الموظف رائد أعمال

يقول الخبراء: «تستغرب كيف يعني رائد أعمال وموظف؟؟ هو التناقض لكن في الحقيقة هو شخص مؤمن جدًا بمبادئ ريادة الأعمال التي على رأسها الحرية والاستقلال، وامتلاك الرؤية والشغف، وتحديد أولويات العمل، والتعلم من الأخطاء وعدم الاستسلام، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات».

«لكنه لا يمتلك شركة أو ليس لديه مشروع أصلًا وبالتالي يقوم بتطبيق هذه المبادئ داخل الشركة التي يعمل فيها، وفي النهاية نستطيع القول إن المشروعات الناشئة والصغيرة تعتمد على رواد الأعمال الموظفين حتى تستطيع أن تنمو وتثبت نفسها في السوق، وثم تبدأ بالتوسع».

يقدم الخبراء هذه النصيحة لأصحاب الشركات الناشئة، بحيث يستقطبون الموظفين الذين يمتلكون عقلية رواد الأعمال، كي تنجح شركاتهم. وهذا يقودنا إلى استنتاج أنه لا يمكن أن ينجح في ريادة الأعمال من لا يمتلك خصائص شخصية رائد الأعمال، وذلك يضاعف العبء على جهات تشغيل الشباب، فمن الصعوبة بمكان صناعة رائد أعمال من شخص لا يملك خصائص وقناعات رائد الأعمال إلا بتدريب واسع ومكثف وكبير يعوضه هذا النقص.

لذا يفضل فتح المجال أمام الموظفين المبدعين العاملين في القطاعين الحكومي والخاص كي يدخلوا مجال ريادة الأعمال، وتقديم الدعم المناسب لهم، من ناحية التمويل بالقروض وتمليكهم بطاقة ريادة الأعمال، وجميع الدعم المقدم لرواد الأعمال، ليتم استقطابهم لفتح مشروعاتهم الخاصة، وفي المقابل يتركون وظائفهم بعد وقوفهم على أقدامهم ونجاح مشروعاتهم بعد عدد محدد من السنوات، مما سيساعد على إيجاد المزيد من الشواغر الوظيفية للباحثين، وسيزيد عدد رواد الأعمال الناجحين، وسيوسع هذا القطاع بأريحية وراحة في الوقت نفسه.

إن دعم وتوسعة قطاع ريادة الأعمال واحد من الأهداف الوطنية المهمة التي تعمل عليها الدولة، فهو مجال حيوي بحد ذاته، ومهم لنمو الخدمات والتجارة والزراعة والصناعة، ومهم لزيادة الدخل الوطني، ومهم لاستقطاب الأيدي العمانية العاملة، ناهيك عن دوره في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، سواء المشروعات الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة.

المصدر: لجريدة عمان