ترقب أميركي وعالمي لمناظرة بايدن وترامب التاريخية
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
تسيطر حالة من الترقب على الشارع الأميركي انتظاراً للمناظرة بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن ودونالد ترامب، خاصة في ظل وجود العديد من الملفات والقضايا الشائكة التي تهم الناخب الأميركي كالهجرة والاقتصاد وحقوق الإجهاض ولائحة الاتهام، بخلاف ملفات خارجية كالأزمة الروسية الأوكرانية والحرب في غزة وغيرهما.
ويواجه الرئيس الأميركي جو بايدن منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب غداً الخميس، في مناظرة لشبكة «سي إن إن» في أتلانتا، وهو أول لقاء مباشر لهما منذ آخر مناظرة على خشبة المسرح في عام 2020، ما اعتبرته صحف أميركية فرصة غنية لنشر خطوط هجومهما وحججهما السياسية أمام الجمهور الأميركي.
تقول صحيفة «نيويورك تايمز» إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب ركز حملته على مهاجمة بايدن فيما يتعلق بالهجرة والاقتصاد، وهو الأمر الذي وجدت استطلاعات الرأي أنه أهم اهتمامات العديد من الناخبين، مرجحة أن يهاجم ترامب الأمر التنفيذي الأخير الذي أصدره بايدن بشأن الهجرة، والذي يمنع المهاجرين من طلب اللجوء على الحدود الجنوبية عندما ترتفع عمليات العبور، بالإضافة محاولته استغلال المشاعر السلبية بشأن الاقتصاد وتكلفة الغذاء والسكن المتزايدة والتضخم كوسيلة لمهاجمة بايدن.
وأوضحت أن ترامب يسخر خلال الحملة الانتخابية، من السمات الجسدية للرئيس بايدن، ويقلد مشيته وكلامه، ويجادل بأن منافسه ليس لائقاً ليكون رئيساً، وهو ما يمكن أن يكون ملفاً مهماً في المناظرة.
وفي المقابل، ذكرت الصحيفة الأميركية أن بايدن وحملته يخططون لمهاجمة ترامب بشأن الإجهاض والديمقراطية، وهما قضيتان تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يضعون ثقتهم في الرئيس أكثر من سلفه، إذ هاجم بايدن لأكثر مرة تعامل ترامب مع هذين الملفين.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي في واشنطن أندرو خوسيه أن المناظرة ستكون بمثابة إظهار الكفاءة والمظهر، وهو أمر ضروري لطمأنة الناخب الأميركي في الوقت الذي تمر فيه الولايات المتحدة بفترة صعبة على المستوى الداخلي، وعلى مستوى السياسة الخارجية، موضحاً أن الناخب سوف يرى ما إذا كان ترامب أو بايدن قادرين على صياغة رؤية واضحة وملهمة لأميركا تتناقض مع التشاؤم السائد.
وتوقع خوسيه من كلا المرشحين أن يعدا بتغييرات جوهرية في النظام، بدلاً من محاولة الدفاع عن الوضع الراهن، وسيقدمان أيضاً طريقة لتجاوز الوضع المتشائم الحالي، وسوف يرى الناخب كيف سيفعل أي من الجانبين ذلك على أفضل وجه.
وحول أهم الملفات التي سيستخدمها كل مرشح، اعتبر خوسيه في تصريح لـ «الاتحاد»، أن لائحة اتهام الرئيس السابق دونالد ترامب ستكون أحد المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، حيث يحاول الرئيس الحالي جو بايدن استغلال ذلك لنزع الشرعية عن ترشح ترامب، بينما سيستخدم ترامب المناظرة لتصوير بايدن والديمقراطيين على أنهم يلجأون إلى ما يدعي أنها تكتيكات العالم الثالث لاستهداف المعارضين قبل الانتخابات الكبرى.
وأشار إلى أن بايدن اتخذ العديد من القرارات السياسية الجريئة، بما في ذلك التحركات الأخيرة التي توفر بعض الراحة لأزواج المهاجرين غير الشرعيين من مواطني الولايات المتحدة، ما يجعل سجل بايدن في سياسة الهجرة موضوعاً رئيسياً خلال المناقشة.
وبجانب ملفات الداخل الأميركي هناك قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية تهم الناخبين، خاصة الصين والحرب في غزة، حيث توقع أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن نبيل ميخائيل أن يحتل ملفا الصين والحرب في غزة مكاناً رئيساً في المناظرة ومحاولة كل مرشح المزايدة على بعضهما البعض في إظهار الدعم لإسرائيل، وهنا يمكن لترامب أن يضع بايدن في موقف صعب، من خلال تقديم توصيات سياسية أقوى لدعم إسرائيل، وهو ما لا يستطيع بايدن المزايدة عليه، لأنه إذا حاول بايدن القيام بذلك، فسوف يخسر الدعم من القاعدة الانتخابية التقدمية والأقليات التي يدعمها الحزب.
ومع الميل العام نحو السياسات التي تركز على العمال، سيحاول كل من بايدن وترامب تصوير سياساتهما على أنها تحابي العامل الأميركي وليس الشركات، وهذا الميل نحو الشعبوية من جناحي السياسة الأميركية اليسار واليمين موجود ليبقى، بحسب ميخائيل.
وحتى لا يتكرر سيناريو المواجهة الأولى بين ترامب وبايدن قبل 4 سنوات من مقاطعات متكررة، صُمِّم العديد من القواعد التي أصر عليها فريق بايدن هذه المرة - ووافقت عليها حملة ترامب، مثل كتم صوت الميكروفون الخاص بكل مرشح، إلا عندما يحين دوره في التحدث، ولن يكون هناك جمهور في الاستوديو ليتناغم مع الصيحات والسخرية، بحسب «أسوشيتد برس».
وعادة ما كانت المناظرات الرئاسية المتلفزة بين المرشحين للانتخابات العامة في سبتمبر أو أوائل أكتوبر، ويرجع ذلك إلى المناظرة الأولى بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون في عام 1960، ما يجعل هذه المناظرة مبكرة دليلاً على احتدام المنافسة بحسب CNN، التي ستستضيف هذه المنافسة التليفزيونية لمدة 90 دقيقة في استديوهات أتلانتا التابعة للشبكة.
وأكدت شبكة CNN أن المناظرة يمكن أن تكون لحظة حاسمة في السباق الرئاسي الذي تبلور في وقت أبكر من المعتاد، ويضم مرشحين معروفين عالمياً ولهما سجل حكم يمتد لـ 4 سنوات، فيما رأى خبراء أنها ستكون فرصة لإظهار كل مرشح قدراته العقلية والجسدية للناخبين الأميركيين في ظل تبادل الاتهامات المستمرة بينهما حول تلك القضية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة بايدن دونالد ترامب ترامب العدید من کل مرشح
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الأميركي ينمو 3% في الربع الثاني
نما الاقتصاد الأميركي بنسبة 3% في الربع الثاني مقارنة بالربع المقابل من السنة الماضية، وفقًا للبيانات الحكومية الأولية الصادرة اليوم الأربعاء.
وعلى الرغم من قوة هذه الوتيرة، بلغ متوسط النمو الاقتصادي 1.25% في النصف الأول، وهو أقل 1% من المسجل عام 2024.
وإلى جانب التقلبات الأخيرة في التجارة والمخزونات المتعلقة بالرسوم الجمركية، تباطأ النشاط الاقتصادي في الربع الثاني، وارتفع إنفاق المستهلكين -الذي يمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي– بنسبة 1.4%.
ورغم أن هذا يمثل تحسنًا عن انكماش 0.5% في الربع الأول من السنة، فإنه مثّل أبطأ نمو في أرباع متتالية منذ جائحة كورونا، وتوسع استثمار الشركات بوتيرة أبطأ بكثير في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين.
ونقلت وكالة بلومبيرغ عن سكوت أندرسون، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "بي إم أو كابيتال ماركتس"، قوله "اتجاه تباطؤ الطلب واضح للغاية خلال الربعين الماضيين، ويبدو أن النمو الآن يتراجع عن وتيرته المحتملة على المدى الطويل".
وأضاف: "نعتقد أن هذا سيمنح اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة قريبا المجال لبدء خفض أسعار الفائدة مجددا قبل فوات الأوان، على الرغم من خطر ارتفاع التضخم مؤقتا بسبب الرسوم الجمركية".
وارتفعت الأسهم وعوائد سندات الخزانة والدولار الأميركي بعد صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي، وقبل صدور التقرير، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الهند.
وأشاد ترامب برقم الناتج المحلي الإجمالي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بأنه "أفضل بكثير من المتوقع"، وجدد دعوته لرئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول وزملائه لخفض أسعار الفائدة.
إعلانومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي المسؤولون تكاليف الاقتراض دون تغيير في الوقت الحالي.
ومع ذلك، فقد عزز انعكاس التجارة الأميركية من قوة الناتج المحلي الإجمالي. وأظهر تقرير مكتب التحليل الاقتصادي أن صافي الصادرات أضاف 5% إلى الناتج المحلي الإجمالي بعد أن سجّل أعلى مستوى له على الإطلاق في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وتُطرح السلع والخدمات غير المُنتَجة في الولايات المتحدة من حساب الناتج المحلي الإجمالي، ولكن تُحتسب عند استهلاكها.