هذه حقيقة أقولها للتاريخ وهي أن تحالف قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين لم يعترفوا بكفاح الحركات المسلحة الذي امتد لقرابة العقدين من الزمان في نضال تراكمي أرهق نظام الإنقاذ، فكان الحراك الشعبي في عطبرة والدمازين والذي انتقل للخرطوم وانتشرت الشرارة التي ساهم في نجاحها أجهزة النظام التي فتحت للمظاهرات حتى وصلت موقع الاعتصام أمام القيادة العامة فانحاز لها الجيش كعادته في كل الثورات الشعبية التي حدثت في السودان، في اكتوبر 64 وابريل 85 .

ونجحت الثورة في إسقاط الإنقاذ وفي هذه الثورة تسلق كثير ممن كانوا مع النظام من الرأسمالية فساندوا الثورة وتبنوها وحصروا قيادتها في شخصيات من خارج السودان مع إن بعضهم له تاريخ واضح بصلته المنفعية من الإنقاذ.

لقد قررت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين أن تعتمد مَن سَجَّل في دفتر حضورها لساحة الاعتصام ليصبح جزءاً منها ثم تغلق الدفتر، واعتبروا أن نضال حركات الكفاح المسلح ليس له قيمة، وأن الثورة لإسقاط النظام قام بها مَن وقع بالدفتر فقط !!

لقد كنت عضواً في لجنة التوافق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير بعد فض الاعتصام، وكضباط متقاعدين كونا لجنة تحت قيادة الفريق العتباني وقابلنا الطرفين في حركة ماكوكية حتي استعدنا ما كان متفق عليه بين المدنيين والمجلس العسكري، وكان مما تم الإتفاق عليه أن يتم تكوين الحكومة من المكون المدني وحركات الكفاح المسلح ولكن المدنيين أصروا علي ان يحوزوا علي 67٪ من عضوية المجلس التشريعي الإنتقالي وتعيين كل الوزراء من طرفهم ما عدا وزيري الدفاع والداخلية رغم أن رأي المجلس العسكري كان ضرورة أن يكون تشكيل الحكومة من كل من الحرية والتغيير وحركات الكفاح المسلح وتكوين مفوضية السلام للحركات التي لم تحضر الخرطوم وظلت خارج السودان (حركتي الحلو وعبد الواحد) .

كان من الواضح أن المدنيين لا يريدون أن يعترفوا بنضال الحركات المسلحة، وقد برز هذا جلياً عندما اجتمعوا مع ممثلين عنها بدار حزب الأمة ودخلوا في نقاشات استفزوا فيها ممثلي تلك الحركات وفشل الإجتماع في الوصول لتوافق بسبب تمسك المدنيين في قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بتشكيل وتوزيع الوزارات بينهم، وتكرر الاجتماع بفندق السلام روتانا ولكن زادت الفجوة وظل الخلاف يتوسع حتي وصل بهم أن استدعوا أمن الفندق لإخراج أعضاء الحركات من القاعة بالقوة، وتم تشكيل الحكومة من الحرية والتغيير وتجمع المهنيين.

وبعد تشكيل الحكومة ذهبوا لجوبا للتفاوض مع “حركات الكفاح المسلح” وفرضت الحركات شروطها وأخذت نصيبها من الوزارات والامتيازات، مع إنه لو تم الإتفاق مبكراً وقبل تشكيل حكومة حمدوك الأولى لتم تكوين الحكومة دون تمييز للحركات التي لم تكن في حوجة لعقد اتفاقيات سلام لأنها ليس لديها خلاف مع الشعب، وحضروا تلقائياً للخرطوم بمجرد ذهاب نظتم الإنقاذ، لكن أهل الحرية والتغيير جعلوا منهم أعداء فاضطروا للذهاب إلى جوبا لإبرام اتفاقيات وتصالح معهم بينما هم جاءوا أول الأمر بلا شروط واعتبروا أنفسهم جزءاً من أصيلاً من الشعب السوداني الذي أسقط نظام الإنقاذ، ومنذ أن وقعوا معهم اتفاق سلام جوبا أصبحت قيادة قحت هي الخصم والحركات خصماً لتلك القيادة التي كانت تتنافس في الوزارات والكراسي ونسوا قضية السودان ووحدته والتحول الديمقراطي الذي يتطلع له الشعب.

آثار تلك الخصومة التي صنعتها قوى الحرية والتغيير ما زالت قائمة، لأنهم تناسوا نضال الحركات المسلحة، ولو تم تكوين الحكومة الإنتقالية الأولى كما اتفقت عليه لجنتنا مع المجلس العسكري لما احتجنا للذهاب إلي جوبا وتوقيع اتفاقيات سلام، لأن الثورة كانت فعلاً تراكمياً وكان للحركات المسلحة دوراً بارزاً فيها، فالثورة المدنية مستمرة ولها عدة محطات بارزة كان آخرها ما حدث في 2013، لكن كل هذا أنكره قادة قحت فاستمرت العداوات حتى اليوم.

اليوم نجد حركات الكفاح المسلح تقف الموقف الصحيح رغم المرارات القديمة، وتقاتل مع الجيش الوطني ضد المليشيات المدعومة بالمرتزقة الأجانب والمسنودة بقوى الحرية والتغيير في مسماها الجديد (تقدم) وخلفهم تقف قوى خارجية إقليمية جعلت من تحالف (تقدم) سنداً سياسياً لمرتزقة الدعم السريع، في حين أظهرت حركات الكفاح المسلح وطنيتها وحرصها على بقاء الدولة ومؤسساتها.

رائد (م) حسن محمود حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر حرکات الکفاح المسلح المجلس العسکری

إقرأ أيضاً:

الفحص الدوري والتغيير ضرورة.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“

أكد عدد من المختصين في مجال الإطارات وخدمة السيارات، ضرورة فحص الإطارات بانتظام، وتغييرها في حال انتهاء صلاحيتها أو ظهور علامات التلف، مثل التشققات والانتفاخات، والذي يأتي مع اشتداد درجات الحرارة خلال فصل الصيف، في ظل تزايد التحذيرات من خطورة إهمال فحص إطارات السيارات، لما لذلك من تأثير مباشر على السلامة المرورية.الحرارة تسرّع التلفوأشار عبدالوهاب الميذان، صاحب سيارة خاصة بنقل الطلاب، إلى أهمية الاستعداد لموسم الصيف بفحص وتبديل الإطارات عند الحاجة، مؤكدًا أن الحرارة المرتفعة تُسرّع من تلف الإطارات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الفحص الدوري والتغيير.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“
أخبار متعلقة الفحص المفاجئ وحظر التدخين.. 30 شرطًا لتشغيل حافلات نقل الركاب بين المدنتحديث دليل مواقف السيارات.. موقفان للفلل و3 للشقق وواحد لكل 11,7 م²بالمقهىفرع واحد لكل مدينة.. و"صف السيارات" إلزامي ضمن اشتراطات المطاعم الفاخرة - عاجلوقال: أقوم يوميًا بتوصيل الطلاب والطالبات، وأحرص على سلامتهم، لذلك أُبدل الإطارات سنويًا، وخاصة مع دخول فصل الصيف، لأن حرارة الأسفلت تؤثر مباشرة على جودة الإطار وتقلل من عمره الافتراضي.
وأضاف: لا أنصح بالخروج في مشاوير طويلة دون التأكد من سلامة الإطارات، لأنها من أهم عناصر الأمان في السيارة.تجربة شخصية تدق ناقوس الخطروتحدث مرتضى البصري، أحد السائقين، عن تجربته قائلًا: سمعت صوتًا غير طبيعي في الإطار مع اشتداد الحرارة، وحين توجهت إلى أحد المحلات تبيّن أن الشمس جعلت الإطار قاسيًا ومتهالكًا، بعد الفحص، أوصى الفني بتغييره فورًا، وبالفعل قمت بذلك، مما أشعرني براحة واطمئنان أثناء القيادة، ولذلك أنصح جميع أصحاب السيارات بأهمية الفحص للإطارات حفاظًا على سلامتهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الفحص الدوري والتغيير.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“التأخير يهدد بوقوع الحوادثوأكد عبدالله الدوسري، زائر لمحلات الإطارات، أنه قام مؤخرًا بتغيير إطارات سيارته بعد أن لاحظ انتهاء تاريخها، وظهور علامات التآكل الواضحة، محذرًا من التهاون في فحص الإطارات، خصوصًا في الأجواء الحارة، بقوله: الكثيرون يهملون هذا الجانب، وهو ما قد يعرضهم لحوادث مفاجئة بسبب انفجار الإطار أثناء السير.خطوات دقيقة لفحص شاملمن جهته، أوضح فريد اليافعي، صاحب محل للاطارات، المختص في مجال الإطارات، خطوات الفحص التي تبدأ بإدخال السيارة إلى الرافعة ومراجعة حالة الإطار والتأكد من صلاحيته.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الفحص الدوري والتغيير.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“
وأضاف: بعض الزبائن يفضلون إطارات خاصة للاستخدام داخل المدن، وآخرون يختارون ما يناسب الطرق الطويلة، فالأسعار متفاوتة وتبدأ من 40 ريالًا وقد تصل إلى 1000 ريال، حسب الحجم والعلامة التجارية.الصوت مؤشر خطروأكد فيصل حسين، صاحب محل لبيع الإطارات، أن من أبرز علامات تلف الإطارات، التعرض الطويل لأشعة الشمس، أو تاريخ الإنتاج القديم، أو ظهور التشققات والتسلخات، أو صدور صوت غير طبيعي من الإطار.
وقال: كل هذه العلامات تتطلب تغييرًا فوريًا لتجنب انفجار الإطارات، خاصة مع حرارة الصيف.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } عبدالله الدوسريتجنب الإطارات المستعملةوحذّر عمار السلام، مختص في الإطارات، من شراء الإطارات المستعملة، داعيًا الزبائن إلى فحص تاريخ الإنتاج والتأكد من سلامة الإطار عند الشراء، وقال: وجود انتفاخ أو تشققات في الإطار مؤشر خطير، ويجب تغييره فورًا حفاظًا على سلامة السائق والمركبة.

مقالات مشابهة

  • العداوة ليست مع القائد كيكل بل مع فكرة قيام الدرع نفسه
  • شاهد | الفحص والتغيير ضرورة.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“
  • نصب الحرية يتشح بـالوعد الصادق.. تظاهرات في بغداد لفك الحصار عن غزة (صور)
  • الفحص الدوري والتغيير ضرورة.. مختصون يحذرون من أعطال الإطار ”صيفًا“
  • جمعية مساندة الكفاح الفلسطيني تشيد بالمبادرة الإنسانية للملك وترحب بتزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين
  • عاملونا كمجرمين.. شهادات صادمة من ناشطي أسطول الحرية بعد احتجازهم من قبل الجيش الإسرائيلي
  • حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
  • بروتوكول تعاون أكاديمي بين الجامعة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي
  • رئيس لجنة الإنقاذ الدولية: سكان غزة يموتون جوعا
  • خطط لتجنب تكرارها .. الحكومة تكشف أسباب أزمة انقطاع الكهرباء والمياه في الجيزة