريف "قبلة المسلمين، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله، والتصدي لمخططات ومؤامرات أعداء الأمة الصهاينة المجرمين وحلفائهم.

وتوجّه أبناء العاصمة صنعاء في بيانات صادرة عن الوقفات، بأطيب التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وإلى حجـاج بيت الله الحرام، والشعب اليمني المسلم العزيز، ومجـاهديه الأعزَّاء وإلى أبناء الأمة الإسلامية كافَّة، وفي المقدِّمة: الشعب الفلسطيني المظلوم، ومجـاهديه الأعزَّاء بهذه المناسبة الدينية.

وأوضحت البيانات، أن عيد الأضحى أتى هذا العام، والشعب الفلسطيني المظلوم يضحّي بالأطفال والنساء والرجال جهادًا في سبيل الله، ويعيش مأساة لا مثيل لها على وجه الأرض، نتيجةً لجرائم الإبادة الجماعية والتجويع، ومختلف الجرائم البشعة والوحشية، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة، بشراكةٍ أمريكية، وتخاذلٍ عربيٍ وإسلاميٍ غير مسبوق.

 

وأكدت أن الأقصى، يتعرض لأكبر الانتهاكات بشكلٍ شبه يومي، في التدنيس المتعمد لباحاته، والاقتحامات المستمرة له، والمجاهرة بالكفر، والإساءة إلى نبي الإسلام من ساحاته، وممارسة الرقص والسخرية من الأُمَّة الإسلامية.

وأعلن المشاركون في الوقفات، "تضامنهم الكامل ومناصرتهم الدائمة للشعب الفلسطيني المسلم، ونقول لهم لستم وحدكم ولن تكونوا وحدكم فالله معكم ونحن معكم حتى تحرير كامل أرض فلسطين بإذن الله تعالى".

ونددت البيانات باستخدام أمريكا "للفيتو" دعمًا لكيان العدو الصهيونية ورفضًا لوقف الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا دليل واضح وشاهد على أن أمريكا هي الداعم والشريك لإسرائيل في كل جرائمها.

ودعا، شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من انتهاكات وإساءات شبه يومية من قبل الكفار الصهاينة الغاصبين، محذرًا الجميع من العقوبات الإلهية المؤكدة بحق المتربصين والمتخاذلين.

 

وحثت بيانات الوقفات الحاشدة، الجميع في هذا اليوم المبارك على مواساة الفقراء والمساكين وصلة الأرحام والإحسان إلى المحتاجين.

 

مقالات مشابهة

  • ضيوف خادم الحرمين يوثقون رحلتهم الإيمانية من جدة إلى عرفات ومزدلفة وصولاً لمنى ويعبّرون عن شكرهم للمملكة
  • فتوى تلغي مفهوم الثأر في سوريا.. و"إشادة أميركية"
  • الحوثي : يوجه دعوة عاجلة وتحذير خطير
  • القصيفي مهنئا بالاضحى: نسأل الله أن يكون العيد معبرا للسلام في لبنان
  • وقفات شعبية حاشدة في أمانة العاصمة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني
  • “إخلاء الولاية من جميع الأجانب”.. لجنة أمن ولاية الخرطوم تجيز خطة تأمين عيد الاضحى وتطالب المواطنين بإقامة صلاة العيد داخل المساجد
  • خطيب عرفة: التقوى هي التمسك بدين الله الذي أكمله في مثل هذا اليوم
  • محمد بن راشد: يوم عرفة.. يوم الحج الأعظم.. خير أيام الإسلام
  • سرير تحت النجوم
  • أسرة “صراحة نيوز” تهنئ الأمة الإسلامية بحلول عيد الأضحى المبارك