حمود بن سعيد البطاشي

أصدرت وزارة العمل مؤخرًا قرارًا وزاريًا بتحديد الحد الأدنى لنسبة العلاوة الدورية السنوية للعاملين العمانيين، حيث نص القرار على أن الموظف يستحق علاوة دورية بداية من شهر يناير من كل عام، بشرط أن يكون قد أمضى ستة أشهر على الأقل في جهة العمل.

 وتُمنح العلاوة وفق تقييم الأداء السنوي على النحو التالي: 5 % من الراتب الأساسي للتقييم "ممتاز"، و4% للتقييم "جيد جدًا"، و3% للتقييم "جيد"، و2% للتقييم "مقبول"، بينما يُحرم الموظف من العلاوة إذا حصل على تقييم "ضعيف".

ورغم أن الهدف المعلن من هذا القرار هو تحفيز الأداء الوظيفي وتعزيز ثقافة الإنجاز، إلا أن ربط العلاوة السنوية -وهي حق وظيفي أصيل- بمستوى التقييم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويُنتج بيئة عمل غير مستقرة، قائمة على التفاوت لا العدالة.

العلاوة ليست حافزًا بل حق وظيفي

العلاوة السنوية ليست مكافأة استثنائية، بل هي جزء من منظومة الراتب والتقدير الوظيفي الذي يُمنح للموظف نظير استمراريته والتزامه. والمفترض أن تُصرف بنسبة كاملة (5%) لكل من يؤدي عمله بضمير ويحترم قوانين المؤسسة، لا أن يُخصم منها بسبب تقييم قد لا يكون دقيقًا أو منصفًا في جميع الأحيان.

هناك الكثير من الموظفين المجتهدين الذين يؤدون واجباتهم بأمانة يومًا بعد يوم، لكن ظروف عملهم أو طبيعة مهامهم قد لا تمنحهم فرصة التميز الظاهري أو الظهور الذي يُؤخذ في الحسبان غالبًا عند التقييم. فهل من العدل أن يُخفض استحقاقهم المالي لهذا السبب؟

بيئة العمل العادلة أساس النجاح

إن غياب العدالة في منح الحقوق يولّد الإحباط، ويُفقد الموظف الشعور بالانتماء، ويُضعف من أدائه على المدى البعيد. فحين يشعر الموظف أن جهد عامٍ كامل اختُزل في تقييم فردي، فقد يتولد لديه شعور بالظلم، خاصة إذا لم تُرافق عملية التقييم معايير شفافة وواضحة، أو لم تراعِ طبيعة وظيفته وظروف عمله.

من هنا، فإن المقترح الأنسب هو أن تُمنح العلاوة الأساسية بنسبة 5% لجميع الموظفين الملتزمين والمنضبطين، وأن يُضاف على ذلك حافز استثنائي مالي أو إداري لأصحاب التقييمات "ممتاز" و"جيد جدًا"، ما يُحقق التوازن بين حفظ الحقوق وتحفيز الأداء العالي.

التقييم للتطوير لا للعقوبة

الغرض من التقييم ليس الحسم من الحقوق، بل المساعدة على تطوير الموظف وتوجيهه نحو الأفضل. أما إذا تحوّل التقييم إلى وسيلة للعقاب أو تقليص الاستحقاقات، فسيفقد دوره الإصلاحي، ويتحول إلى أداة للتهميش أو التصنيف السلبي، وهذا يتعارض مع أبسط مبادئ الإدارة الحديثة.

ختامًا...

نحن لا نعارض الحوافز، ولا نرفض التقييم، بل نطالب بأن يكون التقييم أداة إنصاف لا إجحاف. نثق أن وزارة العمل حريصة على دعم الموظف العماني وتوفير بيئة عمل عادلة، ولهذا نأمل منها مراجعة هذا القرار، بما يضمن العدالة والتقدير لكل موظف يؤدي عمله بإخلاص ويخدم وطنه بجدارة.

فالوطن لا يُبنى فقط بالتميز، بل أيضًا بالاجتهاد اليومي، والإخلاص المستمر، والعدالة التي تُشعر كل موظف بأن جهده محفوظ ومقدّر.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جامعة أسوان تفتح باب الترشح لمنصب عميد كلية الحقوق

أعلنت جامعة أسوان برئاسة الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس الجامعة، عن بدء تلقى طلبات الترشح لشغل منصب عميد كلية الحقوق، وذلك اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 3 أغسطس وحتى السبت 10 أغسطس 2025، وفقًا للقواعد المنظمة لاختيار القيادات الجامعية، وبما يعزز معايير الحوكمة والشفافية داخل مؤسسات التعليم العالى.

وأوضح نصرت، أن الجامعة تسير بخطى واضحة نحو اختيار قيادات أكاديمية ذات كفاءة، قادرة على إحداث نقلة نوعية في الأداء المؤسسي داخل الكليات، مشيرًا إلى أن باب التقدم مفتوح أمام الأساتذة العاملين بكلية الحقوق ممّن تنطبق عليهم الشروط، وأن استقبال الطلبات سيتم من خلال مكتب رئيس الجامعة بمقر صحارى، خلال أوقات العمل الرسمية من التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا.

عميد حقوقمحافظ أسوان يتفقد مجمع المواقف الشرقى لسيارات السيرفيس بكوم أمبوالتشغيل خلال أيام.. محافظ أسوان يتابع مشروع صرف صحي الرغامة البلد بكوم أمبو

وأكد "نصرت" أن الجامعة حريصة على اختيار شخصية أكاديمية تمتلك خطة تطويرية متكاملة، ووعيًا بتحديات المرحلة، وقدرة على تعزيز الدور العلمي والبحثي للكلية، ووضع مصلحة الطالب في مقدمة الأولويات، بما يسهم في دعم توجهات الجامعة نحو التميز الأكاديمي والاعتماد المؤسسي.

ووفقًا للجدول الزمني المعلن، سيتم إعلان القائمة المبدئية للمرشحين يوم الأحد 10 أغسطس، يعقبها فتح باب الطعون لمدة يومين (11 و12 أغسطس)، على أن يتم إعلان القائمة النهائية يوم الأربعاء 13 أغسطس 2025.

وتشمل مستندات الترشح: طلب باسم الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة، وبيان حالة وظيفية حديث، وسيرة ذاتية متكاملة، وخطة استراتيجية لتطوير الكلية، وشهادة قانونية من الشؤون القانونية، وصورة من بطاقة الرقم القومي، بالإضافة إلى عدد (6) صور شخصية حديثة.

واختتم القائم بأعمال رئيس الجامعة تصريحه بدعوة أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق إلى المشاركة الفعالة في هذه الخطوة التي تعكس روح الشفافية والمنافسة الأكاديمية، بما يحقق الاستقرار الإداري ويعزز مناخ التطوير داخل الكلية.

طباعة شارك اسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • هل تُقبل التوبة من المال الحرام إذا لم يرد لأصحابه؟ .. مجدي عاشور يجيب
  • في بداية كل شهر.. هذا ما يحصل مع فئة كبيرة من اللبنانيين
  • جائزة «حمدان بن زايد البيئية» تبدأ مرحلة تقييم المشاركات
  • متحدث «الخارجية»: مصر قدمت 70% من مساعدات غزة وتدعم سلامًا يعيد الحقوق
  • دراسة أهمية تقييم المضادات الحيوية المستخدمة في تربية الحيوانات
  • تقييم بيئي لمعرفة حجم الضرر بالغطاء النباتي نتيجة الحرائق في اللاذقية
  • جامعة أسوان تفتح باب الترشح لمنصب عميد كلية الحقوق
  • النفط يستقر مع تقييم السوق لتهديدات ترامب الجمركية
  • انخفاض في الخام الأمريكي وسط تقييم للمخاطر الجيوسياسية
  • الثقافة والرياضة والشباب تعيد تقييم القطاع الرياضي وخصخصة الأندية