خان يونس (قطاع غزة)- الوكالات

تقترب المجاعة ببطء من سكان غزة الذين يقضون ساعات في طوابير للحصول على بضع مغارف من طعام مطبوخ وفرصة لملء عبوات بلاستيكية بالمياه الصالحة للشرب، وذلك بعد مرور نحو تسعة أشهر من العدوان العسكري الذي تشنه دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

وفي بعض الأحيان لا يوجد ما يستحق الانتظار في طوابير لأجله بالشوارع المدمرة والمدارس المزدحمة التي تحولت إلى ملاجئ للغالبية العظمى من الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب القصف.

وقال عبد الرحمن خضورة، بينما يبحث عن مكان للحصول على المياه في خان يونس جنوب غزة، "لا مياه ولا أكل كيف ما شايفين. بنمشي مسافات طويلة لندور على مياه غير موجودة أساسًا".

وعلى الرغم من الجهود الدولية المتضافرة، قالت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع هذا الأسبوع إن غزة لا تزال عرضة لخطر المجاعة بشكل كبير، حيث ما زال نحو خُمس سكان القطاع يواجهون انعدام الأمن الغذائي "الكارثي".

وأعلن مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أمس الأربعاء استشهاد طفل بسبب سوء التغذية والجفاف.

وفي مدرسة تديرها الأمم المتحدة في خان يونس تحولت إلى مأوى للنازحين، كانت أم فيصل أبو نقيرة تجلس على الأرض وتعد وجبة صغيرة لها وأطفالها الستة.

وقامت بتقطيع الطماطم (البندورة) في وعاء ثم وضعت الفاصوليا والمكونات في وعاء صغير قبل أن تطحنها في هاون ومدقة. وكانت بناتها الصغيرات على مقربة يلعبن بفتور. وأطعم زوجها رضيعا عدسا سائلا من زجاجة.

وقالت أم فيصل "إذا مجتش التكية هنا يوم يوم، عن جد بنحتار إيش بدنا ناكل في ها اليوم"، مشيرة إلى أن أسعار المواد الغذائية في غزة مرتفعة للغاية وأسرتها بلا أي دخل منذ بدء الحرب.

وقالت "للأسف بنعيش أسوأ أيام حياتنا، من ناحية مجاعة ومن ناحية حرمان" مقارنة بالحياة قبل الحرب عندما كانت الأسرة قادرة على إطعام أطفالها بشكل جيد وحتى منحهم مصروفا.

وقالت "اليوم يطلع ابنك فيك وأنت من جوا بتبكي دم قاعد، ليش؟ لأن أنت مش قادر توفر له أبسط حقوقه أو أبسط مقومات حياته".

وقاد عمال من المطبخ الخيري عربتهم التي يجرها حمار هذا الأسبوع وسط أنقاض شارع مُدمَّر في خان يونس محاطين بحشود ومتوجهين إلى مأوى في مدرسة تابعة للأمم المتحدة.

واستخدموا مجدافا لتقليب الطعام في وعائين ضخمين قبل غرف كميات كبيرة من العدس الأصفر لصف من الأطفال المنتظرين ومعهم أوعية ليحملوها إلى عائلاتهم.

واندلعت الحرب حينما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما في السابع من أكتوبر على بلدات في جنوب إسرائيل التي تقول إن الهجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز نحو 250 أسيرًا.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أدت إلى استشهاد 37765 فلسطينيا في غزة. وتسبب الهجوم أيضا في نزوح أغلب الناس من منازلهم، وتقول منظمات إغاثة إن إسرائيل يجب أن تفعل المزيد لإدخال الإمدادات.

وتنفي إسرائيل اتهامات إحداثها ظروف مجاعة وتنحي باللائمة على وكالات الإغاثة في مشكلات التوزيع وتتهم حماس بتحويل مسار المساعدات، وهي اتهامات تنفيها حماس.

ووقفت عنايات أبو حميد بالقرب من خزان مياه في الشارع بعد أن ملأت ثلاث عبوات بلاستيكية كبيرة بالمياه وحمّلتها على عربة ذات عجلتين. وقالت عنايات "ننتظر أربع أو خمس أو ست ساعات للعثور على المياه ثم نعود إلى المنزل"، وبعدها حاولت مع ابن صغير لها والعرق يتصبب من وجهيهما جر العربة التي علقت عجلتاها في الرمال.

 

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قبل غلق اللجان.. إقبال من أهالي حوش عيسى على التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025

شهد مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، اليوم، تزايدًا ملحوظًا في إقبال المواطنين على لجان انتخابات مجلس النواب 2025، قبل ساعات من غلق باب التصويت، حيث توافد الناخبون منذ الصباح في أجواء يسودها الهدوء والانضباط والتنظيم المحكم داخل مختلف اللجان.


وكثّفت الأجهزة الأمنية من تواجدها بمحيط المقرات الانتخابية لضمان تأمين العملية الانتخابية بشكل كامل، مع تنظيم حركة دخول وخروج الناخبين بالتنسيق مع الجهات التنفيذية، بما يضمن انسيابية عملية التصويت دون أي تكدسات.


وحرصت قوات الشرطة على توفير كل سبل الراحة للناخبين، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تخصيص مسارات ميسّرة وتوفير كراسٍ متحركة وتقديم الدعم المباشر لضمان وصولهم إلى اللجان بسهولة وفي أجواء آمنة ومنظمة.

انتخابات النواب بالبحيرة.. إقبال متزايد وتنظيم رفيع داخل لجان المحموديةبينقلو الناخبين للجان.. القبض على أنصار مرشح بالبحيرة

من جانبه، أكد المستشار مختار المهدي، رئيس لجنة 4 بحوش عيسى، أن العملية الانتخابية تسير بانضباط وهدوء، دون رصد أي معوقات قد تعطل سير التصويت، مشيرًا إلى أن غرفة العمليات بالمحافظة والهيئة الوطنية للانتخابات تتابعان مجريات العملية أولًا بأول.

وأضاف أن ارتفاع نسبة الإقبال خلال الساعات الأولى يعكس وعي المواطنين بأهمية المشاركة في اختيار ممثليهم داخل البرلمان، لافتًا إلى توقعات بزيادة الأعداد مع اقتراب موعد غلق اللجان.

طباعة شارك البحيرة حوش عيسى مديرية أمن البحيرة مدير أمن البحيرة إنتخابات مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • القلوب الرحيمة تواصل جهودها الإغاثية لمساعدة أهالي غزة في ظل البرد القارس
  • أهالي النبطية يناشدون كشف أسباب الانقطاع التام للكهرباء منذ 3 أيام
  • شهداء الطقس.. المنخفض الجوي يزيد معاناة أهالي غزة
  • أهالي محافظة السليمانية بكردستان العراق يكافحون لإزالة آثار الفيضانات
  • مأساة لا تتوقف.. هكذا مرّ المنخفض الجوي على أهالي غزة
  • تقرير: تسليح المستوطنين.. دعم من "الدولة" لترهيب أهالي الضفة
  • 383 شهيداً في قطاع غزة منذ اتفق وقف الحرب
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • الأمطار الغزيرة تغمر عشرات الخيام في خان يونس
  • قبل غلق اللجان.. إقبال من أهالي حوش عيسى على التصويت في انتخابات مجلس النواب 2025