بلطجة فتوات الأحياء الشعبية فى المحروسة تعرض لها كثير من كتابنا وأدبائنا وعلى رأسهم أديبنا الكبير المرحوم نجيب محفوظ، وكانت كل الدلائل تشير إلى أن "البلطجى" أو الفتوة محاطا بمريدية  "ومرتزقيه " وعصابته ويفرض سيطرته وسلطاته على كل كائن حى فى المنطقة التى يسودها  وفى الغالب كان الطيب منهم ( الفتوات ) يسعى لإشاعة العدالة بين فقراء وأغنياء المنطقة وكانت الدعوة دائماَ بأن ( يعيش الفتوة ملك الحته ) حتى يدافع عن مصالح الأغنياء ويمنع عنهم الأذى من الغير والفتوات زمان كانوا يتميزوا "بالمرجلة "وبصفات المحارب حيث الفتوة يأخذ منصبة ( بذراعه وبعصاه ) وليس بقلة الأدب !! ومع ذلك فإن الحروب التى  كانت تقوم بين فتوات الأحياء مثل حرب "فتوة الحسينية" ضد "فتوة الجمالية" شيىء يشبة الحروب الأهلية إلا أن الإنتصار كان دائماَ لصاحب السطوة وكانت الهدنه تتم على ما يقدمه العقلاء من الحكماء فى المنطقة للفتوات المتنازعين من أفكار وإتاوات زيادة وتقسيم جديد لمناطق النفوذ حتى يستتب الأمن والسلام فى الحى.


ولقد إستطاعت المحروسة بعد إنتهاء حكم المماليك أن تتخلص نسبيًا من هذه القوى الغاشمة ( الفتوة ) ليحل محلها ( اَلُثمْنْ ) أو نقطة الشرطة  حيث قسمت القاهرة إلى "ثمانى" مناطق إدارية وكل ربع فى هذا التقسيم يوجد به قسم بوليس يتبعة نقطة بوليس، وفى بدايات انتشار الشرطة كان الإستعانة "بالفتوة"  أمر لازم وحيوى وإستمر لفترة طويلة حتى تم الإستغناء عنهم رسمياَ وإستمرت ثقافة "الفتونة والبلطجة" منتشرة فى بعض أحيائنا الشعبية بصورة 
غير رسمية ولكنها مازالت حتى الأن تلقى بظلالها على المجتمع، ولعل فى غياب التدخل الأمنى أو الشرطى فى بعض الظواهر التى نراها فى صور متعددة تعطى دلالة بالغة على أن "البلطجة" قد تطورت مع الزمن ومع التكنولوجيا الحديثة  إنتشرت وتعددت مظاهرها القبيحة دون "خجل" ودون " خشى " !! 
فترى "بلطجة" على صفحات بعض الجرائد وخروج عن اللياقة وعن الأداب العامة وتحولت العصا فى يد "البلطجى" الفتوة إلى ( قلم ) يذبح ويقطع ويتعرض للأعراض وللشرف بغية الإبتزاز، والتكسب من خلال حملات ظالمة دون سند من الحقيقة، ورغم أن القانون المصرى قد طور أدواته  بحيث شرع المشرع مواد تعاقب على ( القذف والسب ) إلا أن إلتفافات كثيرة تحدث حول القانون لم تحول دون وقوع الجريمة وما نرى من بعض "السفلة" على شاشات التليفزيون وخاصة الفضائيات، حيث كل شيىء مباح تحت أسم الحرية وحرية الرد وكفالة التعقيب وكلها "شرشحة"، "وقلة  أدب" وتهجم بالألفاظ وبالإتهامات والسباب دون رابط أو ضابط، شيىء أصبح لا يمكن إحتماله ونحن نقدم لشبابنا وأطفالنا قدوة فى المجتمع لأشخاص يفترض فيهم بحكم مناصبهم السابقة أو اللاحقة أنهم كبار ومسئولين وللأسف الشديد أن "السافل والبلطجى" المعاصر أيضاَ له "مريدين وله محيطين" به من المرتزفة والجهلة والفتوات الصغار !! إن ظاهرة السفالة والبلطجة فى المجتمع أثبتت هذه الأيام عنوانها ومحل أقامتها ليس فقط فى عشوائيات المدينة يعيش  هؤلاء الخارجون عن القانون بل العكس أثبتت الظاهرة أن الأخطر هم هؤلاء "البلطجية" من سكان الفيلات والقصور !! 
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الخريطيات يشكر «عناد»

تقدم نادي الخريطيات بالشكر للاعب الفريق عبدالمجيد عناد على الفترة التى تواجد فيها مع فريق الخريطيات حيث تمنى مجلس الادارة التوفيق للاعب على الفترة التى قضاها مع الصواعق  ويستعد الخريطيات حاليا لتنظيم صفوفه مع استقطاب عدد من اللاعبين الجدد من اجل تدعيم صفوفه استعدادا للموسم الجديد وسعيه للعودة لدوري الاضواء. فيما جدد النادي للاعب أحمد جمال حتى عام 2027

قطر فريق الخريطيات عبدالمجيد عناد

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يشدد: لا تهاون في صيانة معدات ملوى.. لجنة عاجلة لبحث أوجه القصور
  • الملك محمد السادس يوجه خطابا بمناسبة عيد العرش هذا المساء ويترأس مراسم الاحتفالات بهذه المناسبة (بلاغ)
  • أطباء الشرقية تكلف المستشار القانوني بمتابعة قضية طبيب أبو حماد
  • نصائح للنفساء
  • إصابة طبيب إثر تعدي أسرة مريض بمستشفى أبو حماد المركزي بالشرقية
  • جرح قطعي بطول 10 سم.. الاعتداء على طبيب بمستشفى أبو حماد
  • “دومة” و”حماد” يبحثان الميزانية العامة ودعم القوات المسلحة
  • رحلة النغم والألم ( 2 )
  • الخريطيات يشكر «عناد»
  • العاهل الأردني وترامب يبحثان التطورات في غزة وسوريا