ناشطون لـ:” الثورة “: فرحة العيد لن تكتمل إلا بوقف العدوان على غزة
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
أوضح العديد من الناشطين أن الفرحة الحقيقية للعيد سواء لليمنيين أو المسلمين جميعاً لن تكتمل إلاَّ بانتصار أبناء غزة ورفع الظلم عنهم ووقف العدوان عليهم.. مرسلين تهانيهم للقيادة الثورية والسياسية في البلاد ولكافة أبناء شعبنا الأحرار.
الثورة / أسماء البزاز
البداية مع الإعلامي يحيى الرازحي، حيث يقول: في هذه المناسبة العظمية نبارك لقيادتنا الثورية وقيادتنا السياسية وللمجاهدين ولكافة أبناء شعبنا اليمني الحر العظيم الشجاع، ولكل المسلمين هذا اليوم المبارك الذي نحتفل فيه بفضل الله ورحمته بعيد الأضحى، ونشكر الله على نعمه الإلهية علينا.
وتابع: ونحن نوصل رسالتنا للسيد القائد في ظل المنعطف الاستعماري الخطير الذي تجهزه دول الاستكبار العالمي أمريكا ودول الغرب الكافر والخانعون والمطبعون من الأنظمة العربية خلال ثمانية أشهر من العدوان الصهيوني الإجرامي على أبناء فلسطين واتباع سياسة القتل والتدمير والإبادة الجماعية، وهي ممارسات سكت عنها العالم ولم تحرك المنظمات والهيئات الأممية الحقوقية الإنسانية أي ساكن، نقول: أبناء شعبكم والقوات المسلحة إلى جانبكم لإسناد ودعم إخوانهم الفلسطينيين بكل ما تملكه من قوة.
وأضاف: كان لاستهداف أم الرشراش بالصواريخ والمسيرات الأثر البالغ في تدمير الاقتصاد الصهيوني وكانت ضربات قواتنا المسلحة البحرية والجوية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي المتمثلة في استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إليه وداعميه من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية.
وأوضح أن عملياتنا اليوم لها أهميتها الاستراتيجية في خنق كيان الاحتلال وقد حققت بفضل الله نجاحات باهرة أذهلت العدوان ومن يقف خلفه من الضربات الحيدرية اليمنية التي لم تشهدها البحرية الأمريكية والبريطانية والأوروبية وسنظل بهذه المواقف حتى يقف العدوان الصهيوني على أبناء غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات ولا نامت أعين الجبناء.
وأضاف: رسالتنا إلى المجاهدين: إن الله قد أكرمنا ومنّ علينا بكم، ونحن نحمد الله على هذه النعمة العظيمة أن هيأ لهذه الأمة أمناء شرفاء كرماء يذودون عنها وعن كرامتها، فدمتم لنا ولهذا الدين ولهذه المسيرة، ووفقنا الله لنكون لكم عونا وسندا، أعانكم الله وثبتكم وجزاكم عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، أنتم لنا السند، ونحن لكم العون والمدد بإذن الله تعالى، وتذكروا دائماً قول الله تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّ? قَ?تَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِير فَمَا وَهَنُواْ لِمَا? أَصَابَهُم فِي سَبِيلِ ?للَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ?ستَكَانُواْ وَ?للَّهُ يُحِبُّ ?لصَّ?بِرِينَ).
الحرية والسلام
السياسي نايف حيدان -يقول من ناحيته: في هذه الأيام العيدية المباركة نحيي رجال الرجال المرابطين في الثغور وفي مواقع الشرف والإباء أقول لهم كل عام وأنتم بخير ووطننا الغالي شماخ ومنتصر بصمودكم وبطولاتكم وتضحياتكم.
وقال حيدان: نقول للقيادة الثورية والسياسية دمتم ذخراً لهذا الوطن فبقيادتكم الناجحة وبقراراتكم الجريئة والشجاعة رفعتم رؤوس اليمنيين عالياً وبمواقفكم هذه المعبرة عن الشعب نلتم مكانة عالية في قلوب اليمنيين وجعلتم اسم اليمن في الأعالي.
وتابع: للشعب اليمني ولكل الأحرار في العالم دمتم بكل خير وإن شاء الله تتحقق كل الأمنيات ويعيش العالم أجمع بحرية وسلام بلا سيطرة القطب الواحد المسعرة للحروب وكل عام وأنتم ووطننا الحبيب في خير وأمن وسلام.
دلالات عظيمة
من جهتها تقول ندى يحيى جحاف -منسقة الفعاليات والإعلام في الهيئة النسائية الثقافية العامة: في هذه المناسبة العظيمة نتوجه بأطيب التهاني والتبريكات، للقائد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ونوجه له رسالة إجلال وتقدير وامتنان لحرصه الشديد رغم انشغاله الكبير بكل القضايا على الصعيد الداخلي والخارجي، إلاَّ أنه حريص على تقديم هدى الله للناس أجمعين في كل المناسبات الدينية وغيرها والتي يعتبرها محطات مهمة ليتزود منها الشعب اليمني خاصة والعالم الإسلامي عامة الوعي والبصيرة.
وتابعت جحاف: إن عيد الأضحى المبارك يأتي تتويجًا للركن الخامس من أركان الإسلام، وهو الحج، بما يحمله من دلالات إيمانية مهمة، وعطاءٍ تربوي وروحي عظيم، وما يعززه من مبادئ أساسية، ومنها: مبدأ الوحدة الإسلامية، والبراءة من المشركين، وأعداء الله وأوليائهم من شياطين الإنس والجن والذي سعى أعداء الأمة المتمثلة اليوم في أمريكا وإسرائيل من إفراغ الحج من محتواه الحقيقي وأهدافه وغاياته بما يحمله من دروس ترتقي بالأمة روحيًا وثقافيًا وحضاريًا، وفي العلاقة بالله تعالى، والتقرب إليه، والسعي لرضوانه.
مبينة أن تلك المبادئ والقيم والمفاهيم، هي ترفع مستوى الوعي لدى الأمة؛ لتكون يقظة، ولتتحرك لمواجهة كل التحديات والأخطار، ولتكون بالمستوى اللائق بها، بحجم مسؤوليتها فيما يحميها، فيما يدفع الخطر عنها.
داعية الأمة العربية والإسلامية إلى أن يستفيدوا من خطابات القائد العلم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله الذي أثبت للعالم أنه رجل قول وفعل والتي من خلالها يؤكد أن ما يجري في غزة هو جزء من الاستهداف للأمة بكلها، وأن تلك معركة من معارك الاستهداف للأمة، إذا لم نكن في حالة يقظة، إذا لم نحمل راية الجهاد، فهي حالة خطيرة جدًّا، وعواقبها وخيمة في الدنيا وفي الأخرة.
وتابعت جحاف: كما أدعو الأمة الإسلامية والبلدان العربية وغيرها إلى تقوى الله تعالى، والشعور بالمسؤولية، والاهتمام بالقضية الفلسطينية، والإسهام الفعلي في نُصْرَة الشعب الفلسطيني، والسعي العملي للتصدي للأعداء من واقع الوعي بطبيعة الصراع، وميادين المواجهة؛ وبالتالي التحرك في نشر الوعي، والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وترسيخ العداء، وفضح مؤامرات الأعداء، والحذر منها.
وقالت: وللشعب الفلسطيني الصابر المجاهد في هذه الأيام العيدية المباركة نحيي فيها صموده الأسطوري وصمود مجاهديه الذي بات أية من آيات الله ودليلا على إيمانهم ووعيهم وثباتهم وأنهم يحظون بمعونة وتأييد من الله، ونؤكد لهم أنكم لستم وحدكم وأننا معكم مستمرون بكل ما نستطيع أن نقدمه من الخروج المستمر في المسيرات والمظاهرات حاضرين في كل الساحات نساءً ورجالاً كباراً وصغارً ثابتون على موقفنا على المستوى الشعبي والرسمي والعسكري، وأننا نساء اليمن كافة مستمرات في بذل الغالي والنفيس لدعمكم ودعم وإسناد عمليات القوات المسلحة اليمنية والتي نبارك عملياتها في المرحلة التصعيدية الرابعة المشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية .
وختمت جحاف حديثها قائلة للعدو الإسرائيلي: أنتم إلى زوال، فوعد الله آتٍ، وجنوده لكم بالمرصاد، والعيد عيدين بالنصر إن شاء الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
قراءة لكتاب”موسوعة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية” للعلّامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الباقي حقّاني
هذه قراءة متأنية لكتاب “موسوعة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية”، للعلّامة الشيخ أبي عبد الرحمن عبد الباقي حقّاني، وهو العالم الأفغاني الجليل الذي جمع بين سموّ العلم وصلابة العمل، وكرّس جهوده لبيان أسس السياسة والإدارة في الإسلام. وقد ألّف كتباً نافعة كانت ولا تزال الأمة في أشدّ الحاجة إليها، خاصة في هذا العصر.
وأنا أكتب عن هذا الكتاب تذكرّت كتاب “الأمير” للكاتب والسياسي الإيطالي نيكولو مكيافيلي، والذي اهتمّ به الحكام والأمراء والملوك منذ أن خرج وتربّت عليه أجيال وأجيال من الحكام المسلمين وغير المسلمين، فقلت لعلّ الله عزّ وجل وباسمه الفتّاح العليم أن يفتح بهذا الكتاب قلوب الحكّام المسلمين، ويكون سبباً في هداية غيرهم لمعرفة عظمة هذا الدين من خلال أخلاق الحكّام في الشريعة الإسلامية.
فالشيخ الدكتور عبد الباقي وضع على صفحة الكتاب: (القائد لا يمكن أن يكون عظيماً مالم يكن على خلق عظيم؛ فإنّ قوّة الخُلُقْ كانت دائماً في مقدّمة خصائص القادة العظام)
واعتبر الشيخ أنّ النبيّ ﷺ قائداً للحكم الرشيد، ومعلماً لمبادئ الشريعة الإسلامية، وأنّ الأخلاق ركيزة أساسية في بناء الدولة واستقرارها. وأنّ الحكم في الإسلام ليس تسلطاً ولا استعباداً، بل هو أمانة ومسؤولية كما قال رسول الله ﷺ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
ودعا الشيخ في كتابه إلى الحاجة الملحّة إلى العودة إلى الأصول الشرعية في الحكم والسياسة وإحياء المنظومة الأخلاقية، التي أرساها الإسلام حتّى تستعيد الأمة مكانتها، وتتمكن من إقامة نظام سياسي رشيد يحقق العدل ويضمن الحقوق ويحفظ الدين والدنيا معاً.
ولا شكّ أنّ مستقبل الأمة الإسلامية مرهون بإعداد قادة مؤهلين لإقامة نظام سياسي وإداري، قائم على هدي النبّوة والخلافة الراشدة والحكم الرشيد. فالسياسة في الإسلام منوطٌ بها الحفاظ على الضرورات الخمس في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض.
وللسياسة أهداف عظيمة بيّنها القرآن الكريم ومارسها الرسول ﷺ وهي علم وفن قائم على أسس شرعية متينة تجمع بين الفقه الشرعي، وفقه الواقع والموازنات، ودفع المفاسد وجلب المصالح. وتحتاج إلى مهارات قياديّة وأخلاق راسخة في الحاكم والأمير أو الرئيس لتتيح للقادة إدارة شؤون الشعوب وفق منهج الإسلام الشامل المبنيّ على العدل والحكمة والرحمة والمصلحة.
إنّ الكتاب يبيّن حاجة الأمّة إلى مناهج تربوية وعلمية في السياسة والإدارة والأخلاق ليعتمد عليها قادة المستقبل وحكام الأمة. وهذا دور العلماء والمفكرين والفقهاء لكي يساهموا في إعداد قادة أكفّاء متضلعين في السياسة الشرعية. وهذا من الركائز المهمة لإقامة حكم رشيد قادر على التصدّي للأفكار الدخيلة، والسياسات الإبليسية التي تهدد هوية وعقيدة وقيم ومرتكزات الشعوب الإسلامية.
إن الشيخ عبد الباقي قدّم دراسة عميقة تعمل على سدّ الفجوة بين الفقه السياسي والواقع المعاصر، وقدم رؤية شرعية تعين القادة والمسؤولين على اتّباع نهج النبوة في إدارة شؤون الأمة، واستند في دراسته الواسعة على القرآن الكريم والسنة النبويّة وسير الخلفاء الراشدين واسترشد بآراء واجتهادات العلماء في السياسة الشرعية.
إنّ هذه الدراسة جمعت بين التأصيل الشرعي والتحليل التاريخي وبين المقاربة الفكرية والتطبيق المؤسسي. وهذه الدراسات نادرة في مكتبتنا المعاصرة، فجاءت هذه الموسوعة لتسدّ هذا النقص، وتكوّن لبنة في بناء مرجعيّة علميّة شرعية ثقافية حضارية تاريخية تعتني بأخلاق الحكام والساسة والقادة والإداريين في الإسلام.
وقد قدّم الدكتور العلامة عبد الباقي حقاني دراسة اهتمت بالتأصيل النظري في تحرير المفاهيم الأخلاقية في الإسلام، وبيان مراتبها وأنواعها ومصادرها واستجلاء فضائلها وطرق اكتسابها وفق منهج علمي جمع بين النصوص الشرعية والتحليلات الفقهية والقيادية التي ينبغي أن يتحلى بها الحاكم ومسؤول الإدارة، كالأمانة والعدل والرحمة والشورى والمحاسبة وتوزيع الأعمال بعدالة.
واهتم بالبناء التطبيقي وقدم اقتراحاً علمياً لإدماج الأخلاق في مؤسسات الحكم والإدارة في العصر الحديث؛ بما يضمن الشفافية والمساءلة ويعيد الثقة بين الأمة وحكامها.
ولا شك أنّ الدراسة إضافة علمية وأثرت الدراسات الإسلاميّة بمرجع موسوعي يخاطب العقل الأكاديمي ويقدم مادته بلغة تراثية أصيلة تستجيب لمقتضيات البحث المعاصر.
وقد استخدم العلامة عبد الباقي حقاني الأفغاني مناهج متعددة تتكامل وتتساند وتتعاون في خدمة مقاصد وأهداف هذا البحث الموسوعي، فقد ركّز على:
المنهج النصّي الشرعي: لتحليل الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة وأقوال العلماء أي: الأساس النظري للأخلاق الإسلامية وهذا الغالب في الفصل الأول. المنهج التاريخي الوصفي: باستقراء سير الخلفاء والحكام، وتحليل ممارساتهم الأخلاقية والسياسية ويظهر ذلك في الفصل الثاني (الخصائص الأخلاقية والفكرية لمسؤول الإدارة الإسلامية). المنهج التحليلي المقارن: بمقابلة الأطر الإسلامية بنماذج الإدارة الحديثة، لاستخلاص ما يمكن تكييفه بما لا يخالف مقاصد الشريعة وهو حاضر في الفصلين الثاني والثالث. المنهج التطبيقي الإصلاحي: يطرح آليات واقعية لتنمية الأخلاق ومعالجة الانحراف في الحكم والإدارة. المنهج التركيبي النظري: بجمع نتائج المناهج السابقة في إطار جامع يُقدّم نموذجاً متماسكاً لأخلاق الحكم الإسلامي.وسار الشيخ عبد الباقي حقاني حفظه الله في خط منهجي متناسق: من التأصيل إلى الوصف والتحليل، ثمّ إلى التطبيق والإصلاح.
إنّ حكام المسلمين ملوك وأمراء وسلاطين ورؤساء، على خطر عظيم إذا لم يتقوا الله في أنفسهم وشعوبهم وأمته. وهذه الدراسة تفتح لهم آفاقاً واسعة، وترسم لهم طريقاً بيّناً في أداء مهمتهم التي ابتلاهم الله بها، لكي يقوموا بعبادة الله من خلال منصب الحكم الذي يعتبر من أعظم العبادات إذا اتقى الحاكم فيها الله عزّ وجل، فيكون سبباً في دخول جنان الله الواسعة ورضوان الله ورفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، أو العكس والعياذ بالله عندما يسير على نهج إبليس في الحكم ويتقمّص الأخلاق الشيطانية، ويتبع وسائل الفراعنة في الحكم فيقع في قول الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ٩٦ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ٩٧ يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ٩٨ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ٩٩﴾.
وفي هذا الكتاب بصائر وهدايات ترسم طرق النجاة لمن اختبرهم الله بمنصب الحكم. وقسم الشيخ عبد الباقي كتابه إلى فصول، فكان الفصل الأول: الأساس النظري للأخلاق الإسلامية؛ فتحدث عن ماهية الأخلاق، وعن المقصود بالأخلاق الحسنة، وأنواع الأخلاق وأصولها وفوائدها، ومكارم الأخلاق، ومصادرها من القرآن والسنة النبوية.
وفي المبحث الثاني: مكانة الأخلاق وأهميتها، وتحدّث عن فضائل الأخلاق في سلوك الفرد والمجتمع والأمة، وأن مكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية، وأنها تدخل في كل القطاعات الإنسانية، ودور الأخلاق في قيام الدول والحضارات، وضرورة تهذيب الأخلاق في السياسة والأخلاق.
وتكلم عن وسائل اكتساب الأخلاق وذكر أهمها: تصحيح العقيدة والعبادات ومصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة، والعيش في البيئات الصالحة، والذهاب إلى أهل العلم والفضل وذوي المروءات، وصلاح المجتمع وضغطه على أفراده، وإدامة النظر في القرآن الكريم والسيرة النبوية، والنظر في سير الصحابة الكرام وأهل الفضل والعلم، من التابعين وخير الأمة عبر العصور، وسلطان الدولة الإسلامية، فللدولة الأثر الفعال في إلزام الأفراد والجماعات بالمنهج الأخلاقي الذي رسمه الإسلام للناس، وفي تربية نفوسهم وقلوبهم على الفضائل الأخلاقية. وكما جاء في الأثر: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
وفي (الفصل الثاني): الخصائص الأخلاقية والفكرية لمسؤول الإدارة الإسلامية.
وفي المبحث الأول: الخصائص الدينية والإيمانية وذكر منها:
1. الإسلام: فلا يجوز أن يتولى الحاكم أمر المسلمين، وهو غير مؤمن بالله ورسوله ولا بشريعة الإسلام. وأن يكون الحاكم معتقداً بضرورة تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية القائمة على العدل والحكمة والرحمة والمصلحة في الدنيا والآخرة. وهذا الشرط يعتبر أساساً لضمان العدالة واستقرار الحكم وفقاً لقيم الإسلام، فقد كان الخلفاء الراشدون، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم مسلمين ملتزمين بالشريعة كلها. وقد جرت أحكامهم في دولة الخلفاء الراشدين وفقاً لأحكام الإسلام. والمراد من ضرورة وصف الإسلام في الحاكم، هو أن الحاكم يجب أن يكون مسلماً. وهذا شرط شرعي في الفقه الإسلامي، لضمان تطبيق الشريعة وتحقيق مصلحة الأمة.
2. التفقه بأحكام الدين: وهو من الخصائص الأخلاقية، والفكرية لمسؤول الإدارة الإسلامية. والمراد هو أن يكون الحاكم (ولي الأمر، القاضي، الإمام، أي مسؤول يتولى شؤون الحكم) عالماً بالأحكام الشرعية وفقهياً في الدين ليتمكن من إدارة شؤون الناس وفق الشريعة الإسلامية، والحكم بينهم بالعدل واتخاذ القرارات على أساس أصول الشريعة، فمن واجب الحاكم أن يتفقه في دينه، وأن يتّبع سيرة النبي ﷺ في حكمة واعتدال لتحقيق المصالح العامة. ويمكن أن يساعد الملك أو الأمير أو الرئيس مجالس استشارية ولجان فنية وخبراء في كافة علوم المعرفة، يحيطون به ويساعدونه على أن يقوم بعلم ومعرفة وفقه في الأمور.
قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله -: من عمل بغير علم كان ما يهدم أكثر مما يبني.
إنّ الشيخ عبد الباقي حقاني حفظه الله يؤكد على أنّ قيام الحكم الإسلامي يستوجب أن تؤلَّف الحكومات من الذين يؤمنون بالنظام الإسلامي، وممن لاهمّ لهم إلا إقامة الإسلام. واستدل على ذلك بأقوال العلماء السابقين واللاحقين، وبيّن من خلال أقوالهم التي نقلها في كتابه أنّ التجارب أثبتت أن الحكام المسلمين الذين يجهلون الإسلام، ولا يعملون على إقامة أحكامه كانوا ومازالوا حرباً على الإسلام وآلة طيّعة في يد أعداء الله الذين يكيدون للمسلمين والإسلام. وفي عهود هؤلاء الحكام الجهال استبيحت حرمات الإسلام، فحرّم ما أحل الله، وأحل ما حرم الله وانتشر الفساد في المجتمع الإسلامي، وشاعت الفاحشة وانحسر مدّ الإسلام وذهبت ريحه. واستدل بكلام عبد القادر عودة – رحمه الله – في كتابه (المال والحكم في الإسلام) الذي بيّن أن هذا منطق البشر ومنطق الواقع ومنطق التجارب.
3. الإخلاص لله تعالى: والمراد أن يكون مخلصاً في نيته وعمله لله وحده، لا يبتغي بعمله سلطاناً أو شهرة أو منفعة دنيوية، بل يقصد رضا الله وخدمة الناس وفق شرع الله وقانونه السماوي. واستدل بالآيات والأحاديث على ذلك وبأقوال العلماء وذكر من بينها قول العلامة القلعي المتوفي سنة 360ه من كتابه (تهذيب الرياسة وتهذيب السياسة) قوله:” من مكنه الله في أرضه وبلاده وائتمنه في خلقه وعباده وبسط يده وسلطانه ورفع محله ومكانه فحقيق عليه أن يؤدي الأمانة ويخلص الديانة ويحمل السيرة ويحسن السريرة ويجعل العدل دأبه المعهود والأجر غرضه المقصود”.
4. التقوى وتمكسه الشديد بالشريعة: إن من يتولى الحكم يجب أن يتصف بصفات أخلاقية ودينية عالية، وعلى رأسها التقوى والتي تعني: الخوف من الله في السر والعلن والتزام أوامره واجتناب نواهيه، وهي صفة ضرورية للحاكم حتى يحكم بالعدل، قال الإمام الماوردي – رحمه الله -:” ينبغي للملك أن يأنف من أن يكون في رعيته من هو أفضل ديناً منه كما يأنف أن يكون في رعيته من هو أنفذ أمراً منه”.
وفوائد تقوى الله لكل مسلم وللحاكم أو الرئيس أو الأمير أو المسؤول؛ كثيرة، منها: معية الله تعالى، وتكفير الذنوب، وتعظيم الأجر، واليسر والسهولة، والعون والنصرة من الله، والأمن من البلية، ونيل الوصال والقربة وعزّ الفوقيّة الربانية، والخروج من الهم والمحنة والوعد بالرزق الواحد، والنجاة من العذاب، والفوز بالجنة، ومحبة الله عز وجل. وفي هذه الفوائد والثمار آيات كثيرة تدل على ذلك. ومما يترتب على تقوى الحاكم:
ضمان العدل والنزاهة. حماية مصالح الأمة. القدوة الحسنة. الاستقرار والطمأنينة بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية والرئيس والمرؤوس.5. الاستقامة التامة: ينبغي أن يكون شخصاً عادلاً ملتزماً بالأخلاق، والشريعة والعدل وأداء الحقوق وترك الظلم والفساد. والمراد أن يكون الحاكم متصفاً بكمال العدالة والاستقامة في الدين والسلوك بحيث لا يُعرف عنه انحراف في العقيدة، أو فجور في السلوك، أو ظلم في المعاملة، بل يكون قدوة حسنة في أخلاقه وأفعاله ملتزماً بأوامر الشريعة مجتنباً نواهيها. واستدل بآيات وأحاديث عن أهمية الاستقامة للحاكم وبين أن انحراف الحاكم عن الاستقامة يؤدي إلى الظلم والفساد، وانهيار الدولة وتمزق المجتمع فالاستقامة ليست مجرد صفة كمالية للحاكم، بل هي شرط ضروري لشرعية حكمه وصحة قراراته واستمرار ثقته لدى الناس، ونجاحه في إقامة العدل وحفظ الأمن وتقدم الأمة. قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب. إن صاحب الاستقامة يثق به الناس ويحبه شعبه ومواطنيه، وهي من أعظم الكرامات للناس ومن بينهم الحكام وهي دليل اليقين ومرضات رب العالمين.
6. تنفيذ الأحكام على نفسه وعشيرته وأقاربه ومن حوله أولاً: إن الحاكم العادل يجب أن يبدأ بتطبيق القوانين والعدالة على نفسه وأقاربه قبل غيره من الناس حتى يكون ثقة ويكسب ثقة الرعية ويثبت للجميع أن القانون لا يستثني أحداً مهما علت منزلته أو قربه من السلطة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إذا نهى الناس عن شيء دخل على أهله فقال: إني نهيت الناس عن كذا وكذا، وإن الناس ينظرون إليكم كما ينظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن هبتم هابوا وإني والله لا أوتي برجل منكم وقع مما نهيت الناس عن، إلا ضاعفت له العذاب لمكانه مني، فمن شاء منكم فليتقدم ومن شاء فليتأخر. إن تنفيذ الحاكم الأحكام على نفسه وعشيرته وأقاربه هو علامة على عدله ونزاهته وهو ضرورة لبناء دولة قائمة على الثقة والمساواة والاحترام للقانون.
7. الإصرار على إصلاح نفسه: فحاجة الحاكم إلى إصلاح نفسه أشد من حاجته إلى إصلاح رعيته لأن ذلك يترتب عليه إصلاح الرعية، قال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) في وصيته لعمر: أعلم أنهم لن يزالوا منك خائفين ما خفت الله ولك مستقيمين ما استقامت طريقتك. وقال عمر (رضي الله عنه): فإذا رتع الإمام رتعوا. وكتب إلى أبي موسى الأشعري: واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته وأشقى الناس من شقيت به رعيته. ولا يمكن إصلاح الرعية والحاكم في فساد عريض وموغلاً فيه ولا ينجح في الإرشاد من كان من زعماء الغواية ولا يكون معلماً للهداية من كان من أئمة الضلال. إن الحرص على إصلاح الحاكم نفسه طريق النجاة لدولته وشعبه ودنياه وآخرته، لأن الحكم ليس منصباً للزينة أو الوجاهة بل مسؤولية عظيمة أمام الله والناس تتطلب شخصية متمسكة بالمحاسبة الذاتية الدائمة.
8. الأسوة والقدوة الحسنة للرعية: في السلوك والأخلاق والعبادة والتقوى والعدل والرحمة والحكمة والإدارة والحزم والعفو والعمل والاجتهاد، فالحاكم قدوة للوزراء ومسؤولي الدولة وأفراد المجتمع وقد امتلأت صفحات التاريخ الراشدي في عهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي بالأسوة الحسنة، في الصدق والأمانة والتواضع والزهد والشجاعة والثبات على الحق، وحسن المعاملة للناس، فقد كان الخلفاء الراشدون يعيشون بين الناس ويتحملون المسؤولية أمام الله وأمام الأمة وقدموا نموذجاً للاقتداء بهم والسير على منهجهم. وذكر الدكتور العلامة عبد الباقي الحقاني الكثير من الأمثلة الدالة على ذلك.
وفي المبحث الثاني، كان حديثه عن الخصائص والأخلاق القيادية والإدارية فذكر منها:
القوة وأداء الأمانة. حسن الولاية والتفوق في الدراية السياسية. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الطاعة في المعروف وشرائط الطاعة للحاكم المسلم. اتباع الحق والعمل به. عدم الخوف من لومة لائم وانتقادات الآخرين. السكينة والوقار. الاعتدال والوسطية في كل الأمور في العبادة والأخلاق والإنفاق والحب والبغض والطعام والشراب واللباس وفي السير وفي النوم…إلخ. العدالة الاجتماعية عن أنواعها وأهميتها وطرق تنفيذها وفوائدها. الإحسان: وعن عاقبته وتعميمه ومظاهره. الرحمة والشفقة وصورها وضرورتها وأسبابها وأهميتها للحكام. الصدق في الأقوال والأفعال، وأثره في الحاكم وانعكاس ذلك على الشعوب. الوفاء بالعهود، وأهميته للحكام وفوائده. القدرة على التوجيه والفصاحة. مراعاة التخطيط المنظّم والانضباط السليم. الخبرة والشجاعة. الجهاد وكفالة المجاهدين وأسرهم. الكرم والجود والسخاء والإيثار. إنجاز شؤون الدولة وتحقيق أهدافها. العفة والعفاف. الحلم. الصبر وتحمّل المشاق. الحياء. الصفح والعفو عند المقدرة. سلامة الصدر. الرفق ولين الجانب. المداراة مع المخالفين وحل مشاكلهم. الأناة والتبين وعدم المبادرة في معاقبة المجرم. إنزال الناس منازلهم. الشكر والتقدير. الثناء وتحفيز العاملين. تسهيل لقاء الناس والتيسير عليهم. توزيع الأعمال وفق الكفاءة العملية. التواضع وعدم الترفع على الآخرين بسبب نمط حياة الشخص. تحديد الاختصاصات وفق العدل والمصلحة. عدم الاعتماد على التزكية وحدها (حتى من الثقات) في التوظيف والتعيين. الإشراف المباشر والمحاسبة الدائمة. الاعتراف بالخطأ وعدم الإصرار عليه. حسن التعامل والتعاون على البر والتقوى. إنجاز العمل بنفسه. إنجاز الأعمال في حينها وميعادها. الإتقان في العمل. تفقد أحوال الرعية وحل مشاكلها. قبول الشفاعة الحسنة. استشارة من يكون أهلاً لها. الحزم والعزم والإرادة القوية في الحكم. الرغبة في الرقي والتطوير والترغيب في ذلك. التواضع وهضم النفس. مباشرة الأعمال الشخصية بنفسه دون الإيكال إلى الغير. تقدير الكرام ووجوه الناس. السياسة الحكيمة تُرعب الأعداء وتحافظ على هيبة الدولة. البصيرة والفطنة والفراسة. الإصغاء للشكاوى على الولاة والموظفين وعدم الاستماع للوشاة. الشعور بالمسؤولية. الحفاظ على بيت المال. علو الهمة. المعاملة مع ولاته ورعيته معاملة الأولاد. اختيار خشونة العيش. الانشغال بأهم الأعمال وعدم الانشغال بالترف. مراعاة الصحة ومزاولة الأعمال قدر الاستطاعة. حفظ الأسرار وعدم إفشائها. الرضا بنصح المصلحين ونقدهم للحاكم.هذه موسوعة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية التي قدمها الدكتور عبد الباقي الحقاني للمهتمين بهذا النوع من الدراسات فالأمة في أشد الحاجة إلى معرفة أخلاق الحكام في الشريعة الإسلامية. وكل خلق تحدث عنه الشيخ أصّل له من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وهدي الخلفاء الراشدين، وأيّد ما وصل إليه من خلال أقول العلماء الذين اهتموا بهذا الفن من علوم السياسة الشرعية، وجمع بين المصادر القديمة والمراجع الحديثة بأسلوب عصره.
وفي نهاية الكتاب عقد الفصل الثالث: الأخلاق ومعالجة الانحراف الأخلاقي. وتحدث في المبحث الأول: عن تنمية الأخلاق وطرق تحصيل الأخلاق الحسنة، وفقه الخلق، وفوائده وأسباب التخلي عن الأخلاق الحسنة.
وفي المبحث الثاني: معالجة الانحراف الأخلاقي وأساليب معالجته بتصحيح العقيدة والمداومة على العبادات، والتدريب العملي والرياضة النفسية، والنظر في عواقب سوء الخلق، والقدوة الحسنة والتواصي بحسن الخلق.
وفي المبحث الثالث: فوائد اختيار الكفء وأضرار اختيار غير الكفء.
وفي المبحث الرابع: آداب الموظف المرؤوس.
إن هذه الموسوعة المباركة تبين لعلماء الأمة وقادتها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والأمنية، وهو أن:
الأخلاق في الحاكم أصل في شرعية ولايته، وليست أمراً ثانوياً أو تجميلياً. العدالة والشورى والأمانة قيم لا تقوم بذاتها بل تحتاج إلى ترجمة مؤسسية وإجراءات عملية. الانحراف الأخلاقي لا يعالج بالوعظ وحده، بل منظومة متكاملة تشمل التربية والتشريع والرقابة. معالجة هذا الانحراف، لا تكون بالتربية فقط، بل بإنشاء أنظمة رقابية وقانونية ومجتمعية متكاملة. اختيار المسؤولين على أساس الأمانة والكفاءة فرض شرعي وضرورة حضارية، لضمان صلاح الحكم واستقامة الإدارة.إن هذا العمل الموسوعي الكبير الذي قام به أحد أعلام الأمة الكبار من علماء العالم الإسلامي، يدخل في صميم المشروع الحضاري لهذه الأمة، وتعتبر سلسلة الشيخ عبد الباقي في السياسة والإدارة في الإسلام، وكتابه حفظ الأسرار وإفشاؤها في الشريعة الإسلامية، وهذه الموسوعة؛ من المراجع والمصادر المهمة في فقه السياسة الشرعية، وإدارة الدولة، ونظم الحكم، وطبيعة الحكومات وزعمائها الذين يريدون السير على نهج الشريعة الإسلامية في إدارة الحكم الرشيد. وهذه الدراسات تساهم مساهمة عملية جادة من خلال:
إعداد مدوّنات أخلاقية ملزمة في مؤسسات الحكم والإدارة تحدد السلوكيات المقبولة وتحاسب على الانحرافات. في إدماج التربية الأخلاقية في برامج إعداد القادة والموظفين لتكون جزءاً من التكوين المهني لا مجرد توجيه نظري. في تفعيل آليات الشورى والمحاسبة والشفافية على نحو مؤسسي يضمن الرقابة الداخلية والخارجية على أداء المسؤولين. في تعزيز التعاون بين العلوم الشرعية والإدارية والسياسية لبناء علم تطبيقي يسمّى (فقه الخلق) يخدم الحكم ويُرشد السياسات. في دعم الأبحاث التطبيقية التي تربط بين القيم الإسلامية ومتطلبات الإدارة الحديثة لتقديم نماذج عملية قابلة للتنفيذ.هذه قراءة متأنية لهذه الموسوعة التي أتمنى أن ترى النور، وتصل إلى قادة الأمة وحكامها، لكي يستفيدوا منها في حياتهم وقبل رحيلهم إلى عالم البرزخ، ويوم يقوم الأشهاد. كما أنني أدعو إلى نشرها وتعميمها على أكبر نطاق ممكن في العالم الإسلامي، وعلى المستوى الإنساني، وترجمتها إلى أقصى ما يمكن من اللغات، لكي تنظر الحضارات والدول والثقافات الإنسانية ما عند المسلمين من قيم وأخلاق متعلقة بالحكام، وإدارة الدول، ونظم الحكم.
ونسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك في جهود شيخنا الدكتور عبد الباقي الحقاني، ويتقبل منه، ويجعله من مفاتيح الخير والبركات، ويستخدمه للدفاع عن الإسلام ونشر رسالته الخالدة في الآفاق، وفي مشارق الأرض ومغاربها، وأن ينفع بعلمه أجيالاً وأجيالاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويكتبها له من الصدقات الجاريات بمنّه وكرمه وجوده سبحانه وتعالى.
(وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين)
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.