تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت الدكتورة حنان حسن بلخي، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، أنها لم تكن تتوقع التصاعد الشديد فى العنف على المستوى الإقليمى، بالدرجة التى يصعب فيها إدخال المساعدات المُنقِذة للحياةِ أمرًا بعيدَ المنالِ بالنسبةِ إلى كثيرينَ ممن تعتمد حياتهم على تلك المساعدات. 

وقالت بلخى ، خلال جلسة الإحاطة الإعلامية حول حالات الطوارئ في إقليم شرق المتوسط : “مرت أربعةُ أشهر تقريبًا على عقدنا أولَ إحاطةٍ صحفيةٍ بشأن الطوارئ الصحية منذ أن توليت منصبي، ولم أكن أتوقع آنذاك هذا التصاعدَ الشديدَ للعنفِ في إقليمنا.

فلقد اشتدَّ الموقفُ سوءًا وازدادت الحالةُ قسوةً، في حين لا تزالُ المساعداتُ المُنقِذةُ للحياةِ أمرًا بعيدَ المنالِ بالنسبةِ إلى كثيرينَ ممن تعتمد حياتهم على تلك المساعدات” . 

وأضافت المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية : “إن الأزمةَ الصحية في غزة آخذة في التصاعدِ وصولاً إلى مستويات مروعة. فلقد اضطرَّ أكثرُ من مليونِ شخصٍ في رفح إلى النزوح مرة أخرى، وذلك منذ أوائل مايو. وباستثناء مستشفى ميداني تابع للَّجنة الدولية للصليب الأحمر، فإنه لم تعد في رفح أي مستشفيات عاملة. وعلاوة على ذلك فإنه يوجد عشرةُ آلافِ شخصٍ على الأقل عالقون داخل غزة بينما هم في حاجةٍ ماسَّةٍ إلى عمليات الإجلاء الطبي، وذلك على الرغم من أن العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم مستعدة لتقديم المساعدة.  ولقد شددتُ في المؤتمرِ الأخير في الأردن، المعني بالاستجابة الإنسانية العاجلة في غزة، أن دعواتنا المستمرة لحماية مرافق الرعاية الصحية وتأمين وصول مستدام للمساعدات لم يجر تلبيتها حتى الآن”.

وأما في السودان، فلقد بلغ عددُ النازحين اثني عشر مليونَ شخصٍ منذ تصاعد النزاعِ في أوائل عام 2023. وثمة خطرٌ داهمٌ بحدوثِ مجاعةٍ في أجزاء من الخرطوم ودارفور ومناطق كردفان، في ظل استمرار حرمان الناس من الغذاء والمساعدة الصحية. ونحذرُ أن قرابة مليونَي شخصٍ على شفا مستوى كارثي من الجوعِ. وعلاوة على ذلك، لا تزال مرافق الرعاية الصحية وفرقها تتعرض للهجمات. وفي 21 يونيه، شُنَّ هجومٌ على مستشفى الولادة الوحيد العامل في الفاشر، في شمال دارفور، وبسبب هذا الاعتداء، أصبح المستشفى يعمل بشكل جزئي فقط.

وتابعت: هذه هي الحقائق المروعة في إقليمنا، حيث تسبب تسييسُ الصحةِ في فرض قيود صارمة على العاملين في المجالِ الإنساني وتعطيل وصول المساعدات إلى ملايين الرجال والنساء والأطفال، ومن ثَمَّ مواجهة معاناة لا تطاق.

ومهما قُلْتُ فلن أكون مُبالِغةً في التشديد على الضرورة الملحة لاحتواء الكوارث الإنسانية المستمرة من خلال وقفٍ فوري لإطلاق النار وإيجاد حلول دائمة للسلام. وتشتد أهميةُ ذلك أكثر وأكثر مع التنامي الشديد للأثر الإقليمي للحرب في غزة.

ورغم الظروف الصعبة التي لا يمكن تصوُّرها، تواصل فِرقُنا تقديم الخدمات، بينما هم معرضون لخطر يهدد حياتهم وسلامتهم النفسية. فلقد واصلنا طوال الوقت مهماتنا الرامية إلى نقل المرضى في داخل غزة وتزويد المستشفيات بالإمدادات المنقذة للأرواح.  وعلى امتداد الأشهر الثمانية الماضية، أظهرت فِرقُنا العاملة في الميدان المعنى الحقيقي لتقدير كل حياةٍ بشرية. وإنني حقًّا مذهولة بشجاعتهم في إعلاء قيم منظمةِ الصحةِ العالمية. 
وتمكَّنت المنظمةُ أيضًا من إيصال المساعدات إلى مناطق التي يصعبُ الوصول إليها في السودان، ومنها مثلاً جنوب كردفان ، والخرطوم والجزيرة. وشملت المساعدات إمدادات طبية بالغة الأهمية مثل لوازمُ إسعاف المصابين في حالات الطوارئ، والإمدادات الطبية لعلاج الكوليرا والملاريا، ومجموعات أدوات التغذية لعلاج سوء التغذية.

في المدةِ القصيرةِ التي انقضت منذ توليت منصبي، زرت تسعة بلدان وأعتزمُ – هذا العام - زيارة جميع الدول الأعضاء في الإقليم البالغ عددها اثنين وعشرين دولة، ولو لمرةٍ واحدةٍ على الأقل.

إن كثرة العوامل التي تقع خارج نطاق قطاعِ الصحةِ لكنها في الوقتِ نفسه تؤثر على صحةِ الناسِ تأثيرًا مباشرًا لهو واحد من أكبر وأهم التحديات التي اتضحت بجلاء في أثناء زياراتي. فالصراعُ السياسي والفقرُ والتدهورُ الاقتصادي والنزوحُ الجماعي وانعدامُ الأمن الغذائي والمائي - كلها عوامل تؤثر مجتمعةً بالسلبِ على الحصائل الصحية. ومع ذلك، تقع المسؤوليةُ الرئيسيةُ للتصدي للعواقب الكارثية على عاتقنا بصفنا جهات فاعلة في القطاع الصحي.

وقالت: حدثني مسؤولو الصحة والشركاءُ في مجالِ الصحة والعاملون الصحيون أنفسهم - من جميع أنحاء الإقليم - عن التحديات التي يواجهونها في معرض الاستجابة للاحتياجات المتزايدة في ظل موارد محدودة للغاية. ومثال ذلك أن الأضرارُ التي لحقت بالبنية التحتية، وتأثير العقوبات على إتاحة الأدوية والمعدات الطبية، وهروب العاملين الصحيين بسبب انعدام الأمن كلها عوامل قد تسببت في إضعاف النُظُم الصحية في كثير من البلدان، وحرمان الكثير من الناس من الخدمات الصحية التي يحتاجون إليها على وجه السرعةِ. 

في حين كشفت زياراتي عن شدة الاحتياجات وخطورة التحديات على أرضِ الواقع، إلا أنها أظهرت لي أيضًا التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدث عندما نتحد من أجل الصالحِ العام: وخلال زيارتي إلى أفغانستان مع المديرِ الإقليمي لليونيسف، سانجاي ويجيسيكرا، جرى السماح بحملات التطعيم عن طريق الزيارات المنزلية في المنطقة الجنوبية من أفغانستان. ويأتي هذا الحوارُ في إطار الجهود الأوسع نطاقًا التي تبذلها مجموعةُ الخمسِ، التي تضم إيران وباكستان والعراق وأفغانستان، والتي تجتمع من جديدٍ لتعزيز تعاونها بشأن القضايا المتعلقة بالصحة. وبالتركيزِ على بناء القدرات البشرية، تستثمر مجموعةُ الخمس في القوى العاملة الصحية المستقبلية، وهو أمر أساسي لاستدامة النظمِ الصحية في الإقليمِ وضمان استمرار فعاليتها على المدى الطويل.

وإنني أرى أنه من المهم جدًّا أن يأتي دعمُ الإقليمِ من الإقليمِ حتي تصل الإمدادات الطبية بكفاءة وإنصاف إلى الأشخاص المقصودين بتلقي المساعدة؛ وأن نرعى قوى عاملة صحية قوية تحظى بالتقدير والحماية ولديها الحافز للبقاء في الإقليم؛ وأن يجري تسليط الضوء على مسألة اضطراب تعاطي المواد من أجل حماية الأفراد والمجتمعات، خاصة وأنه لا يزال يُنظر إلى اضطراب تعاطي المواد بوصفه من الأمور المحظور تداولها مجتمعيًا رغم أهميته وتأثيره المدمر على الصحةِ العامةِ.


واختتمت: أودُّ التذكير بأن عبارة "ملايين المحتاجين"، التي صارت عبارة شائعة في إقليمنا، لها تكلفةٌ بشريةٌ حقيقيةٌ. فبين هذه الملايين امرأةٌ حاملٌ جائعةٌ تحاول الفرار لإنقاذ حياتها، وطفلٌ يتيمٌ قَطَّعتِ الحربُ أوصالَ عائلتِهِ، ووالدٌ كسيرُ الفؤادِ وهو يشاهد الوَهَنَ يعتري جسدَ طفله الذي تغيَّر شكله بسبب نقص الطعام حتى يكاد لا يعرف طفله الذي رباه.  
 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إقليم شرق المتوسط الطوارئ الصحية الظروف الصعبة حالات الطوارئ منظمة الصحة العالمية إ منظمة الصحة العالمية فی غزة

إقرأ أيضاً:

استشهاد 30 فلسطينيا في هجوم إسرائيلي قرب مركز توزيع مساعدات بغزة

 استشهد أكثر من 30 شخصًا وإصابة العشرات جراء هجوم إسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة.

الرئيس الفلسطيني يدعو حماس إلى ترك الحكم في غزةمصر تؤكد ضرورة وقف العدوان على غزة وواشنطن تشيد بدور الرئيس السيسي في الوساطةرئيس إيطاليا: معاناة غزة غير إنسانية ووقف إطلاق النار ضرورة ملحةمصر وقطر تصدران بيانا مشتركا بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة

وقال شهود عيان لوكالة "أسوشيتد برس" أن الضحايا كانوا متجهين لتسلم المساعدات الغذائية عندما أطلقت القوات الإسرائلية النار، على حد زعمهم، على الحشود على بُعد حوالي 900 متر من مركز توزيع المساعدات برفح والتي تديره مؤسسة مدعومة من إسرائيل.

حادث مركز توزيع المساعدات بغزة

وأفاد عمر أبو طيبة، والذي كان من ضمن الحشد، "كان هنك إطلاق نار من جميع الاتجاهات، حيث اتت من السفن الحربية البحرية، والدبابات والطائرات المسيرة".

وأضاف: هناك على الأقل 10 جثث بجروح طلق ناري وعدة مصابين آخرين. حيث استعمل الناس العربات لنقل القتلى والمصابين إلى المستشفى الميداني، وتابع: "المشهد كان مروعًا".

وأنكر الجيش الإسرائيلي هذه الإدعاءات موضحًا في بيان أن قواته لم تطلق النار على المدنيين بالقرب أو في الموقع، مستندة على تحقيق أولي.

وأكدت وزارة الصحة بغزة التى تديرها حركة حماس عن استشهاد 31  وإصابة 170.

رد مؤسسة غزة الإنسانية

وأشارت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في بيانًا لها أنها سلمت 16 شاحنة محملة بالمساعدات "دون أي حوادث"، صباح اليوم الأحد، ورفضت ما تم وصفه بـ"تقارير كاذبة عن وفيات، وإصابات جماعية، وفوضي" حول موقعها الذي يقع في مناطق استولى عليها الجيش الإسرائيلي حيث الوصول المستقل لها محدود.

وحسب ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" فإن موقع توزيع المساعدات التابع للمؤسسة شهد فوضي من قبل يوم الأحد وأن عدة شهود عيان قالوا أن القوات الإسرائيلية اطلقت النار على الحشود بالقرب من موقع التوزيع.

وأكدت المؤسسة أن المقاولون الأمنيون الخاصون الذين يحرسون الموقع لم يطلقوا على الحشود، في حين اعترف الجيش الإسرئيلي عن إطلاق طلقات تحذيرية في أحداث سابقة.

وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل أن النظام الجديد يهدف إلى منع حماس من الاستيلاء على المساعدات. ولم توفر إسرائيل أي أدلة على على التحويل الممنهج، وحتى أن الأمم المتحدة نفت حدوث ذلك.

محاولات الأمم المتحدة بإدخال المساعدات

وامتنعت عدة وكالات للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية كبرى عن العمل عن العمل بالنظام الجديد مشيرة إلى أنه ينتهك مبادئ حقوق الإنسان لأنها تسمح لإسرائيل التحكم بمن يستلم المساعدات وتجبر الناس على الانتقال لمواقع التوزيع، مما يزيد من خطر النزوح الجماعي في المنطقة.

وتناضل الأمم المتحدة لإدخال المساعدات بعد أن خففت إسرائيل جزئيًا الحصار الكامل على المنطقة منذ الشهر الماضي. وتشير تلك المنظمات إلى أن القيود الإسرائيلية، وتفكك القانون والنظام، وانتشار النهب جعلت من الصعب للغاية توصيل المساعدات إلى نحو مليوني فلسطيني في غزة.

وحذر الخبراء من أن هذه المنطقة تواجه خطر المجاعة إذا لم يتم إدخال المزيد من المساعدات.

طباعة شارك هجوم إسرائيلي قطاع غزة القوات الإسرائلية مركز توزيع المساعدات رفح إسرائيل المستشفى الميداني الجيش الإسرائيلي وزارة الصحة بغزة حركة حماس مؤسسة غزة الإنسانية الولايات المتحدة المقاولون الأمنيون الخاصون

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن يصوت اليوم على مشروع قرار لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة
  • مجلس الأمن يصوّت اليوم على قرار لوقف إطلاق النار في غزة
  • مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات
  • الأمم المتحدة: مليونا شخص في غزة على حافة المجاعة
  • الأمم المتحدة: يجب التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع المحتجزين
  • الطعام فخ للقتل.. شهادات مروعة عن مجازر إسرائيل بغزة / فيديوهات
  • الطعام فخ للقتل.. شهادات مروعة عن مجازر إسرائيل بغزة
  • 23 قتيلا و200 جريح إثر قصف إسرائيلي على نازحين قرب مركز المساعدات الأمريكي في رفح جنوبي قطاع غزة
  • إطلاق النار في موقع توزيع المساعدات برفح.. شهادات مروعة وسط نفي إسرائيلي وتحذيرات من "أطباء بلا حدود"
  • استشهاد 30 فلسطينيا في هجوم إسرائيلي قرب مركز توزيع مساعدات بغزة