بايدن وترامب وجها لوجه.. أسباب تضاعف أهمية المناظرة بينهما
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
واشنطن- لأول مرة في التاريخ الأميركي، سيقف رئيسان لكل منهما سجل حكم يمتد لـ4 سنوات جنبا إلى جنب على منصة المناظرة.
وقد تكون المواجهة المرتقبة يوم الخميس بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب أكثر المناظرات الرئاسية أهمية منذ عقود.
ويسعى بايدن بشدة إلى الحصول على ثقة الناخبين، وسط مخاوف بشأن عمره وقدراته الذهنية وقيادته للسياسات الخارجية والداخلية الرئيسية، في حين يصعد ترامب إلى المسرح مفعما بالثقة، على الرغم من أنه مدان بارتكاب جرائم جنائية.
وعن أهمية المناظرة، صرح المدير السابق للحزب الجمهوري بولاية ميشيغان ساوول أزنوزيس، في حديث للجزيرة نت أن "المناظرة تتيح الفرصة للمرشحين لإظهار فطنتهما وصحتهما العقلية والجسدية للناخبين الأميركيين".
ويضيف أن الكثيرين يشعرون "بالقلق إزاء قدرات بايدن الذهنية، ويحاول الديمقراطيون الإيحاء بأن ترامب قد تكون لديه قضايا مماثلة. ويمكن أن تكون هذه المناظرة هي العامل الحاسم في هذا الشأن".
قبل 4 سنوات، اعتبر الكثير من المعلقين أن المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس آنذاك ترامب والمرشح الديمقراطي بايدن، والتي جرت في 29 سبتمبر/أيلول 2020، كانت "مروعة"، واعتبروها يوما سيئا للديمقراطية الأميركية.
ورأى المعلقون أن ما شهدته المناظرة الرئاسية كان مهينا لمنصب الرئيس الأميركي وللقيم الليبرالية التي تنادي بها الولايات المتحدة، خصوصا أن مئات الملايين تابعوا المناظرة حول العالم.
وانتهى المراقبون إلى عدم فوز أي مرشح بالمناظرة، حيث خيّم تبادل الاتهامات والهجمات الشخصية على الجدل بين المرشحين، الجمهوري والديمقراطي، في المناظرة.
وأظهرت المناظرة نموذجا متدنيا من النقاش والتواصل بين المرشحين، في وقت لم يوفرا أي إجابات شافية عن أسئلة المحاور في شبكة فوكس كريس والاس، والذي انتقل لاحقا لشبكة "سي إن إن".
وقبل 4 سنوات، كان النقاش الأوسع حول سجل ترامب في الحكم، وكيفية مواجهة تفشي وباء "كوفيد-19″، أما مناظرة الغد فسيتم التركيز فيها على سجل بايدن في الحكم، والذي يميزه ارتفاع نسب التضخم وانهيار منظومة الهجرة عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك، وتورط الولايات المتحدة ولعبها دورا كبيرا في حربين الأولى بأوكرانيا والثانية بقطاع غزة، وهو ما ترك الأميركيين منقسمين بصورة غير مسبوقة حول القضايا الخارجية.
ويقول أزنوزيس "إنه وعلى الرغم من أن الأمر مستبعد، فإنه إذا فشل تماما أي من المرشحين، سيكون هناك على الأقل بعض الفرص لاستبدالهما في مؤتمراتهما العامة المقبلة. هذه حالة فريدة من نوعها حيث يتم إجراء المناظرة قبل أن يتم ترشيحهما من مؤتمرات حزبيهما العامة".
شعبية منخفضةوتعد المناظرة الرئاسية المرتقبة خطوة مهمة مع احتدام المعركة الانتخابية في أجواء متوترة وغير مسبوقة وحالة استقطاب عميقة لم يشهدها التاريخ الأميركي من قبل.
ويزيد من أهمية هذه المناظرة رفض أكثر من نصف الأميركيين المرشحين الرئاسيين لأسباب مختلفة، إلا أنهم لا يملكون خيارات أخرى مع انعدام أي فرص لمرشحي الأحزاب الأخرى أو المرشحين المستقلين.
وأشار أزنوزيس إلى أنه "يجب على بايدن أن يظهر أن صحته وقدراته الذهنية تؤهله للحكم 4 سنوات إضافية (..)، في حين يجب على ترامب أن يظهر أنه بديل عملي مناسب لبايدن، وعليه أن يحاول إحراج خصمه وإظهار ضعفه دون أن يبدو مترصدا أو متنمرا".
وعلى الرغم من تفوق ترامب في أغلب استطلاعات الرأي خاصة في الولايات السبع المتأرجحة، فإن شعبية كلا المرشحين منخفضة مقارنة بأي مرشحين رئاسيين على مدار التاريخ الأميركي.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز أن شعبية الرئيس بايدن انخفضت إلى أدنى مستوى لها الشهر الماضي منذ بدء حكمه. وأظهر الاستطلاع أن 36% فقط من الأميركيين يوافقون على أداء بايدن الوظيفي كرئيس، بعد أن كانت نسبتهم 38% في أبريل/نيسان الماضي. في الوقت ذاته، وصلت نسبة شعبية ترامب إلى 45% بين الناخبين.
وبالرغم من تحسن المؤشرات الاقتصادية المختلفة، لا يشعر أغلب الأميركيين بتحسن الأوضاع الاقتصادية في عهد بايدن بسبب ارتفاع الأسعار وارتفاع تكاليف الاقتراض.
وأدى إلغاء المحكمة العليا للحق الدستوري في الإجهاض قبل عامين إلى فتح انقسام أيديولوجي وديني حول الحقوق الإنجابية التي يخطط بايدن لاستغلالها ضد ترامب. لكن بايدن يواجه تحديات بنفس القدر بسبب أزمة الهجرة على الحدود الجنوبية.
العالم أيضا ينتظرويتعدى الاهتمام بالمناظرات الولايات المتحدة والناخب الأميركي، مع ترقب الرأي العام العالمي للقضايا الرئيسية في مشهد الانتخابات الأميركية. ويعد فوز ترامب بالانتخابات خبرا جيدا لروسيا ممثلة برئيسها فلاديمير بوتين.
وتعهدت حملة ترامب بالعمل على وقف الحرب في أوكرانيا عن طريق طرح مبادرة صارمة لروسيا وأوكرانيا تدفع بانتهاء القتال والتوصل لحلول وسط بين الطرفين.
في حين تنظر أوروبا بخوف لاحتمال فوز ترامب لعدم إيمانه بقيمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للمصالح الأميركية، وهذا يضعه على النقيض من الرئيس بايدن الذي نجح في قيادة الحلف متحدا ضد التدخل الروسي في أوكرانيا.
كما أن حرب إسرائيل على قطاع غزة، والتي تهدد باستمرار الغليان الشبابي داخل الولايات المتحدة، تشكل نقطة ضعف مؤلمة للرئيس بايدن.
ويعد التشدد تجاه العلاقات مع الصين من القضايا النادرة، التي يجمع عليها المرشحان الرئاسيان، بغض النظر عن أسباب ومبررات كل منهما لاتخاذ هذه السياسة تجاه المنافس الأكبر للولايات المتحدة، إذ استمر بايدن في التشدد تجاه العملاق الآسيوي عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
يسرائيل هيوم ترصد أسباب اهتمام أميركا بإسرائيل
قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن حاجة إسرائيل إلى وقوف الولايات المتحدة في وجه من يسعون لتدميرها أمر لا جدال فيه، لكن تل أبيب أيضا ساهمت بالعديد من الأمور في بناء القوة العظمى.
وذكرت الصحيفة -في تقرير بقلم أرييل كاهانا- بأن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى جانب أحداث أخرى هزت ثقة إسرائيل بنفسها، مما أظهر أنها بحاجة ماسة إلى وقوف أميركا في وجه من يسعون لتدميرها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزويك: ما تجب معرفته عن مغادرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيرانlist 2 of 2توماس فريدمان: هكذا سيجعل قانون ترامب "الكبير والجميل" الصين عظيمةend of listولكن الصحيفة رأت أن إسرائيل قدمت بالمقابل "دعما لصديقنا العظيم عبر البحار"، بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي الـ249، مشيرة إلى أن الأسباب التي تسردها هنا ليست القائمة الكاملة للجوانب التي ساعدت بها تل أبيب أميركا.
إزالة النووي الإيرانيقالت الصحيفة إن جميع الإدارات الأميركية في الجيل الماضي اعتبرت البرنامج النووي الإيراني تهديدا للولايات المتحدة، وإن تباينت الآراء حول كيفية مواجهته، مع الاتفاق على أن الأمر يتطلب اتخاذ إجراء.
وقد قامت إسرائيل بالمهمة -حسب الصحيفة- حيث أزالت خلال 12 يوما من عملية "الأسد الصاعد"، تهديدا وصفته المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس بأنه بالغ الخطورة على الأمن القومي الأميركي، وبالفعل جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيرا واحتفل بهذا الفوز بقاذفة بي-2.
تدمير الصواريخ الإيرانةأشارت الصحيفة إلى أن إيران خططت على المدى البعيد، وبدأت فعلا ببناء ترسانة صواريخ باليستية، قادرة على عبور المحيط والوصول إلى أميركا، لكن بفضل العمل الإسرائيلي، لم يبقَ من هذه الترسانة إلا القليل.
انهيار المحور الإيرانيذكرت الصحيفة أن حزب الله ونظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، والمليشيات الإيرانية، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم يكونوا أعداءً لإسرائيل فحسب، بل لأميركا أيضا، وقد فرحت واشنطن بانهيار هذا المحور بعد فرار الأسد، لأنه تعزيز إضافي للأمن القومي الأميركي نتيجة للجهود العسكرية الإسرائيلية.
إعلان تفوق الأسلحة الأميركيةفي نجاح إسرائيل ضد إيران وحزب الله، أثبتت تل أبيب -حسب الصحيفة- الفعالية الهائلة لأنظمة الأسلحة المصنوعة في أميركا، ولا شيء يثبت مثل هذه الفعالية فيما يتعلق بالمنتجات الدفاعية الصينية والروسية.
رغم أن الكثيرين في الولايات المتحدة وإسرائيل ينكرون ذلك، فإن معظم العالم لا يزال يعتبر تل أبيب ذراع واشنطن الطويلة، مما يعني أن أي انتصار لإسرائيل يعد انتصارا لأميركا أيضا.
مكانة أميركاذكرت الصحيفة أن الصين كانت قبل عامين هي من تتوسط في اتفاق مصالحة بين السعودية وإيران، أما اليوم، فبفضل ترامب، ووجود إسرائيل في المنطقة، يدرك الجميع أن واشنطن وحدها هي من تشكّل الشرق الأدنى، وأن الصين وروسيا تم تهميشهما.
شرطي العالملا توجد قوة أخرى لديها دولة على الجانب الآخر من العالم تخوض حروبها سوى الولايات المتحدة -كما تقول الصحيفة- فليست لروسيا ولا الصين "إسرائيل" خاصة بهما في أميركا اللاتينية مثلا، وبالتالي تلعب إسرائيل دورا حاسما في هذا النظام العالمي، وفي تعزيز مكانة أميركا باعتبارها "شرطي العالم".
القبة الذهبية
أشارت الصحيفة إلى أن ترامب يطلق اسم "القبة الذهبية" على نظام الدفاع الذي يخطط له، وهو مستوحى من القبة الحديدية ونظام الدفاع الشامل الذي طورته إسرائيل ضد الصواريخ، مشيدة بالإنجازات التكنولوجية الإسرائيلية في أنظمة آرو وأنظمة الليزر والقبة الحديدية التي تخدم الولايات المتحدة وحلفاءها.
التكنولوجياذكرت يسرائيل هيوم أن التكنولوجيا العالية الإسرائيلية هي ثاني أهم مركز للتطوير التكنولوجي في العالم بعد وادي السيليكون، وقالت إن 2500 شركة أميركية تستثمر في الاقتصاد الإسرائيلي، دون أن تكون مجبرة على ذلك، كما أن عشرات الشركات الإسرائيلية مدرجة في بورصة ناسداك، وتشكّل حوالي 20% من الشركات الأجنبية المدرجة فيها.